أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العرب والرئاسة القبرصية الجديدة














المزيد.....

العرب والرئاسة القبرصية الجديدة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم مما تتميز به نتائج الانتخابات الرئاسية القبرصية التي جرت أواخر الشهر الفائت (فبراير) وأسفرت عن فوز المرشح اليساري ديمترس خريستوفياس فيها من دلالات وأبعاد مهمة بالنسبة إلى العرب، فضلا عن دلالاتها وأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، فإن هذه النتائج لم تحظ باهتمام كاف من قبل المحللين والسياسيين العرب، ناهيك عن اهتمام الحكومات العربية والقوى السياسية عامة. ولا يمكن أن نفهم بعمق دلالات النتائج الانتخابية الأخيرة إلا إذا أدركنا جيدا الأهمية التي يشغلها موقع قبرص بالنسبة إلى العرب، وما مرت به الجزيرة من متغيرات سياسية منذ نحو 35 عاما أثرت ليس في الأوضاع السياسية لشعب الجزيرة فحسب، بل في جزء من موازين القوى الإقليمية الذي كان يتمتع به العرب سابقا في ظل قيادة زعيمها الراحل مكاريوس الذي قاد شعبه إلى تحقيق الاستقلال الوطني عام 1960 وعرف بمواقفه المبدئية المناصرة لقضايا الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني ومعاداته لإسرائيل والصهيونية، هو الذي كان أحد الزعماء المؤسسين لحركة عدم الانحياز إلى جانب تيتو وعبدالناصر وسوكارنو ونهرو وغيرهم. كما عرف هذا الزعيم بمواقفه المناوئة للسياسات الغربية ودفاعه المستميت عن السيادة الوطنية القبرصية ورفضه المشاريع الإلحاقية لأي جزء من الجزيرة بتركيا أو باليونان. ومنذ الانقلاب العسكري الرجعي الذي حدث عام 1974 بتواطؤ وتخطيط من النظام العسكري في أثينا الذي كان قد انقض بدوره على السلطة في اليونان عام 1967، وما أدى ذلك إلى تدخل تركيا عسكريا وإقامة كيان صغير موال لها في الشمال، لم تشهد الجزيرة استقرارا سياسيا ثابتا دائما حتى على الرغم من انهيار وفشل كلا الانقلابين اليوناني والقبرصي. وزاد الوضع تعقيدا في أعقاب وفاة مكاريوس بعد ثلاث سنوات من التدخل العسكري التركي في الجزيرة. وعلى الرغم من تناوب على الرئاسة القبرصية بعد رحيله أربعة رؤساء تراوحت اتجاهاتهم بين اليمين المعتدل والوسط، فإن ما من أحد منهم استطاع أن يملأ الفراغ الذي خلفه مكاريوس في الرئاسة، وبخاصة بالنظر إلى ما كان يمثله هذا الرئيس من زعامة كارزمية وصداقة وطيدة مع الدول العربية.. نقول هذا دونما أن نغفل ما للأوضاع السياسية المتدهورة التي يمر بها القبارصة والعرب على السواء من دور أيضا في فتور العلاقة التي تربط الطرفين، وتلوح اليوم في الأفق فرصة استثنائية تاريخية للاستفادة من فوز المرشح التقدمي خريستوفياس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتوطيد العلاقات القبرصية - العربية من جديد وتوظيفها في صالح قضايا العرب المصيرية الراهنة، وعلى الأخص القضيتان الفلسطينية والعراقية، وذلك لما هو معروف عن هذا الرئيس الجديد وحزبه من تأييد ثابت مبدئي لقضايا العرب. إن خلفية الرئيس خريستوفياس وهويته اليسارية لا ينبغي أن تخيف الدول العربية البتة، أو تحملها على التحفظ في العلاقة مع قبرص الدولة الصديقة تقليديا للعرب مادام الرجل معروفا باعتداله اليساري وشعبيته الواسعة داخل بلاده، ولاسيما أن الغرب مازال ينظر إلى أن عصر اليسار العالمي قد ولى بانهيار الاتحاد السوفيتي. وليس أدل على ما يتميز به هذا الرئيس الجديد من اعتدال وواقعية عقلانية أنه على الرغم من موقف حزبه المناهض لوجود القواعد العسكرية البريطانية فإنه لا يطرح حاليا بإلحاح برنامجا لإزالة هذه القواعد على الفور. كما لا يتبنى الرئيس وحزبه مشروعا اشتراكيا متطرفا لإلغاء ثوابت النظام الرأسمالي الذي يقوم عليه الاقتصاد القبرصي، حتى على الرغم من معارضاته وتحفظاته على اقتصاد السوق والخصخصة المنفلتة بلا ضوابط والعولمة. وهكذا لم يفز المرشح اليساري خريستوفياس إلا بفضل مرونة وواقعية برنامجه الانتخابي وابتعاده عن الشعارات اليسارية المتطرفة.. فهو يتبنى بقوة مشروعا لإعادة توحيد شعبه المقسم بين شمال تركي وجنوب يوناني. وكان حزبه "اكيل" قد عرف دائما بوقوفه ضد النزعات القومية والساسة القبارصة اليونانيين الرامية إلى إلحاق الجزيرة باليونان مثلما يقف ضد سلخ جزء منها لإلحاقه بتركيا أو تأسيس عليه كيان آخر. وبفضل هذه المرونة والسياسات الواقعية حظي الحزب وقائده بشعبية واسعة في أوساط كلتا الفئتين اليونانية والتركية، أو بالأحرى فإنه تمتع بتأييد هذه الفئة الثانية، وفي هذا الصدد صرح خريستوفياس عشية الانتخابات الأخيرة: "أريد أن أوجه رسالة صداقة إلى القبارصة الأتراك بأننا معهم في خندق واحد لإعادة توحيد وطننا ولنتمكن من إدارة أمورنا بعيدا عن التدخلات الخارجية". وبفضل هذه السياسة الواقعية حظي في الانتخابات الأخيرة بدعم أبرز أحزاب اليمين فضلا عن دعم الكنيسة الأرثوذكسية المعروفة بنفوذها الديني والسياسي الواسع في أوساط القبارصة اليونانيين. علما بأن حزبه يعد اليوم أقوى الأحزاب القبرصية ويتمتع بثقل أساسي في مقاعد البرلمان الذي كان خريستوفياس نفسه رئيسا له قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقد بادر رئيس القبارصة الأتراك محمد علي طلعت بتهنئة الرئيس المنتخب واتفقا على عقد لقاء في أقرب فرصة لاستئناف المباحثات من أجل توحيد الوطن القبرصي المقسم بين جزأين منذ 34 عاما. وبفضل هذه السياسة العقلانية المتوازنة تجاه مشكلة الانقسام بين فئتي شعبه استطاع خريستوفياس أن يجذب لأول مرة نحو 400 قبرصي يسكنون في الشطر الجنوبي ذي الغالبية اليونانية للمشاركة في الانتخابات. كما أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أعرب عن تفاؤله بتوحيد الجزيرة بعد فوز خريستوفياس. وفي ضوء كل هذه المعطيات المتقدم ذكرها والتي تؤكد النهج الواقعي العقلاني الذي يختطه الرئيس القبرصي الجديد في سياساته الداخلية والخارجية هل تبادر الدول العربية في ظل هذا الوضع السياسي الجديد الناشئ لتوطيد علاقاتهم مع قبرص، هذه الجزيرة الاستراتيجية التي تعد أقرب الجزر الأوروبية إلى منطقتهم العربية أم يمضون سادرين في مشكلاتهم الداخلية والإقليمية دونما اكتراث للاستفادة من هذه التطورات المؤاتية لهم؟




#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن ومكافحة الغلاء
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - العرب والرئاسة القبرصية الجديدة