وباء الانفجار السكاني المتمركز شرقاً ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الجهل والفقر هو المناخ الملائم لنمو جراثيم وباء الانفجار البشري غير العقلاني والذي سيؤدي عمل أسلحة الدمار الشامل بكل كفاءة ويقضي على الأخضر واليابس في الشرق التعيس مهبط الوحي والأديان .. ان الذين يؤمنون ان الله يرزقهم وأن يتوكلوا عليه في كل الأمور وأن يتناكحوا ليتكاثروا ليباهوا فيه الأمم ونزعة هؤلاء إلى الجنس بإدمان والفراغ القاتل الذي يعانونه فالمطالعة تكاد تكون معدومة والنشاطات الاجتماعية نادرة وكل ثروتهم الثقافية هو ما يتفوه به شيوخهم في خطب الجمعة الذي يتكرر عشرات المرّات وفي جلسات العزاء أيضاً والعقل في خمول وإجازة قسرية تحت طائلة التكفير وجلّ تفكير الشارع العربي هو الطعام والجماع وكثرة الإنجاب ممن يسمون بعُبِّدَ وحُمِّدَ وقد طالعت مقالاً ظريفاً حول (حُمّدَ) أي اسم محمد للكاتب المصري صلاح الدين محسن بعنوان (سعوديون يتطهرون من الاسلام . ومصريون يغوصون!!) بينما في مصر نجد ما هو أعجب من العجب العجاب : يكاد يكون ثلاثة أرباع تعداد المصريين من الذكور اسمهم محمد ! – . ولو كان جائزا تسمية البنات باسم محمد .. لسمي المصريون بناتهم باسم : محمد ..!
ومن المألوف جدا أن تجد مصريا اسمه محمد ويسمي ابنه محمد.. ! فيصير اسم الابن " محمد محمد "
والأغرب ، أنه من المألوف جدا أن يكون اسم الشخص المصري " محمد " واسم أبيه أيضا " محمد ، ويسمي ابنه أيضا " محمد " لذا فمن المألوف جدا بمصر أن تجد اناسا مصريين باسم " محمد محمد محمد " بل قد نجد من اسمه رباعيا " محمد محمد محمد محمد " !!! وهو ما لم نسمع عن وجوده بالسعودية . بلد محمد نفسه ..! ولا بالاردن التي يحكمها الهاشميون الذين هم من نسل قبيلة محمد – بنو هاشم - ! ولا في العراق حيث مرقد علي بن ابي طالب واحفاد محمد . من ابنته فاطمة ..!
ولا تجد لذلك مثيلا ابدا باية دولة معوربة مؤسلمة أو أي من الدول المؤسلمة غير المعوربة .. البالغ تعدادها أكثر من 50 دولة – هذه الظاهرة لا توجد ابدا الا بمصر . بين المصريين ..!
ومؤسس العائلة المالكة بالسعودية ليس اسمه محمد ولا حتي اسم أبيه ولا حتي اسم جده ولا حتي جد أبيه ! (( عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود )) .. !
ومنذ 1932 – اعلان المملكة العربية االسعودية - لم يتولي - لم يتول . حسب قواعد لغة أهل الجنة ! - حكم السعودية بلد محمد . ولا وملك واحد اسم " محمد "(تم)
في كل الأحوال الأسماء لاتقدم ولا تؤخر بقدر الأفعال .. والسؤال كيف لإنسان أن يفعل فعلاً خارقاً من إبداع علمي أو فني أو ثقافي وهو يعيش حياته منشدّ إلى ماضٍ ليس فيه إلا الدعاء والاستجداء والرضوخ لولي الأمر وإن ظلموا.. ومسلسل ديكتاتوريات الأمويون والعباسيون واستبدادهم لم يشهد أية انتفاضة شعبية سوى مؤامرات القصور وانقلاب العباسيين على الأمويين ووقعتي صفين والجمل بين أبناء العمومة من أجل الخلافة وما نجم عنها من معارك ضد ما سُمي بالخوارج ...! وقد انعدمت كلمة الحرية من قواميس الحكام الذين فاخر منهم وافتخر بلقبه (السفاح) وإن كان الآخرون أبقوا القابهم الأشد من السفّاح طي الكتمان ولم يجاهروا به , وكذلك انعدمت نعمة التفكير وليس للمسلم إلا النقل كالببغاء .. والتوكل القدري ، مما أبعد هذه الشعوب عن عجلة التقدم التكنلوجي وصنفها من الشعوب المستهلكة والمستوردة لكل شيء ابتداء من الإبرة وحبّة الدواء وأخيراً إلى رغيف الخبز ، وكل الحكومات العربية ستبقى عاجزة حتى على تقديم رغيف الخبر نتيجة هذا التكاثر السكاني المرعب وغير العقلاني وشعوب تجتر الجهل وتفخر دائماً بماضيها المجيد ، ويشيد الشاعر نزار قباني بهم :.
بالحر قانعـون وبالبرد قانعون
بالحرب قانعون وبالسلم قانعون
بالنسـل قانعون وبالعقم قانعون
بكل ما في لوحنــا المحفوظ
في الســـــماء قانعـون
وكل ما نملك أن نقــــول
إنا إلى الله لراجعـــــون

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل