سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان واضحاً ، منذ أن استكمل الجنرال بترايوس ، عديدَه ، أن الضربة سوف توجَّــه إلى جيش المهديّ .
كان الحديث صريحاً ، من جانب سياسيين أميركيين ذوي نفوذ في الكونغرس وخارجه ، ومن جانب معلِّقين ذوي معلومات .
ليس في الأمر سرٌّ ، أو مفاجأة .
بل لقد تمَّ التمهيدُ ، ببطءٍ ، وبُرودةِ دمٍ .
وفي تلك الاستعدادات ، حذّرَ معلِّقون معيَّنون من أن إخضاع مدينة الثورة ( الصدر لاحقاً ) سيُلحِق بالأهالي خسائرَ
أكثر من تلك التي لحقتْ بأهالي الفلّوجة ، ومن أن الأميركيين ستلحق بهم إصاباتٌ أكثر .
لكن الاحتلال ، في محاولته إخضاعَ الشعب العراقي ، لا يعرف لقوّته أو قســوته حدوداً . جورج دبليو بوش مغادرٌ البيت الأبيض ، ويتعيَّن عليه أن يُلحِق بالشعب العراقيّ المزيدَ من تجلّيات القتل .
إنه يمهِّد الأرضَ لخليفته الجمهوريّ الدمويّ ، ماكين ، ويضع العراقيل أمام الرئيس الديمقراطيّ المحتمَل .
ثم أن مقتدى الصدر أدّى دورَه .
لقد ساعدَ في إنهاكِ المقاومةِ ، وفي تقسيم بغداد على أسسٍ طائفية ، وفي فرضِ التخلُّفِ طريقةَ عيشٍ .
أمّا المساكين ، الحفاة ، الفقراء ، الذين صدّقوا دعوتَه أو دعواه ، فسوف يُقتَلون ويُحرَقون ويُمَثَّل بجثثهم .
ولقد جرى ذلك فعلاً ، في سوق الشيوخ والبصرة ومدينة الثورة .
هل سيُقَدَّم مقتدى الصدر إلى محكمة صوريّة ؟
محكمةٍ أعدّت الحكمَ بالإعدامِ سلَفاً ....
لا أستبعدُ ذلك .
لندن 23.04.2008
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟