أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - أربع قصائد














المزيد.....

أربع قصائد


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2117 - 2007 / 12 / 2 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


العودة إلى البارِ الإيرلنديّ

كان البارُ الإيرلنديّ ، وأعني حانةَ فيتزجيرالدَ
انتقلَ الليلةَ من دَبْلِن
كي يفتحَ ذاتَ البابِ الضيّقِ في لندن ...
لي أن أحسَبَ كلَّ الأمرِ هُراءً
أو معجزةً ؛
قُلْ ما شئتَ
ولكنّ البارَ هنا بالفعلِ :
مقاعدُهُ الخشبُ
العَتْمةُ في العُمْقِ
وأسماءُ زبائنِهِ
والزهرةُ تَنبتُ في رغوةِ بيرتِهِ السوداءِ
كأنّ كتابَ خيالٍ عِلْـمِيٍّ أدخلَــني مختبَراً
وكأني في أرضِ عجائبَ ...
...........................
...........................
...........................
هل كان البارُ الإيرلنديُّ ، هوَ ، البارَ الإيرلنديَّ ؟
أكنتُ الجالسَ حقّاً عند البابِ ؟
وهل كان زبائنُهُ أشخاصاً بشــراً ؟
ومقاعدُهُ الخشبُ ؟
هل كانت خشباً أمْ محضَ ضَبابٍ ؟
هل كانت تلك الجدرانُ الملأى بالإعلاناتِ حوائطَ من قرميدٍ
أم كانت ورقاً في الريحِ ؟
وتلك المرأةُ ذاتُ الثوبِ الأسودِ ...
أهيَ الساحرةُ ؟
*
الضوءُ الباهتُ يَبْهُتُ أكثرَ عندَ أريكةِ مالكةِ البارِ
ومن زاويةٍ لم أعهَدْها جاءَ الكلبُ الألمانيُّ الراعي بعصا ،
من زاويةٍ أخرى جاءتْ فاختةٌ ...
ثم أتى رجلٌ يحملُ أفعى تلتفُّ على يُســراهُ .
العَـتْمةُ تشتدُّ
ومالكةُ البارِ تردِّدُ أغنيةً لقراصنةٍ غرقوا في مرجانِ الكاريبيّ ...
العَتْــمةُ تشتدُّ
الألوانُ تغيمُ
وعيناي تغيمانِ .
......................
......................
......................
البحرُ بعيــــد .


لندن 28.03.2007

حـــريرٌ ســاخنٌ

مَـرِّغْ عينيكَ وجبهتَكَ ...
ادخُلْ في طيّاتِ حريرٍ لم تنسجْه يدانِ
وأدخِلْ هُدبَيكَ الجنّــةَ .
أنتَ اللائبُ
واللاعبُ
أنتَ المتمرِّغُ في عشبِ الليلِ
المتحدِّرُ في السيلِ
وأنتَ المنجرِفُ ، الضائعُ ، في أمواجِ حريرٍ لا تهدأُ ...
أنت ، الآنَ ، تحسُّ بأن رطوبتَها الساخنةَ التصقتْ بكَ .
أنت ، تحسُّ بأنّ حريراً دبِقاً أوشكَ أن يجعلَ جسمَكَ نوراً وحريراً .
هل تتأكّدُ ؟
هل تشعرُ أنكَ ناءٍ ، تتفصّدُ ؟...
هل تشعرُ أنكَ ناءٍ وسعيدٌ ؟
ما أجملَها !
ما أجملَها من طيّاتِ حريرٍ نسجتْـهُ ، ورائحةَ الخمرِ القرويّ ، يدانِ
إذاً ، بَدَنان ...

لندن 13.03.2007

الصبّــارُ في الحديقة المنزلية


يباغتُني الصبّارُ ...
في كل نظرةٍ وملتمَسٍ ألقاهُ صُلْباً و لامعاً !
........................
........................
........................

ويُقْلِقُني الصبّارُ ...
أهجِسُ أنني ضعيفٌ وقد أنبَــتُّــهُ في حديقتي قويّاً كأكوازِ الصنوبرِ
ربما تَعاورَهُ ثلجُ الشمالِ
وربما تناوَبَــهُ القَـرُّ الـمُشِتُّ
وربما أمَضَّ بهِ بولُ الكلابِ
وربّما تناستْــهُ مَن تهوى الزهورَ
وربما ...
ولكنه الصبّارُ
صُلْباً ولامعاً يظلُّ
ومرأىً للحديقةِ
ملعباً وملتجَـأً للعنكبوتِ
وقطرةً مخبّأةً للنحلِ ،
بيتاً مقدّســا ...


لندن 10.04.2007

سأحاوِلُ ألاّ أقولَ شيئاً


كانت غيومُ الصُّـبحِ باردةً ، مخلخَــلةً
وكان الماءُ يصعدُ من حشيشِ الـمَـرْجِ نحوَ الغيمِ ،
ثَمَّتَ ترتعي الخيلُ …
الـمَراكبُ في القناةِ
وفي الـمَراكبِ كان شايُ الصُّبحِ خيطاً من دخانٍ في الـمَداخنِ ؛
لا طيورَ هُنا .
غرابٌ كان يَنقرُ ، باحتدامٍ ، جُـثّـةَ السنجابِ .
والورقُ الذي قد كانَ حتى أمسِ بُـنِّـيّـاً على وجه الحديقةِ ، صارَ يَسْــوَدُّ .
النوافذُ رُقِّطَتْ بِـنَـثِــيرِ بلّــورٍ .
أيأتي الثلجُ ؟
سوف يدورُ في دفءِ القناني
في جذورِ الكَـرْمِ
والليلِ
النبيــذُ …

لندن 11.12.2006



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحربة الثلاثية
- وتقدّرون فتضحك الأقدار
- نظام المثقف التابع وعلاقتُه بتأييد الاحتلال
- الشاعر العراقيّ الوحيد - سركون بولص ( 1944-2007 ) ، يرحل في ...
- خريف باريس ، ربيع الأمل
- الاستنكار أضعف الإيمان
- قصائد نيويورك 3
- قصائد نيويورك 2
- The three coloniesالمستعمرات الثلاث
- قصائد نيويورك
- ديوان ُ صلاةِ الوثَنِيّ
- فرقة المشاة الثامنة الأميركية The American Eighth Infantry D ...
- ديوان حفيد امرىء القيس
- كتبتُ كثيراً عن بني اللقيطةِ
- ديوانُ الشيوعيّ الأخير يدخلُ الجَنّة
- سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن يحمل النهر في راحته ويقول: ل ...
- الشعرُ والجمهور
- مسرح دُمى Puppet Theater
- الخليفة ظِلُّ الله ، عبدبوش نوري المملوكي
- - المختارات- لها قصّتُها أيضاً …


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - أربع قصائد