أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - قصائد نيويورك 3














المزيد.....

قصائد نيويورك 3


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2064 - 2007 / 10 / 10 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


العاملُ العاطلُ عن العمل يستيقظ


بالطيورِ التي تُعلِنُ الشمسَ
يستقبلُ العاملُ الأسْــودُ النائمُ ، الصبحَ ...
كانت مَـمـاشي الحديقةِ ناعمةً بالندى
والغصونُ التي استيقظتْ تتشكّــلُ مثلَ الغصونِ
المصاطبُ مبثوثةٌ كالأرائكِ
والكلبُ يرفعُ قائمةً ...
ثَـمَّتَ الماءُ يَقْـطُـرُ من حنفيّــتِـهِ
والعصافيرُ تشربُ .
والعاملُ الأسودُ ، الآنَ ، يفتحُ عينيهِ
يفْرِكُ واحدةً
ثم يمضي إلى الحنفيّـةِ .
تفْزعُ فاختــةٌ .
يُخْرِجُ فرشاة أسنانِهِ ،
يتمضمضُ ...
يملأُ راحتَــهُ . يشربُ الماءَ
ســروالُهُ الجِــينْـزُ أسـْـودُ في زُرقةٍ .
كانت الشمسُ تَبْـلُغُ مصطبةَ النومِ .
يختارُ أخرى
ويُغْمِضُ عينيهِ ثانيةً
وينام ...



نيويورك 17.8.2007














المتشــرِّدُ والسنجابُ


كان صباحُ السبتِ لذيذاً :
شمسٌ فاترةٌ
ونسيمٌ يحملُ ضَوعاً من عشبٍ
وأوائلَ برْدٍ .
كان سياجُ حديقةِ " واشنطنْ سْـكْـوَير" نديّـاً .
....................
....................
....................
نفضَ المتشــردُ بطّـانيّـتَـهُ
وطواها .
أخرجَ قطعةَ خبزٍ من جيبِ السروالِ الجِــيــنْــز
تلَفّتَ ،
ثم استأنى عند شُجيرةِ ســرْوٍ .
هبطَ السنجابُ
دنا ،
حتى كاد يلامسُ كفَّ المتشــرِّدِ .
يلتقطُ السنجابُ فُتاتَ الخبزِ
ويرقصُ كالطيرِ ...
وكان المتشردُ ، مثل نبيٍّ ، يسترسلُ في لغةِ السنجاب !


نيويورك 18.8.2007










منــظرٌ مشــوَّشٌ

من غرفةِ نومِكَ
يبدو مبنى " الإمبايَر سْتَيت "
مختلفاً ...
كان ضبابٌ صيفيٌّ يمسـحُ ، بالفرشاةِ ، خطوطَ المبنى
و نتوءاتِ الذاكرةِ .
المطرُ الصيفيُّ ، غزيراً كانَ ، الليلةَ ...
والنجمةُ حمراءُ
كما كانتْ أبداً ...
....................
....................
....................
في الصبحِ
سنجمعُ ما نملكُــهُ في صُـرّةِ قُـطْــنٍ سـوداءَ
ونرحلُ في عرباتٍ من خشبٍ !


نيويورك 20.8.2007

ِ
















أمــطــارُ آب





دخانٌ ، بلونِ السحابةِ
يصعدُ من سطحِ مبنىً جوارَ الكنيسةِ ،
والمطرُ اشــتـدَّ
حتى لَواذِ العصافيرِ تحتَ النوافذِ .
ثَـمَّ مبانٍ تلاشتْ ملامــحُـها
واستَكَـنَّـتْ إلى بعضِها :
قد تَــوَحَّــدَ مرأى الكنيسةِ والبنكِ ...
سوف تكون الشوارعُ موحلةً
تحت أمطارِ هارْلِــمَ .
أين ينامُ المـشَــرَّدُ ؟
.................
.................
.................
في الشارعِ
ارتَــدَّ ضوءُ المرورِ إلى الأحمرِ .
المطرُ السيلُ أغلَقَ هذا السبيـــل.
نيويورك 21.8.2007































لا تَــقُــلْ



حينَ تجلسُ ، منفرداً ، في الحديقة
حينَ تدنو من المرفأ
حينَ تشربُ ، عجلانَ ، كأسَ الـجُـعـةْ
حينَ تمضي إلى ساحةِ الســوقِ حيثُ الطيور
حينَ تسمع أغنيةً
ونوافيرَ ماءٍ تدور ...
حينَ تدنو من المتشردِ في مَوهنِ الليلِ
حينَ الـقُـمامةُ تعلو
وحينَ تضيقُ الشوارعُ ...
حينَ الـمُـغَـنّي ينامُ الظهيرةَ ،
حينَ الأســـى ...
حين تأخذ سيارةَ الأجرةِ ، اليومَ ، نحو المطارِ البعيد ...
لا تَقُلْ في خفوتٍ : وداعاً !
لا تَقُلْ أيَّ شــيء
للبلادِ التي أورَثَتْكَ الجنونَ
البلادِ التي هدمَتْ وطناً فوقَ رأسِكَ
واستأجرتْ زُمْـرةَ القتلِ
واقتلعتْ من حديقةِ بيتِكَ معنى الغصون ...


نيويورك 29.8.2007





قــريةُ البرابرة


فتحوا مصرفَهم في وسطِ القريةِ
كالقلعةِ في السوقِ ،
وأعلَوا ســورَهم ، أعلى من النجمِ
وطاروا بجيادٍ من حديدٍ تحرسُ المصرفَ ليلاً ،
ثم قالوا : فَـلْـنُقِمْ مأدُبةً عُظمى
لنأكلْ جِلْدَ خنزيرٍ
ونشربْ من دمِ الثورِ
ونلبسْ صوفَ جاموسٍ .
لقد كان مساءً صاخباً ...
( كلُّ مساءٍ صاخبٌ في القريةِ )
الناسُ سكارى
ونيامٌ
وجنودٌ أدخَلوا ثُكْــناتِهم في لحمِهم ...
........................
........................
........................
لن يصدحَ القيثارُ
والقدّيسُ لن يأتي
ولا البلبلُ .
لن يختلفَ ، البتّــةَ ، في القريةِ ، نورٌ وظلام ...

لندن 01.09.2007







#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد نيويورك 2
- The three coloniesالمستعمرات الثلاث
- قصائد نيويورك
- ديوان ُ صلاةِ الوثَنِيّ
- فرقة المشاة الثامنة الأميركية The American Eighth Infantry D ...
- ديوان حفيد امرىء القيس
- كتبتُ كثيراً عن بني اللقيطةِ
- ديوانُ الشيوعيّ الأخير يدخلُ الجَنّة
- سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن يحمل النهر في راحته ويقول: ل ...
- الشعرُ والجمهور
- مسرح دُمى Puppet Theater
- الخليفة ظِلُّ الله ، عبدبوش نوري المملوكي
- - المختارات- لها قصّتُها أيضاً …
- جوزيف كونراد في البَرّ اللاتينيّ
- العالَمُ كما لا نعرفُهُ
- مرةً أخرى : لِنَتَفادَ الحربَ الأهليةَ
- في العراق : ولايةُ الذمّيّ ، لا ولايةُ الفقيه
- تفكيك العراق العربي
- قصيدةٌ أخرى عن - باب سُليمان
- جحيم عبد العزيز الحكيم


المزيد.....




- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي يوسف - قصائد نيويورك 3