أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدي يوسف - سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن يحمل النهر في راحته ويقول: لم يعد العراق وطني















المزيد.....



سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن يحمل النهر في راحته ويقول: لم يعد العراق وطني


سعدي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:55
المحور: مقابلات و حوارات
    


لقــاءٌ مع " أخبار الأدب " القاهـــريــة
سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن
يحمل النهر في راحته ويقول: لم يعد العراق وطني
محمد شعير
نورت مصر!


هكذا كان يبادر سعدي يوسف أصدقاءه المصريين عندما يلتقيهم ، كنا
نبتسم، فنحن المقيمون في مصر، بينما هو الآن بيننا في القاهرة
بعد 11 عاما من الغياب محاطا بالمحبة من أجيال جديدة قرأت له ،
كثيرون منهم لم يلتقوه من قبل.
ومن هنا قضى شاعر ( الأخضر بن يوسف) أيامه في القاهرة بين ندوة
وأخرى، وحفلات توقيع للاحتفاء بأحدث مختارات أصدرتها له دار
آفاق. وربما هذه المحبة هي التي دفعت البعض أن يعلق أن ثمة
مؤتمرين للشعر أقيما في توقيت متزامن: واحد رسمي (للمجلس الأعلى
للثقافة) وآخر لسعدي يوسف.






سعدي يوسف:
الفن بعيد وتكفيني عشر قصائد


ومن القاهرة أنطلق سعدي في رحلة وصفها بأنها رحلة حج .... إلى
الإسكندرية، رحلة إلي كفافي، ليشاهد متحفه، ويبحث عن أماكنه. كتب
سعدي بالإنجليزية في سجل الزيارات في المتحف: ( في بيت كفافي..
: أشعر كأني في بيتي). ابتهج سعدي بوجود ترجماته لكفافي في
المتحف، وبوجود بعض المقالات له كتبها معلقة علي حوائط المتحف.
وخرج إلي مطعم إيليت بحثا عن الأماكن التي جلس عليها الشاعر
اليوناني الكبير.
وفي كل هذه التنقلات كان سعدي يتحرك تتدلى من رقبته سلسلة ذهبية
تنتهي بخارطة للعراق: ( أهداها لي أحد الأصدقاء في السويد...
إنها هدية عزيزة كما يضيف فالوطن لم يعد قائما، فيتحول إلي رمز
وأيقونة يحملها الشاعر معه حيثما ذهب. ربما لهذا السبب لم يصدق
الكثيرون ما قاله سعدي عن العراق ( لم يعد لي وطنا) .... كلام
سعدي هنا أكثر إنسانية من كل كلام آخر وربما أكثر حبا للعراق من
أي كلام ، إنه هنا يريد أن يفصل هوية الشاعر عن هوية العراق ،
وهذا هو التعبير المنطقي لحالة اليأس من الواقع غير القابل
للتعايش، هنا حوار مع الشاعر العراقي الكبير ( وإن كان لا يحب
كما يوضح في هذا الحوار أن نصفه بالشاعر العراقي) حول مدنه
ونساءه ... وكانت البداية عن تنقلاته الفنية وارتباطها بالمدن
المتعددة التي سكنها!
تنقلاتي الفنية ارتبطت دائما ببلدان. إقامتي في الجزائر في أواسط
الستينيات تعتبر مرحلة مهمة، كانت بداية إعادة نظر في طريقة
كتابتي. وهذه النقلة الفنية ظهرت في (بعيدا عن السماء الأولي)،
و(نهاية الشمال الإفريقي)، ثم في ديواني الذي كتبته ببغداد
(الأخضر بن يوسف ومشاغله) الذي اعتبره من ضمن علامات مسيرتي
الشعرية. الاستغراق في الحياة العراقية انتج (تحت جدارية حسن
فائق) و(الليالي كلها) ثم تتالت المجموعات بعد أن خرجت من العراق
في أواخر السبعينيات ... وتقريبا كتبت في كل مدينة عشت فيها
ديوانا أو أكثر، أي أن هناك ارتباطا كبيرا بين دواويني والمكان
الذي أسكنه. وأجهز الآن لمجموعة شعرية تصدر العام القادم وفيها
إطلالة علي مشهد الطبيعة اللندني، ستكون تقريبا حوارا مع
الطبيعة.





لماذا اخترت أن تحاور الطبيعة.. هل تعبت من الحوار مع البشر؟



دائما أميل إلي التجريب، مجموعتي الأخيرة(الشيوعي الأخير يدخل
الجنة) التي من المفترض أن تكون قد صدرت الآن في المغرب هي
تنويعات علي تيمة واحده عن الشيوعي في تجاربه الواقعية المختلفة.
الآن المجموعة الجديدة التي كتبت فيها حوالي عشرين نصا هي
استغراق في التقشف (تقشف النص)، النص المضغوط أكثر من سواه،
وأتأمل فيها الطبيعة، وكيف أحس بها وأتفاعل معها بدون افتعال.
وفي هذا الديوان لا أريد أن أقول شيئا هو تدريبات علي اللمس
والحركة أريد ألا أقصد شيئا ولا أريد أن أفرض شيئا علي القارئ





نستطيع القول أن ذلك من تأثير تجربة لندن عليك؟


تجربة لندن بدأت بقصائد (العاصمة القديمة)، هي محاولة لاكتشاف
الخارج، ورصد لحالتي لكن ضمن أماكن وحالات معينة. أما المجموعة
الجديدة فهي مختلفة لكن التيمة الأساسية فيها (تأمل الطبيعة).





ألاحظ أنك تكتب كثيرا في السنوات الأخيرة.. هل للأمر علاقة
باستقرارك في لندن؟


بالتأكيد، الحقيقة لم اشعر بالاستقرار لسنوات طويلة، لم أجد
المكان الذي أطمئن فيه، أما في لندن فأنا أشعر فعلا بطمأنينة،
وأدرك أنني سأقيم فيه طويلا بعد أن شطبت تماما علي فكرة العراق
والتعامل معه كوطن.






ولكنه وطن ...؟


وطن ملغى، وليس وطنا كاملا. الوطن القائم لي الآن هو المملكة
المتحدة، منذ زمن لم أعد أعتبر العراق وطنا.





منذ متي تحديدا؟


منذ خرجت في أوائل الستينيات، صار لدي سؤال: هل أعود أم لا. وعدت
ولكن لفترة قصيرة.





إذا لم يعد العراق وطنك... ماذا تسميه إذن؟


مكان ميلادي الذي لم اختره، وأعتبر الأمر مسألة فنية استفيد منها
أثناء عملية الكتابة، ولكن لم أعد أنظر إليه باعتباره وطنا.







وهل تتابع ما يجري هناك؟


كنت في البداية أتابع باهتمام أكثر، ولكن مع الوقت تناقص هذا
الاهتمام.





هذا الاهتمام ناتج عن اعتبار العراق مكان ميلادك ونشأتك.. أم
لاهتمامك بالشأن العام في أي مكان في العالم؟
باعتباري أعرف تفاصيل كثيرة عن هذا المكان المحدد، أسماء الشوارع
والمدن، والمحافظات، والأنهار وأسماء العائلات. ولكن أعتقد بعد
مضي عامين علي الاحتلال صرت أنظر بدم أكثر برودة إلي ما يجري. في
السابق كانت تنتابني هواجس وكوابيس، وأحيانا أشعر بنتائج عصبية
سيئة عندما أراقب وأسمع الأخبار. بالتدريج بدأت أتحاشى هذا
(التهديم) العصبي المستمر فأقلل من متابعة الأخبار، وأسلي نفسي
بما أنا مؤهل له، وهو العمل الفني، لأن المتابعة نفسها تمنعني أن
أكون متوازنا أو قادرا علي العمل.





هل يغضبك إذن أن يتم تعريفك ب(الشاعر العراقي)؟


لا يغضبني، ولكنها لم تعد تسميه مناسبة لي، يمكن أن يقال(الشاعر)
فقط.





ولكن يغضبك أن يقال الشاعر الإنجليزي سعدي يوسف باعتبار أنك تحمل
الآن الجنسية البريطانية؟


بالتأكيد، لأنني لا أكتب بالإنجليزية.





نعود مرة أخري إلي (تجربة لندن) وغزارة انتاجك الشعري فيها...
ألا يمكن أن تتناقض الغزارة مع الجودة؟


ليس لدي ادعاءات، إنني مستعد أن أتخلص من 90 % مما أكتب، أستطيع
أن أحذف كل ما كتبت وأكتفي فقط بعشر قصائد أقول إنها هي كل ما
كتبت، ولكن حتى أصل إلي هذه القصائد العشر لابد أن أكتب ألف
قصيدة. وأنا لا أضع ما أكتبه موضع القداسة، لأن علي المرء ألا
يعجب اعجاب التباهي بما كتب، لأن الفن يظل دائما بعيدا، ومهما
بلغ الإنسان من نجاح ، أو مما ظنه هو أو الآخرون نجاحا يظل الفن
بعيدا، نحن نحقق شيئا ونقترب خطوة إلي الأمام، ولكن الفن يبتعد
خطوة.





ولدت في البصرة منذ أتنين وسبعين عاما ما الذي تبق في ذاكرتك من

هذه المدينة؟


مشاهد الطبيعة، غابة النخل الكبيرة، شط العرب، والأنهار المتفرعة
من، وجوه بعض الأصدقاء وخاصة الذين ارتبطوا معي بفترة الطفولة
والفتوة، ربما سجن البصرة لأنه يمثل شيئا بالنسبة لي فقد سجنت
فيه، المكتبة العامة والقراءات الأولى.





بعد البصرة انتقلت إلي بغداد؟


انتقلت إلي بغداد للدراسة الجامعية في جامعة بغداد، ثم عدت إلي
البصرة وعملت في التدريس.





ومتي سجنت؟


سجنت في الستينيات بعد انقلاب البعثيين، وخرجت من السجن وأخرجت
من العراق لأنني لو بقيت لاعتقلت. وخرجت من السجن في صدفة عمياء
قبل يوم واحد من انقلاب عبد السلام عارف علي البعثيين، وكان هناك
صديق شاعر اسمه حسين مردان وكنا نسميه(الشاعر الرجيم) وهو من
بلده تسمي السعدية، ويمت بصله قرابة إلي علي صالح السعدي الذي
كان وكيلا لوزارة الداخلية، وفي إحدى المرات سأل السعدي مردان:
هل مازال هناك مسجونين من الأدباء والشعراء، فذكرني. فأرسل إلي
إدارة السجن لإطلاق سراحي فورا، وكان ذلك في المساء فقالوا لي
أبق حتى الصباح كي تأخذ ملابسك ، فرفضت الانتظار وقلت سأخرج
بالبيجاما، واتصلت بأقاربي ليأخذوني... وفي هذه الفترة دبرت جواز
سفر وخرجت.








وما أول مدينة خارج العراق زرتها؟


طهران، ومنها إلي أصفهان وشيراز ، هذه المدن المرتبطة بمسائل
حضارية كانت أول ما رأيت، وزرتها بشكل جيد. ثم زرت دمشق وأقمت
فيها لفترات طويلة حتى التسعينيات.





وماذا تمثل لك دمشق كمدينة؟


إنها كنز من الذكريات والثقافات والشخوص، لي أصدقاء حقيقيون
فيها، وأعرفها بشكل جيد.





والقاهرة؟


زرت القاهرة للمرة الأولي في عام 1958، كنت أعمل في الكويت، وفي

عطلتي الصيفية زرت القاهرة، وأقمت في عوامة علي النيل (العوامة
81) ، ومازلت أتذكر اسم صاحبة العوامة زينب كابش، كانت تسكن في
الطابق العلوي، وأجرت لي الطابق الأسفل، وكانت المنطقة في منتهى
الجمال والنظافة.





? عاماً القاهرة 58 والقاهرة 2007 ما الذي تغير خلال (تقريبا) خمسين


المعالم الأساسية في العواصم القديمة تظل كما هي، إن لم تهدم في
الحروب والكوارث والزلازل، معالم القاهرة ظلت كما هي ، زاد فقط
عدد العمارات الشاهقة والتلوث، والبنوك والسيارات وإن بقيت
سيارات الأجرة علي حالها.





بعد زيارتك الأولي للقاهرة..ماذا كانت وجهتك التالية؟


عدت إلي الكويت مرة أخري لأواصل عملي، وعدت إلي العراق في أوائل59
والتحقت بالعمل في التدريس حينا والصحافة حينا آخر.





ما هي أول مدينة تعتبرها مدينة منفى؟


المدن العربية لم اعتبرها (منافي) وحتى بعض المدن الغربية مثل
بلجراد وقبرص، وقد قضيت في كل منهما خمس سنوات، لأنني كنت أعمل
مع الفلسطينيين. ربما فترة إقامتي في باريس ثم في لندن هي
الفترات الوحيدة التي يمكن أن تنطبق عليها شروط المنفى.





يعني اللغة وحدها هي التي تحدد طبيعة المكان...إذا كان منفي أم
لا؟
نعم، لأنني أعتبر المنفى عندما تكون خارج شروط الثقافة العربية
وتأثيرها.





باريس هي منفاك الأول إذن؟


في باريس.... سلكت ما يسلكه الفنانون عندما يأتون إلي ، أي أنهم
يبدأون الخطوات الأولي عكس المعادلة الطبيعية. يجب أن تسكن في
الطابق السابع، ومع الوقت تهبط طابقا طابقا حتى تصل إلي الطابق
الأرضي، وعندها فقط تكون قد تعلمت كيف تعيش في المدينة، وتكون
قد تعلمت اللغة والطرقات جيدا، وأصبح لك صديقة، هذا من الجانب
الفني. وفي باريس أيضا استعدت لغتي الفرنسية، وكنت قد تعلمتها في
سنوات الدراسة الجامعية، وفي سنوات الجزائر. وهناك أيضا ساهمت في
العمل السياسي وشاركت في تأسيس المنتدى الديمقراطي العراقي، الذي
انتخبت رئيسا له بالإجماع رغم أنه كان يجمع شخصيات من أقصي
اليسار إلي أقصي اليمين. ولكن لأنني ملول من العمل السياسي
والجمعيات فقد تركت المنتدى.
بعد لحظات من الصمت أضاف سعدي: بعد باريس لا أعرف أين ذهبت.. فقد
عشت في أماكن كثيرة.





كم عاما قضيت في باريس؟
ثلاث سنوات






ولماذا تركتها؟


لأن المخابرات الفرنسية أرادت تجنيدي لأتجسس علي العرب
المقيمين هناك. اتصل بي شخص هام من وزارة الداخلية، وطلب مني ذلك
بشكل مباشر، ولكنني رفضت وكان عليٌ أن أترك المدينة ، وحدث ذلك
فعلا بعد شهور أن اتجهت إلي سوريا حيث ساهمت في تأسيس دار نشر
المدى ورئاسة تحرير مجلة المدى.





لماذا كانت الجزائر هي البداية لمرحلة التغيير الفني في قصيدتك؟
البعد عن المشهد العراقي أتاح لي فرصة للتأمل أكثر، وتطوير نصي
الخاص الذي لم يعد مرتبطا بالأحداث العراقية ومتابعة ما يجري
هناك. صارت لدي انتباهات أخري. وكذلك اختلاف الطبيعة هناك عن
طبيعة العراق. أي إختلاف المشهد والمكان، وهناك أيضا بدأت أقرأ
الفرنسية من جديد ، وأظن أن ذلك يتضح في قصائد (بعيدا عن السماء
الأولى).





ولكن حتى الآن أشعر أن قصائد السماء الأولى مازالت باقية؟
تظل ربما بسبب ضغط الحرب، ولكن مع الوقت بدأت تتقلص مساحة
الاهتمام بالحرب.





ما هي أكثر مدينة تحبها؟



باريس، وخاصة قريبا من ساحة الباستيل في منطقة سان أنطوان، هناك
مقاهي وحانات أحبها كثيرا. وهناك كان لي علاقة مع سيدة باريسية
وهو ما أتاح لي أن يكون في حياتي نوع من الامتلاء، عرفت وصادقت
فنانين، وممثلين، وشعراء، وكنت أشارك في الفعاليات الشعرية،
واتنقل بين المدن، ولهذا كانت السنوات الثلاث التي قضيتها في
باريس هامة وعميقة.





وما هي المدينة التي لو خيرت للعيش فيها بدلا من لندن لوافقت علي

الفور؟
مكناس، إنها توازي باريس بالنسبة لي، هي عاصمة السلطان إسماعيل
الذي كان معاصرا لأهم ملوك فرنسا لويس الثاني عشر. إسماعيل كان
ندا حقيقيا للويس حتى أنه طلب يد ابنته ليتزوجها، واعتبر أن
بوابة المنصور في مكناس أجمل من كل بوابات باريس القديمة.





ولو خيرت بين باريس ومكناس أيهما تختار؟


مكناس بالطبع، إنها مدينة طليقة الأنفاس، أهم من باريس باعتبار
أنها الأقرب لحضارتي، الناس فيها لم تستشر في نفوسهم حجمٌي
السياحة ، كما هو الحال في مراكش . حتى السائحون يأتون إلي مكناس
عابرين ، إلي الأطلس أو الصحراء “ الخ يبيتون ليلة أو اثنتين
ويغادرون. وشئ آخر يميز مكناس أن فيها أوسع حقول النبيذ في
العالم، ويتباهى أهلها بأن لديهم أكبر مستودعي للنبيذ الفاخر في
العالم: نبيذ غنيٌ ، ذو مذاق نادر من أفضل ما يكون .





ما هي الميزة التي تفضلها في المدن؟


أن تكون المدينة طليقة مفتوحة، لا توجد فيها حواجز كثيرة، ومكناس
فيها شئ من هذا النوع. مثلا أنا لا أحب مراكش التي تحولت إلي
مدينة سياحية، يملكها الأغنياء فقط ، ولم يبق فيها للأهالي شئ.
وما هي المدن الأخرى الطليقة التي أحببتها بخلاف مكناس؟
لندن مدينة عظيمة، ولكنها ليست مثل باريس.





ولماذا اخترتها تحديدا للاستقرار النهائي؟


لأن ظروف الاستقرار بالنسبة للأجيء سياسي مثلي صعبة جدا في
باريس، ولكنها أفضل في لندن وأسهل.





وهل أحببت حياتك فيها؟





أتعامل معها كمدينة، لي علاقات فيها ، ولكن مع مرور الوقت أشعر
بحاجة إلي اللغة العربية. لأنني تقريبا لا أرتبط بعلاقات مع عرب
هناك، ولذا يتم تعاملي دائما باللغة الإنجليزية وحدها، قراءاتي
كذلك أكثر بالإنجليزية،أرجع فقط إلي لسان العرب بين الحين
والآخر، ولكن قراءاتي بالعربية بدأت تقل.





لعدم توافر الكتب العربية أم لأسباب أخرى؟


الكتب أستطيع الحصول عليها، ولكني لا أبحث عنها، المكتبة
الإنجليزية من ناحية المعلومات تكفيني وتغنيني، ولكن المشكلة أن
الانقطاع عن اللسان العربي ليس شرطا في القراءة ولكن فقط في
الحديث اليومي، أقصد عند الذهاب إلي السوق مثلا لشراء الاحتياجات
وغير ذلك. هنا مثلا يكفي أن تذهب إلي ميدان العتبة وتكتفي بالناس
يتحدثون في هذا الزحام، تجد نفسك ضمن حكمة شعبية متنقلة وعصور
وتاريخ ومزاح وعادات. وهذا أمر غير متوفر لي وأنا في لندن، بمعني
أن ذهنية الشارع أو الملمس المباشر مع الحياة والناس مفقود.
وبالتدريج ستري أن طبيعة جملتك العربية لم تعد كذلك، يوجد فيها
شئ تغير هي جملة سليمة عربيا ولكن في حقل دلالات آخر، أنا أحس
هذا الشئ.





وهل يتوفر ذلك الأمر في قصائدك الأخيرة؟


أشعر بذلك، وهو أمر مريح في بعض الجوانب، وغير مريح في جوانب
أخري، مريح لأنني اكتسبت خصيصة أو أكثر من لغات أخري، وخاصة في
الاقتصاد وكبح العاطفة الذائدة، المزيد من الدقة في توصيف
والتعبير عن الأشياء. أما السلبي في الأمر أنك تنأى بالتدريج عن
النبض السيكولوجي للفرد العربي.





وهذا سيؤثر علي قصيدتك، رغم أنها إنسانية بمعني أنك قد لا تكون
ملزما بالكتابة عن نفسية الإنسان العربي؟
بالتأكيد تؤثر علي القصيدة، فأنا لم أولد من الهواء، لي أصل وجذرٌ .






ألم تفكر في الكتابة بالإنجليزية؟


أحيانا أفعل ذلك، ولكن لا اعتبر ما كتبته شعرا جادا، كتبت بعض
الاغنيات لفرقة الأوبرا الإنجليزية، وسوف تقدم هذا الصيف ضمن
أوبرا، وأكتب أحيانا مقالات بالإنجليزية.. ولكن لا أستطيع أن
أكتب الشعر بالإنجليزية.





ننتقل إلي محور آخر ..المرأة في حياة سعدي يوسف ؟


أنا أحب المرأة كثيرا، واحترمها كثيرا، هي حيثما حضرت أضفت علي
الدنيا بهاءها. المرأة جميلة عموما حيثما كانت ومن أي مكان
أتت... وصدقني من الصعب أن أتحدث أكثر من ذلك .





سؤال أخير.. قلت مرة أن بيروت مدينة صعبة ولكن لم توضح لماذا؟

إنها صعبة .....وكفى!



#سعدي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعرُ والجمهور
- مسرح دُمى Puppet Theater
- الخليفة ظِلُّ الله ، عبدبوش نوري المملوكي
- - المختارات- لها قصّتُها أيضاً …
- جوزيف كونراد في البَرّ اللاتينيّ
- العالَمُ كما لا نعرفُهُ
- مرةً أخرى : لِنَتَفادَ الحربَ الأهليةَ
- في العراق : ولايةُ الذمّيّ ، لا ولايةُ الفقيه
- تفكيك العراق العربي
- قصيدةٌ أخرى عن - باب سُليمان
- جحيم عبد العزيز الحكيم
- المماليك وأيامُهم الزائلة ...
- الجانب الآخر من الحدود
- مرحباً !
- الحمارُ الحَرونُ الذي بُلِيْنا به
- شكراً للشعب الأميركيّ !
- صدام حسين عميل منذ نعومه مخالبه
- هديّةٌ صباحيّة
- الشيوعي الأخير يقرأ أشعاراً في كندا
- الشيوعيّ الأخيرُ يعدِّلُ في النشيدِ الأممي ّ


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سعدي يوسف - سعدي يوسف رحالة في الشعر والمدن يحمل النهر في راحته ويقول: لم يعد العراق وطني