أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - جدلية فن الفن الثامن !















المزيد.....

جدلية فن الفن الثامن !


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 07:00
المحور: الادب والفن
    


حينما تكون للإنسان برمجة أكثر من مزدوجة أي متعددة المصادر، لا بد إن تحدث لديه حالة من التناقضات بين المفاهيم الأساسية للحياة وبالتالي للواقع الذي يواجهه يوميا ثم تنعكس ذات التناقضات بشكل ألي على مجموعة السلوكيات الصادرة منه يحيزنا حض مصادرها الأصلية كبرمجيات لأنماط فكرية تبلورت لتصار سلوكيات متعددة متناقضة تصدر من إنسان واحد.

لو سلمنا جدلا بواقع كون الفطرة الغرائزية المعطاة غير المكتسبة، كالرغبة في الأكل عند الشعور بالجوع، هي غير متناقضة مع أسلوبية الإشباع المترتب لذات وجود الرغبة ويكون التحديد الأوفر حظا للموضوعية هو بإتباع الأسلوب لا الرغبة أو الغريزة الفطرية، فسنرى كون الغريزة المعطاة ثابتة موضوعيا لدى كل إنسان ، إلا إن التناقض يكمن في ذاتية الأسلوب على الرغم من توافر مقارنة موضوعية لشخصين بذات المعطيات البيئية وبكل ما تحمله الكلمة من معنى اجتماعي اقتصادي فكري، إلا إننا يجب أن نشهد أسلوبا مغايرا لطريقة الأكل والتفاعل مع آلية إشباع غريزة الجوع، وذلك يعود برأينا إلى حيوية الذات الفردية التي تتمرد دائما مبتكرة مطورة مغيرة للتقليد المعتمد أسلوبيا.

لا يمكن أن نكون خارج منظومة الحكم المنطقي لو استنتجنا كون التبدل الأسلوبي في التعاطي مع مسألة معينة من قبل إنسان يلاحظ ولو نسبيا لو واجهها مرتين، بل بالعكس، فمن الحق القول بأولية ذلك، ولو كنا مدركين لمدى التضارب الذي تحدثه البرمجيات المتعددة للسلوك الإنساني في تناقضها وفقا لتلقيه في كل جزء من الثانية تعديلا جديدا لبرمجة معينة وفي سرعة لا تقترب منها سرعة الضوء بشيء يذكر، وفي سرعة نقل المعلومة في دماغ الإنسان، لإدراكنا أخيرا معاناة الإنسان وصراعه ضد التغيير داخليا، وبنفس الوقت وذات الصراع إلا إنه ضد الثبات السلوكي خارجيا ، وعلى ذلك الحال نرى كون تصدير الفن للأنماط السلوكية على شكل برمجيات يكتسبها الإنسان بطريقة واعية حيث التلقي وغير واعية حيث اجترار العقل لذلك السلوك النمطي عند محاولة نقد الطرح الفني ذاتيا، أصبحت من الخطر بما يضاهي صراع الإنسان حول ماهيته وبشكل جديد هو صراع المتلقي حول فاعليته.

لو أدركنا كون العقل البشري هو الأداة المنفذة للرغبة، للفكرة، وعلى أساس ذلك نقول بصحة أهمية التجربة كداعم أساسي للتنظير المجرد، جنبا الى جنب، تكون مؤهلات العقل للشروع في تحقيق هدف ما عليه النسب ،

وهي خطة مضمونه ليسير باتجاه الهدف بشئ من الثقة بالتحقيق بالنجاح ولكن كم الاوامر المتضاربة لن تجد من الهقل موقفا سولى السكون وعدم الفعل في حالة توافر التناقضات البرمجية بمعنى لت العقل لن يؤدي فعلا مجهولا وبذلك تكون اللافاعلية هي الفعل المعلوم الوحيد .

ان المتلقي الذي ينشد في عالم الفن بعضا من الفاعلية الغير ممكنه التحقيق من وجهة نظره في العالم الواقعي والذي يتمنى تسديد خطاه بالتمثل المؤقت فيمكن يناظره التجربة او يكون قريبا منها في بعض الحوادث والتفصيلات والاهداف من شخوص المحيط الفني الذي يتفرج عليه , لا يمكن ان يخرج من هكذا تجربة بغير ذات الحصيلة الذي جائت معه اساسا من العالم الواقعي الذي يمثل فيه دوره , وذلك لانه ينشد التفاعلية في وسط لا تفاعلي بالمره ان كوبا من الماء البارد حين يصب على راسك ليوقضك من النوم صباحا لن يجعلك تدرك خروجك من محيط الحلم الى الواقع بل تصديقك العقلاني بانك صحوت من النوم بالتالي فان اعلى مستوى من الاتقان الفني لدراما ما لن يؤثر فيك لو لم تكن مستعدا , والاستعداد هنا التسليم باللافاعلية ليكون كافيا لجعلك غير مدرك للبرمجة المصدرة نمطيا لعقلك وستدرك بعضا منها حين تواجه ذات الموقف نسبيا الذي يذكرك بالدراما التي تلقيتها ولكن بعدما تؤدي نسبة معينة من النمط السلوكي الذي احتوته والنسبة المعينة تبعا للموقف المصادف من قبلك في الواقع ولاستعدادك الشخصي لتمثيل النمط السلوكي .

ان قيمة اللاتفاعل الحاصل فنيا من قبل المتلقي سيكون واضحا اكثر من غيره في حالة تلقيه لدراما تمثله , وذلك لان الفن كظاهرة هي نتاج الواقع الذي يتفاعل معه الانسان بالتالي هي اوقات تامل لذات الواقع بصورة فنيا يقطعها المتلقي غير فاعل , انما متفرج على الخبرة الفنية المتراكمة التي ادت الى هذا البناء الفني لمحاكاة المحيط الواقعي , ومن باب الاولوية تبيان كون تفاعلية الدراما الافتراضية غير ممكنه دون حصول ذات عملية التامل في وسط اللاتفاعل في الفنون السبعة ولكن المهم تدارك الفرق بين العمليتين من ناحية نتاج التامل الذي في الفن الثامن يحال الافتراض قابل للقياس بالضرورة نسبيا تبعا لطبيعة الوسط المتفاعل والمتقبل بذلك فعليه المتلقي كالتنظير لمسالة وتجربتها أي امتحان الفكرة بواقع يسمح بذلك اما في الفنون السبعة فان لا تفاعلية الوسط تحيل النتاج التاملي الى خزين ردود افعال متراكمة تفتقر بالفاعلية النسبية , ويتجه بها المتلقي من محيط فني لاخر رغبة في تحقيق المجرد من الطرح الذاتي المترتبه

عليه مجموعة الافتراضات الناتجة، تأمليا، لتزداد تراكما بعد كل تلقي حتى لو كان تلقي لمحيط واقعي، وهكذا الحال، فاكتسابها اللافاعلية من قبل المتلقي كحصيلة لطرح فني لا يسمح بغير هالة، هي النتاج الوحيد للتجربة الفنية التي تؤهل المتلقي لإعادة تفصيل فرض اللاتفاعل في واقع الحياة محاكاة للواقع الفني، ويحصل جل ذلك بشكل لا يدرك إلا حيث تكون الحاجة إلى التفاعل مع فكرة ما تقود المتلقي مرة أخرى إلى محيط فني أملا في التفاعل ولكن العملية تتكرر كدائرة مغلقة، ولنا أن نتصور حجج التأثيرات السلبية منها وأهما هنا هو تدعيم فكرة تحول المتلقي إلى المتفرج في الفن من جديد، وفي الحياة.

يجدر الإشارة إلى كون الدراما التي تسمى بالأرسطية والتي تتخذ شكل الدائرة المغلقة هي خير تمثيل لواقع الفنون، وكون تعاملها مع المتلقي من زاوية الشاهد والصامت والمتفرج، الغير مباشر التأثير في مجريات الحوادث، بالتالي الغير متفاعل مع المحيط الدرامي المقدم ، وان كون مفردة البريختية يعني العكس نوعا ما، نسبيا، حيث يكون للمتلقي أن يعلق ويعطي رأيه في الحوادث والمواقف المقدمة دراميا، ولكنه ليس مقارنا بالمرة كعنصر بناء درامي، بمعنى أن المتلقي لا يملك خاصية التفاعل لا في الدراما الأرسطية ولا البريختية، حيث لم يوجد احتواء لفعل المتلقي بنائيا مما يجعل منه كفعل مؤثر بالضرورة مقاس تأثيره في حوادث ومواقف درامية لقصة ما، مطلقا، يمكن للدراما أن تستغني عن وجود المتلقي الغير مهيأ له أسباب الوجود الدرامية في ذات البناء بكل سهولة، بل على العكس، أن عكس ذلك يسبب الارتباك الغير محسوب الأثر للدراما لو خطأ تصدى فعل المتلقي للحاجز بينه المائل دون ولوج ذات فعل التلقي لموضوع الطرح، وقد تلغى التجربة وفق ذلك العنصر الغير محسوب في عملية البناء الدرامي لتحال من واقع فني إلى فعلي سببي يفتقر لأطر التجربة الفنية التي تضمن تجربة تلقي نموذجية على أقل تقدير.

بالنسبة لكون المتلقي أحد عناصر البناء الدرامي، افتراضيا، ترك الخيوط الدرامية وفقا لامتلاء وجود المتلقي ذاته بأسباب التفاعل مع الوسط الني تكون بالضرورة مهيأة ابتداء من البناء الدرامي إلى احتواء ارتجالات الفعل الممكنة من قبل متلقي دون أخر حسب تعدد واختلاف ردود الفعل من ذات لأخرى ، وذلك في الفن الثامن، حيث لا تتمخض تجربة فنية بعينها نتاجا للطرح الفني بلا هكذا فعلية من قبل المتلقي.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو فن للفن..الفن الثامن !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي
- ميثولوجيا معاصرة للأديبة العراقية سارة السهيل !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !
- نظرية الفن الثامن..المتلقي
- فلسفة الفن الثامن..ماهي؟
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !
- حول الفن الثامن..توطئة
- في معادلة الفن الثامن..توضيح
- سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - جدلية فن الفن الثامن !