النمذجة الفنية تجريبيا

سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 05:52
المحور: الادب والفن
    

لادراك القصد بوضوح دون اجحاف لباقي الفنون السبعة ، نقول بان الفن الثامن هو النموذج الفني الممثل لاعلى نسب التكامل لهذا النشاط الانساني بدليل وجود ملاحمة في كافة تنوعات النشاط الفني .

ان تجربة الفن الثامن النموذجية ن على اقل تقدير لكلمة النموذجية ، لابد وان تكون ممثلة لمستويات مناسبة ونسب معقولية ان توفرت من خصائصها ، لكان الاولى ان تصنف تجريبيا ضمن هذا الفن ، ولكي يكون من الممكن تجاوز الذاتيات الفنية في باقي الفنون ، على وفق البناء العلمي للتجربة ذاتها ، يكون من المنطق اعتبار كون النموذج على غير الوصف الثابت في تطبيقاته ، بمعنى ادق ، ان شمولية النماذج بوصفها مرنة تجاه 0خصوصية كل تجربة لا يمكن ان تناقض المبدا العام لها ، بوصفها تتضمن نتائج موضوعية بالضرورة .



يكون للتجربة نموذج امثل ان كان للبناء العلمي تمثيل دقيق ومحكم لاعلى نسبة ممكنة لنقاط ارتكاز التجربة الاساسية ، التفاعلية والافتراضية ، بحيث تتوفر الشروط العلمية في ذات البناء لكي تمثل هذه النقاط بنسب تتيح للبناء فعليا اقامة تجربة فنية ثامنة في المعنى الكلي ، ولو كانت جزئية معينة في الية المثيل لنقاط ارتكاز التجربة متروكة عشوائيا لعفوية الحيوية الانسانية في التلقي المتفاعل لما كانت عملية الوصف الدقيق تشمل هذا النموذج بغير الملامح .



وهنالك من النماذج ما تفعل بشكل جعل للبناء العلمي المفترض للفنون السبعة ، يمهد لاحد ركائز التجربة من التفاعلية والافتراضية ان يكون بنسب تمثل لاعلى وفق العلاقات المذكورة سابقا ن بل لفرض فني غير مسبوق ببناء علمي محكم ، لخرجت التجربة حتى من افق تصنيف لملامح الفنية للفن الثامن.



وهنالك من ما يجعل النموذج الفني يتعالى على ذات التجربة تعاليا ينقض صفة الفنية ويجعلها مختبرية بحتة ، ورغم وجود الملامح التجريبية الا ان حتى ذاتية الفنان غير ممثلة نسبيا ، وذلك يحدث في تجارب الواقع الافتراضي لمصممة لغرض التدريب على واقع يصعب معه الضبط ، ولاغراض علمية ، رغم جود العامل الانساني ، مثل تجربة تعليم سياقة السيارة عن طريق افتراض واقعي لمحيط رقمي لاعلى نسب التمثيل للواقع الفعلي ،بحيث يتم للمتلقي ، المتدرب ،هنا امثل ما يمكن من النسب الاحتمالية لما يمكن ان يواجهه وهي في سيارته في شوارع الواقع الفعلي ،وكذلك قيادة الطائرات ايضا ،يستخدم الواقع الافتراضي في المعالجات النفسية الخالصة لعلم النفس لبشري ،.بحيث تكون تجربة الواقع الافتراضي ممثلة لمحيط مقترح مفترض من قبل المختص بحالة المريض مما يؤدي به الى كشف اسرار الحالة وهو يراقب تفاعل المريض مع المحيط ،وصولا للنتائج الموضوعية ، كذلك لواقع الافتراضي تطبيقات كونية لما لم يستطع الانسان علميا ان يسيطر عليه يضبطه فلجا الى الافتراض ،كافتراضية وجود الانسان على كوكب المريخ حيث يدخل رائد الفضاء للتدرب على المحيط المعطى وفقا للمعلومات المتوفرة التي اسست الواقع الافتراضي ليعيش حياة المريخ في تجربة افتراضية ،ايضا هنالك من جوانب التعليم الافتراضي ما تاسست على التفاعلية الافتراضية في اطار ايصال الفرد الطالب للعلم الى اعلى تمثل للمعطيات لمعلوماتية بحيث يعيش في تاريخ معين هو يدرسه ومكان معين يبحث فيه ويحيط افتراضي عن الاسئلة التي يريد اجاباتها ،، وليس هنالك من شك في ان التطور العلمي الحاصل في مجال الصومرئيات الافتراضية ما يجعل المستحيل صفة غير واقعية في مجال نقل حد فيه الواقع الفعلي للمحيط الافتراضي على تعدد اسباب واهداف العلمية التجريبية ولكن هذه النماذج العلمية كان لاستخداماتها مقاصد علمية بحتة ،ومهما كانت نسبة العلم فيها عالية ،فلا شك من ان التمثل لنسبة الفن ليست بالادنى منها في كل مرة تقام فيها التجربة ،مع الاخذ بنظر الاعتبار علمية الهدف البحث ،الذي تقام عليه التجربة ،اما الصفة الفنية فتكمن في مسالة نقل الواقع الفعلي للمحيط الافتراضي ،والتفاعل مع الذات الفردية وفق فعلية الواقع المنقول ،في الافتراض .



والامد المهم تداركه هو كون هكذا نماذج تجريبية للتفاعلية والافتراضية معا ،هي بمد ذاتها لها من ملامح الفن الثامن نسبا لايمكن اغفالها ،ورغم القصدية العلمية المقامة من اجلها فهي لا تمحو الصفة الفنية الملموسة من قبل الفرد المتفاعل مع المحيط الفتراضي.وبالنسبة لنموذج افتراضي بغض النظر عن القصدية العلمية ، او الفنية ، فنالك بالضرورة انسان افتراضي ، ليس المتلقي ، بل من يتعامل معهم في ذات المحيط ، ولو وجد محيط افتراضي يحتوي اكثر من متلقي واحد ، فيمكن ان تكون نظرة المتلقي في التعامل مع باقي المتلقين نظرة افتراضية ، وذلك يحدث في نموذج الدراما التفاعلية والنماذج العلمية القصد من الفن الثامن ، فهنالك اعتبار اولي يتقبل من خلاله افتراض الواقع المحيط كنموذج ، وهنالك تقبل ضروري حتمي لافاد هذا الواقع ومن ضمنهم باقي المتلقين ، مما يجعل نسب التفاعلية والافتراضية تتحدد ربما اكثر من كونها ملامح فن ثامن ، بل واقع فعلي ، داخل الافتراض .



باعتبار كمال الفن كتجربة ، مقياس متغير حسب معطياتها ، يمكن القول بان النموذج الامثل للفن الثامن لم يوجد بعد بقدر بقدر ايجاد نموذج كامل لباقي الفنون ، وبقدر نسب الكمال المقاسة وفقا للحيوية الانسانية التي تمثل تجربة الفن الثامن .



المهم ان يدرك الفنان مفهوم التجربة الخاص بتكوين نموذج للفن الثامن ، حيث لابد لهكذا محاولة من اتقان البناء العلمي للتجربة بحيث يتاسس فعليا ليلائم خصوصية التجربة من ناحية التفاعلية والافتراضية ، نقاط ارتكاز التجربة الاساسية ، لان النموذج الذي لا يتخذ من هذه النقاط ارضية بناء علمي لايمكن ان يتعدلى نماذج الملامح المصنفة تباعا حسب نسب تمثلها للفن الثامن .



لكن ومن ناحية ذاتية الفنان في نمذجة متوازنة في تموضعها الذاتي كفن وكتجربة ذاتية بالاساس، يمكن ان يتاسس نموذج افتراضي للبناء العلمي المعتمد للتجربة ، وهو اختبار عالي المستوى لذات البناء والذاتية ، وكذلك يمكن من خلاله تبيان واستدراك النسب ومحركاتها التي ربما تتاثر بالذاتية للحد الذي لا يسمح باحلال فعلي لتجربة الفن الثامن .



كحد ادنى من التمثل الذي نلمسه في تجارب فنية اخرى للفن الثامن كتجربة تفاعلية افتراضية للواقع الفني فعليا ، نلاحظ كون الملامح بمجملها تركز تارة على التفاعلية واخرى على الافتراضية ، دون اخذ هذه التجارب بالاعتبار كون المتلقي ، الذات الفردية الضامنة لحيوية التجربة الفنية انسانيا ، هو ذاته القياس المعياري لفعلية التجربة على مستوى الملامح مبدئيا ، وكونه اكثر من عنصر في جزيئية قد تحتويها اسس البناء العلمي للتجربة ، لانه كيفي بالضرورة تبعا للذاتية .



وكون الفنون السبعة تحتوي ملامح للفن الثامن ، تماثلها في ذلك التجارب علمية القصد ، وتلك التي تعتمد ذاتية المتلقي ، او عنصر التجربة ، يكون هذا دليلا واضحا على عمق الحاجة الى ضبط التجربة علميا فنيا على المستويين ، للوصول الى التناغم الحيوي باعلى نسبه الممكنة من حيث احتواء ضروري للذاتية الحيوية للمتلقي باتاحة للفردية ان تتمثل وفق كيفيتها .

هكذا ملامح فنية للثامن في ما تقدم من نماذج ، علمية ، فنية ، تقيم اعلى درجات الاستدلال البرهاني على كون التجربة في الفن الثامن هي نظير معادل موضوعي للواقع الفعلي لا يمكن اغفاله ، بكونها افتراض محكم بالضبط البنائي العلمي لهذا الواقع .



ان عملية افتراض الواقع الفعلي في نموذج واحد متكامل ، ليست ممكنة نسبيا كما ليست مطلقة الصعوبة ، لو كان هذا الافتراض يقام على اسس البناء العلمي ، ولكن النموذج الواحد هو الغير ممكن تبعا للكيفية التي يتصف بها الواقع الفعلي ، ومن كل النواحي التي تمثله ، فعناصر الزمان والمكان ممكنة الافتراض الا ان الغير ممكن هو ان يوجد نموذج يمثلها بشكل متكامل ممكن ان تنعكس من خلاله على أي واقع ، لذلك فمسالة نمذجة الفن الثامن في اطار واحد ممكن ان يحتوي التجربة غير ممكنة لانه وببساطة ، لا يمثل واقعا دون غيره ، ولاافتراض دون غيره ، بل لانهائي التمثل تبعا لكيفية الذات الفردية للمتلقي ، التي تفرض التفاعلية ولافتراضية على نحو كيفي تماما كما هي التجربة بذاتها .



ممكن ان نلخص ما تقدم في عدة نقاط :-

اولا-

لا يوجد نموذج يمثل النسبة الكاملة للفن الثامن .

ثانيا-

يمكن للفن الثامن كتجربة ان يتمثل نسبيا في التجارب الفنية والعلمية .

ثالثا-

لايمكن الحد من لا نهائية التفاعلية والافتراضية استنادا لحيوية الذات الفردية للمتلقي في تجربة الفن الثامن .

رابعا-

يمكن السيطرة على نموذج الفن الثامن وفقا لبناء علمي ينظم الكيفية التفاعلية والافتراضية .

خامسا-

لا يوجد بناء علمي نموذجي للفن الثامن فلكل تجربة خصوصيتها بالتالي نموذجها الخاص .

سادسا-

يمكن ان تمثل ذاتية الفنان علميا في نموذج الفن الثامن .

سابعا-

لا يمكن البت بموضوعية التجربة الذاتية للمتلقي دون تحديد الية تموضع ذاتية الفنان في التجربة.

ثامنا-

ان النموذج الامثل للفن الثامن يتحدد باعلى نسبة تمثل للتجربة ومجموع ملامح الفن الثامن في باقي الفنون دليل على وجود نسبة التمثل للتجربة نحو نمذجة غير ممكنة .

تاسعا-

ان الفن الثامن تجربة فنية وفق بناء علمي ، كذلك هو تجربة علمية وفق ذاتية فنية .

عاشرا-

نماذج الفن الثامن العلمية لا تخلو من الصفة الفنية ، ونماذج الفن الثامن الفنية لا تخلو من بناء علمي جزئي في حالة الملامح .


على ما تقدم نرى امكانية تعميم النماذج التجريبية للفن الثامن بما يضمن حيوية ذات التجربة ، وامكانية تمثلها في نموذج علمي فني على حد سواء ، بما يتيح للمتلقي ، الانسان ، الحيوية الذاتية في التجربة ، ان تتمثل وفق النموذج الملائم لطبيعة التجربة الانسانية .

الكاتب

سرمد السرمدي

#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات