أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن















المزيد.....

ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 05:26
المحور: الادب والفن
    


ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن التامن



لا بد من التنبيه إلى كون عملية الدمج بين الروح والمادة في عملية تجريبية فنية يعتمدها الفن الثامن ليست بالقول السهل، ولكنه واقع حال ما يميز هذا الفن على اختلاف عناصره، ولذلك تكون ممكنة نظريا لو تنبهنا إلى حقيقة التجربة الواقعية الافتراضية، التي يقدمها، وهي ممكنه عمليا من حيث المتلقي ذاتا فاعلة في نفس التجربة.



أن القضاء الفعلي على فردية الإنسان كأسلوب قصدي للفنون السبعة من خلال حصرا المتلقي كذات في موضوع المحيط الفني دون واقع تجريبي يؤهله المضي في تأمل التجريد ذاته كأداة ذاتية قبل أن تكون موضوعية، هو ما أدى إلى اندثار الأنا الفعلية شيئا فشيئا مما جعل التسليم بالمطلق الفني غطاء هذا التوجه، وكان المتلقي منتظرا درسا في الحياة ومسالكها لا يمت بالضرورة لتجربته الحاجة الفردية، فيكون عليه اخذ الدرس لا امتحان نفسه والدرس، فتتكون لديه خزائن التجارب المعطاة دون اثر فعلي للذاتية .



الفن الثامن يؤسس دورا فاعلا في المجتمع لكلا الطرفين، الفنان والمتلقي حيث أصبح للفنان دورا فعليا وعلميا في تطور الذات الفردية للمتلقي، ولم يعد يعتمد التصنيف السائد لوظائف الفن التحضيرية الثورية، كما هو الظاهر وهذا الظاهر لم يعطي نتائج حقيقية تتماثل وما أسس لأجله صرح الفنون الإنسانية، ومن ناحية كون وظيفة الفن أصبحت علمية لا يمكن أن يحسب الفن الثامن حساب الفيزياء والكيمياء، فكما بينا أن لطبيعة الحياة الذاتية للإنسان تطور ذاتي وهو ما يبحث فيه الفن الثامن، وبهذا أصبح الفنان ليس مخدرا أو مثورا فحسب، وبل عالما، بل فيلسوفا علميا، ونستطيع أن نؤكد التشابه بين كون العلم سبق الفلسفة وأحرجها في بداية القرن العشرين، فيما يخص العلوم الطبيعية والمحيط الإنساني الكوني، وبين كون ذات الشيء قد حدث في الفن لثامن بالنسبة للفلسفة من ناحية كونه أطلق الذات المفكرة للمتلقي، وكونه سبق الفنون السبعة بان ادمج المادية والروحية والعلم والفن .



أن فلسفة الفن الثامن لا تخرج عن إطار القرن العشرين، ولكنها غير ملزمة بها، لكي لا يكون الإلزام للمتلقي تباعا، ولهذا فهي من ناحية العلم تكون مواكبة لأهم ما يمكن أن يؤسس الواقع الافتراضي للتجربة، ومن ناحية الفلسفة تكون معادلة بين المادية والروحية، وذاتية المتلقي وموضوعية الطرح .



لا يمكن للفن الثامن أن يتقبل نفسه حسب المراد منه بكونه نظام مطلق، بكل الأحوال، فهو تجربة إنسانية، وموقف ذاتي بناء ، للفرد المتلقي والفنان وليس من العبث القول بكون شرط امتلاك الفنان مؤهلات الفن الثامن لا يمكن أن تكون فنية آلية فحسب، بل ليست الأساس أيضا، فني علمية متوفرة، بل يجب أن يتحدد لدينا مفهوم الموهبة الفنية أولا، فليست الميتافيزيقيا عامل أساسي في تكوينها يمكن الركون إليه وحسب، ولكن عملية التموهب ذاتها لها من المراحل العلمية ما يجعلها تجربة إنسانية حقيقية، وهنا القدرة على تفهم الوضع الإنساني المحيط بالفرد المتلقي، ودروه كفنان اليوم ومتلقي غدا، يجب أن يكون ثنائي الموهبة، فالموهبة في الفن الثامن نسبية تبعا لكون فن المتلقي مكمل لفن الفنان، ولا نقول هنا بالكمال، فهو المطلق المحذوف من الفن الثامن، إلا أن الواضح هو أن أساس دخول الفرد كفنان فاعل في عملية تأمل فلسفة الفن الثامن هي الموقف من الإنسان والعالم، فلو لم يكن ذاتيا في تقديسه الحياة الفرد والتجربة الحية للإنسان، وان يكون تأملية الفني المنقول من الواقع، واقعيا في التجربة ذاتها ، فلا يمكن لهكذا موقف فكري مضاد أن يحدد الماهية الحقيقية للفن الثامن، وحينما يتوفر للفنان أن يمثل نظريا نفسه بمبدأ الذات الفردية، بما يوفره هو لنفسه، حينما لا بد له من نبذ أي فن لا يعنى بذلك، وسيتجه بهذا الموقف من الفكر الطبيعي والإنساني إلى تجربة الفن الثامن بالطبع.



ولكل ذلك الفكر التطوري الذاتي، لا بد للفنان من أن يكون واضحا في موقفه، لا فلسفته، فهو موقف أنساني من الإنسانية، وليس الحاجة ملحة لفلسفة شمولية تكون مطلق قبلي عالي المستوى من حيث عدم القدرة من قبل المتلقي لنقضه، ولو قصد ذلك من قبل الفنان فليس لتجربة الفن الثامن مكان يتسع له على أساس مطلق بديهي يعرضه، فالتجربة في اختبار مواقف الفنان من القضايا العليا، وكون المتلقي حاملا للمواقف المشابهة في الحاجة للاختبار، فهذه الحاجة المماثلة هي التي يوفر تجربتها الفن الثامن .

بهذا انتهى المطلق الفني الميتافيزيقي للفنان باعتباره الها أو كاهنا أو رسول الفلسفة العليا لكون والمتحدث الرسمي باسم المطلق والحاكم الدكتاتوري المدعي الديمقراطية في المحيط الفني.



ولن يكون من العمل السهل التقبل العلمي الفني بنفس الوقت لمتلقي الفن الثامن، ولهكذا تهويمات تشابه عرض الفنان لما لم يختبره مطلقا، فالمحيط الفني هنا يحتج عليه الاختبار وأساسه المتلقي.



بعد أن تم التخلص من الهيمنة الفكرية المطلقة من خلال أفق الفن الثامن التجريبي، يكون علينا البت في أولوية هذا الفن، مجاورا للفنون السبعة، بحيث لا يكون في القول مغالطة أو تفصيل، لأنه نشاطه أنساني مستمر العطاء، والتطور، ولكي نفهم هذه الأولوية نرى أن الفن الثامن يعد الدور الفاعل المعتمد من قبل المتلقي يركز على البناء الفعلي لكل الطروحات تلممكن إخضاعها تجريبيا، حيث يكون الإنسان المتلقي ذاته معرضا لهذا التحليل الجزيئي، بهذه الطريقة والمنهجية يكون من الممكن احتواء كافة المدركات الذاتية للمتلقي وبالتالي لا يمكن القول بان الغالبية العظمى من الطروحات ممكنة، من حيث مرونة التجريب حتى في بنية ذات الجزيئات التي تتكون منها المواضيع المطروحة، ومنها الذاتية على وجه الدقة .



أن قابلية التحفيز التأملي التي يستطيع الفنان أن يضمن ثباتها على الهدف والوظيفة الفنية من صدور الفعل الفني، تكاد تكون شبه فيزيائية يفي مدار الامتحان الفكري، وذلك على أساس كون المتلقي يعتمد ذات الفعل بعيدا عن التمحور حول الذات، بل في إطار اختباري اختياري لإصدار فعل متلقي واعي بذاته وعملية صيرورتها الحية، ومهما كان الفن الثامن معتمدا على هذا الفن، وعلى قدره، يكون للتفاعل المنتج أثره بل حقائقه التجريبية من ناحية إثبات أو نفي الأطروحة المراد البت فيها.



ليس بعيدا عن التناول التأملي الخوض في ذات الميتافيزيقيا الفني، باعتبارها امتداد لانعكاس للواقع وهذا ما يحدد وظيفة الفن بشكل عام في كل عصر واوان ويؤكد بشكل خاص أحقية الفن بوظيفة أبدية ابد حياة الإنسان نفسه، فان كان لنا البت في اختيار وظيفة دون أخرى، فالفن الثامن له من الإثباتات العملية على كونه مناظرا للعلم الطبيعي الصرف من جهة ومن كونه متفوقا عليه من ناحية اكتشاف ما لم يحدد له قياس علمي نظري م جهة أخرى، وهو ذات الطرح الميتافيزيقي، من هنا أسلفنا كون الفن الثامن موحدا بين الروح والمادة في عملية استنتاج مادي واكتشافات على صعيد البنية الروحية المبهمة علميا، ومن هذه المحاورة للعلم، تكون وظيفة الفن من ناحية الفن الثامن هي ذات وظيفة العلم والفلسفة معا، تطور واكتشاف التطور الذاتي للإنسان.



أن الآلية البنائية التي يعتمدها الفن، أي فن، لا بد أن تكون خضعت لتطورات ذهنية من قبل الفنان، مستعينا بالتجربة، ولكن ذلك لا ينطبق على تجربة المتلقي وبالذات في الفن الثامن، أن لم يكن بالتحديد الجازم، فبناء المحيط الفني الثامن له من الأساس الواقعي، ما يؤهله ليكون واقع فعلي، إلا أن الافتراضية تحول دون ذلك، وليس من مجمل هذه العملية المضنية غير نتيجة مؤمل أن تصل بالمتلقي إلى حالة اتصال طالما ركز الفنان في غير الفن الثامن على تجاوزها ومن العبث نكران كون النجاح الفني اتخذ ولقرون فنية من التلقي هذا القياس بكون انفصال المتلقي عن واقعه أثناء التلقي هو نتيجة كحرفة فنية عالية المستوى، ولو كان للاتصال توفر ظرف معين في جزئية البنية الفنية في أي وقت ما، فلا ينفي ذلك كون القياس الأول نافذ، فيبقى فعل المتلقي غائبا ممهدا للغياب على صعيد الواقع.



يصح القول بثورة الفن على الواقع، والعكس أيضا، ولكن كون الفن جزءا من الواقع للبشر، يثير التناقض في فرضية من يتبع من، أو من يقلد أو يحاكي من، لا شك أن الاستهلاك الفني لتصاريف الأمور الواقعية للفرد تؤكد الالتزام الفن بوظيفة الدعم الفكري التأمل للإنسان كذات حية، لا تخضع لإطار خارجي دون تناقض داخلي وعملية مزاوجة فعلية مع الكيان الأمامي، أملا في تناغم لو وجد لانتهت نهنة الإنسان وزال سبب وجود الفعل، ولكن رغم هذا الالتزام الوظيفي للفن إلا أن الخلط الحاصل من ناحية كونه حياة لا مرآة للحياة، أو كونه قائدا للعملية الفكرية، أو مضيعة للوقت جدليا، أو مجرد استهلاك يومي يؤكد ذلك أولوية النظر فيه دوما من كل النوحي الخفية، ولا شك في أن الفن الثامن اعتمد هذه المنطلقات بتحريره المتلقي منها أولا، ومن نفسه فنيا ثانيا، والاهم مواجهته بالفعل الفاعل افتراضيا على أساس واقعي، ومن باب الفعل الواقعي تباعا.

الأساس المنطقي للفن الثامن في تحرير المتلقي والاعتراف به ذاتا مفكرة فاعلة في المحيط الفني، لا يعتمد على فكرة فنان وضرورة فنية، بل إرادة إنسانية بحته في إثبات الوجود ولو كان ممكنا قيام فن ما دون متلقي لكان من الممكن أن يكون كون فنان أيضا، لان العملية الفنية لا تحال للمواضيع الصرفة بوجد ذات مصدرة لها، ولا يمكن الاقتصار على ذلك والقول بالتزام الموضوع بل بالتزام الذات بموضوعيتها، وذلك يحدث في الفن، ولكن الثامن لا يحدد إطار موضوع ذاتي، ولا ينشد من الذات تموضعها، بل الأساس كونه ذاتا، ولكلا الطرفان المتلقي والفنان، لا يمكن محو الذات، لذلك يتقابلان في تجربة فنية افتراضية موضوعية، أساسها الواقع الفعلي للطرفان، ومحيطها الفني بما لحياته الافتراضية بحيث يفضي إلى موضوع متجذر ذاتيا من خلال التجريب .



لن الفن الذي يمنح المتلقي حرية التمحور كأساس للتجربة الفنية، ومصدرا لفعل فني جزئي ضمن مسارها التجريبي، يستطيع من خلاله الفنان أغناء الفكرة الأولية المراد تفحصها، لا بد أن يكون الفن الثامن.



كذلك الفن الذي يحد من ذات المتلقي في إطار التلقي، المعروف، ويؤكد تطور وظيفة الفن والفنان دون ميتافيزيقيا مسبقة تؤطر العملية، وتحليلها إلى ثوابت غير معرفة تجريبيا، ويترك النتائج الموضوعية تتجذر فنيا لتباغ أوج التكامل والاقتناع العقلي النظري، لتحال أفعال إنسانية واقعية لا بد أن يقترب من ماهية فنية اختص بها الفن الثامن وحددها إطار عملية الافتراض الواقعي للمتلقي في واقعه والفنان في فنه.

الكاتب

سرمد السرمدي






#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة لفلسفة الفن الثامن
- ما هو الفن الثامن ؟


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن