أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نظرة لفلسفة الفن الثامن















المزيد.....

نظرة لفلسفة الفن الثامن


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 06:28
المحور: الادب والفن
    



ليس هنالك من مجال كون هذا الفن هو وليد الحاجة لإثبات ذات المتلقي في وسط عملية التهميش الحاصلة نظرا لكون اتجاهات الفنون فكريا تخضع للمقاييس النظرية الفلسفية السائدة في كل عصر ومن خلال هذه المقاييس والمعطيات يمكن للفن كنشاط أنساني إن يتواصل مع المتلقي باختلاف العوالم لدراسة المواضيع و الحاجات الإنسانية في إطار تلك المقاييس ذاتها .
ورغم التغير المستمر في كافة النشاطات الإنسانية وفقا لاكتشافات العلم أو الفلسفة ، إلا أن المتلقي لم يتحرك من مكانه كذات سلبية الفعل، واعتماد الفن والفنان على هذه السلبية جعل بالإمكان للفنون أن تستمر في سلب الذات الفردية للمتلقي.

ومهما كانت المحاولات الفنية لخرق قانون الفن الذي يعتمد كون المتلقي متلقيا وحسب، مضنية وجادة، إلا أنها لم تكن بالقدر اللازم لتغيير جذر العملية ونسق المبدأ القائم كمطلق فني.

ولهذا نرى كون فلسفة الفن الثامن ترتكز أساسا على إعطاء المتلقي دوره في الفعل الفني تمهيدا للفعل الواقعي، وسنرى في هذا الكتاب أهمية الدور الذي يلعبه الفن الثامن فلسفيا وليس فنيا فحسب.

أن عملية دراسة الفن بحد ذاتها تتطلب الدخول في التساؤلات البديهية التي تثار كل حين، مثل تحديد علاقته بالواقع، ومدى ارتباطه بهذه العلاقة، وكون الفن يستمد من الواقع الفعلي مواد موضوعاته أم هي تهويمات وافتراضات، وكيفية جرد كل التأثيرات الفنية على المتلقي، والية البناء الفني ذاتها.

والغريب بالأمر أن هذه التساؤلات لم تلقى إجابة تعتلي لتكون قانون فني يصح أن نتقبل نتائجه لو طبق كمبدأ فني لقياسها، ونرى كون ذلك الكم من التساؤلات لم يجد طريق الإجابات الكمية، يرجع إلى كونها تساؤلات كيفية، بمعنى أنها قد تبدو مهتمة كحد أقصى بمحور افتراضي أساسي وهو الإنسان وعلاقته بالفن ولكن الواضح أن الدراسة الفنية للإنسان لا يمكن البت فيها بنتائج كمية طالما أن علاقة الإنسان بالفن كيفية بحتة.

وعلى هذا الأساس من الاقتناع بفكرة قد تبدو على غير محملها الحقيقي المراد من هذا الكتاب بل الموسوعة ككل، أن نقول وبكل صدق متوفر لدينا، بأهمية إدراك الانافي العملية الفنية, ومن ناحية محورها الأساسي إلا هو المتلقي.

لا يخفى على إنسان قد خبر وتمرس التلقي بشكل طبيعي حسب السائد من الفنون، ذلك الشعور بلا ارتباط بينه وبين الطرح الفني إثناء التلقي، ولو كان جزئيا أو كليا حتى، فالمهم هنا هو وجود هذا الشعور ولو للحظة، لثبت للمتلقي ذاته أن هنالك ما هو مفقود في دوره هنا داخل إطار التلقي، ولا نكران لان قد تحال معظم أسباب ذلك الهاجس بهذه الثغرة محال إلى الفنان والية الحرفة الفنية بحد ذاتها، ولكن اللافت للفكر هنا كون العملية ومعطياتها ونتائجها تحال للفنان دوما، ولا يمكن ذلك.

لو اعترفنا بالأنا من غير المعروف عن الأنانية، فمجرد ذكر هذه الكلمة لتسترجع الذاكرة القاموسية للفرد أسوا الأوصاف وأدناها ولكني وهنا استدرك بالأنا، أنا أتصور بما أنني متلقي وهذا الدور أنا اخترته فلذلك هنالك إمكانية، في تطويره وتغييره وإذا وقف أمامي الصرح الفني أو هالة فنان عظيم مثلا، فحين ذاك أكون أنا، المتلقي وكما هو اعترافي بذات الفنان حملني مسئولية التلقي، فلا بد من فنان يحمل التلقي محمل الجد, ولا بد للفن من أطار جديد يلا ئم هذه الجدية.



أنا احدد في هذه الموسوعة هذا الاطار فلسفيا، وبهذا الجزء بالذات، وأدعو من يقرا هذا الكتاب، إلى الاعتراف الفعلي باناه، كمتلقي ليكون لهذا الجهد معنى لديه ويكون لصوتي رجع صدى بقوة صوت، ولفعلي فعل، وكفنان ومتلقي لفن جديد.

لا يمكن الاعتماد في القول بان كون الفن ظاهرة وقتية، أو مرحلية في حياة الإنسان، بل أرى أن من العدل البت في هكذا طروحات، على اختلاف مصادرها، وتوجيه الفكر لقضية أهم من مجرد الاستهلاك الفني، وهي باعتباره كفن، معينا للحياة الفكرية وعلى كافة الأصعدة، ولا يمكن القول بغير استمراريته إنسانيا، ما استمر تطور الإنسان ودام وجوده.

ولكن من ناحية أخرى كونه مرحليا يجعلنا هذا نعيد النظر في كيان العملية وبناءها الفعلي كفن ونشاط أنساني وظاهرة إنسانية، مما يؤكد على الدور الفاعل الذي تلعبه الدراسات الفنية الواعية في محاولتها لسبرغور هكذا تهويمات، أو تطلعات تهدف إلى تصنيف الفن مرحليا, الأمر الذي يؤدي بالضرورة إلى تشييد بناء متكامل لهذا الصرح الإنساني.

أن المادة الفنية قد تخضع لقانون ارتباطها الواقعي، وقد يستلزم ذلك افقأ توثيقيا في النظر إلى الحياة من قبل الفنان، وتاريخ الفن يحدثنا عن نتاجات كثيرة سعت لتناظر إعمال المؤرخين، ولكن اللافت للفكر هو أنها أثبتت لا مرحلية الفنون بالذات فيما يخص القديم والجديد.
يصح القول أن لا وجود لفن ميت، فيمكن لإنسان عصر ما أن يتلقى فنون مرحلية ماضية، فليس من مجال لحصر النشاط الإنساني بمعنى الكلمة، في متلقين مرحليين لفن مرحلي معين قد تكون الطروحات وأساليب الطرح تغيرت، ولكن المضمون الإنساني ثابت في كل العصور الفنية.

من كل ما تقدم نجد الفن الثامن يعتمد على ذات الأساس الفني في ديمومة المضمون الإنساني البحت في الطرح الفني بل يتعدى ذلك إلى تفعيل دور المتلقي ليؤسس طرحه الذاتي، وهو بذلك كفن لا مرحلي ولا مغلق ولا يمكن أن يغلق ما دام ما يميزه وأساسه التصنيفي هو حالة المتلقي الخاصة ذاتيا، ويكون قد اجتاز المرحلية نحو الإنسانية بعمق واضح في الخطوة ، أن الفن الثامن يقدم تجربة متلقي وفنان، كتجربة واقعية، لا تخلو من المضمون الإنساني الضامن لإنسانيتها عمرا، ولا يمكن تجاهلها لمرحليتها المفترضة بوضعها تجربة متلقي ذاتية، وهي توثيق علمي للطروحات الميتافيزيقية ولذا فمضمونها الإنساني مرتكز في ديمومته إلى أسس مشتركة بين بني البشر، وأولها، الذات الفاعلة، والتي اجتهدت الفلسفة والعلم في الوصول إلى محركاتها ومكونات كيانها وأسباب تفعليها وأساليب ضبط ذاك التفاعل، وهنا لا بد لهكذا محاولة فنية أن تتخذ من بين كل المحاولات مكانا بارزا.

وعلى كل فنان التنبه لفكرة كون الحاجة إلى الفن هي في ذاتها حاجة خارجية، تؤطر السعي الإنساني للمعرفة، وهذا جوهره فنيا لا بد أن يكون بذات القدرة من الحاجة ، وعلى ذات التنبه لخطورة التلاعب الفني بالفكر الإنساني بتجاهل الأسس المنطقية دون البت فيها ولا تغييرها، فوجود فكرة ما ليس بدليل صحتها، أنها دعوة لاختبارها فكريا، وليس مجرد كون المتلقي يمتلك من الوقت وقتا، يستطع الفنان أن يؤسس وقته الفني، بل يجب الالتزام على ما أرى هنا بالفن كمتعال على الوقت، والتاريخ، وملعبا للأفكار الواقعية.

من واقع الحياة لا يبدو جليا للمتلقي كنه التلقي الذي يمارسه، إلا في عالم الفن، مع أن الفعل الإنساني محدد للوجود، فهل يمكن القول بلا وجود المتلقي ولو واقعيا وان يستمد وجوده من كونه داخل الإطار الفني؟!، أن الفن الثامن يتحدى الفنان و المتلقي من معا.

الكاتب

سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الفن الثامن ؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نظرة لفلسفة الفن الثامن