أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن















المزيد.....

الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 1974 - 2007 / 7 / 12 - 06:21
المحور: الادب والفن
    



كون اللاتفاعل بين الفنان والمتلقي مستند إلى اللافعل، مع إثبات زوال سبب الفعل وتناقض الفعل وإلغاءه لذاته، وكون اللافعل الفني عزل الفنان والمتلقي ليخضعوا بنفس الوقت لذات المعادلة من حيث اعتبار اللافعل صفة التأمل بغض النظر عن النتائج، وبكون الرجوع إلى الذات بالنسبة للمتلقي حلا فكريا من أزمة تأملية بحته، نحاول أن نبين من كل ذلك أن الفنون السبعة الحالية، فعلا لا فاعلة .
ويمكننا القول بدون افتراء، أن اللافعلية الفنية، هي انتكاسة للعقل البشري، من ناحية كون المطلق مستحيلا علي، والتسليم باللافعل للتأمل في استحالة المطلق لا مطلق المستحيل، الذي نراه فنيا غير موجود، واليا بالذات بالطبع لا يمكن اعتبار المطلق الفني مطلق طبيعي.

الغريب في الأمر أن استحالة البت في المطلق الفني أعلاه، تنبع من كونه بقصد فني بحت يكون اغلب الأحيان غير قابل للنقاش لأنه الأساس الذي انطلق منه الفنان، وعليه يكمل البناء الفني، ولذلك نرى أن عملية دخول المتلقي كطرف أساسي لم يحسب لها حساب ذلك الجدل المنشود في ذات المطلق بل فقط جزء من بناءه.

أن حالة أبناء التي تؤكد رأينا بلافاعلية الفنون السبعة، ذلك البناء المستند إلى الثابت الأول والأساس الكلي كمطلق فني معروض، تكون مستعصية بشكل شبه كامل وتام على المتلقي ومحاولة إخضاعها للقياس الفردي الذاتي ولو كان بالإمكان النظر من قبل المتلقي إلى هذا البناء بوصفه كل من أجزاء مترابطة يحكمها قانون ثابت لو توصل إليه لكان من السهولة بحيث يتأهل لمرحلة التأمل الواعي، فهذا لا يعني غير أن هكذا توجه له أساس ذاتي، وطالما كانت الذات هي المحرك الوحيد للمتلقي بعد أن تم الفصل الاختيار من قبله بين الطرح كموضوع فني، وبين طرح الذات، فهنالك لا بد أن يحدث أن يمر المتلقي بسبرغور مطلق جديد بطريقة جديدة، وهو المطلق الطبيعي.



في حالة عدم تقبل المتلقي للطرح الكلي الشمولي المبتدأ كأساس لباقي الطروحات وفي حالة النظر اليه من وجهة التلاقي مع الواقع،سيتكون مبدئيا ميل لفهم الأساس النقدي الذي انطلق منه الفنان بداية لعرض هكذا مقارنة فنية واقعية، والأمر سيحول دون شك جهود المتلقي إلى بحث في عملية داخلية تجري داخل هذا الإطار، إلا وهي مخزونات الوعي، فالطرح الفني أن لم يجد جدلا عقليا ينوء به عن الموضوعية إلى الذاتية عند المتلقي، فسيتخذ من التاريخ مكان الذاكرة الذاتية للفرد، سيكون للمتلقي خزين لا اختياري من طروحات فنية قد لا ترتقي لتخضع لعملية نقاش ذاتي، وقد لا تجد لها إجابات كلية، ولكن المهم أنها كونت لها مدخلا لعقل المتلقي – اللاوعي .



بهذا التوجه الفني تكمن خطورة لا فاعلية المتلقي، فبدون تفحص دقيق للمفاهيم الموجهة من خلال العمل الفني لا الفنان على الأقل، فالأمر هنا يرجع إلى ذات البناء الفني، سيحتم بالضرورة نسخ شبه كلي للأفكار والمفاهيم وأنماط السلوك داخل اللاوعي، حيث لم يحدث رفض واعي لها، بكونها استعصت على الجدل العقل لأنها كمقاييس تخضع لذاتها الفنية، ولم تم إحالتها واقعيا لعادت النتائج شمولية أيضا.



يكمن الفرق بين المطلق الفني و الطبيعي بكون الأول، نابع من ذاتية الفنان الجزئية المكملة للثاني، فالثاني لا يخضع لظروف المحيط الفني، وإنما الأول يخضع لها، فإذا كانت تلك الظروف تحد من تفاعل المتلقي كذات فاعلة فستبقى ذاتية الفنان ولو حاول موضعتها بكل السبل ويبقى مطلقه لا يرقى إلى الطبيعي بل محاولا الاقتراب منه، أملا في تجذير وعي المتلقي ولكن ما يحدث على نطاق اللاوعي عندما يثار المتلقي بين المطلقين، ويكون من النتائج تكوين بناء ثالث لمطلق أخر.



هذا المطلق الآخر هو نسخة مشوهة من المطلق الفني جاء ببرمجة لا واعية اللاوعي، عند المتلقي وهو مطلق لأنه غير خاضع للتحكم الواعي، ولا يرجع لكونه مقارنا بالطبيعي أو الفني بل هو بحد ذاته مطلق.



ويبقى مشوها ومشوشا كحد أدنى، لأنه لا يستمد كليته من المتلقي بأي حال، بل من عملية التلقي ذاتها، على وفق النظام السائد المحدد بإطارها بحيث لا يؤثر القبول به أو الرفض إلى كونه قد نجذر داخل اللاوعي لحين أن يزيله مطلق فني أخر، وهكذا لم يكن من الممكن أن يمثل المطلق الطبيعي ولا ذات المتلقي ولا ذات فنان بعينه ولكنه يمثل ذاته فقط.



لو صح القول في إمكانية هذه المعادلة، ولو على صعيد متلقي دون أخر، فلا مجال لتبرز الفروق الفردية ما دام التلقي نظاما ثابت على مبدأ التلقي المعروف، ولكن التأثير الفردي لذات الإنسان المتلقي لا يمكن البت في عدم وجوده أو استحالة تطوره ليصبح فعلا يحكم بالمطلق اللاواعي أمام المطلق الطبيعي.



يمكن احتمال ذلك نظرا للنظرة النسبية الفردية، ولكن لو تمهلنا إلفات الفكر لعملية بناء هذا المطلق الثالث، المشوه أو المشوش، وهذا ليس حكم بقدر ما هو وصف حالة، لوجدنا كونه يعتبر جزء غير متكامل من ضمن منظومة البناء الفردي الخاضعة لقانون التلقي المقيد هنا في الفن ولا بد من دراسة هذا البناء وإرجاعه إلى جزيئاته لنفهم الحقيقة.



وهنا يكون علينا أولا تذكر كون الآلية التي عمد بها الفنان لإرساء دعائم مطلقة الفني الذاتي أدت إلى نشوء مطلق فني مستقل بكليته، وادي بالتالي إلى نشوء مطلق ثالث للمتلقي في اللاوعي، سيمتد منه أحكامه وتصرفاته دون النظر في كونه يمت للمطلق الطبيعي أو لا يمت بصلة، هذه الآلية غير التفاعلية بوصفها كذلك نؤكد كونها غير منتجة، الدليل على ذلك كون تعدد المطلق وتنوعه يحيلنا إلى كون لا وجوده والحكم به لا يناقض صفة المطلق، إذا اللاتفاعل ضمن هذه الآلية لم يعطي للمطلق صفته الكلية فحسب، بل جعلها تسود عملية الفكر داخل وخارج المحيط الفني، بحيث أن وصف المطلق فقد معناه.



للبحث عن ثوابت إنسانية نجد أن دراسة التاريخ وضعت لنا نقاط التقاء بين بني البشر في النظر إلى الثابت من الأحكام، ولا يمكن الأخذ بإمكانية ضمنية مطلق، مطلق أخر، اللاتفاعل الحاصل في الفنون جعل البناء الإنساني ينظر للمطلق بعين التجرد من الإطلاق، وهذا يصح مبدئيا، لكنه لا يفضي إلى نتائج عملية بقدر ما هي تجريدية، بمعنى أدق، إحالة ميتافيزيقيا .
وهذه الحالة هي نوع من الهرب الواعي من اللاواعي المسيطر على مجمل العملية، الجدلية المستمرة لفض صراع الثوابت القياسية المحتملة، والأخذ بحكم دون أخر يتطلب من المتلقي إجراء عملية تحكيم واعية ، ولكن الدور المعطى للمتلقي إزاء المطلق الفني لا يسمح بذلك ، والقول بان المطلق الفني نسف معنى المطلق وأحاله إحالة لا عقلية لا يمكن معها الجدل الموضوعي المؤسس على ذاتية المتلقي كان الأساس الأول.


في النظر للبناء الفني ككل متجانس ومكون من جزيئات هي في حد ذاتها بنى معرفية يمكن تجزئتها للوصول إلى حقائق موضوعية تربطها ، في أثناء ذلك الجهد النظري، وهذه العملية التأملية ، يكون للمتلقي أن يخوض في ذات الآلية وحال المتلقي العملي منطلقا من ذاتية فردية ممنوعة حسب النظام السائد من أن تتفاعل عمليا ، مع ما هو مطروح حسب ما هو قائم ، من مبدأ فني ، ولكن المتلقي والحد أدنى يأخذ التجرد من الذات طريقا للموضوع مبدئيا ، لأنه ما من وسليه لإيجاد إجابات على التساؤلات الفردية والحال الفني طرحا يلتزم الموضوعية ذاتيه للفنان كموضوع، رغبة للتواصل لا الاتصال، بل التواصل في محولة لإيجاد معنى الاتصال ذاته، يجهد المتلقي في التجريد حدا أقصى من تجريد الذات من ذاتيتها طوعا، إزاء هذه الموضوعية.

وبتعبير أخر تكون الآلية غير التفاعلية مع المتلقي هي السبب الرئيسي والوحيد كما نراها، لعدم قدرة المتلقي في احتواء مضامين ذاتية خاصة به كفرد، داخل هذا الإطار الكلي الفني، من حيث القدرة بحد ذاتها نرى أنها تتقيد بالانطلاقة الفنية الأولى نحو بناء هذا المطلق الفني، فيكون المتلقي جزءا من عملية البناء الفني لا ذاتا بحد ذاتها، واللاذاتية المتعمدة والمعطاة للمتلقي كصفة دوره هنا داخل هذه العملية تحيل بالتالي إلى أمرين، الأول هو عدم التلقي، والثاني هو التلقي اللاواعي، والذي يحيلنا هذا الأمر الأخير إلى دائرة مغلقة تعود بنا للأمر الأول، حيث انعدام التلقي الواعي ليس سببه المتلقي اللاواعي بل الدور المخصص له ضمن هذه المعادلة الفنية، ومسالة كون المتلقي له حق اختيار والكيفية في ذات التلقي لا تعود عليه بغير تلقي اللاواعي لمضمون وجدلية الوعي بشكل، على أساس الطرح الفني ذاته، وهنا تعقم محاولة الاندماج بين الحالتين، هالة المطلق اللاتفاعلي، حيث لم ولن يصل المتلقي لغيره إذا حصل دمج المضمون بالشكل ولن يصل لغيره أيضا إذا لم يحصل الدمج، وهذا بإتباع ذات الآلية المخصصة للتلقي، أما في حالة خرق هذه الآلية ستكون الفرصة أمام المتلقي مفتوحة لمقارنة المطلق الفني بالطبيعي ولكنها تصاب بالعقم بمجرد إبراز حقيقة اختلاف مصدريهما الأصليين، وفنيا سيحصل المتلقي على برمجة لا واعية، وعمليا وعلى صعيد الوعي سيحصل على إدراك نسبي بالحرفة الفنية، ولا يمكن الخوض من قبله في ذلك، ولكنه يحصل، وينسف دوره كمتلقي أولا وذاتا مفكرة بالطرح ثانيا، وإحالته إلى عنصر قني ثالثا، والأمر اختياري وهنا أساس مشكلة اللاجدوى المنهجي في بحث المطلق الفني الحالي.

لا بد من إلفات الفكر إلى مسالة كون ديناميكية التلقي لا تحيل الفرد إلى عنصر في العملية الفني وهو أساسها، في الفن الثامن، ولا يمكن الأخذ بهذه الصفة والدور المعطى كأساس للتلقي في هذا الفن، أن المطلق الفني في الفن الثامن يتكون من إحلال التجربة محل النسبي من النتائج، وهو بالنظر إلى الأشياء بذاتها وبطريقة التأمل في لا مطلق العلاقات التي تربطها ليقترب من المطلق الطبيعي، والمهم هنا تأكيد زوال المطلق الفني المعهود في الفن الثامن، لأنه الآن يتجه من المتلقي إلى محاكاة الطبيعي، ووجود مطلق واحد فقط هو ما يضمن للفن الثامن معادلته الجديدة التي تستند إلى المطلق الطبيعي الواحد، في اختيار الطروحات الفكرية.

لا يمكن للمتلقي أن يتجاهل كون المطلق في الفن الثامن هو أساس غر معلن وغير مجير عليه، ولن يتكون هذا المطلق الفني المستقل، فعملية التأمل تحول دون انفصال المتلقي في هذا الفن عن ذاته.



أن الفكرة المطروحة لو كانت فنية بحته لزال الأثر الطبيعي، ولكن المتلقي يتعامل في هذا الفن تعامل الواقع مع الذات المفكر، وهنا لا بد له من الإلمام بالذات قبل الواقع، وهذا يتيحه الفن الثامن كأساس انطلاقه في الآلية الجديدة في التفاعل مع المطلق الواحد .

أن البناء الجديد ليؤهل المتلقي بكونه أساس هذا البناء لا عنصرا جزءا منه، لان يؤسس علاقاته التفاعلية مع المطلق وفق آلية ذاتية لا تتعارض معه واقع التجربة الفنية التي تعتمد هذه الآلية كجزء من النظام الفني الثامن بحيث تتكامل الرؤى الفنية من ناحية الفنان والمتلقي على أساس واقعي ليس بميتافيزيقياه الملموسة سوى إثبات جدية النظرة للواقع التجريبي للمتلقي ذاته من وجهة نظر فنان معتمد آلية الفن الثامن التفاعلية .
أن تعامل الفن الثامن مع المطلق كصفة ومع غيره كصفة أخرى يجعل تناقض جدلي المتلقي الذاتي غير ممكن بل غير فاعل، إنما يحيله إلى الذات الحاكمة دون أسس موضوعية لها السبق الكلي، ولو فنيا .

الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الماهية في فلسفة الفن الثامن
- ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن
- نظرة لفلسفة الفن الثامن
- ما هو الفن الثامن ؟


المزيد.....




- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن