أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نماذج التجربة الفنية















المزيد.....

نماذج التجربة الفنية


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2017 - 2007 / 8 / 24 - 04:50
المحور: الادب والفن
    




بوصفها تجربة فنية عالمية بالمعنى المتمم لكونها انسانية ، لاتحدد بمكان وزمان وفن معين دون غيره على اختلاف العناصر المحددة للنوع الفني ، ولان الفن الثامن يضمن فاعلية انسانية في الحياة عن طريق تفعيل الفرد المتلقي في العملية الفنية المبنية علميا كتجربة تفاعلية تمهد للفعل الواقعي ، ولكونه يعود بالفن لجذوره الروحية الاولى لانسان الكهوف بوصفه افتراض للواقع ، كما تجلى للدراسات ان اكتشف الرسومات الاولى لتجارب الانسان الفنية قبل خوض التجربة واقعيا او بعدها ، فهو كفن وظيفيا يؤهل للانسان تجربة واقعية على صعيد الفعل اساسها تفعيل هذا الفعل بما يعزز تطور الفكر الانساني .



ولكل ما تقدم يصح القول بلا نمذجة خالصة خاصة للفن الثامن من ناحية التقليد النموذجي ، فهو يتعدى القولبة بغير كونه تجربة لها نقاط ارتكاز اساسية ، وبهذا يمكن ان يتمثل في كل مجال فني على اساس التجربة التفاعلية في الافتراض الفني ، ويمكن ان نقول لوضوح هذه الصفة الشاملة للفن الثامن ، انه بحق اجتاز القالب والاطار لينفذ لجوهر الفن علميا .



هنالك من النماذج المتحققة فعليا بهذا الفن ينبغي ذكرها لكي تؤطر عملية دراسة علمية الفن الثامن ، بالمثال ، والفنية ، حسب ما يقتضيه الحال العلمي لدراسة الفن ، وبالمثل ، بناءه ، ولكنها تعد في اطار الملامح لهذا الفن اكثر منها خالصة له ، وسنبدا بها للتدرج العلمي للوصول الى النماذج الخالصة حسب راينا فعليا .



اولها واقدمها هو ملامح للفن الثامن ظهرت في كون فن من الفنون السبعة يعطي للمتلقي دورا تفاعليا لايؤثر في سير التجربة الغير مؤسسة على بناء علمي كما في الفن الثامن ، ولكن ياتي هكذا دور للمتلقي على صعيد المشاركة ، او المساهمة ، في التجربة الفنية ، فمثلا حين يكون هنالك مطرب في تجربة فن الغناء ويجعل الجمهور يغني معه مقاطع او كل اغنية معينة ، ترتفع نسبة مشاركة الجمهور في هكذا تجربة لكنها لاتصل للتفاعلية ، وايضا حين يكون هنالك عرض مسرحي معين ويشارك الجمهور بطريقة ما بحيث يكونون جزءا من الية العرض في فن المسرح ، ولكن لا يمكن لهم ان يكونوا بهذا التاثير في هكذا مشاركة تحت صفة التفاعلية ، مادام المطرب في فن الغناء مستمر في التجربة الذاتية ومادام العرض في فن المسرح منتهيا الى ما خطط له مسبقا ، دون أي اثر تفاعلي للمتلقي ، بالتالي احيل المتلقي في المثالين الى اداة للفن لا هدف متحقق ، فلو كانت الية التجارب الذكورة تتحقق الا بوجود المتلقي ، فهذا الوجود هو لذات الفن وليس وجودا ذاتيا كما هو واضح ، لذا تكون هكذا محاولات هي بالتالي امعانا في سلب الذات الفردية للمتلقي وتسكينا للحركة الفعلية للفعل الانساني في التجربة يتبعه في الحياة بالضرورة .



وكانت هنالك امثلة متشابهة في فنون اخرى مثلا ، فن الرسم ، وفن النحت ، فاللوحة والتمثال اوضح الامثلة على عدمية المتلقي ، فلا يملك الا ذاتية التفسير لهذه التجربة ، وهكذا تامل تجريدي بحت يصهره في ذات التجربة ، بل ذات الفنان ما وراء التجربة ، والافق الذاتي يتحدد بهكذا عملية كرد فعل طبيعي للعقل الانساني لمناظرة الاشياء في ذاتها بذاتها ، لابذاته وهنا يكون تحول المتلقي مرة اخرى لاداة عقلية للتجربة بذاتيتها العصية على الاختراق ، دون أي تمثل ذاتي للمتلقي كفرد واع فكريا بذاته وموجودا بالضرورة لاثبات ذلك.



ان الحالة التي تكون عليها المشاركة او المساهمة على اختلافهما ، لا تتعدى الفعل المؤدلج ذاتيا من قبل الفنان ، والذي تموضع فنيا ليثبت في ذاكرة المتلقي الفنية ، على شكل انماط سلوكية ، بل واساليب فكرية ، فلو تم سؤال احد متلقيين مسرحية روميو وجولييت مثلا ، عن مصيرهما في نهاية المسرحية قبل ان يشهد النهاية ، لكان حكم عليهما من وجهة نظر وليم شكسبير المؤلف ، أي من ذاتية الفنان يستنتج حكما يبدوا ذاتيا بالضرورة ، ولكن ربما سيحكم في الواقع الفعلي نفس الحكم بعد مشاهدة موت الحبيبين على قصة مشابهة ، ولكنها واقعية هذه المرة ، اما كيفية مشابهة الحكم ، فهو نمط متجذر رغم عدم مشابهة تفاصيل القصة البحتة بالمطلق الفني السابق لا يترك مجالا للذاكرة ان تنقض نفسها ، فحين ذاك نتبدل المفاهيم ، وان حدث ، من مطلق لاخر ، فني .

ان مسالة جعل الحياة والانسان نموذجا فنيا ، يجعل المتلقي امام متعالي من نوع اخر ، فبكونه ذاتا مفكرة بالطبيعة وبذاتها بالدرجة الاولى ، سيكون هنالك ذلك المحيط الذاتي لذات الاخر ، الفنان ، الذي يقف بين الذات والفكر ، موقفا غريبا ، فلا هو من ناحية تطورية لفكر الانسان علميا بالضرورة التي تتطلبها صفة التطور ، ولا هو من ناحية الذات ذاتيا فاعلا يسند عجلة التطور بتجديد معنى فكرة الذات وحيثياتها للمتلقي ، بل يكتفي بفرض المطلق الفني ، كعالم ، اخر ، يمكن ان ينهي اليه المتلقي وربما فيه بالرغم وليس هذا المهم عند الفنان ، بل احكام الضبط الفني ليكون هنالك جدلا مقيتا بين كون من يقلد من ، الفن ام الحياة ، وهكذا جدل مجرد يمر به المتلقي وكان شيئا لم يكن ، ولكن ليس هذا صحيحا نسبيا ، فانعكاس التجارب الفنية المقولية في اطار تدني فاعلية المتلقي لها مالها من التاثيرات في فكر مرحلي لكل انسان ، واصبح للفن مراحل عمرية معينة من فئات المتلقيين، ويمكن القول ل بان مدرسة الفن كنموذج للحياة ، هي الحياة ولكن من وجهة نظر غير ما نعتقد ، ولهذا الاختلاف حاصل بين بني البشر بشكل طبيعي حول المسائل الواقعية يكون اعلى نسبة من خلاف حول عالم فني معين .




يصح القول بتشابهة النماذج التي احتوت ملامح للفن الثامن في كونها ناقضت ذات تجربتها الفنية الخالصة ، محاولة بذلك التجديد على نطاق البناء الفني وليس العلمي للتجربة ، وهذا هو السبب في تناقضها ، فحين تخرج التفاعلية المفترضة عن سيطرة هذه الفنون لا يمكن لها ان تواصل العملية الفنية الا باستخدام العصا لاسكات الجمهور ، وهم جمهور فعلا وليسوا متلقين هنا ، والامر الاكثر غرابة في هكذا نماذج هو الهدف منها ، فهي محاولات وملامح للفن الثامن هذا صحيح ، ولكنها بنفس الوقت دليلا على حاجة المتلقيى للتفاعلية مع المحيط الفني ، وهكذا دليل يناقض هدف الفنون هذه في فرض مطلق فني بالضرورة ، وفق كيفية ذاتية المتلقي .



ان العمل على حصر النماذج التي تمثل الفن الثامن ، والاخرى التي تحتوي ملامح الفن الثامن ليس بالمجدي بقدر تفهم تجربة الفن الثامن كمفهوم خاص للتجربة الفنية على اساس البناء العلمي.



وان مسالة كون النماذج الممثلة فعلا للفن الثامن مطلقة ، ليست مطلقة فنية ، وانما مطلقة نسبية للتمثل في تجربة الفن الثامن ، هي مسالة نسبية ، فهذا الفن له نموذج مائل في كل الفنون على صعيد الملامح ، وله ايضا بعض النماذج التي يمكن ان تمهد لثورة فنية تجعل من الفن الثامن مقياس المتلقي الفني في أي تجربة فنية ، فهنالك مثلا ما تم الخوض فيه في الجزء الاول من هذه الموسوعة ، نظرية الفن الثامن ، وخاصة العالم الرقمي الافتراضي الذي توفره الدراما التفاعلية للمتلقي وذلك عن طريق نقاط ارتكاز التجربة ، التفاعلية الافتراضية ، وهذا النموذج هو اعلى النماذج نسبة في تمثيل الفن الثامن لحد كتابة هذه السطور وحد علم الكاتب لهذه الموسوعة ، وليس هنالك من مجال لاعادة صياغة النموذج في سطور مستلة من الجزء الاول ، ولكن الجدير بالذكر ان الدراما التفاعلية اكدت على كون التجربة الفنية ممكنة على اساس الفن الثامن اكثر من كونها ممكنة على اساس ذات الدراما ، وذلك بالنظر الى امكانية استثمار البناء العلمي في خوض التجربة الفنية ، فحين يكون المتلقي في وضع بطل القصة في الدراما التفاعلية ، وتكون العناصر الفنية مؤهلة للتفاعل مع هذا المتلقي او ذاك ، او الكل معا في اطار تفاعلي لمحيط افتراضي متقن باساس البناء العلمي وفق التجربة الفنية ، يمكن معها الخوض في موضوعية ذات التجربة ، بل والخروج منها بنتائج ذاتية متموضعة بالضرورة تبعا لمعطيات الواقع التجريبي المفترض .



وفعلا ، للدراما التفاعلية اعلى النسب في تمثيل الفن الثامن كتجربة فنية ذات بناء علمي ، وذلك لقدرتها على احتواء فاعلية المتلقين في الاطار الافتراضي للواقع الفعلي .



هنالك من النماذج التي تحمل نسبا عالية من تمثل الفن الثامن ، كمحاولة فن السينما اخر الفنون السبعة تفعيل دور المدركات الحسية للمتلقين عن طريق الية افتراض تمنح المتلقي الجالس في مقعد السينما اشارات وهمية بكونه متفاعلا مع احداث الفيلم المفترض تفاعله معه من خلال اظفاء ميكانيكية معنية في مقاعد الجلوس للمتلقين بحيث يحدث اهتزاز مضبوط مع مشهد فيلم عن زلزال ، يهتز قليلا معه المقعد الذي يجلس عليه المتلقي وكذلك من خلال مشهد بحر او بستان او حريق يكون لمكائن خاصة ان تبث روائح تناسب المشهد المعروض في داخل قاعة العرض لمنح المتلقي جوا واقعيا للافتراض الفني .



كذلك في فن المسرح ، يعد الخروج عن الاطار التقليدي للخشبة والصالة والنزول الى اماكن جلوس المتلقين والتمثيل فيها ، محاولة للتفاعل ، وايضا الخروج الى الشوارع والمقاهي واقامة مسرحيات مفاجئة في سوق او مدرسة ، لاظفاء طابع الواقع الفعلي على هذا الفن ، يبدو انها محاولات للاقتراب من الافتراض الواقعي ، وايضا في فن النحت والتشكيل ، هنالك من النتاجات ما يتاثر بالظروف الطبيعية للمناخ ، مثلا كون الفنان ينحت تمثالا من الثلج ، بطبيعة الحال لن يبقى امام المتلقي بذات الحالة بعد ان يبدا الثلج بالذوبان ، وهكذا معالجة يراد منها تفعيل دور المتلقي تامليا ، ليتوقع حالات تحول التمثال ويتفاعل معها فكريا وفق كل حالة ، وايضا يمكن ذكر الكثير من الامثلة التي نراها محاولات للتفاعل مع المتلقي ، ولعدم اتساع المجال لكل هذه الامثلة نرى من الممكن ان تكون اكثر من ان يوضع لها مجال في كتاب ، بل من الممكن ان تكون اعمق تاريخيا مما يتصور البعض المطلع على تاريخ الفن ، ولكن بالامكان تصنيفها وفقا لنسب تمثل تجربة الفن الثامن الفنية على اساس البناء العلمي ، وحسب تلك النسب .



ان مجمل المحاولات الفنية في الفنون السبعة لايجاد طريقة تنفذ منها التفاعلية لاتتعدى مرحلة الملامح ، بل وان حتى الدراما التفاعلية ايضا يمكن ان تكون كذلك رغم تمثلها في اعلى نسب الافتراضية والتفاعلية .



ومما يتضح لنا اخيرا ، هو ان الفن الثامن هدفا لمجمل الفنون الاخرى ، وكونه كذلك ، بدليل سعي كل الفنون الى تمثل تجربة الفن الثامن ،وكونه كذلك يجعل من الممكن القول بان الملامح على تنوعها هي برمتها تجسيد لواقع تفاعلي افتراضي ،وعلى هذا الاساس فنموذج الفن الثامن المفترض كنمط تكاملي ، هو المؤهل لصحة القول بوصفه اب الفنون .

الكاتب

سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن
- موضوعية الفن الثامن وفق معادلة الفن الثامن
- قياسية الفن الثامن وفق المعادلة
- حجر الزاوية الأول في فلسفة الفن الثامن
- زاوية الثامن الفلسفية في فلسفة الفن الثامن
- دائرة العلاقات المربعة في فلسفة الفن الثامن
- مربع دائرة العلاقات الفنية
- الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن
- البحث عن الماهية في فلسفة الفن الثامن
- ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن
- نظرة لفلسفة الفن الثامن
- ما هو الفن الثامن ؟


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - نماذج التجربة الفنية