أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - علمية الفن الثامن














المزيد.....

علمية الفن الثامن


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:06
المحور: الادب والفن
    




أن أي فن يلتزم آلية التفاعل مع المتلقي من ناحية كون الأخير هو أساس استمرار العملية الفنية، بمعنى أن الفن الذي يكون المتلقي فيه الأساس في البناء الفني، نستطيع أن نصفه بالفن الثامن من ناحية علمية.



لو كان المتلقي الذي يشاهد لوحة الموناليزا متاح له أن يمسك الفرشاة ويضع لمسة خاصة تمثله، ولو كان المتلقي الجالس في قاعة تعرض فيها مسرحية متاح له أن يعتلي الخشبة ويؤدي دورا يمثله، ولو كانت هذه الفرص متاحة للمتلقي في أي فن آخر، لكان الوصف العلمي لها لا يبتعد عن كونها ملامح للفن الثامن، ولكنها إذا تعدت هذه المرحلة البسيطة في الاقتراب من الوصف الدقيق علميا لكونه فنا خالصا ذلك ما يميزه، لأصبحت فعلا من ضمن إطار تجربة الفن الثامن.



لذلك فأي فن يجعل للمتلقي دورا ذاتيا في المنظومة الموضوعية، للمحيط الفني يكون تحت وصف الفن الثامن، إلا أن هكذا محاولات لا قصديه لا تعطينا سوى الملامح التي ربما هي أولى القطرات والخطوات، لبناء الفن الثامن عمليا.



ربما مجموع الشروط التي يجب توفرها لغرض البت في كونه فنا ثامنا من ناحية علمية تنحصر ابتداء في آلية التلقي، لكن ذلك يتطلب آلية فنية تجعل من الممكن للبناء الفني أن لا يتخلخل ويصل إلى اللاشيئية في المعنى القصدي من مجمل العملية الفنية، وعلى هكذا شرط أولي تكون هنالك منظومة قواعد مرنة مرونة تضمن الاحتواء الكامل تقريبا لماهية الفن الثامن، الذي لا يتحدد بفن دون سواه إلا بكون الشرط الأول متحقق فعلا، ولا يقف عند فن بحد ذاته فيما لو تحقق هذا الشرط الذي يضمن التجربة الذاتية للمتلقي، والتي هي الأساس الفعلي للفن الثامن من ناحية علمية بحته .



أن تجربة الفن الثامن تنطلق من الواقع الفعلي للمتلقي، وعملية البت في فنيتها ملمة للفنان والمتلقي بالأخذ بعملية المخاض الفكري الذي جعلها قابلة للقياس وواقع التجريب مرهون بالنتائج، وهكذا نحدد علمية الفن الثامن.


الفن الثامن وظيفيا لتلك الاستدراكات الفنية التقليدية، فحين إدراك أن الفن هو مدرسة الحياة، ما الذي يمكن أن يفسر ذلك لعقلية المتلقي رغم كيفية التعامل الفني من قبله مع كل فن وعلى أساس كونه مستهلكا للفن أملا في تفاعلية مع الحياة.


وحينما يكون للفن ذات التفاعلية الممكنة للمتلقي مع الحياة، هنا تحدث مفارقة فعلية على صعيد كون الفن وظيفيا هو الحياة، ولكن لا يمكن للافتراض الفني مسايرة الحياة في كيفيتها مع الإنسان.



ربما وصل الفن الثامن إلى حقيقة التفاعل الإنساني مع محيطه الواقعي وبما هكذا يقود تجربته مع المتلقي، ولكن هكذا مبدأ سيقود المتلقي إلى قرار فعلي لفعل فني لا بد أن يتخذ من قبله، وطالما كان افتراضا وعلى مستوى من الفنية التي تضمن الافتراض كونه واقعيا، يكون هنالك فرصة واقع فعلي آخر للمتلقي.



ليس المتلقي غير مجموع الدور الفاعل للإنسان في الحياة، والذي بكافة نواحيه الفكرية والعملية، هو مقصد كل من العلم والفن، وهكذا وبالدمج من مجالين للنشاط الإنساني في تجربة الحياة للمتلقي، وبالتأكيد سيكون له رأي في الفعل من عدمه وأثار ذلك القرار مهما يكن على الحياة وذات المتلقي، الإنسان، افتراضيا، وواقعيا، وهكذا يحدد الفن الثامن كونه علميا بالضرورة، في حياة الإنسان.


الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن
- موضوعية الفن الثامن وفق معادلة الفن الثامن
- قياسية الفن الثامن وفق المعادلة
- حجر الزاوية الأول في فلسفة الفن الثامن
- زاوية الثامن الفلسفية في فلسفة الفن الثامن
- دائرة العلاقات المربعة في فلسفة الفن الثامن
- مربع دائرة العلاقات الفنية
- الية المطلق التفاعلي في فلسفة الفن الثامن
- البحث عن الماهية في فلسفة الفن الثامن
- ماهية الفن الثامن وفق فلسفة الفن الثامن


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - علمية الفن الثامن