أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع















المزيد.....

السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 10:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقف النظام السعودي الفاسق، اليوم، بكل ثقله المالي البترولي، وإرثه التآمري المعروف وراء المحكمة الدولة لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتقاداً منه بأنها ستجلب له مكاسب سياسية، وسيجني من ورائها ما عجز عن جنيه من خلال أفانينه ودبلوماسيته وسياساته المكشوفة والفارغة على صغار التابعين والسياسيين في المنطقة. فقد موّلت السعودية، وسعت لإنشاء تلك المحكمة على أمل "إبليس" أن تبقى خارج نطاق المساءلة والتحقيق، ولتظهر أمام الرأي العام بمظهر النصير للعدالة والبعيد عن الشبهة. وتدعم لذلك الهدف صبيان السلطة اللبنانية، أو ما اصطلح على تسميته بفريق الموالاة ( الموالاة هنا طبعاً لأمريكا وإسرائيل، فوليمة تقديم الشاي لجنود الاحتلال، ومشاهد العناق الحار والقبلات الساخنة مع كوندي السمراء خير دليل على ذلك)، وتغذي لديهم أحلام اليقظة السياسية التي ستفاجئهم قريباً عما لا يحبون، ولا يشتهون، ولا يتوقعون، وإن غداً لناظره قريب.

ومن يتابع هذا الوله، والعشق السعودي الغريب للكشف عن ملابسات هذه الجريمة النكراء، يعتقد لوهلة، أن علاقة السعودية مع الرئيس الشهيد كانت على ما يرام، وفي أحسن أحوالها على الدوام. وأنها تسعى بصدق للاقتصاص من قتلة رجل كان يحظى لديها بمكانة ورعاية خاصة. ولا تنطوي، في الحقيقة، تلك المظاهر الخادعة إلا على قدر كبير من المداهنة، والمكر والخداع والدهاء المعروف تاريخياً عن الملوك الذين ما دخلوا قرية إلا وأفسدوها كما جاء في متن القرآن الكريم، وأن العلاقة بين الجانبين كانت تقوم على الندية والاحترام المتبادل، فيما حقيقة الأمور تنبؤنا بعكس ذلك بالمطلق، والعارفون ببواطن الأمور لا تنطلي عليهم مثل هذه الحركات "القرعاء". فوراء الأكمات ما وراءها، وما خفي كان أعظم و"أدق" رقبة كما تقول العوام.

فقد اشتكى الرئيس الشهيد وعبـّر عن امتعاضه، وفي أكثر من مناسبة في مجالسه الخاصة والحميمة، ولرجال دولة وسياسيين كبار ممن يغردون خارج المنظومة السعودية، عن ألمه جراء سوء المعاملة وقلة الاحترام والتقدير الذي كانت العائلة السعودية تعامله بها. فهو، وحسب تلك المصادر المقربة من الرئيس الشهيد، كان يعامل بفوقية سعودية معروفة تصل حد الازدراء والعنصرية. ولذا فإنه لم يدع ولا مجرد مرة واحدة بدعوة رسمية لزيارة السعودية حتى لا يتم استقباله في المطارات السعودية بشكل رسمي وكما يجب أن يحظى به كريس وزراء لدولة في المنطقة، وكان يتم استقباله، بشكل متكرر، من قبل موظفي علاقات عامة عاديين أو دبلوماسيين من الصف الرابع والخامس في الخارجية السعودية. وحتى لا يضطر أمير سعودي ما، سليل المجد والعز والحسب والنسب، لاستقباله استقبالاً يليق بمكانة الرجل. ويندر أن يعثر في أرشيف وزارة الإعلام السعودية على صور تثبت قيام أحد من العائلة المالكة السعودية باستقبال الحريري بشكل رسمي لدى أية زيارة من زياراته الكثيرة والمتعددة لـ" هذه المهلكة الأرضية" الجهنمية، أو قيام التلفزيون الرسمي السعودي ببث أية صور لاستقبال من هذا القبيل.

وإذا كنا نتفهم عدم معاملة السعوديين له بشكل رسمي يوم كان رجل أعمال، وهذا حقهم الطبيعي، فإن هذا لا يصح، ويجب ألا يقع عندما أصبح المرحوم رجل دولة من طراز رفيع ويشغل منصب رئيس وزراء لبنان. وما أشبه اليوم بالبارحة، إذ يتعذر أيضاً أن ترى أميراً سعودياً، ومن أية طبقة أميرية سعودية، على اعتبار أن هناك أمراء نخبة مميزين ومن الصف الأول، وهناك أمراء نكرة لا يعبأ بهم أحد ويرأسون مثلاً فرقاً وأندية رياضية محلية ولجان لتنظيم العراضات والرقصات الشعبية، نقول يتعذر أن ترى حتى هذا الأمير يستقبل أياً من غلمان الموالاة، وعلى رأسهم الولد "الدلوع" واللعوب "سعدو"، الذي يرأس كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني، ويدخل ويخرج كأي عامل هندي وآسيوي على "الساكت" ويا رب تعافينا. ومن الواجب، وحسب الأعراف الدبلوماسية المتبعة في الأدغال، أن يحظى باستقبال رسمي ما، يكون على رأسه على الأقل أمير مجهول ممن يرعون، مثلاً، شؤون استيراد و"فحص" الخادمات السيريلانكيات والفيليبينيات ويشرفون على تجارة الرقيق الأبيض الرائجة اليوم في الديار المقدسة والعياذ بالله.

وبات من الواضح كلياً أن السعودية لم تكن ترى، ولا ترى حتى اليوم، في علاقتها مع بعض الأقطاب اللبنانية سوى بوابة للنفاذ من خلالها إلى قلب الساحة اللبنانية، وبسط نفوذها وهيمنتها على باقي المنظومة الشرق أوسطية بعد أن سقطت في براثنها دولاً مهمة ومؤثرة كمصر أرض الكنانة والحضارة الفرعونية التي لم تعد تشبه إلا قرية أو "هجرة" سعودية وهابية في عمق الربع الخالي. وهي لا تنظر إلى أي فريق من الموالاة إلا من موقع التابع والأجير الذي يجب أن يمتثل لإملاء ورغبات سيده الوهابي.

كما ويدور في الأفق كلام كثير عن تنازع ومنافسة مالية حادة كانت تجري بين مؤسسة الرئيس الشهيد ورجال أعمال وأمراء سعوديين كبار معروفين على المشاريع الدسمة التي كان يستأثر بها الرئيس الشهيد، وكان ذاك الخلاف، أحد الأسباب المرجحة وغير المستبعدة وراء جريمة الاغتيال النكراء وقد ورد ذلك صراحة في أحد تقارير سيرجه برامريتس. غير أن ما يثير الريبة والشك، ويؤكد على تورط سعودي ما في الجريمة، هو ورود اسم السعودية من بين عشرة دول، على ما أعتقد، التي رفضت وترفض، حتى اليوم، التعاون مع لجنة التحقيق الدولية، وتتمنع حتى اللحظة عن تقديم أية تسهيلات لوجستية أمنية لاستمرار ونجاح عمل تلك اللجنة.

ومما في الجعبة أيضاً، أن النظام السعودي كان يشعر بالحنق والغيظ من الرئيس الشهيد الذي أصبح صديقاً محبباً وأثيراً لدى السوريين، وهم الذين "صنعوه وسووه"، كما يرددون دائماً، بمناسبة ومن غير مناسبة، وبكل ما في ذلك من إجحاف وتنكر وإهانة لشخص الرئيس الشهيد. بحيث قال عنه البعض يوماً، بأنه يخدم السياسة السورية لدرجة أنه يقوم أحياناً بمهام وزير الخارجية السورية نظراً لما كان يكنه الرئيس الشهيد من حب واحترام وتقدير لسورية، ومدى التنسيق والتعاون الذي كان يبديه، وخارج الرغبة السعودية، مع سوريا، الأمر الذي أغضب السعوديين الذين لم يكونوا يروا في الرجل، وبكل أسف، وعذراً للتعبير، سوى "زلمتهم" في لبنان، وبكل ما في ذلك من أذى وإساءة، أيضاً وأيضاً، لتاريخ وشخصية الرئيس الشهيد. وراعهم موقفه الوطني الصلب وسياساته الواضحة من الكيان الصهيوني العنصري الذي تناغم إلى حد التطابق مع الموقف السوري المعروف تاريخياً.

إن تاريخ علاقة السعودية مع الرئيس الشهيد هي عبارة عن سلسلة من الأذى والتجريح و"التمنين" الملحوظ الذي عبر عنه الشهيد الحريري مراراً وتكراراً، ومطالبته بما لا طاقة له به، ولا ينسجم مع إرثه التاريخي ومبادئه وسلوكه الشخصي. وإن ما اعتمل ويعتمل تحت سطح العلاقة السعودية المريبة مع الرئيس الشهيد فيه الكثير من الألغاز والخفايا والإثارة. وهو بالمطلق، عكس ما هو ظاهر وباد من حرص سعودي على كشف قتلة الرئيس الشهيد. فلو انصاعت وتعاونت السعودية مع المحكمة الدولية، وسارت أعمال التحقيق بعيداً عن التسييس والكيدية التي تطبع بعض مجرياتها اليوم، ومضت بوجهها القضائي والعدلي الصحيح، لانقلبت الأمور رأساً على عقب، وظهر كل ما هو مدهش وعجيب، ولكان النظام السعودي، بوجوهه الكالحة وأمرائه المتعجرفين، وبالتأكيد، أكبر الخاسرين، وأول الماثلين أمام هيئة المحققين



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدام محللاً سياسياً
- الخوف على الإسلام
- المعارضة العلوية
- متى كان الخليج عربياً؟
- القصف الفيروسي للمواقع الإليكترونية السورية
- الخليج الفارسي
- قمّة الحقيقة
- عمرو خالد: رزق الهبل على المجانين
- الهوية السعودية للمعارضة السورية
- هل أطاحت وفاء سلطان بأسطورة الجزيرة؟
- كل عام وأنتم بالشادور والنقاب
- يو إس إس كول: البحث عن هزيمة
- أنا لست مسلماً
- آل تعوس وقصر الدرعية والتاريخ الملعون
- مهلكة آل جحود
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - السعودية والرئيس الشهيد: الاحترام المفقود والود المقطوع