أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - المعارضة العلوية















المزيد.....

المعارضة العلوية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 12:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل هناك معارضة علوية حقاً؟
المعارضة السورية ومنظروها الأشاوس، انخرطوا من حيث يعلمون أو لا يعلمون، في الشرق أوسطية، وانغمست فصائلهم المناضلة في خطاب طائفي بغيض إلى "تلابيبها"، و"شوشة" أذنها كما يقول المثل العامي المصري. فصار من الطبيعي أن يردد مثقفو اليسار، كما كتبة الجماعات السياسية إياها، وفي تناغم مدهش، المصطلحات التي دخلت مع الغزو الأمريكي للعراق، وهي جزء من الاستراتيجية الأمريكية المعلنة تحت يافطة التفتيت الشرق أوسطي. وصار هؤلاء، ولاسيما كتاب الطلاسم الثورية منهم، لا يزينون مقالاتهم و"أبحاثهم" الفذة إلا بتلك العبارات العنصرية والإثنية والطائفية التي تناغم مع رغبات الميسيز رايس، وتنم في ذات الآن، عن التواضع وربما الجهل المعرفي الخطير بمضمون ذاك الخطاب، ومآلاته التدميرية والكارثية على الوحدة والأمن الوطني. فقد أفلحت الجماعات الدينية المعروفة، ولغايات سياسية بحتة، في فرض خطابها التحريضي والطائفي على ساحة العمل المعارض، وانجر وراءها بعض من أشباه المثقفين الأفذاذ بكل طواعية ولين يسحر الألباب. وصار الحديث واللغو والفرز الفئوي وتصور الكانتونات الشرق أوسطية جزءً لا يتجزأ من نضال وبطولات بعض المناضلين.

إن التركيز على هذا الجانب الفئوي في خطاب المعارضة، والعمل عليه، واعتباره سلاحاً هاماً للتجييش والتعبئة، وإهمال العامل والبعد الوطني للهوية السورية الخاصة الفريدة والمميزة والقائمة على التعدد والتنوع، يعتبر إساءة بالغة لنضالات جميع الوطنيين السوريين الحقيقيين وتاريخهم المشرق المنير. وأن هؤلاء الطارئين على الوطن والمعارضة يدمرون كل ما بناه وعمل عليه الوطنيون والأحرار السوريين الكبار تاريخياً. ويدور في هذه الأيام الحديث، عن عقد مؤتمر وطني وشامل للمعارضة السورية، برعاية أو بدعوة، أو بمشاركة ما من السيد رفعت الأسد النائب السابق لرئيس الجمهورية في سوريا. أو أن هناك غزلاً ما، ما بين السيد النائب السابق والنائب الآخر المنشق عبد الحليم خدام، وجماعة الإخوان المسلمين السوريين، الألداء السابقين، مستغلين كل أجواء الضغط الدولي والإقليمي على سوريا، على اعتبار أن السيد رفعت الأسد يمثل مصالح فئة سورية معينة، ويدافع عنها، وبالتالي يتزعم "مطالبها" وطموحاتها وأحلامها وهو الذي سيقودها في مراحلها اللاحقة وينجيها من آلامها وتيهها وعذاباتها، وفيه ومعه يكمن خلاصها ونجاتها.

وبداية، لا يوجد هناك في سورية كلها شيء يمكن أن نطلق عليه معارضة فئوية من أي نوع كانت. وهناك معارضون وطنيون حقيقيون لا هوية فئوية لهم ولا ينطلقون في عملهم، البتة، من خلال هذه الاعتبارات اللاوطنية. فالمعارضة الوطنية الحقيقية، وهي بالمناسبة ضرورة وطنية ترصد الشأن العام وتقيمه وتدفعه باتجاه مساراته التي تحقق المصلحة العامة وهي جزء لا يتجزأ من عمل وتوجه وآلية أية سلطة ونظام وطني، هذه المعارضة لم تكن يوماً تمثل طيفاً أو تياراً سورياً بعينه، بل تعمل لتحقيق طموحات وأهداف جميع السوريين، أما من ارتضى السير في الخطاب الشرق أوسطي التفتيتي، ولديه طموحات لزعامات فئوية، ومن قبل على نفسه الانضمام والعمل وفق هذا التصنيف الفئوي والبدائي الما قبل وطني وما قبل سياسي، فهذا شأنه الخاص الذي لا نتدخل فيه، ولا نحسده، بالطبع، البتة عليه.

فهناك في هذا الطيف السوري، كما في غيره، وطنيون سوريون يحملون الهم السوري العام لا هم فئة ما، ويمثلون الوطن السوري من بابه لمحرابه، ويعملون من أجل وطن سوري حر عزيز. فالأطياف السورية المتعددة والمتنوعة والتي هي ثروة التفرد والتميز الوطني السوري ليست قطعاناً ولا خرافاً تساق وفق مشيئة وهوى هذا "البلطجي"، ولا هي من ملكية هذا المافيوزي ولا أي من لوردات المعارضة السورية ومافياتها الأخطبوطية التي تعيشت وأتخمت زمناً طويلاً من دماء وعرق وآلام جميع ألوان الطيف السوري، وهم مسؤولون بطريقة وأخرى عن كل ما يعانيه السوري اليوم في حياته من ألأم وعذاب مقيم، وكانوا دائماً مثلاً سيئاً لثقة مـُنـِحوها، ومارسوا من خلالها كل أشكال النهب والسلب والقمع والاستفشار السلطوي المقيت. فما عدا اليوم مما بدا؟ وماذا حل بهم وهم خارج سوريا؟ وما الذي هداهم فجأة، ويا سبحان الله، لهذا الكم الزائد عن الحاجة من محبة سوريا والسوريين؟

ومع أحلام اليقظة السياسية التي تراود اليوم مخيلة بعض الحالمين، وكأن الأمور "سائبة" هكذا، يحاول بعضهم السطو والاستيلاء عنوة، وبدون أية شرعية، على هذا الطيف السوري أو ذاك، باعتباره وكالة من غير بواب، ومنحة ربانية خاصة له، وتنصيب نفسه، لذلك، كمتحدث باسمه وممثلاً عنه، في عملية نصب واحتيال دولي، لا تختلف كثيراً عن السرقات وعمليات النهب والسطو على مقدرات الشعب السوري التي قاموا بها يوم كانوا في عز مجدهم وصولجانهم وسلطانهم المطلق القوي. لا بل ذهب بعض منهم لاعتبار هذا المكون السوري ملكاً شخصياً له ولعصابته، دون غيره، و"يناضل" من أجله في المحفل الدولي بما ملكت يداه من سحت ومال حرام مسلوب من لقمة الجياع والمحرومين. ومن هنا لا أدري متى كان السيد رفعت الأسد وغيره مناضلاً من المناضلين وما هو، وأين رصيده النضالي باستثناء تلك الجعجعة الفارغة في تلفزيونه النرجسي البدوي الذي يدار كما كانت تدار سرية من سرايا الدفاع في اللواء الجبلي في جبل الأربعين؟ ومتى ناضل عن، وباسم أي من السوريين حتى يتسلط على رقابهم ومن فوضه أصلاً، هو وغيره من رموز الفساد السوري للتحدث باسم أي من السوريين؟ وهل يعرف هو كم هم عدد ضحاياه من فقراء وأطفال سوريا البؤساء المساكين؟ وهل هناك أصلاً معارضة محصورة بهذه الفئة أو تلك، وتتكلم باسمها، ولا سمح الله حتى يكون أي كان ممثلاً لها؟ صحيح أن هناك معارضين وطنيين حقيقيين من هذا الطيف السوري أو ذاك لكن لا يقبل، ولا يتجرأ أي منهم أن يرطن أصلاً بهذا الخطاب الفئوي الدوني الرخيص؟

إن هذا النوع من فصائل المعارضة السورية، ستسيء جداً إلى نفسها، وستحبط عملها وكل مشاريعها، فيما لو انجرت وراء هؤلاء "الزعماء" المزيفين الخلبيين، أو فيما إذا انساقوا إلى هذا الدرك من السلوك الفوضوي، وسنكون أول المتصدين لفضح هذا الافتراء والافتئات والتزوير وسيرفض كل مكون سوري، وليس مكون وحيد بعينه، أن يكون مثل هؤلاء ممثلين ومدافعين عنه أو متحدثين باسمه. وإن السيد رفعت الأسد لا يمثل أبداً سوى نفسه ومصالحه وملياراته الحرام. ولم يكن يوماً أميناً على شيء، ولا موضع ثقة لدى أي من السوريين، ولا حتى من أقرب المقربين، بما فيهم الشقيق الكبير الرئيس الراحل المرحوم حافظ الأسد، الذي أدرك مدى فجور وخطورة هذا الشخص على الأمن الوطني فأبعده وأفناه إلى خارج الأرض السورية الطاهرة التي لا تقبل الغث والرث ولا السمين وترفض الشقي والدعي والسوقي البلطجي. وكانت تلك، بحق، واحدة من مآثره الطيبة والخالدة، والتي لا تنسى، على مر الأيام والسنين.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى كان الخليج عربياً؟
- القصف الفيروسي للمواقع الإليكترونية السورية
- الخليج الفارسي
- قمّة الحقيقة
- عمرو خالد: رزق الهبل على المجانين
- الهوية السعودية للمعارضة السورية
- هل أطاحت وفاء سلطان بأسطورة الجزيرة؟
- كل عام وأنتم بالشادور والنقاب
- يو إس إس كول: البحث عن هزيمة
- أنا لست مسلماً
- آل تعوس وقصر الدرعية والتاريخ الملعون
- مهلكة آل جحود
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - المعارضة العلوية