أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - نضال نعيسة - كل عام وأنتم بالشادور والنقاب














المزيد.....

كل عام وأنتم بالشادور والنقاب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:23
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


يصادف يوم الثامن من آذار مارس من كل عام عيداً للمرأة العالمي، ومع تحفظ مجتمعاتنا على خصوصية الأعياد وحصرها بالمقدس يصبح من المغامرة الاحتفال بأي من المناسبات دون فتوى وإجازة من الكهنوت الديني الذي يلقي بظلاله الثقيلة على كواهل هذه المجتمعات، فلا أجد أي مبرر لكي نحشر حالنا وأنفسنا مع هذه الأعياد والمناسبات العولمية ونحن ما زلنا نعيش، عملياً، في مضاربنا في مجاهل الصحراء.

وبداية، لا أدري هل يمكن اعتبار المرأة في مجتمعاتنا الذكورية المطلقة ضمن إطار المجمع النسائي العالمي، أم أن لها "وضعاً خاصاً" نتيجة لما عانته عبر تاريخها من ضروب العسف والتنكيل والاضطهاد والازدراء أضفى عليها طابعاً مختلفاً ووضعها في إطار تقييمي دوني نمطي لا يمكن لها الخروج منه بسهولة. فالمرأة اليوم في هذه المنطقة تستخدم كسلاح بشع ومحرم دولياً بيد الجماعات الغيبية للتأكيد على سطوتها واجتياحها البربري للمجتمع، وما مظاهر النقاب والحجاب والتدين التي تطال المرأة إلا أحد أبرز وجوه الاستخدام الانتهازي لهذا الكائن البشري في معارك سياسية تنتفي منها أية صفة إنسانية. وإن محاولة فرض القيم البدوية على المجتمعات كمنع الاختلاط، وإخفاء المرأة في زي لا إنساني ولا قانوني يدلل على حالة الاستلاب الفظيعة التي تعيشها المرأة في هذه المنطقة. وكم يتألم المرء حين يرى عمليات تحجيب الفتيات الصغيرات القائمة على قدم وساق في مختلف المجتمعات الشرق أوسطية، بكل ما يعني ذلك من إلغاء لفرص هذا الكائن الإنساني في حياة متحررة من غوائل الزمن الآفل وأفكاره البائدة. فحين تحبس الطفلة، ومنذ نعومة أظافرها في ذاك الإطار الديني المتزمت وإلزامها بنمط أحادي من التفكير والسلوك وحشو دماغها بأساطير الأولين الفارغة، كما كانت العرب تردد قبل الإسلام، فهذا يعني عزلها عنصرياً وإخراجها من معركة الحياة وتهميش دورها الإبداعي في سن مبكرة، وإنه يعني حكماً بالإعدام عليها، بكل ما في هذه الكلمة من معنى ودلالات. ناهيك عن سياسات الإفقار والتجهيل والنهب والحصار الشامل الذي تتعرض له المجتمعات بشكل عام والمرأة ليست منه استثناء، وتضاعف من حجم معاناة وقهر النساء.

غني عن القول، بأن الحياة البشرية تقوم على الثنائيات المتناقضة التي لا تستمر هذه الحياة، ولا معنى لها من دونها، ووجود وصراع هذه الأضداد هذه هو الذي يدفع بالحياة نحو التقدم والارتقاء. ثنائيات الخير والشر، الأبيض والأسود، الملائكة والشيطان، الليل والنهار، الذكر والأنثى هي ما يعطي الحياة ذاك الجانب التفاعلي الذي يؤمن البقاء والاستمرار، وأحادية أي منها وطغيانه يعني موتاً، وانتفاء لمبرر ووجود الآخر. وهو ما يحصل في المجتمعات الذكورية القائمة على أحادية عنصرية تحرم على الآخر أي دور ومشاركة في الحياة ووضعها في قالب فقهي لا يسمح لها بالخروج منه.

لا أعتقد أن نساءنا بخير، أو أن أي شكل من الخير ينتظرهم في مستقبل الأيام القادمة، والهجمة الأصولية الغوغائية الشرسة تتفاقم مع الارتفاعات المذهلة وغير المسبوقة لسعر البرميل النفطي، حيث ستطغى، ومن دون شك، القيم البدوية مع تدفق المال البترولي إلى هذه المجتمعات، وهيمنة رأس المال النفطي على مجمل النشاط الاقتصادي الذي يعتبر الباب والمفتاح للحقل الاجتماعي الذي تشكل المرأة نسباً عالية فيه، حيث ستزداد مظاهر التأسلم الكاذبة مع شيوع البنوك، والمدارس، والفضائيات، والمسلسلات، والطائرة، والساعة، والموبايل، والسيارة، والأسواق، والأزياء الإسلامية....إلخ، وكل ما له من طابع إسلامي. وستتعرض مسيرة تحرر المرأة إلى نكبة كبيرة ستمتد حتى الفراغ من بيع آخر برميل نفطي لـ" الملاحدة والكفار"، للعيش من ريعه على الطريقة الإسلامية.

لا نملك إلا أن نقول "هارد لك" لنسائنا البائسات المسكينات، والشوارع باتت تكتظ بمظاهر البداوة المستوردة من الصحراء كالحجاب والنقاب والشادور والخيام السود المتنقلة والأشكال الطالبانية النسائية الأخرى التي لا هوية لها ولا فائدة ترتجى منها منذ أن وضعت بتلك الصورة الرثة كمنبع للذة والجنس والتفريخ وتفريغ شهوات الفحول من الرجال ليس إلا، وليس لها من أية مهمة، ودور حضاري وإنساني إبداعي غير ذلك. إنها الصور المفزعة والمؤلمة والمروعة التي أفرزها الغزو البربري البدوي لهذه المجتمعات وتركها أطلالاً مقفرة، وأثراً بعد عين دامعة.

ملاحظة هامشية في يوم المرأة العالمي: راعني وهالني موقف السيدة الكاتبة بيان صالح الهجومي من الدكتورة وفاء سلطان، وإعطاؤها حيزاً هاماً وبارزاً( المقال الرئيسي)، في موقع الحوار المتمدن الذي اعتاد إيلاء الفكر العلماني التنويري أهمية خاصة وهي كما أعرف، قرينة الصديق العزيز المشرف العام على الحوار، وإحدى المحررات والمشرفات على هذا الموقع العلماني التنويري المميز. وهذا ليس انحيازاً تلقائياً لوفاء بالطبع، وحقها في طرح كل ما تفكر وتعتقد به، بقدر ما هو استغراب لموقف يعتبر خروجاً عن سياسة الحوار المعلنة كفسحة متميزة لا حدود لها خارج أطر وتأثيرات وهيمنة الفكر والتيارات السلفية لتفعيل دور العقل النقدي في تشريح كافة الظواهر المريضة والبغيضة التي تربض على صدورنا، وتجتاح مجتمعنا الرعوي القبلي، وإعطاء الأصوات الليبرالية والعلمانية الفرصة والفسحة لإيصال آرائهم للجمهور بعيداً عن سيوف التخوين والتكفير والاتهامات.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يو إس إس كول: البحث عن هزيمة
- أنا لست مسلماً
- آل تعوس وقصر الدرعية والتاريخ الملعون
- مهلكة آل جحود
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
- خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
- عملاء المخابرات السورية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - نضال نعيسة - كل عام وأنتم بالشادور والنقاب