أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - يو إس إس كول: البحث عن هزيمة














المزيد.....

يو إس إس كول: البحث عن هزيمة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2212 - 2008 / 3 / 6 - 11:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابتهج رهط غير ذي قليل من أعاريب الفضيحة وكرازيات وسنيورات و"مادموزيلات" الشرق الأوسط العجيب، ومن سدنتهم، ومن لف لفهم، وكل من والاهم من بني قينقاع ويهود المصطلق والفلاشا المهرّبين، في خيبر وسيديروت وتل أبيب، بقدوم البارجة الحربية الأمريكية يو إس إس كول إلى قبالة الشاطئ اللبناني، المطعونة قبلاً في بكارتها وشرفها العسكري عند شواطئ عدن على أيدي رجال القبائل القندهارية الانتحارية. وفي حركة مسرحية هزلية وفكاهية ترهيبية ليس إلا، تتماهى هي الأخرى برغم ضحالتها الفاقعة، مع رسائل أحبار الحروب الاستباقية، أومأ الشيخ النجدي الصنديد لرعاياه، المروعين من شموخ المقاومين البطولي، بالجلاء عن أرض لبنان، بعد أن ضلت رصاصة طائشة "لعينة"، ولأسف الشديد، سيارة رسول مولاي إلى بلاد الأرز. مولاي العظيم هذا يقف اليوم كحامي حمى للأعاريب الخائفين من غدر الأطفال و"المقاومين"، وكل الشرفاء والقديسين وشهداء الكرامة والضحايا الموؤودين من قانا إلى فلسطين، حيث لا تترع أقداح السكارى في محفل الذبح المهيب هذا إلا بدماء الرضع والخدج والصغار المساكين الحالمين بوطن دافئ يحميهم من "الأشقاء" الملاعين، وموطئ قدم آمن تحت وابل الصواريخ خال من الحمقى والسماسرة والخونة والقوادين.

الباحثون اليوم عن أي نصر معنوي هزيل تأتيهم به أحذية المارينز والبوارج المكلومة، هم محض حالمين، وواهمين ويائسين، بعدما أعيت الحيلة والوسيلة إرادة وقدرة ولاة البيت الأبيض أنفسهم ولو بنصر باهت هزيل. فكيف ينتصر لهم من ليس في جعبته سوى الهزائم المجلجلة والتاريخ المهين والحصاد المرير؟ وهل من بينهم من يعيد الألق والروح للكاوبوي الكئيب بعد أن انكسرت شوكته في غير موقعة مجلجلة كدلتا نهر الميكونغ على أيدي رجال الجنرال الزاهد الطيب جياب الذي روعت خططه العسكرية اليانكي السوبر مان، وأطاح ببساطته وعفويته وروحه الشعبية بكل مراكز الدراسات والنصب والتنظير والاحتيال الأمريكي؟ فمن منا لا يذكر منظر المارينز، "آلهة النصر" اليعربي الجديد، وهم "يتعمشقون"، ويتدلون من المروحيات هرباً من حمم النيران "الجيابية" التي كانت تخرج لهم من كل مكان؟ وهل ننسى كيف أفلح بعض الفتية اللبنانيين المقاومين في جعل المارينز يفرون بسراويلهم الداخلية، من الجحيم اللبناني في عز وتأوج الزمن الريغاني إياه، الذي يعتبر ذروة للزهو والنجاح والتمدد الإمبريالي الأمريكي؟

وهل يغيب عن الذهن، ولو لوهلة، في خضم هذا السيرك الإعلامي التهريجي التعبوي الفاضح، قصة التيه الأمريكي في الرمل والوحل العراقي؟ وهل لذاكرة مثقوبة أن تنسى صور وأفلام الأقراص المدمجة حين سفحت هيبة وكرامة جنود الجيش الأمريكي وهم يتساقطون كعصافير لا حول ولا قوة لها على أيدي هواة من القناصة المقاومين العراقيين وأصبحت قصصهم مثالاً للتندر والتهكم والسخرية من علوج الإصلاح البوشي؟ ولما تزل، أيضاً، في البال، وحتى اللحظة التي رست فيها البارجة المكلومة على شواطئ لبنان، مرارة الخيبة والانكسار والخذلان، وهي تلف وجدان وقلب كل أمريكي والعيون جاحظة إلى قوافل التوابيت المارينزية وهي تعبر المحيطات وجثامين "أبطالهم" الخرافيين الهوليوديين صرعى مضرجة بالدم الرخيص المجبول بأساطير التوراة التي أوهمهم بها حبر المعبد السحري في واشنطن، لتصل أرض الميعاد والحلم الأمريكي، الذي لم يعد إلا ثمة موعداً مع الموت وكابوساً مستمراً من الهزيمة والفرار المعجل طوابيراً في طوابير.

فبعد الإنهاك المستمر وحروب الاستنزاف العبثية الطويلة التي تخوضها إدارات الحرب الأمريكية اللعينة في غير مكان من العالم، والانتقال من هزيمة إلى هزيمة، أضحى الجيش الأمريكي جسداً بلا روح، وشبحاً بلا أية ملامح تذكر، وأسطورة بلا أية بطولات، وهوى لذلك الدولار، رمز القوة الاقتصادية الأمريكية، إلى مستوياته دونية غير مسبوقة في التاريخ. فلمن يصفق ويهلل هؤلاء الأعاريب، وبمن يستقوون وينتصرون؟ وكابوس الهزائم هذا وهوس الهزيمة والمازوشية العسكرية التي تعودت وأدمنت أن تصعر الخد للمقاومين في غير مكان، أضحى هاجساً ومرضاً يتحكم ويلاحق الأمريكيين اليوم؟ ولم تنفعهم كل تكنولوجيا النظرية النسبية، والعلوم الذرية وتآكلت مع هذا صورة الصعود الأسطوري العسكري الأمريكي الزاهي التي رسمها ذات يوم في منتصف القرن الفارط، مع الحلفاء، في إنزال تاريخي استعراضي يتيم على شواطئ النورماندي.

ولن نكون موضوعيين إذ ننكر، هنا، القوة التكنولوجية الهائلة للعسكريتاريا الأمريكية، ولكن هذه القوة بدون حق، وبعد أخلاقي، وبدون مشروعية وحكمة وتعقل وتبصر أو أي هدف نبيل، ستصبح، ولا بد، أداة للجريمة والقتل والعدوان والدمار، وأولاً وأخيراً، وكما هو عليه الحال اليوم، سبيلاً للموت والانتحار ؟

لقد قالوا في الأمثال "الميت لا يجر ميت"، فهل يخرق الأمريكي الجريح، الذي لم يندمل بعد جرحه وسقط من جديد في دوامة السبي البابلي الحديث، مترنحاً وغارقاً اليوم حتى شحمة أذنتيه في الرمل البغدادي، هذه القاعدة لنرى الميت وهو يجر ميتاً آخراً؟ وأي جر هو؟ وكيف سيكون عندها حال الجار الأمريكي والمجرور اليعربي؟ وإلام ستؤول إليه أداة الجر الظاهرة وجوبا وفزعة على شواطئ بيروت وتقديرها يو إس إس كول؟

لا نرى، وبكل صدق وتجرد، في الحركة العسكرية الأمريكية الجديدة، وناهيكم عن مضامينها البهلوانية الإعلامية والاستعراضية الخاوية، إلا بحثاً جديداً وحثيثاً، عن هزيمة جديدة، تضاف إلى سلسلة الهزائم والكوارث العسكرية الأمريكية التي باتت تضيق بها كل الصفحات والجداول.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لست مسلماً
- آل تعوس وقصر الدرعية والتاريخ الملعون
- مهلكة آل جحود
- ثقافة الحذاء
- نعم هناك خطر سوري
- فالانتاين سوري
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
- خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
- عملاء المخابرات السورية
- تصريحات الترك والنفخ في صور إعلان دمشق


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - يو إس إس كول: البحث عن هزيمة