أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فالانتاين سوري














المزيد.....

فالانتاين سوري


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2192 - 2008 / 2 / 15 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


رسالة من معثر سوري، إلى عشيقته المشحرة، في عيد الحب "فالانتاين"، والعياذ بالله.
صرت أهرب من المناسبات والأفراح كما أهرب وأفر من جحافل الدائنين والقصابين وأصحاب البقاليات، وفرع الدوريات، وفواتير الهاتف والماء والإنترنت والكهرباء، وذلك بسبب قلة الحيلة، وضيق ذات اليد والفقر والإفلاس وتدهور الأحوال. وصارت الأعياد والأفراح والأعراس نكبات وكوارث اجتماعية تماماً مثل إعصار كاترينا، وتسونامي الذي ضرب مدينة آتشيه الإندونيسية، يضرب الناس ضرباً علىالرأس، ثم ينزل على جيوبهم ويتركها خاوية تصفر فيها الرياح. وفدت مناسبات لطقوس غريبة من اللطم والشكوى والنواح والنقار بين أحبة الأمس وأعداء اليوم الألداء. وصرت من دعاة الحياة العذرية والصوم والعفاف فلا زواج ولا طلاق ولا ولائم حفلات ولا عيادة مرضى ولا تزاور بين الناس. فلم يعد بإمكاني والله يا حبيبتي، قطعاً، أن أحبك، بعد الآن، كما كنت أفعل أيام زمان أيام العذرية والعنفوان ورخص الأسعار وتوفر أسطوانات الغاز. فقد أصبح الحب مغامرة كبرى وإبحار ضد التيار، كما صدقت نبوءة المغفور له بإذن الله نزار قباني، ومسألة معقدة جداً هذه الأيام، وبحاجة لسلسلة من المراجعات والحسابات واستشارة الخبراء والمطلقات وربـّات الحجال، وبائعي الخضار وملابس البالة، قبل الإقدام على هذه الخطوة الانتحارية التي تفجر ورائها سلسلة أخرى من النكبات تماماً كالتفجير النووي الانشطاري. وأخاف أن أعلن عن حبك، أصلاً، دون أخذ موافقة مسبقة من المخابرات، وتسديد رسوم رفاهية للحب والوصال التي أعلن عنها مؤخراً مجلس "الخفراء" وإفقار الناس، ولأن ذلك بات يستلزم استخراج براءة ذمة، وإخلاء طرف من فرع الطنابر والمحروقات ووثيقة حضور دورات مكثفة في الكازيات، ومهارات استثنائية وخبرة في التدافع والجري وراء طرطيرات الغاز. واعذريني يا حبيبتي فليس بإمكاني بعد اليوم أن أتصل بك لأن رصيدي في الموبايل لا يسمح لي بإجراء أية مكالمات إلا للمستشفيات والإسعاف وطبيب الضغط والأعصاب والأرقام المجانية الأخرى الممنوحة للفقراء، وسأكتفي بأن أعمل لك "رنة" سريعة، وأنام ملء جفوني عن فواتيرها، وبما تبقى في رصيدي، وأرجوك ألا تردي، كيلا تزيدي في معاناتي وخساراتي على أمل الاتصال بك في العام القادم، وقد أصبح لدي رصيد كاف من "الوحدات" يمكنني من إجراء مكالمة غرامية مع حبيبة العمر أبثها لواعج النفس الدفينة ودفق الشبق الحار. وبما أنني ممنوع رسمياً، ومحظـّر عليّ طبقياً من تناول الكافيار، والأسماك، وكافة الأطايب والملذات، وزيارة المطاعم والبارات والحانات وصائم طبيعياً، ومفطوم بروليتارياً عن الطيبات، سأكتفي بوجبة ثورية أخرى من المتفجرات التي تنسف "الكولون" يعني "حواضر" ومن "من قريبو"، ( قلاقل، ومكدوس، وشنكليش) في ليلة العمر هذه. كما أنني تبت والحمد لله عن المنكر والمسكرات،( ولأنني لا أملك ثمنها، أيضاً)، والتحقت بحلقات الذكر، وصرت أقوم الليل بسبب حالات الأرق والقلق من المستقبل الغامض المجهول. ولذلك فإن أعظم زجاجة أقدمها لك في هذا اليوم الأغر بدل الشمبانيا والنبيذ هي زجاجة مترعة بالدموع والمازوت الوطني الممتاز من إنتاج مصفاة حمص كي "تبروظيها" في الفاترينا في صدر الدار، وتستذكري من خلالها أيام العز الخوالي الجميلة حين كانت طنابر المازوت التي تجرها البغال تجوب الزواريب والحارات. وسنركب معا في سرافيس الدعتور وأضمك على صدري بحرارة أقوى من حرارة الوقود النووي الذي يولده مفاعل بوشهر، وكما أضم وأعانق جرة الغاز التي صارت من أغلى الغوالي وأحب الأحباب،( واعذؤيني على فجاجتي وصراحتي)، أحملها على كتفي كطفلتي الجميلة المدللة وأنا أنظر إليها غير مصدق عيناي على هذه الهبة السماوية الرائعة. وسأكتفي، احتفاء بهذه المناسبة – المصيبة- اليوم بكأس من الزوفا، أو المتة، وخلطات الأعشاب الأخرى المجهولة، تماماً كما يفعل فقراء الهندوس والبوذيون تعبيراً عن زهد الحياة بنا، وكراهيتها واحتقارها لنا وليس احتقارنا لها. وبما أن جرزة البقدونس، والخسة قد أصبحت أغلى من التوليب والزنبق والياسمين، وأسعارها تنافس اليورو وبرنت الخام في نيكي وناسداك، فاسمحي لي بأن أقدم لك هذه الجرزة من البقدونس "الحلال"، ولقطع الصلة نهائياً مع عصر البروتين الحيواني المشبوه، وتعبيراً عن أسمى تجليات الردة السياسية والانحراف الإيديولوجي العقائدي ونهاية حقبة إعجابي بالمنظمات الشعبية ونشرات الأخبار وحلقات الشيف رمزي البرجوازية. وأعدك بالبحث الجدي، ومنذ اللحظة، عن فانوس الكاز الأثري المسجل في اليونيسكو ضمن سلسلة التراث العالمي والذي ورثته عن المرحوم جدي، أكرم الله مثواه، لإيقاده في هذه الليلة "الليلاء"، بدل الاعتماد على مزاجية وزارة الكهرباء وفواتيرها الحارقة والكاوية. ولماذا، أصلاً، كل هذه "البحترة "، و"البعزقة"، والفشخرة، والسهر على اللمبة التي تضر بالاقتصاد الوطني، أيما ضرر، وتزيدنا فقراً على فقر، وبؤساً على بؤس، وتجعلنا فرجة وملطشة، للي يسوى واللي ما يسواش.

وكل عام وأنت محشورة حشراً، يا حبيبتي الغالية، مع المعترين والمشحرين الأشقياء، فذلك أقرب للتقوى، وللفوضى الخلاقة، وحرق الأعصاب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجان وجمعيات الهجوم علي المجتمع السوري
- الحرب علي الوهابية
- اصلاح المعارضة السورية
- أأفاضل الإعلان
- لا بارك الله بهذه الثقافة
- هل فينو غراد عميل سوري؟
- فتوى سياسية ضد جماعة الإعلان
- إعلان بيع بالمزاد العلني
- إيّاكم أن تكونوا شرفاء ووطنيين
- نعوة فقيد: إعلان دمشق في ذمة الله
- اللهم شماتة...انهيار إعلان دمشق
- خبر عاجل: بيان استنكار من البيت الأبيض
- عملاء المخابرات السورية
- تصريحات الترك والنفخ في صور إعلان دمشق
- متى نعيد الاعتبار لسايكس وبيكو؟
- إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات
- السعودية الجديدة والعلاّك الكبير
- بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟
- إعلان دمشق والأصابع الأمريكية
- وإذا المغتصبة سُئِلَت بأية شريعة جلدت؟


المزيد.....




- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - فالانتاين سوري