أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟















المزيد.....

بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الوقت الذي تتهاوى وتتساقط فيه، تباعاً، رؤوس عتاولة المحافظين الجدد في إدارة بوش الحربية، وتتدحرج رقاب صقورها أمام ناظري الجميع، وأجبر الرئيس بوش الابن نفسه عن التخلي عنهم ورميهم من مراكبه الغارقة واحداً تلو الآخر إنقاذا لرأسه، وبعد الإخفاق المريع لمشروع "دمقرطة" الشرق الأوسط على النمط البوشي التفتيتي، نجد أن هناك من لم يع بعد تلك التطورات التي ألمت بالمشروع برمته الذي يتداعى على رؤوس سحرة المعبد العدواني كمشهد تراجيدي مؤثر حزين. وفي الوقت الذي أفلح فيه بوش، وبجدارة لا يحسد عليها، بحيازة لقب أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وانخفضت شعبيته إلى حضيضات غير مسبوقة في تاريخ الرئاسات الأمريكية، نجد من يخرج من بين ظهرانينا، ليمجده ويلمـّعه ويطلق عليه صفات النبل والفروسية، ويبادر إلى تحيته والتودد إليه، في تحد سافر لمشاعر ملايين السوريين الذين تغضبهم تصريحات بوش العدوانية والاستفزازية المستمرة ضد وطنهم السوري العظيم، ناهيك عن أسر مئات الألوف من الضحايا الأبرياء الذين حصدتهم آلة حرب بوش "النبيل" في العراق وأفغانستان وفلسطين. آلة القتل الشيطانية المجرمة تلك لم تكن يوماً في سبيل خدمة الشعوب ومناصرة قضايا التحرر والديمقراطية في العالم كما يتوهم الترك وغيره من الجلبيين الجدد، بل في خدمة الأجندة الامبريالية الأمريكية الخالصة لصقور البنتاغون وتجار السلاح وشركاته وتروستاته الأخطبوطية. وأن التدخل الأمريكي هنا وهناك نابع من المصالح العليا والإستراتيجية الإمبريالية للولايات المتحدة ويحدد ملامحها، حصراً، مجلس الأمن القومي الأمريكي أكثر مما تتعلق بأية اعتبارات نضالية وتحررية وديمقراطية مزعومة أخرى، وليست البتة، من أجل سواد عيون السيد الترك والجلبي العراقي المشهور، أو أي من "كرازايات" الشرق الأوسط البائسين .

ولا أدري كيف تتناغم تصريحات رموز معارضة تدعي الوطنية والديمقراطية واليسار، مع تلك التي تصدر من أعتى أوكار العدوان والإجرام في واشنطن وتل أبيب؟ فمن الذي ورط الترك هذه المرة يا ترى؟ فحين يتحدث "وطني" سوري عن خطر إيراني وسوري فيما يتعلق بالملف اللبناني بنفس ذاك الزخم واللكنة التي يتحدث بها عتاة الإجرام الدولي فالأمر بحاجة لأكثر من مراجعة وتدقيق. وإذا سلمنا بوجود "تدخل" سوري أو إيراني" ما، وفي أي جزء، أو مفصل من الملف اللبناني الشائك، فهل يحق لنا بالتالي أن نتساءل ليس عن مجرد هيمنة أو تدخل، بل عن تورط مصري، وأردني، وأمريكي، وإسرائيلي، وسعودي، وموسادي وفرنسي فيه؟ وهل ما هو حلال على الجميع حرام على السوريين الذي يعتبر لبنان بمثابة خاصرة في جسدهم؟ وهل أصبح السوريون شياطين ومكروهين إلى هذه الدرجة من الإثارة والكيدية والتحامل في عيون صناديد اليسار السوري؟ وهل اختزلت وانتهت "مانديلية" الرجل على هذا النحو المتواضع المخجل الأثيم؟

وهل يأمل السيد الترك بعد تصريحاته المثيرة وغزله الحميم مع الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن يفوز بلقب جلبي سوريا المنتظر ويكون إعلان دمشق، بالتالي، حصان طروادة الذي يقفز من خلاله الجميع بما فيهم الأمريكي إلى الداخل السوري وبعيداً عن كل تلك البلاغة النضالية والإصلاحية الغزيرة فيما بين ثنايا الإعلان ولن يخرج بالمآل عن كونه دعوة صريحة للتدخل في الشأن الداخلي السوري الذي لا يحتمل على أي نوع من هذه الألاعيب؟ وهل يصبح السيد الترك آخر المتورطين بأوهام سقوط النظام بعد أن كثر المتورطون بهذا الوهم، وكان السبب الرئيس في تلك الورطة هو عبد الحليم خدام الذي أعتقد أن أمنياته وخيالاته وتمنياته، وتهيؤات طيب الذكر ميليس، هي حقائق دامغة وناجزة، ووجدت لها لاحقاً صدى في بعض الأوساط المعارضة التي انجرفت معه في تجلياته وأوهامه. وأذكر في هذا الصد التحول الكبير الذي طرأ على فكر وسلوك ميشيل كيلو، الذي كان من أبرز المتورطين هو الآخر بعد أن كان صديقاً شخصياً وحميماً لبعض من جنرالات الأمن وضيفاً دائماً في مكاتبهم، ويبدو أنه كان قد تلقى فيما بعد إشارات خاطئة من "هنا وهناك"، ولاسيما بعد انشقاق خدام، دفعته إلى التكويع، وحاول أن يحجز له موقعاً جديداً في مرحلة ما بعد "سقوط النظام"، وبدأ هو الآخر غرامه الغريب وعلاقة السفاح الفكري المريب كـ"مفكر" تقدمي عنيد بارز مع جماعة الإخوان المسلمين السورية باعتبارهم أبرز ورثة النظام والمرشحين لخلافته في "الترتيبات" المرسومة حسب ما ساد من اعتقاد، مدشناً ذلك بشن حملة مفاجئة وغير مسبوقة أو مبررة من التحقير والإهانة ضد مكون اجتماعي سوري بعينه، معتقداً أن ذلك سيقربه من الجماعة الدينية ذات الأجندة السياسية المعروفة.
ومن يقرأ تصريحات البلشفي العتيق، يذهل بحجم تلك المحاباة والمجاملة التي خصها للرئيس الأمريكي ودعوته المبطنة لعدوان أمريكي وتدخل يستهدف الوطن السوري ضاربا بعرض الحائط بكل ما تتوافق عليه أدبيات المعارضة تاريخياً من رفض الاستقواء بالخارج بأية شكل وطريقة كانت، وذلك عبر مفردات "التعاون" "والتأييد"، و"الدعم"، و"التضامن"، و"التدخل" التي وردت في متن اللقاء، في غير مكان وأكثر من مرة، والتي تنطوي على قدر كبير من الجدل والتأويل، ولم تفلح تلك الجمل الاعتراضية والخطابة الممجوجة المصاحبة عن الاستبداد والديكتاتورية والسيادة ورفض التدخل العسكري وماشابه ذلك من مفردات للاستهلاك المحلي في تجميل أو مسح ذاك الأثر المؤلم الذي تتركه تلك التصريحات في قلب وعقل كل وطني مخلص شريف.
وبعيداً عن هول المفاجأة، وحجم الذهول الكبير، فإننا نأسف، اشد الأسف، كما غيرنا، ونحزن لتصريحات مثل هذه تصدر عن شخصية سورية كالسيد الترك، تنسف تاريخه الشخصي، وتضع المعارضة التي يمثلها ويعمل في صفوفها في موقف حرج صغير، ونضطر أن نكرر ونذكره بأنه يراهن، كما راهن غيره من قبل، على مشروع خاسر ضعيف، وبأنه يقامر على "جوكي" أعرج طائش وعنين. فجورج بوش لم يعد بأية حال بحاجة لأية معلقات من الغزل والمدح والتطنيب، بل لمرثيات وداع، ودنو أجل ورحيل، غير مأسوف عليه، ووشيك.

و"هارد لك"، لكل الحالمين.








#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق والأصابع الأمريكية
- وإذا المغتصبة سُئِلَت بأية شريعة جلدت؟
- مأزق الإخوان المسلمين
- آل البيوت السياسية
- حوار ساخن عن الأصولية وأم الدنيا
- الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر
- أنابوليس خليجية: زمن التوافقات
- في حوار مع نضال نعيسة IPS:عقوبة الإعدام تعزز مصالح أنظمة الا ...
- الدكتور: دكاترة لا عالبال ولا عالخاطر
- فالج الفواليج: في الرد على النقاش
- نُذر الشؤم
- الكافيار السوري
- لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل
- هل كان السلف صلحاً فعلاً؟
- باب الحارة: جذور الاستبداد
- موائد الرحمن
- نحو مؤسسة أكثر تجدداً للحوار المتمدن
- نور الدين بدران: وداعاً
- زمن الحارات
- إستراتيجية الغزو السلفي


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟