مجالس الأعمال تبحث رغيف الخبز!

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الطبيعى هو أن يكون الاهتمام الرئيسى لـ "مجالس الأعمال" و "غرف التجارة" منصباً على "البيزنس" ومحاولة تعزيزه محليا واقليميا ودوليا. فهذا هو السبب الأساسى لوجودها أصلا.
لكن الملفت للنظر أن هذه المنظمات بدأت، فى الأشهر الأخيرة، تولى اهتماماً كبيراً بقضايا اجتماعية لم يكن يخطر ببال أحد أن "تتسلل" إلى جدول أعمالها فى يوم من الأيام، بينما المدهش أن تختفى ذات القضايا من جدول أعمال كثير من النقابات العمالية!
وعلى سبيل المثال .. من كان يتصور أن تكون أزمة رغيف العيش "البلدى" المدعوم "أبو خمسة قروش" هى القضية الرئيسية التى تفرض نفسها على جدول أعمال لقاء غرفة التجارة الكندية فى لقائها مع وزير التضامن الاجتماعى الدكتور على مصيلحى وهو اللقاء الذى كان لى شرف إدارته؟!
والواضح أن هذا الحدث الذى شهده أحد فنادق الخمس نجوم الواقعة على ضفاف النيل لم يكن مجرد مبادرة استثنائية أو عبارة من الدكتور فايز عز الدين رئيس غرفة التجارة الكندية، بل إن قضايا اجتماعية وثقافية من هذا النوع بدأت تفرض نفسها على نشاطات منظمات رجال الأعمال.
وعلى سبيل المثال فإن مجلس الأعمال المصرى الكندى، قام أمس الأول بتنظيم لقاء مع وزير الثقافة فاروق حسنى. وهو لقاء لا تربطه علاقة مباشرة مع "البيزنس"، وإنما تركز على بحث فرص الوزير فى تبوء منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو ، كما دارت به مناقشات بالغة الثراء عن حال ثقافة مصر ومساءلة الوزير عن كشف حسابه خلال ا لعشرين عاماً التى تولى فيها حقيبة الثقافة.
والأكثر أهمية أنى عرفت من المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى أنه بصدد الاعداد لمؤتمر بالاشتراك مع الصندوق الاجتماعى للتنمية لمناقشة مسئولية المجتمع المصرى تجاه محدودى الدخل.
لماذا؟ أجاب معتز رسلان:
"لأن أصحاب الدخل المنخفض أصبحوا يشكلون الطبقة الرئيسية فى مصر. وفى ضوء تسارع عجلة العولمة وتأثيراتها المختلفة جنبا إلى جنب مع تحول الاقتصاد المصرى بخطوات سريعة صوب سياسات السوق الحر تصبح هذه الطبقة منخفضة الدخل هى المتضرر الرئيسى خاصة وأن الفترة الماضية شهدت زيادة فى أسعار العديد من السلع الأساسية فى الأسواق العالمية. وفى غيبة شبكة أمان اجتماعي تتسم بالكفاءة وقادرة على امتصاص هذه التأثيرات السلبية رأى مجلس الاعمال المصرى الكندى والصندوق الاجتماعى للتنمية ضرورة عقد هذا المؤتمر لدراسة آليات وأساليب تحسين مستوى أصحاب الدخول المنخفضة – وتحديد مسئولية مختلف اطراف المجتمع تجاه هذه الطبقة العريضة الفقيرة.
ويستهدف المؤتمر– يضيف معتز رسلان – مناقشة الآلية المعتمدة حالياً، وتقييم مدى فعاليتها، وبحث وسائل تحسينها. كما يستهدف المؤتمر طرح أفكار جديدة بهذا الصدد على مختلف اطراف المجتمع المصرى لحفز مشاركتها فى دعم الطبقات الفقيرة وحمايتها من الآثار السلبية للعولمة وآليات السوق الحر.
ولاشك أن هذا الدور الجديد لمنظمات الاعمال يكتسب أهمية استثنائية فى ظل الأوضاع الاجتماعية المعقدة والحرجة التى يعانى منها أغلب المصريين حاليا وهو دور يستحق التحية والتشجيع دعماً للسلم الاجتماعى وأيضاً حماية لمناخ الاستثمار فلا يمكن إرسال الوفود والبعثات لـ "طرق أبواب" دول العالم ولاقناعها بالاستثمار المباشر وغير المباشر فى مصر بينما تتصدر صور طوابير الخبز الكئيبة نشرات الأخبار العالمية!

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل