ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 00:09
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نكون أمام أحجية معقدة لا حل لها , تشغل تفكيرنا طويلاً وتزيد قلقنا لأعلى مستوياته , لو اعتبرنا ما يرشح عن منطقتنا من معلومات بمثابة براهين قاطعة في أحكامها النهائية , بأن مجمل الدور الإيراني في دول الجوار العربية سيئ للغاية , غير أن إسرائيل المتوغلة فيها أكثر سوءاً , أم أن إسرائيل رغم توغلها سيئة فقط , بينما إيران الساعية للعب أدوار أبعد من حدود دورها الطبيعي الأشد سوءاً ?.
في الوجهين لايمكن الهروب أو التغافل عن هذه الأحجية , لطالما أن أدوارهما تحمل من السوء , ما لا يمكن لأحد احتماله , الواضح أن وجهي هذه الأحجية , إيران وإسرائيل , يشكلان وجهين لعملة واحدة .
عملة سيئة في نواياها , قذرة في تعاملاتها , لا يمكن صرفها , ومن يتعامل معها جهلاً أو علماً , يصعب غسل يديه , مهما حاول , لسوء فعلته.
لسنا بصدد إصدار أحكام تتصل بالخيانة أو بالعمالة , فنحن أبعد ما نكون عنها , وحبذا لو كان التعاطي معهما يؤسس لعلاقة صحية , ويمهد لأرضية يعمها السلام , لكن وجهات النظر باتت متطابقة اليوم أكثر من الأمس , حول سلبية الأدوار بين إسرائيل وإيران وتبادلها بشكل غير مباشر على حساب أمن واستقرار جوارهما العربي الأشد تضرراً من هذا العبث الأعمى .
وحيال هذا التطابق العجيب الذي يعبر عنه اليوم في الشارع ضد إسرائيل وفي الإعلام ضد إيران , ينبغي الإدراك جيداً , أنهما أصبحتا في كفة واحدة , فخطرهما واحد , يزيد أو ينقص بالتناسب طرداً , وذلك حسب مقتضيات كل مرحلة , وغالباً ما يزيد منسوب الخطر الإسرائيلي عندما يتناقص نظيره الإيراني أو بالعكس .
العكس الإيراني هو السائد , فمنسوبه يزداد اليوم على حساب نظيره الإسرائيلي في العراق ولبنان وحتى بعض فلسطين , فأن تبقيا على درجة واحدة من السوء أفضل من أن يصبح أحدهما أحسن من الآخر بالنسبة لنا , فكما تحتاج إسرائيل لتصبح طبيعية إلى تطبيع علاقاتها مع عشرين دولة عربية , بشروط هذه الدول , تحتاج إيران لتصبح مقبولة إلى تطبيع علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي .
وإذا حدث أن بدا أحدهما أحسن من الآخر, سيسأل بعضنا وقتها, أيهما أرحم ? حدوث هذا الأمر أكثر من مستحيل, فلا رحمة تجب لمن ليس في قلبه رحمة.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟