ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 11:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يقدر أحد حجم الإحباط واليأس الذي يلف السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري من رأسه حتى أخمص قدميه , سيما بعد اللقاء البائس والمتكرر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى , رغم الابتسامة العريضة المرتسمة على وجهه والتي أطلق عنانها أمام الحضور من الصحافيين وشبكات التلفزة العالمية , للإيحاء بأن الابتسام من علائم الثبات والقوة , وأن التشاؤم دليل ضعف وتقهقر .
دموع المعلم على العرب , مليئة باللاءات , عنوانها الرئيس , لا تعرقلوا قمة دمشق التاريخية , لا تنسوا محارق الصهاينة في غزة , لا تركزوا على لبنان , دعوا لبنان وشأنه ولو من دون رئيس , فغزة أولاً ولبنان عاشراً , لعل هذه الدموع الساخنة حتى لو جاءت باسم السلطة التي يمثلها المعلم , أحرّ من دموع الفلسطينيين على قتلاهم واللبنانيين على فوضاهم , دموع يمتزج فيها الفرح بالحزن , فرحٌ على ضرورة إدراج ماسي غزة - أتت من إسرائيل في وقت الذروة – على جدول أعمال القمة بدلاً من فراغ لبنان المميت , وحزنٌ على حزن وهذا أضعف الإيمان .
لكن دموع المعلم على غزة رغم شدة غزارتها , لم تملأ حفرة الإجماع الإقليمي والدولي حول لبنان , التي تزداد عمقاً واتساعاً , بعد كل يوم يتكرس فيه الفراغ الرئاسي , كمحاولة لالتقاط الفرص في الوقت الضائع من زمن القمة الذي صار على الأبواب , بتعويم غزة النازفة على ما عداها من قضايا ثانوية من حيث الشكل أو الجوهر , إذا ما قورنت مع الاعتداءات الإسرائيلية على غزة .
لا طائل من وراء دموع تعتب على العرب , إن تقاعسوا عن تلبية شرف الدعوة والضيافة في رحاب دمشق العروبة , لطالما إن العين التي تذرفها ليست على غزة بمقدار ما هي عليه في لبنان , ربما فقدت الإحساس بغزة منذ أن فقدت فلسطين دموع إخوانها العرب , فلا تنفع حينها دموع الرياء التي لا تزيد على مشهد العذاب سوى العذاب , وعلى الخلاف سوى الانقسام .
دموع لا تبرد ولا تنضب , إلا حينما يحضر العرب بقضهم وقضيضهم إنجاحاً لقمة دمشق , المطلوب إنجاحها بأي ثمن , لا لأجل عذابات أطفال غزة الذين ليسوا بحاجة لدموع التماسيح , ولا لأجل لبنان الذي أثبت أنه البلد المتماسك بوعي أهله , إنما حباً بالنجاح , لكي يقال بأننا نجحنا حيث فشل الآخرون , بمعنى أننا انتصرنا على أوهامنا وليس على أعدائنا .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟