أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ليلة في -- بوخارست -- !!! ...














المزيد.....

ليلة في -- بوخارست -- !!! ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



" لما ألقى الشبلي وردة ً على الحلاج المرفوع للصلب ، تطلع به الأخير وقال : - ان جفاء حبيبي لشديد - . عندما خاصمتني أنت ِ وأنكرت حبي ، تذكرت ليلة معك كنا دخلنا رواقا مفروشا بالسجاد الأحمر ، دافئا ، كرنفالي النبيذ والأنغام ... جلسنا بين ديكورات من دنان ضخمة .. اخذتني بالأحمر الروزي الى فضاءات الدروشة الروحية ودارت علينا كؤوس المتصوفة ، فاذا بك تطوقيني بذراعك الأيسر فانسحبت اليك مثل غصن غض ..واصعدتني الى مشارف النجوم حيث شقتك ... ومن بعدها صرفتني حتى اليوم في برد الشوارع ... وعندما استنجدت بما جمعنا ذات فجر – بوخارستي - قلت لي لا أتذكرك !!! من انت ؟ يا أيها الحالم ؟" ...


في حان دراويش ٍ كنتُ تعلمتُ النقرَ على الروح
دفوفا ً تلسعني بمواويل َ تمازُجُها صنج ٌ ودرابك ْ .
كان جلال ُ الدين الروميّ ُ يناولني كأسا ً
تحملني من بغداد الى أنجم ليل ٍ صيفي ٍ في بوخارستْ ،
تلقفـّني الزهّاد ُ وقالوا:
هل تعشقُ ؟ قلت ُ: مثقـّبة ٌ ارديَتي بالأشواك ِ ،
وخدي ملتهب ٌ بدموع الجوريّ .
أخذوني لممرات من أزهار الرمّان ولم أك ُ اعلم من لثغ صبايا الحان سوى تقبيل صغار النرجس ...
عوّلت على رنة عود ٍ
ونواح مغنية ٍ
ودنان منذ القرن الرابع للهجرة ٍ ،
وكانت شقراءُ تساقيني واحدة من شفتيها والاخرى من كاسات النهد ، صعدنا للدور السابع من ناطحة النار ... وكنت هويت الى القعر ولكن كف الشبليّ انتشلتني ، اعادتني الى الزق الأول فالصهباء على اوّلها :
كن ثملا لكن لا تسقط في اليَم ..
وضاعفَ لي زريابُ الحمى ،
بالطاس القزحي ّ تعانقنا وتشاربنا ، وأشارعلي ّ كبير الزهاد بأن أتشظـّى في الحلـَبَة ْ !
فتمايلت ُ فراتا عدويا بجراحي ونخيلا بغداديّ اليُتم ِ، وتجاذبَـني دفٌ وتلقفني طبل ٌ واخترَمَ المزمارُ نخاعي
ولمّا طوّحني الثغرُ النبويُ بقبلتِهِ مت ّ ُ قليلا فوق يد الحلاج : وقال اعبر ، انك مابين السحق وبين المحق ...
تذاوَبْتُ من الشوق
وهدهدني القدّاح على كتفيه وقال : أنمضي ؟...
وأسلمت قيادي فاذا بي في الزرقة ِ اجتاز سرابا وخرابا بل ادخل في فردوس الليل النسريني ّ العاطر ... قمر ٌ يأخذني وهلال ٌ يُصعدني فوقه كالقارب ، عانقني النورُ فاذ ْ بي ابصر ذات المرأة تحضن لي يُتمي بل تطوي خصري ،
بذراع ٍ شذري ،
تحنو علي ّ وتدخلني في صمت ٍ مخدعَها !
أين الزهّادُ الحلاجيّون الشبليون ؟!!! تسائلت ُ !
ابتسمت قالت : خذ جسدي واخرج ، فالحلم الروحانيُ سراب ٌ !
مرغ ْ نهدي واكتب اسمك فوق جداري
فهْوَ احطّ ُ جدارْ.
وتحت وسادي ضع للذكرى دولار !...
ماهذا بالمعبد بل بيت ُ هوى ..
وهبطتُ من السلـّم والليل صبايا من شبق ٍ وافاع ٍ من ذهب ٍ وعقاربُ من فضة ْ .
والمرأة راحت تغلق نافذة في الدور الثالث ..
حدقت كثيرا ببنايتها وبكيت كثيرا لجنايتها
وسلكت طريق الفجر الشذري،
وكانت تلك الليلة ُ
اولَ زلة ِ عهر ٍ في عمري .

*******
صائفة 1986



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسومريّ الجيد ...
- رسالة الى امرأة حطمت حياتي ...
- التغزل بوسامة خلدون جاويد !!!...
- ياشارع السعدون كان الهوى ...
- إمرأة على بحيرة ...
- أخطر حب في عيد الحب ...
- الفنان قحطان العطار على التلفون ...
- برد الليالي الطويلة ...
- اغنية ماجينا جديدة ...
- المرأة الوطن ...
- رسالة الى التاج ...
- أمسى عليّ بخيلا ً حاتم ُ الطائي ...
- إني لوجهك ِ يا - سهى - متشوّق ُ
- قصيدة خلاعية ضد عمامة ميليشيوية ...
- خطاب حب ...
- أرجوك ِ أن لاتفتحي الماسينجر ...
- رسالة عاجلة الى مسؤولي المواقع المحترمين ...
- أنا كسيرُك َ ...
- طالبة في المعهد الفرنسي ...
- شقراء في ليلة رأس السنة ...


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - ليلة في -- بوخارست -- !!! ...