أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة














المزيد.....

انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة


إلهامى الميرغنى

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أعلنت معظم القوي السياسية موقفها من انتخابات المجالس المحلية التي ستعقد في إبريل القادم حيث تحتل المجالس المحلية أهمية كبري في النظام السياسي المصري نتيجة أنها الطريق لمجلس الشعب وفي ظل التعديلات الدستورية الأخيرة فهي أحد المحددات اللازمة للترشيح لرئاسة الجمهورية.

تقام المباراة بصورة رئيسية بين الحزب الوطني مدعماً بالأجهزة المحلية والسلطات الإدارية من ناحية وجماعة الأخوان المسلمين من ناحية أخري ، أما باقي الأحزاب التي تشارك فهي تمثل مشاركة رمزية لأنه لا يوجد حزب معارض لديه القدرة علي خوض المعركة في جميع الدوائر علي مستوي الجمهورية. وإذا نجح حزب في تسريب أحد أعضائه في لجنة هنا أو هناك فسيغرق وسط جحافل المنتفعين من الحزب الوطني ولن يفعل شئ في مواجهة حزب الفساد والإفساد المدعم بسلطات المحافظين ورؤساء المدن والشرطة.

عندما نتحدث عن المحليات نجد أنفسنا أمام قضيتين في غاية الأهمية الأولي هي قضية المحليات ككيان هام.لقد أعلن الأستاذ زكريا عزمي أمام مجلس الشعب أن الفساد في المحليات وصل للركب ، وهلل البعض لهذه التصريحات ، ولكن الخطر الحقيقي هو صاحب التصريحات وهو رئيس ديوان رئيس الجمهورية وهو أحد المسئولين عن اختيار وتعيين والتجديد لكافة المحافظين ورؤساء المدن والقرى وإذا كانوا فسدة فهذا نتاج اختياراتهم.

لقد مرت الإدارة المحلية بمراحل متعاقبة وهناك عشرات المؤتمرات والندوات التي عقدت لهذا الغرض وآلاف الدراسات والرسائل العملية ولكن الحكومة ترغب في بقاء الوضع علي ما هو عليه ليسود الفساد والمحسوبية والرشوة.

القضية الثانية هي قضية المشاركة والمقاطعة وهي قضية هامة لكافة القوي السياسية والعجيب أن بعض القوي التي لا تملك أي وجود محلي وتعلن المقاطعة وكأن لها جماهير ستتبعها.المشكلة الحقيقية أن لدينا عزوف تام عن المشاركة السياسية وإن المواطن العادي منذ أكثر من نصف قرن يعرف أنها لعبة وأن التزوير هو السيد وهو يعتبر المشاركة السياسية بهدلة واعتقال وقطع عيش وهي أم الكوارث التي تهدد كافة القوي السياسية وتخنق فرص أي عمل سياسي.

إن الجماهير العريضة عازفة عن المشاركة السياسية ورغم التزوير التي تحشد له الدولة كل جهاز الشرطة والمحليات والترهيب والترغيب والبطاقات المتعددة والأتوبيسات الحكومية لا يشارك في الانتخابات أكثر من 25% من المقيدين في جداول الانتخاب.

إن دعوة الجماهير للمقاطعة كارثة لأنه تأبيد للأمر الواقع ، إننا بحاجة لدعم المشاركة الجماهيرية وخلق المبادرات القادرة علي تفجير طاقات الناس بدلاً من تأبيد انسحابهم وسلبيتهم.إننا بحاجة لخروج الناس للمشاركة من اجل كسر العزلة عن الأحزاب والحركات السياسية وذلك لن يتحقق إلا من خلال وجود قادة محليين يتمتعون بقدر من الاحترام والمصداقية ولديهم تاريخ مشرف في الخدمة العامة.فلا يجوز أن يسقط مرشحين بالبرشوت علي دوائر لا يعرفون حدودها الجغرافية .

لقد نجحت حركة الأخوان المسلمين في إيجاد قادة محليين منتشرين بشكل واسع في شتي ربوع مصر يقدمون خدمات متنوعة بما خلق لهم نفوذ حقيقي وهم محاصرين مثل الجميع ويتعرضون للاعتقال أكثر من الجميع ولكن توجههم مختلف.

قدم الأخوان خدمة تعريف الناخبين بالرقم الانتخابي واللجنة الانتخابية وهي مشكلة تواجه كل الراغبين في المشاركة الانتخابية وقد عشت هذه التجربة في الوايلي مع نائب الشعب محمد عبد العزيز شعبان الذي يعد نموذج هام يجب علي كافة الأحزاب والمهتمين دراسة تجربته ، لقد كان عم محمد سكرتير نقابة الضاهر للنسيج الميكانيكي منذ الأربعينات وهو مرتبط ارتباط عضوي بسكان الوايلي الكبير والحدائق ظل يقدم خدماته عشرات السنوات التي تخللتها فترات اعتقاله وخاض انتخابات مجلس الشعب عام 1979 ولم يوفق وخاض عدة معارك حتي وصل لعضوية مجلس الشعب وممثل لدائرته لعدة دورات.

كان محمد شعبان يقدم خدماته لكل العمال داخل وخارج الحي كثيرا ما صاحبته وهو يأخذ عامل لعيادة طبيب يساري للكشف عليه أو وهو يبحث لشخص عن عمل أو يتصل بمحامي لرفع قضية علي صاحب عمل أكل حقوق عماله ، أو يشارك عمال معتصمين حركتهم كما يشارك في حفلات الأفراح وسرادقات العزاء وزيارة المرضي ، لذلك اكتسب حب الناس وثقتهم فحملوه إلي مجلس الشعب وليس مجرد المحليات. هكذا تصنع الزعامات كنبت طبيعي للبيئة المحلية وليس كهبوط ببرشوت علي جموع لا نعرف شيئاً عن حياتهم.

فالتواجد الطبيعي والخدمات العامة هي الخطوة الأولي علي طريق صعب أما المقاطعة فهي موقف الأكتع والعاجز لأنه تأبيد واستسلام للأمر الواقع .

تبقي مشكلة أخيرة أمام المحليات وهي المشكلة التي تستخدمها الحكومة ويستخدمها الأخوان وهي لعبة العصبيات القبلية والطائفية.وهي عقبة كبري أمام تطوير المشاركة الشعبية لأن الاختيار يتم علي أساس طائفي أو قبلي وليس علي أساس سياسي وهو نوع من المشاركة ولكنه مشاركة متخلفة تعكس وعي متدني لم تلعب الأحزاب دوراً لتجاوزه ولكنها استخدمته لتأبيده واعتباره فرض واقع.

هل يمكن أن تخوض أحزاب المعارضة الانتخابات بقائمة موحدة ؟! وهل يمكن أن نرشد الناخبين لأماكن انتخابهم ؟! وهل يمكن أن تكون المحليات بداية لعمل سياسي حقيقي وتوعية للجماهير من أجل المشاركة وكسر الصمت. هل يمكن أن نبدأ الخطوة الأولي علي طريق دعم المشاركة أم نكتفي بالبكاء والعويل ونقد الحكومة والأخوان!!.
إلهامي الميرغني
2/3/2008
[email protected]



#إلهامى_الميرغنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصخصة الرياضة وهروب عصام الحضري
- رفع الحد الأدنى للأجور فقط .. لن يصلح الأمور
- الانحياز الفني في فيلم حين ميسرة
- التأمينات الاجتماعية بين الحل الحكومي واجتهادات اليسار
- الملكية المشتركة هل هي طريق لتجاوز الرأسمالية ؟!
- قصة موت معلن
- الفساد الحكومي .. بين الواقع والتقارير المضروبة
- المقاومة الاجتماعية والعبور للمستقبل
- التغيرات في السياسة الخارجية المصرية
- عشوائية الحكومة
- إسرائيل تفوز بالمبارة بين فتح وحماس
- تأملات فى الاحتجاجات العمالية الأخيرة في مصر
- حصار حرية التنظيم النقابي
- استمرار عدوان الليبرالية المتوحشة علي الحقوق الاقتصادية والا ...
- يعيش دستور 23 .. يسقط الخونة عملاء الاستعمار
- أيها اليساريون .. لا اقتنع بما تقولون لكم أفكاركم ولي أفكاري
- عفوية الجماهير وأزمة اليسار
- صحة المصريين للبيع
- مستقبل التطور الرأسمالي في مصر
- هل نبدا معركة تحرير النقابات العمالية؟


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامى الميرغنى - انتخابات المحليات بين المشاركة والمقاطعة