أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ماركس ولينين ام فهد وسلام ؟!














المزيد.....

ماركس ولينين ام فهد وسلام ؟!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2187 - 2008 / 2 / 10 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العام 2004 ،كنت اتمشى مع صديق في ساحة الاندلس فصرنا قريبين من مبنى مقر الحزب الشيوعي العراقي ، فقال لي : الا تحن الى جماعتك أيام زمان ؟ قلت : بلى والله احنّ. ودخلنا المقر .
كانت قاعة الجلوس أشبه بمقهى شعبية .. كرويتات بسيطة مفروشة بحصران من الخوص ، فقلت في نفسي : يا سبحان الله ، مكتوب على البرولتاريا ان تجلس على حصران الخوص من زمن ماركس الى يوم يبعثون . وحصل حين جلست ، ان شغّلت الذاكرة فلما" اليكم منه هذه اللقطات .
كنا معصوبي الأعين وواقفين بمكان ما في مدينة الناصرية فجاء دوري بأن سألني أحدهم ( تبين بعد ذلك أنه نعيم حداد ) قائلا" : هو انت فلان الفلاني ؟ اجبت : نعم . فصفعني بيده اليمنى ادار بها وجهي الى " اليسار ! " . وتابع يسأل .. ويسب ويشتم ، ثم جرى ما جرى !.
رموني في غرفة صغيرة ، ثم جيء بشاب أسمر نحيل الجسم .. كان ظهره لوحة سوريالية من الخطوط السود الملطخة بالدم الاحمر . وكان فاقد الوعي ، أو ربما في نفسه الاخير ، فتركت ما بي واخذت انقّط الماء بفمه وأنعش قلبه بتمارين تعلمتها من الرياضة . كان هذا الشاب هو القاص البصراوي المعروف " محمد خضير " المعلّم في الناصرية حينذاك .
لمحني صديقي الذي رأى الدمعة تسقط وهو يأتي لي باستكان الشاي ، فعلّق قائلا" ( ها يبين أخذتك الدنيا لبعيد ، بس تريد الصدك :احلى شي سويته أنك طلقت السياسة وتزوجت العلم ) .
ونأتي الى بيت القصيد في عنوان هذه المقالة ، فقد نظرت الى أعلى الجدار فوق رأس "القهوجي " فرأيت صورا" كبيرة لكل من ماركس و انجلس ولينين ، وكأنهم يحّيون الضيوف القادمين الى المقر، وبالطبع كلهم عراقيون! . تغير مزاجي تماما" فطلبت من صديقي ان يأتي لي بـ " رفيق " مسؤول .. فجاء .
قلت له : يبدو انكم ما تزالون تعيشون مزاج الخمسينيات في وسائل تثقيفكم، وان المسؤولين عن الثقافة عندكم من الذين صار المستقبل وراءهم ، اعني ، تجاوزت اعمارهم الخمسين والستين ، وانهم ليسوا على دراية بأن النظام السابق حكم العراق ( 35 ) سنة ، وان جيلا" عراقيا" كاملا" كان لايعرف عن الشيوعيه شيئا" الا كونها " ضد الدين " ،وأن هذا الجيل يشكّل أكثر من نصف الشعب العراقي .
تساءل بشيء من عدم الرضا : خير أستاذ .. ؟
قلت له : لو ان شابا"من هذا الجيل جاء وجلس هنا وسألك : من هذا وذاك ؟ ستجيبه : هذا ماركس العظيم ..الماني واضع النظرية الماركسية ، وذاك لينين.. روسي ابو الثورة البلشفيه ، وتظل تشرح وتنظّر له عن افكارهم وشعارهم " يا عمال العالم اتحدوا " فهل هذا أفضل ام انكم لو وضعتم صور : فهد وسلام عادل وجمال الحيدري... وحين يسألك فتجيبه بأن هؤلاء قادة الحزب الشيوعي العراقي الذين اعدموا من اجل ان يكون وطنك حرا" ، وان تكونوا انتم جيل الشباب الذين ضاعت أعماركم في الحروب والكوارث ..تكونوا سعداء مرفهين ؟.
ايهما اوقع بالله عليك ، ماركس الالماني ولينين الروسي ( الذي قد يخجل الشاب ان يقول لك : وما شأني بهما وأنا الخريج العاطل في بلد الخيرات ) ام فهد وسلام عادل وجمال الحيدري ... الذين ضحوا بحياتهم من اجل العراق والعراقيين وكانوا لمّة واحدة من السنّة والشيعة والعرب والكورد والمسلمين والمسيحيين .. ؟ .
أسفي انكم ما تزالون لا تجيدون فن الدعاية ، واسفي انكم تجيدون هضم الثقافة لكنكم لا تجيدون فن التثقيف .
ربت بيده على كتفي وقال : دكتور .. الأسبوع القادم سيكون الذي تريده .
واظنهم فعلوا !

د. قاسم حسين صالح



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الأمراض النفسية في قوى اليسار العراقي
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي ..وساطة لتوحيد قوى اليسار
- البديل المنقذ لعراق مدني ديمقراطي / ملاحظات على دعوة ..ودعوة ...
- العلم العراقي ..المقترح اقراره
- ذكريات مع الدكتور علي الوردي
- العراقيون ...شعب أسطوري !
- العراقيون في عام 2020
- كاظم الساهر..والعراقيون
- الحوار المتمدن .. تكريم لضحايا الفكر
- العراقيون وسيكزلوجيا التطير
- المرأة ..والعراف
- العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي
- مركز دراسات المجتمع العراقي من الفكرة الى التأسيس
- سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية( القسم الثاني :ازدواج ا ...
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي(استجابات )
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ( القسم الأول)
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي
- الجميل والقبيح في الشعب العراقي (دراسة استطلاعية )
- نعمتان ابتلي بهما العراقيون ..النفط والثقافة !


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - ماركس ولينين ام فهد وسلام ؟!