أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية














المزيد.....

سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 09:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نعني بـ"بالسلطة "هنا قوة في داخل الفرد تؤثر في سلوكه وتوجهه نحو أهداف معينة. ونعني بـ" اللاوعي " ذلك الجزء من العقل الذي يدفع الفرد لاشعوريا الى القيام بأفعال معينة ويعطّل أو يقلل من دور الشعور فيها. أما "الرمز " فنعني به هنا شخصا حقيقيا او افتراضيا ،حيا او ميتا ، له قدرات وقابليات استثنائية على تحقيق أهداف او انجار مهمات او حلّ مشكلات ليس بمستطاع الفرد العادي تحقيقها او انجازها او حلّها ، ويصبح الفرد والرمز حالة واحدة من خلال آلية نفسية هي التوحّد Identification أو التماهي ويعمل على تحقيق أهداف الرمز التي يعدّها أهدافه .
واعتقد أن الآلية النفسية التي دخلت عن طريقها " فكرة " الرمز الى لاوعي الفرد كانت ايمان اجدادنا القدماء بقوى غيبية وكائنات خرافية لها فعل مؤثر في الكون والانسان . فالظواهر الطبيعية التي تقع خارج سيطرة الانسان من قبيل : الزلازل ، الأعاصير، الطوفان ، الرعد والبرق.. كان ينظر لها على انها تحدث بفعل قوى غير طبيعية . وكان " اختلال " عقل الانسان او اصابته بالجنون يخضع للتفسير نفسه . فالجماجم التي وجدت فيها ثقوب صغيرة جري تفسيرها على انها تعود لاشخاص اصيبوا باضطرابات عقلية او نفسية ، وأن أسلافنا الأولين كانوا " يعالجون " هؤلاء بفتح ثقوب في جماجمهم لاعتقادهم بوجود ارواح شريرة في داخلها وان فتح هذه الثقوب يساعد على خروجها من ادمغتهم .
كانت تلك "الفكرة "هي التي مهدت الى آلية نفسية أخرى هي التوحّد أو التماهي ، الذي يعني التمثيل اللاشعوري للأشخاص ( الرموز ) او لدوافعهم في الذات بحيث تصبح أهدافهم ودوافعهم وطموحاتهم أهداف ودوافع وطموحات الشخص المتماهي.
والرموز على أنواع : خيّرة وشريرة ، مثل غاندي وهتلر ..وقس على ذالك في ميادين الحياة المختلفة . وبما أن العراق يمتاز بانه بلد الأساطير ، بدءا من أسطورة الخليقة الى جلجامش ألى ما هو أحدث ، فأنه البلد الذي كثرت فيه الرموز بالتبعية ، يضاف الى ذلك سبب أهم هو أن قساوة السلطة في ظلمها للناس أنجبت رموزا بطولية في التحدي ، يستحضرها العراقي من لاوعيه الجمعي عندما يكون في حالة تحدي السلطة . غير أن اللاوعي الجمعي في العقل الشعبي يكاد يكون معبئا فقط بالرموز الدينية مع أن الشعب العراقي قدّم أبطالا في تاريخه السياسي يستحقون أن يكونوا رموزا. والتعليل السيكولوجي هو أن الرمز الديني يكون متوحدا مع الله ..القوة الأعظم التي تغير الأحوال ، والجبّار القهّار المذّل لكل من طغى وتجبّر ، الذي اذا أراد شيئا يقول له كن فيكون .. وهو ما يريده الفرد العراقي الذي أفنى عمره في السعي الى تغيير الحال ، وشعوره بالخذلان من قادة كان يعدّهم أبطالا فتحولوا الى جبابرة لدى استلامهم السلطة .
والذي نريد أن ننبه اليه هو أن المؤمن برمز ديني الى حد التماهي به (التوحّد به ) يصاب بشيء من الخلل في السوك والتفكير لا علاقة له بالرمز الديني الذي يكون في العادة رمز خير للناس ،ويتجلى ذلك في ثلاثة أمور هي :
· ان طبيعة تفكير المتماهي برمز ديني تكون قدرية ، بمعنى أنه يؤمن بأن ما يصيب الانسان من خير أو شر مصدره قوى خارجية ليس له سلطة عليها أو تأثير فيها .
· يكون الاتجاه Attitude الذي يحمله المتوحّد برمز ديني تعصبيا . ويعني التعصب النظرة المتدنية نحو جماعة ، بخفض قيمتها ، واصدار حكم غير موضوعي بحقها قائم على تعميمات غير دقيقة ، لا لسبب الا لأنها تختلف في العرق أو الدين أو الطائفة أو أي فرق آخر له دلالة اعتبارية .
· وينجم عن ذلك سلوكيا أن الفرد المتماهي برمز ديني يميل الى أن يكون عدائيا وغير منطقي في تعامله مع الآخرين لاسيما الذين يختلفون معه في الرأي ، لأنه يرى أنه وجماعته على حق والذين يعارضونه على باطل .
وعليه فان اللاشعور الجمعي في العقل الشعبي المعبّأ برموز دينية يميل الى أن يكون استاتيكيا يكره التغيير ولا يكون على توافق مع الديمقراطية ، وأنه اذا أعلن عن قبوله بها ( بالديمقراطية ) فان الرهان عليهم ، أعني المتوحّدين برموز دينية ، يكون كالرهان على القطط التي تدربت على حمل الشموع والتصرف بسلوك مهذّب ، غير أنها ما أن رأت الفئران رمت الشموع وركضت نحوها لتأكلها .وهذا ما هو حاصل وسيحصل في العراق الى أن يضعف تأثير الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية .. ولن يحدث هذا الا بوجود حكومة يجد الناس الخلاص عندها في العيش بحياة هانئة ، وحينئذ سوف لن تكون بهم حاجة الى انتظار رمز مخلّص ..قد يأتي وقد لا يأتي .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية( القسم الثاني :ازدواج ا ...
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي(استجابات )
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ( القسم الأول)
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي
- الجميل والقبيح في الشعب العراقي (دراسة استطلاعية )
- نعمتان ابتلي بهما العراقيون ..النفط والثقافة !
- اغسلوا أيديكم من العراق ..لربع قرن فقط!
- هل صحيح مات محمد صكر؟!
- السادية والماسوشية في الشخصية العراقية
- الدافعية نحو العلم والتعليم الجامعي
- ظاهرة النهب والسلب والفرهود في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الح ...
- المثقفون الكبار ... وتضخّم الأنا
- ظاهرة النهب والسلب والفرهود في مدينة بغداد بعد سقوط النظام
- ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الحكم في الع ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 4 4 )
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم ال ...
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء...القسم ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا ) ( 3 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 2 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 1 4 )


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية