أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الحكم في العراق( ما هكذا يكون النقد )















المزيد.....

ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الحكم في العراق( ما هكذا يكون النقد )


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نشر الكاتب ياسين النصير تعليقا" في موقع " المجلس في 17/8 " منقولا" عن جريدة ( الشرق الأوسط ، العدد10487 في 15 /8/07 ) عن الموضوع الذي يتصدر كتابي " بانوراما نفسية " بالعنوان أعلاه .
وللأسف فان التعليق أو النقد ما كان موضوعيا" ولا تتوافر فيه الأمانة الأدبية ، فضلا" عن أنه لم يقدم إضافة معرفية أصيلة في مجال البحوث التربوية والنفسية الذي هو ليس من اختصاصه . وتأتي عدم موضوعيته أنه كان مجتزئا إذ التقط الناقد سببا" واحدا" للظاهرة واغفل عشرة ! مركزا" على الأسرة العراقية وتقسيمها " الاعتباطي " من غير أن يشير ، حتى في هذه النقطة ، إلى ما ورد في الموضوع من شرح علمي بوجود جيلين بمنظومتين قيميتين مختلفتين في العراق هما جيل الكبار وجيل الشباب ، وإلى " أن الأسرة العراقية كانت في الستينات 1960 وما قبلها لها الدور الأول في تشكيل المنظومات القيمية لدى أبناء ذلك الجيل وناشئته ،ص 10 " ، " وان القيم التي أكدت عليها الأسرة في تشكيل المنظومات القيمية لدى ناشئة الجيل الثاني ( الشباب حاليا" ) اختلفت عن تلك التي أكدتها الأسرة في الجيل الأول المتمثلة بقيم : الترابط الأسري ، الشرف ، الكرم ، التكافل الاجتماعي ، النظام ، الاحترام ، الصدق ، فيما كانت القيم في الجيل الثاني المولود زمن النظام السابق تؤكد على : التنافس ، الرغبة في الإثراء ، الاعتماد على النفس ، الأنانية ، التقييم على الأساس المادي ... ص 12 ـ 13 " وهي نتائج دراسات ميدانية وليس صحافه كما يصفها الكاتب .
والغريب أن الكاتب الفاضل اكتفى بالتعليق الهامشي على سبب واحد وتغاضى عن عشرة أسباب هي :
· ثانيا" المدرسة . وفيها شرح علمي لتدهور المكانات الاجتماعية والاقتصادية . ففي بحث ميداني " وليس صحافي " لكاتب الموضوع المنشور في مجلة " كلية الآداب " المحكمة عام 1997 تبين منه أن " الحمّال " الذي كان في الستينات " 1960 " في أسفل الهرم الاقتصادي للمجتمع العراقي تقدم في التسعينات " 1990 " على معلم المدرسة الابتدائية في مكانته الاقتصادية ، وأن مصلّح الراديو والتلفزيون تقدم في التسعينات بمكانته الاقتصادية على الأستاذ الجامعي الذي كان في الستينات يتبوأ قمة الهرم الاقتصادي مع الطبيب والمهندس . وتغاضى السيد الناقد عن استنتاج خلاصته : " أن المدرسة في الستينات وما قبلها كانت تغذي لدى الناشئة الشعور بالانتماء للوطن ، فيما عمدت المدرسة في السبعينات وما بعدها إلى تغليب تغذية الشعور لدى الناشئة بالانتماء لشخص واحد ممثلا" برئيس النظام جعلته مساويا" للوطن والوجود، وانه بانهيار هذا الشخص ينهار الشعور بالانتماء له، فراحوا ينهبون ما عدوه يقينا" أو تبريرا" بأنه ملك لهم ، وكانوا في الواقع ينهبون الوطن الذي كان انتماؤهم له ضعيفا" ، ص15" .
· وأغمض الناقد عينيه عن السبب الثالث المعنون : " مؤشرات اقتصادية ... بين خبز النخالة ( للناس ) ولحم الغزلان ( لرموز النظام ) " ولم يشر إلى ما قاله الناهبون للباحث في دراسته الميدانية ، وليس الصحافية ، عن أسباب نهبهم التي حددوها بالآتي : " + ثروة هرب سارقوها وتركوها ، + حق عام لا توجد له سلطة تحميه أو توزعه ، + استرداد لحق مسلوب ، + عقوبة لنظام غير عادل وانتقام منه ، + شفاء لغليل من حيف ، + حاجة أو عوز " . واغفل الاستنتاج الذي توصل إليه كاتب الموضوع: " أن انفراد المسئولين الكبار في النظام المستحصلة من موارد الملكية العامة وخلقهم لحالة من التباين مع العامة من الناس فأنهم ( العامة ) يندفعون لحظة انهيار النظام إلى نهب ممتلكات رموزه في سلوك جمعي يمتد ليشمل نهب ممتلكات المؤسسات العامة للمجتمع التي لها صفة رسمية أو شبه رسمية بالنظام المنهار،ص 17 " .
· واغفل السيد الناقد السبب الرابع المعنون : مؤشرات سيكولوجية .. عن حرية التعبير والاحتقان النفسي والترويض الفكري الذي مارسه النظام الشمولي للحزب الواحد وشخصية صدام حسين وممارساتها الإعلامية وما توصل إليه التحليل السيكولوجي من استنتاجات من أن الأنظمة الشمولية تستطيع أن تمارس على مواطنيها تقييد حرية التعبير واعتماد أسلوب الترويض الفكري والقناة المعلوماتية الواحدة لكنها لا تشكل ضمانه لديمومته . وأن خروج الناس إلى الشوارع والساحات لممارسة حرية التعبير والبوح بما هو مكبوت ينجم عنه أمران : أ . تكوين جموع تخضع بالضرورة إلى قوانين السلوك الجمعي في مزاج الانفعال المنفلت . ب. استغلال الأفراد غير المنضبطين أخلاقيا" واجتماعيا" لانفعال نقمة الجمع ( الحشد ) ضد النظام بالتوجه نحو نهب ممتلكات المؤسسات العامة بوصفها تعود في تقديرهم للنظام وليس للدولة أو المجتمع .
· وطفر سبب " فتوى الشارع " وهو تحليل نفسي " وليس صحافه " وما توصل إليه من استنتاج بأن فتوى الشارع تعمل على سحب المترددين من المتفرجين إلى الاشتراك مع القائمين بأعمال النهب والفرهود في السلوك الجمعي ، وتنتقل بينهم بعدوى نفسية محمّلة بتبريرات تبيح اخذ الملكية العامة وتضعف الشعور لديهم أو تلغيه بأن هذا الفعل حرام .
· وتغاضى عن سبب ثقافة العنف ونص الاستنتاج :" بوصفي شاهد عيان لما حدث من أعمال نهب وسلب فان غالبية الذين قاموا بها هم من الجيل المولود في زمن النظام ، واحد أسباب قيامهم بها يعود إلى تخلخل مصادر تشكيل المنظومات القيمية لديهم وما أحدثته الحروب التي عاشوها من تغير في سلم القيم ، فصعدت في الصدارة القيم المتعلقة بالحاجة إلى البقاء المصحوبة بالقلق من المستقبل . ولأن من طبيعة هاتين الحاجتين أنهما تسببان توترا لدى الفرد فانهما تدفعان به إلى أن يتصرف بطرائق غير عقلانية لخفض هذا التوتر ، ومنها نهب الممتلكات العامة لا سيما في ظرف ينهار فيه نظام حكم بكامله ، ص 25 " .
· وعبر دور القوات الأميركية في شيوع هذه الأعمال . فباستثناء القصر الجمهوري ووزارة النفط فأنها ( القوات الأمريكية ) تركت المؤسسات الأخرى دون حماية ، لأن أميركا أرادت أن تقدم للعالم في لحظات الزمن الحاسم أدلة مادية عبر القنوات الفضائية بأن النظام في العراق قد انهار، وإعطاء صورة عن الشعب العراقي توحي للعالم بأنه متخلف وغوغائي وان الأمر يستدعي بقاء القوات الأميركية فيه . وأنني شهدت بعيني كيف كان الجنود الأميركيين يشجعون النهابين على القيام بنهب ممتلكات المؤسسات العامة إما ضمنيا" بغض الطرف أو بشكل صريح بأن يومئوا بأيديهم للدخول أو بقولهم " Take it Ali Baba its yours" ، والملاحظة الميدانية أسلوب علمي حين يعيشها الباحث في شوارع بغداد المنهوبة والمحترقة لا أن يراها آخر عبر قناة فضائية وهو في هولندا!.
· وطفر الأسباب الثامن والتاسع والعاشر : تشجيع القنوات الفضائية وتسابقها في بث الصورة الحية لحالات النهب والفرهود ، وتأخر الرادع الديني ..إذ لم يصدر رجال الدين فتاوى بتحريم أعمال النهب والسلب إلا في وقت متأخر ما عاد لها فيه من مستجيب في بغداد بشكل خاص ، وتصنيف تحليلي للقائمين بأعمال النهب والسلب والحرق .
وثمة ملاحظة:
لقد شهدت بنفسي أعمال النهب والفرهود وحرق البنايات . فوزارة العدل ومصرف حيفا أمامي ، ومبنى الإذاعة والتلفزيون ووزارة الثقافة والإعلام على يميني ، والمتحف العراقي خلفي ، ومركز صدام للفنون ومبنى الرقابة المالية ومصرفان إلى يساري ،فأنا اسكن في شارع حيفا ببغداد وليس في أمستردام هولندا!. وكنت أول من كتب عن هذه الظاهرة بعيد حدوثها مباشرة ( في نيسان 2003 ) وليس (مؤخرا ). وأنه أقيمت لهذا الموضوع ثلاث ندوات علمية : برئاسة جامعة بغداد وبثتها قنوات فضائية ، وفي كلية الإعلام ، وفي رئاسة الجامعة المستنصرية ، الهدف منها التنبيه إلى أنها مشكلة اجتماعية وتربوية وأخلاقية وأمنية خطيرة ستواجهها السلطة التي ستتولى الحكم في العراق (ص ،3).ودعوت في ختام الورقة إلى "قيام طلبة الماجستير في أقسام علم النفس والاجتماع بدراسة هذه الظاهرة ،ص 34".
أخيرا:
إن الكاتب والصديق ياسين النصير ناقد فني كبير ، لكن مهارة السباحة في نهر العلوم الاجتماعية والنفسية ليست كمهارة السباحة في نهر المسرح.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 4 4 )
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم ال ...
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء...القسم ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا ) ( 3 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 2 4 )
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 1 4 )
- سيكولوجيا فوز الفريق العراقي
- المجتمع العراقي.. والكارثة الخفية
- تصنيف الأكتئاب وعلاجه
- أنا أنافق ..إذن أنا موجود!
- التوحّد- القسم الثاني -د
- التوحّد- القسم الاول
- لماذا يحصل هذا للعراق والعراقيين ؟!
- أستاذ ( مجنون ) يحصل على جائزة نوبل !
- العراقيون ..وسيكولوجية الاحتماء
- الرهاب ( الخوف المرضي )
- الاضطرابات النفسية الجسمية ( السيكوسوماتك )
- لسيكولوجية الفتنه...قوانين !
- العربي..والهوس بالسلطة
- العرب .. أكثر المجتمعات تعرضا- للاصابه بالشيزوفرينيا


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الحكم في العراق( ما هكذا يكون النقد )