أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العلم العراقي ..المقترح اقراره














المزيد.....

العلم العراقي ..المقترح اقراره


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعود تاريخ أول علم عراقي الى عام 1921عند تأسيس المملكة العراقية الهاشمية ، وكان بالألوان :أسود ، أبيض ، أخضر ، ومثلث أحمر مقطوع قاعدته بجانب السارية ، بداخله نجمتان سباعيتان بيضاوان ترمزان الى ألوية " محافظات " العراق ال 14 .
بعد ثورة تموز 1958 صمم الفنان الخالد جواد سليم علما جديدا غيّر فيه تصفيفة الألوان الثلاثة من الأفقي الى العمودي (ربما متأثرا بعلم فرنسا بعد الجمهورية ) في وسطه شمس حمراء على شكل نجمة آشورية بثمانية أضلاع ، في مركزها دائرة او قرص أصفر يرمز الى القومية الكردية .
في 1963 تم اتفاق فاشل على قيام وحدة ثلاثية بين مصر والعراق وسوريا فصمم علم جديد بالألوان : أحمر وأبيض وأسود وأخضر وثلاث نجمات ترمزلدول الوحدة . وفي عام 1991 أدخل صدام حسين بارادة منه عبارة " الله أكبر " وصارت النجوم الثلاث ترمز الى أهداف حزب البعث ( وحدة ، حرية ، اشتراكية ).
في عام 2004 ظهر موقفان متعارضان من العلم العراقي الحالي ، لكل منهما حججه المنطقية ومبرراته النفسية . الأول يمثل المصّرين على بقائه ، وحجتهم في ذلك : أنه العلم الذي تحمل ألوانه رموزا ظلت دلالاتها باقية فيه منذ ظهور الدولة العراقية وتعاقب النظم الجمهورية ، وأنه العلم الذي حاربوا تحت ساريته ودافعوا عن الوطن ولفّوا به شهداء العراق ، وأنه العلم الذي يشدنا تاريخيا ووطنيا ونفسيا برموز عن أعظم دولتين ظهرتا في تاريخ العرب والإسلام ( الأموية والعباسية ، والعلويين أيضا ) ، وأنه مطرّز بلفظ الجلالة " الله أكبر " وهذا ما يمنحه القدسية .
أما الموقف الثاني فيرى أصحابه ضرورة استبداله بعلم جديد ، وحجتهم في ذلك : أن هذا العلم أجرى عليه رئيس الدولة السابق تعديلا بإرادة فردية دون أخذ رأي الشعب ، حتى صار يسمى باسم رئيس الدولة " علم صدام " لا باسم العراق ، وأنه اقترن بظلم طاغية مستبد ، وأنه كان يرفع على أشلاء العراقيين ، كما حصل في حلبجة بكردستان والجبايش في الجنوب . وأنه اقترن عند العراقيين بالحروب والكوارث ، وتحت ظلّه أهين الجيش العراقي والقانون وفقد العلم هيبته ، فضلا على أنه محمّل برموز صريحة تذكّر بشعار حزب دكتاتوري هي النجوم الثلاث التي يرون أنها ترمز الى ( الوحدة والحرية والاشتراكية ).وأن الإبقاء عليه يعني تزكية ضمنية للنظام السابق فيما الناس – على رأيهم – يريدون أن ينسوا ذلك الكابوس الذي جثم على صدورهم خمسا وثلاثين سنة .
وحصل قبل أيام ، في ( 13/1/2008 ) أن ناقش البرلمان مقترحا لتعديل العلم يتضمن استبدال مدلولات النجوم الثلاث الى ( السلام ، التسامح ، العدالة ) تكون باللون الأصفر ،وتغيير خط " الله أكبر " الى الخط الكوفي .ونرى أن هذه محاولة ( ترقيعية ) ستفشل للأسباب الآتية :
ان ذاكرة العراقيين لن ينمحي منها أن الذي خط " الله أكبر هو "صدام حسين " بمعنى أن العلم سيبقى يذكّرهم بصدام حسين ، وأن البعثيين سيظلون يذكّرون العراقيين بأن أهدافهم موجودة في العلم وان تغير لون نجومها ، وسيتصاعد صوت المحتجين بتغييره من جديد . فضلا عن أن بقاء عبارة " الله أكبر " ستسبب احراجا ، فلو افترضنا حدوث كارثة بتحطم طائرة تحمل شخصيات سياسية عراقية رفيعة تستوجب الحداد فأنه لا يجوز "دينيا " تنكيس العلم لأن( الله ) أكبر من خير عباده ، وياويل الحكومة من المسلمين المتطرفين ان فعلت ذلك .ونرى ايضا أن ( السلام والتسامح والعدالة ) مفاهيم أفرزتها الظروف الاستثنائية ، فيما العلم الوطني يجب أن يكون محمّلا بدلالات أو رموز وطنية .
ودفعا لاشكالية محتملة ( التركمان احتجوا الآن وطالبوا ادخال اللون الأزرق ) ومطالبة متوقعة بتغيير العلم المقترح اقراره ، فأننا نكرر القول بأن الحل الأمثل يكون بتصميم علم وطني جديد يكون محمّلا برموز تمثل دلالاتها كل العراقيين . وبالرغم من أن اللاشعور الجمعي للعراقيين واسع وعميق ومحمّل بالغزير من الرموز ، وأن العلم الوطني يجب أن يكون محمّلا بالرموز المستقرة في اللاشعور الجمعي لكل العراقيين ،فأننا نشير الى ثلاثة منها ينفرد بها العراق هي :
• انه أول من اخترع الكتابة ( التقاط الخط المسماري بوصفه رمزا للعلم والثقافة ).
• وأنه أول من سنّ القوانين ( التقاط مسلّة حمورابي رمزا للعدل والحق والأمن ).
• وأنه أول من تصدّر قائمة العجائب السبع (الجنائن المعلقة بوصفها رمزا للإعمار والخضرة والرفاهية ).
وما هو رائع في العراق أن فيه ثلاث حضارات رائدة توزعت على كل أرضه : واحدة في الشمال وأخرى في الوسط وثالثة في الجنوب يمكن جمعها برموزفي العلم . وطبيعي أن توظيف كل هذه الرموز يحتاج الى لوحة ، غير أن الفنان يمكنه اختزال هذه الرموز وتكثيفها . وإذا ما احتوى العلم العراقي هذه الرموز فأنه ، عندما يرفع ، سيعزف على أوتار اللاشعور الجمعي لدى العراقيين بسمفونية يرددها الجميع بإيقاع واحد ، وشعور نفسي واحد ، وانتماء مفعم بالحب لهذا ( الرمز – العلم ) الذي ينبغي أن يرى فيه كل عراقي انه يمثل الوطن ..العراق بكل أهله.
ويبقى أن نقول بأن العراقيين جزعوا من الحروب ، فنرجو أن يكون علمهم الوطني نظيفا من كل ما يذكّرهم بها ، لاسيما اللونين الأسود والأحمر .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات مع الدكتور علي الوردي
- العراقيون ...شعب أسطوري !
- العراقيون في عام 2020
- كاظم الساهر..والعراقيون
- الحوار المتمدن .. تكريم لضحايا الفكر
- العراقيون وسيكزلوجيا التطير
- المرأة ..والعراف
- العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي
- مركز دراسات المجتمع العراقي من الفكرة الى التأسيس
- سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية( القسم الثاني :ازدواج ا ...
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي(استجابات )
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ( القسم الأول)
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي
- الجميل والقبيح في الشعب العراقي (دراسة استطلاعية )
- نعمتان ابتلي بهما العراقيون ..النفط والثقافة !
- اغسلوا أيديكم من العراق ..لربع قرن فقط!
- هل صحيح مات محمد صكر؟!
- السادية والماسوشية في الشخصية العراقية
- الدافعية نحو العلم والتعليم الجامعي


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العلم العراقي ..المقترح اقراره