أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي














المزيد.....

العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 11:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


منذ (27) سنة والسياسة هي الشغل الشاغل للعراقين .. في كتاباتهم وقراءاتهم ونشاطهم العام وأحاديثهم اليومية . حتى أشعارهم هجرت الحب الذي هو موضوع الشعر ومبدعه وصارت سياسة . بل صارت السياسة (سلطة ) الطعام في وجباته الثلاث . وأظن أن أحلامهم صارت أيضا سياسة!..فصار الجميع يعيش حالة هوس سياسي بايقاع روتيبني عام ، فالكل يستقبلون صباحاتهم بقراءة الأخبار والموضوعات والتحليلات السياسية او سماعها من الاذاعات لأحداث بعضها تتناسل في وطنهم بمنطق الديالكتيك المطّور وأخرى تولد من ارحام الجيران وترمى فيه رمي اللقطاء أمام ابواب المشافي أو الجوامع ليبتلى بها. والجميع يقضي معظم نهاره في نشاطات سياسية فكرية او عملية ، ويمضي معظم لياليه أمام شاشات التلفزيون يقلّبون القنوات الفضائية العراقية " صرن أكثر من 50 قناة !" والعربية والأجنبية . وكثيرون يتصفحون المواقع الالكترونية العراقية التي صارت مقروءة أكثر من الصحافة الورقية لكونها تكشف عن المستور وتتحدث عن المحضور ولا تلتزم بما يسمى تقاليد او قيم صحفية او خطوط حمر ..فصار كل شيء في حياة العراقيين سياسة: الشارع ..سياسة ، مكان العمل ..سياسة ، المقهى ..سياسة ،البيت ..سياسة ، وسائل الاعلام ..سياسة..حتى الدراما العراقية سياسة ،الكل يضخ سياسة في رؤوس العراقيين فتحول الحال من الاهتمام العادي بها الى هوس أخذ شكل الطقس اليومي الذي يفضي بالضرورة الى حالة مزمنة من الادمان عليه . والأقبح أن الهوس السياسي اختزل قيما واعتبارات اجتماعية ، فمن كان ذا أخلاق عالية ويخالف الآخر في اتجاهه السياسي ..راح هذا الآخريقلل من شأنها أو يتجاهلها أو يطعن فيها بخباثة وافتراء . فضلا عن أن الهوس السياسي يفضي ، بحتمية سيكولوجية ، الى أن يجبر صاحبه على امتهان رذيلة تعصبية مثيرة للفتنه : تضخيم عيوب الآخر أو العائلة أو العشيرة وغض الطرف عن محاسنهم ..التي منها نجم هذا الهوس الطائفي والعرقي والشوفيني الذي نعيشه . والمصيبة أن معيار تقويم الناس لم يعد على أساس شخصياتهم وأخلاقهم ومنجزاتهم ، انما صار على أساس اتجاهاتهم السياسية ..حتى العلماء والمفكرين شملهم هذا المعيار الذي هو أحط معايير التقويم وأكثرها بغضا عند محبي الخير والحق والجمال ، واوطأها تفكيرا عند العقلاء الذين يعرفون أن الهوس بكل أنواعه لا يقود الى أحكام عقلانية . والفاجعة أن العراقيين ، أبناء الألفية الثالثة وأحفاد أول من أقام دولة في التاريخ (سومر ) واول ملك استحدث المؤسسات وأشاع فيها الأمن والسلام .. وأحفاد الأوائل في اختراع الكتابة والعجلة والرياضيات والفلك والقانون وكل فنون الذكاء واللباقة ..صرنا نتصرف بغباء وحماقة وتخلف خرافي ونقوم بأفعال لا يرتكبها حتى المجانين ..واحد أسباب ذلك ، هذا الهوس الذي استحوذ علينا .
وثمة استنتاج اقوله على مسؤوليتي : ان كثرة الكتابة والقراءة والاستماع والتحدث اليومي في السياسة تبرمج العقل على الانشغال المفرط بالأمور العملية والسلوك الجدّي، ، والتصلّب في الرأي ، وتنشيط الدوافع العدائية والآليات الدفاعية ، والابتعاد عن النشاطات الترفيهية واللهو الممتع..فيما تبرمج النفس على الضيق والضجر والاكتئاب ، وتقلّب المزاج ، والبرود العاطفي، وتسفيه ما يريحها ويمتعها ، وحرق الأعصاب الذي يأكل من العمر .
لقد أخذنا ، نحن الكبار ، بعض وطرنا من الدنيا واستمتعتنا بالحياة والجمال والحب أيام كانت عيون المها بين الرصافة والجسر يجلبن الهوى من حيث ندري ولا ندري، وحين كانت ليالي دجلة عامرة بفرح الناس والعشاق ، فيما جيل الشباب صاروا الآن مسكونين بالهوس السياسي . حتى الشعراء منهم هجروا الغزل والحب وصارت قصائدهم مراثي للامهات والحبيبات ومآتم لفواجع الوطن وشكاوى الى الله والأئمة والأولياء ..وأظن أن كثيرين منهم سيفشل عاطفيا في حياتهم الزواجية ، لأنهم سيتوزعون بين من أدمن على الاكتئاب والتشاؤم وتوقع الشر وبين مصاب بنهم الحصول على المزيد من المتع ليعوض ما فاته منها في عمر قضاه بالكدر والحرمان حتى من لهو الطفولة .
ما أخشاه ، على جيل الشباب تحديدا ،أن ادمانم على الهوس السياسي سيبرمج جيناتهم عليه فيورثونه الى جيل من الأطفال سيتحدثون بالسياسة قبل أن يخرجوا من بطون أمهاتهم !.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز دراسات المجتمع العراقي من الفكرة الى التأسيس
- سلطة الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية( القسم الثاني :ازدواج ا ...
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي(استجابات )
- النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ( القسم الأول)
- دعوة لتبني مشروع دراسة المجتمع العراقي
- الجميل والقبيح في الشعب العراقي (دراسة استطلاعية )
- نعمتان ابتلي بهما العراقيون ..النفط والثقافة !
- اغسلوا أيديكم من العراق ..لربع قرن فقط!
- هل صحيح مات محمد صكر؟!
- السادية والماسوشية في الشخصية العراقية
- الدافعية نحو العلم والتعليم الجامعي
- ظاهرة النهب والسلب والفرهود في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الح ...
- المثقفون الكبار ... وتضخّم الأنا
- ظاهرة النهب والسلب والفرهود في مدينة بغداد بعد سقوط النظام
- ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط نظام الحكم في الع ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا )( 4 4 )
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء القسم ال ...
- سيكولوجيا البحث عن الخلاص ..بزيارة الأئمة والأولياء...القسم ...
- الفصام ( الشيزوفرينيا ) ( 3 4 )


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - العراقي ..وسيكولوجيا الهوس السياسي