أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - بنفسجُ الغربة:الباقة الثالثة - زهرة ُ البنفسج ِ الثانية














المزيد.....

بنفسجُ الغربة:الباقة الثالثة - زهرة ُ البنفسج ِ الثانية


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 2188 - 2008 / 2 / 11 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


هذا الرجل :
القائد العبقريّ النبيل; هانيبال القرطاجيّ , الولوع بمفاجأة أفكاري وإشاعة الأرق في صفوفها, معتمدا في اجتياحه الأخير لصحاري هذا القلب, على تقـنيــََّة ِ التجسس على أحوالي العاطفيــَّة..
هذا الرجل المسكون ببحر, يسكبُ الحُبَّ في رأسي
فيفتت صخور صمودي, ويكونُ الغرقُ فيه قدري الأولّ والأخير.
هذا العصفور الجنوبيّ, الحالم, المهووس بالطيران وراء الأفق..
كالقصيدة يأتي بغتة ً..
يلمُّ ِ شظايايَ المتنافرة, المتناثرة في كلِّ جهات اليأس, البؤس.
هذا الرجل:
المشاكسُ الأصيل, كالعمر يمضي بغتة ً .. تنشطرُ الذاتُ.. فيتوهَ الشطرُ المُعتم في وحشة ِ الغـُربة, باحثا عن الشطر المضيءِ من كيانـِهِ المزدوج ِ كي يتحققَ
- الاكتمال -
مضمخــًا بعطر البنفسج
...
..
.

ألقى التحية َ ومضى ..
طرحتُ عنّي عباءة َ الشرود ِ ومضيتُ خلفه.
...
..
.

في الحديقة ِأدركتــُهُ.
ثرثر قلبي معاتبًا:
(لماذا تأخرتَ , يا صاحبي ولم ترأفْ بضياعي؟)
...
..
.
لم أنادي أنا عليه..
ناداهُ الحنينُ المعتــَّـقُ في خوابي العـُمر.
قربَ زهور البنفسج, تسمَّر.
التفتَ خلفه.
رآني.
سارَ نحوي.
أنتزعَ النظارة َ السوداءَ .
مئاتُ الزهور نبتتْ بين لحظة ٍ وأخرى في مغارتيّ عينيهِ,
فكانَ نورٌ
واستعرتْ نارٌ.
...
..
.
كشجرتيّ سنديان ٍ خرافيتين وقفنا متوازيين.
لم تتشابكِ الأغصانُ..
لم يسقط ِ الثمرَ الشهيّ فوقَ بساطِ الجاذبيـَّة.
...
..
.
التقتِ العينُ بالعين ,
وإذا بالسماءِ تصطبغُ باللونِ البنفسجيّ, والفراشاتُ والغيوم, والكونُ يستحيلُ إلى سيمفونية أسطوريّة ٍ خالدة.
...
..
.
صافحني.
تصاعدَ دخانُ احتراقي.
أتى صوتـُه ُ, هذا الصوتُ القديمُ..
كصوتِ طيور ٍ كثيرة.
هدهدَ قلبي النييء الذي لا زال يترقبُ القطافَ:

أحتاجُ أن أمضي الآن .
القاكِ في الثانية عشر غدا في كافيتريا الجامعة.
...
..
.
ومضـــَى...!
ظلَّ طيفُهُ يتضاءلُ شيئا فشيئا, إلى أن صارَ نقطة ً سوداءَ
على خطّ الأفق.
راحَ قلبي النييء يفرج عن همِّهِ بإجهاضِ السؤالِ تلو السؤال:
...
..
.
تراه يعود..؟!
هل الفراق قدرٌ لا مفرّ من جحيمِه ِ..؟!
والحبّ, ما الحبّ ُ ..؟!
أهو لحظة عبثيّة لا تتكرر..؟!
والحياة, ما الحياة ..؟!
أهي مجرد ورطة نبيلة
يقعُ فيها الأهل, ونضرسُ نحنُ عفونة يباسِها..؟!
والأمل, ما الأمل..؟!
أهو عصا في يدِ مكفوف..!
والدمع, ما هو الدمع ..؟!
أهوَ كخرطوم ِ آكل ِ النمل, يشفط ُ الوحلَ من بُحَيـْرات ِ الحيرة..؟!
أم هو .. ما يعتريني الآن ..الآن من ضعف ٍ أنثويّ ملعون..!!!
.....
...
.
.
...
.....

صباح اليوم الثاني قبل الغياب ِ الأخير, أنهضُ من حلم ٍ سريالي ِّ الملامح ِ مرتعبة ً.
خُيـِّل َ لي أنــِّي رأيتُ التوأم الأسطوريّ الأول في ملفاتِ التاريخ:
قايين وهابيال .
هابيل يقطفُ البنفسجَ منَ الحقل ِويضفرُ الأغصان فيما يُشبهُ الأكاليل, وهو يغرّدُ كطيور ٍ كثيرة,
وإذا بالتوأم ِ المشطور عن ذات ِ البويضة الأصليّة , يستعدُّ لتنفيذ خطتـِهِ الليليّة الجهنميّة:
يتسللُ من الخلفِ . بيدين ملطختين ِ بالوحل يقومُ على هابيل . يسيلُ الدمّ . تصرخُ الأرضُ. تتناسل اللعنة .
يهزَّ أكتافـَه ُ بقرف ٍ.
يلبسَ رداءَ أخيه المبلل بالدم . يمضي مختالا إلى أبويهِ .
يدعيّ أنّه هو هابيل ( المُدَلـَلّ ) وأنَّ ذئبـًا جائعًا افترسَ أخاهُ.
يحيا على أنّهُ هابيل.
كلّ صباح, يذهبُ إلى الحقل, بقناع ٍ آخر.., لا أحد يرى..,
لا أحد يكترث .
يطمرُ الذنبَ , ويحيا.
...
..
.
أجرجرُ أطيافَ الخيبة ِ خلفي وأمضي إلى الحافلة فتسيرُ بي إلى كافيتيريا الجامعة.
في الركن المعتم ِ أجلسُ ..
تسرحُ قطعانَ خيالي..
يأتي نادل ٌ ما يوقظني من انفلات ِشرودي.
تدبُّ اللهفة في عروقي..
يسألني عن اسمي.
يناولني قصاصة َورق ٍ وبعضَ الكتب ِ ويمضي.
ألمحُ صورة َ خالد على أحد الكتبِ.
أسارعُ بكشفِ المستور في الورقة:


لا تبحثي عنــّي.
لأنـّي أحبــّك ِ
لن تحاصرَك ِ اللعنة.


ببرود, انتزعُ عينيّ عن الأرض.
أرفعها نحوَ السماء.
أطلُّ على الغيوم الشريدة.
أقررُ:

صار محتومًا أن يقومَ البهلولُ بإسدالِ الستار ِ الأخير,
بيديه الملطختين ِ بوحل ِ العذاب,
على هذي المسرحيّة العبثيّة.

--- يتبع.



#ريتا_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنفسج الغربة- الباقة الثالثة --- البنفسجة الأولى
- بنفسجُ الغربة- الباقة الثانية - البنفسجة الثالثة
- بنفسجُ الغربة---
- رواية : بنفسجُ الغربة ---
- بنفسجُ الغربة--- البنفسجة الثالثة
- --- بَنَفْسَجُ الغُرْبَة --- البنفسجة الثانية:
- --- بَنَفْسَجُ الغُرْبَة ---* روَايَة ُ الإختِلال *
- ّ ّ ّ تداعيَات ّ ّ ّ
- هُدْنَة ...
- - أنا الأنثَى -
- من مزاميِر الغياب
- طائر الرّوح
- دهشة ُ اللحظة
- الغريب
- مِسْكُ الكلام:
- شَغَبُ الأسئلة
- سِفرُ القيامة
- سوناتا الندى
- لا أشبهُ أحدًا
- زنبقة ُ الوادي


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - بنفسجُ الغربة:الباقة الثالثة - زهرة ُ البنفسج ِ الثانية