أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - التدوير2















المزيد.....

التدوير2


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


الكشف عن التدوير في بعض القصائد من الشعر الحر:
قصيدة "الخوف" لـ أحمد المجاطي نموذجاً

هناك إشكالية ناتجة عن التوافق والتنسيق في الوزن حينما يسعى الشاعر إلى إيجاد فضاءات أخرى للإيقاع، يشترك فيها المكان[ الفضاء البصري الذي وفره الشاعر لكلماته] والزمان[الصوت الذي قد تـُلقى به قصيدته إلقاء كلياً أو جزئييا متقطعاً، كأن يقف الشاعر على كلمة معينة أويرددها إن كان شاعراً خـَطابياً جماهيرياً، يستمد سلطته من الجمهور،والإلقاء،
أكثر من استمدادها من الشعر ذاته، أوكان شاعراً يهمس بالكلمة همساً، ويخاطب الروح والذوق، ويستمد سلطته من إبداعه الصموت، وتأملاته أو من "مملكة الصمت"] وهذه الظاهرة مستمدة من الشعر الأوروبي، فهذا"غيوم آبولونير"[1] في قصيدته "لامندولين": القرنفل والخيزران، يعطي مساحة هامة لقصيدته في استغلاله للفضاء البصري فيصور كتابة وبالخط اليدوي " المندولين" الموسيقية، ونبات الخيزران والقرنفلات، لميله إلى استغلال شاعرية المكان، بعد أن استنفد الشعرُ سحر الإلقاء، الخ... وكذلك فـَعل في " الحمامة المطعونة والنافورة" إذ رسم الشاعر بكلماته في القصيدة ذاتها، الحمامة المذبوحة، والنافورة معاً.
إذن فالوضع الذي تصفف به كلمات القصيدة الحديثة بما فيها شعر التفعيلة، له موسيقاه وإيقاعه في المجال البصري؛ ومع ذلك، هناك إيقاعات معينة مرتبطة ببنيات صوتية[بحر الرجز،مثلا، وبنيات مكانية، طريقة التصفيف، في "مملكة الصمت" ] وهذا هو ما يجعل "التدوير" في حاجة إلى الكشف عنه أمام هذه الملابسات.

التدوير في قصيدة "الخوف":[2]
للمرحوم أحمد المعداوي [المجاطي]:
1-الكلِـْمةُ الصغيره [ بكسر الكاف وسكون اللام]

2 –تقالُ
3-أو تـُخط ّ ُ
4-قوق الماءْ
5- تمشي بها الرياحُ
6- أو تبثها الرمالُ
7–في الصحراءْ
8- تولدُ
9- أو تكونُ
10- أو تصوغــُها
11- مصادفات الصخبِ
12- والضوضاءْ
13- الكـِلمة الصغير ه
14- يسكبها الصباحْ
15- أوتهمي بها
16- الظهيره

17- ما بالها تكبرُ
18- في الهواءْ
19- تحجب وجه الشمس ِ؟
20- تلقي ظلها؟
21- تغمرني
22- بالرجع والأصداءْ
23- ما بالها؟

24- مملكتي مملكة الصمت ِ
25- اخسأوا
26- أمقتها كـَلـِمة ً [ فتح الكاف وكسراللام ]
27- قيلت لغير المدح ِ
28- والهجاء
1 –الكلمة الصغيره[ تفعيلتان من الرجز الأولىمستعلن: مقطوعة والثانية فعولن:مخبونة]= لاتدوير سنشير إل التدوير بالفاصلة داخل معقوقين[،]
2- متف[،]...ع /
3-... لن متفْ[،]ع... /
4-... لن فعلانْ/
5- مستفعلن متفـْ[،]ع... /
6-... لن متفعلن متفـْ[،]ع... /
7-... لن فعلانْ /
8- مسـْ[،] تع... /
9-... لن متفـْ[،]... ع /
10- لن متفعلن /
11- متفعلن مستفـْ[،ي ع... [حال سكون الخاء للضرورة] /
12-...لن فعلانْ /
13- الكلمة الصغيره[ بفتح الكاف وسكون اللام]: مستفعلن فعولن/
14- مستعلن فعو[،]... /
15-لن مستفعلن[،] ظْ... /
16-...ظـَ فعولن[ ظهيره] /
17- مستفعلن مسـْ[،] تع.../
18-...لن فعولْ /
19- مستعلن مستفـْ[، ]ع .../
20- ...لن مستفعلن /
21- مفتعلن /
22- مستفعلن فعلان /
23- مستفعلن /
24- مفتعلن مفتعلن مسـْ[،] تـ... /
25- ...فـْعلن/
26- مستعلن متعلن[بفتح الكاف وكسر اللام من"كلمة"]
27- مستفعلن مستفـْ[،]... ع
28-

ومهما يكن؛ فيمكن استنتاج وقوع التدوير في عدة أماكن، لأن القصيدة بكونها تفعيلية، وحرة، في آن، و"كلمة" غيرعادية محفوفة بالمخاطر، فإنها، من هنا، تكتسب أهميتها، ودلالاتها العميقة.هذه الدلالة أزلية، ومقترنة بـ الإنسان، منذ بدء الخليقة، الإنسان وحده.وهنا: هو الشاعر الذي يلتزم بالمسئولية المتوارثة من جده الأول:الإنسان. مثل هذه الكثافة من الأفكار، في حاجة إلى فضاء أوسع، بدل كتابة القصيدة على الشكل التالي، إذا فرضنا أن هذه القصيدة لا تقرأ كما تكتب، بل كما ينطق بها الشعر العربي الكلاسيكي طالما هي تطور منحرف للشعر العمودي. تنتمي القصيدة في إيقاعها، وقوامها الصوتي إلى[ الرحز]، كما تقدم؛ وهو من البحور الصافية:

الكلمة الصغيرهْ
مستفعلن فعولن
تقال أوتحط فوق الماءْ
متفعلن متفعلن فعْلانْ
تمشي بها الرياح أوتبثها الرمال في الصحراءْ
مستفعلن متفعلن متفعلن متفعلن فعْلانْ
تولد أوتكون أو تصوغها مصادفات الصخبِ والضوضاءْ
مستعلن متفعلن متفعلن متفعلن مستفعلن فعْلانْ

الكلمة الصغيره
مستفعلن فعولن
يسكبها الصباح أوتهمي بها الظهيره
مستعلن متفعلن مستفعلن فعولن
ما بالها تكبر في الهواءْ
مستفعلن مستعلن فعولْ تحجب وجه الشمس ِ؟ تلقي ظلها؟ تغمرني بالرجع والأصداءْ
مستعلن مستفعلن مستفعلن مفتعلن مستفعلن فعْلانْ
ما بالها؟ مملكتي مملكة الصمت اخسأوا
مستفعلن مفتعلن مفتعلن مستفعلن
أمقتها كلمة قيلتْ لغير المدح والهجاءْ
مفتعلن متعلن مستفعلن مستفعلن فعول.
ملاحظة: لاتدوير في هذا التشكل الإيقاعي، عكس التقسيم السابق.
إذن؛ فالشاعر يدعونا إلى مملكة الصمت، والتأمل ويعزز دعوته بقوله: " اخسأوا " يقول لنا: كفاكم خطابة، أنتجوا أفكاراً وموسيقى مغايرة ، لأن الشاعر قد اكتوى بأوجاع كثافة الكلمة التي" تكبر في الهواء،تحجب وجه الشمس"فهي أكبرمن الأوزان الرتيبة ذات الإيقاعات المألوفة." المدح" و"الهجاء" وهما الإيقاعان اللذان يشغلان مساحة شاسعة في الشعر العربي الكلاسيكي.



إلى هذا الحد، استفاد الجاطي مبدعاً، وناقداً، وأكاديمياً، من الظواهر الشكلية لمعاصريه
من شعراء التفعيلة، واستوعب إلى حد كبير أهم الظواهر الفنية لقصيدة التفعيلة المرتبطة أصلاً بالقصيدة العمودية. لكن ثمة إشكالية ترتبط بالمصطلحين: " الشطر و"السطر الشعري " فهل ينتهي" الشطر" أو" السطر" نهايته في البيت العمودي المركب من صدر وعجز [المصراعين]؟ أكيد أن هناك امتداداً يختلف بين الطول والقصر، خاصة أن الإيقاع في أي لغة برتبط بالزمن أكثر بكثير من ارتباطه بالمكان.وهل يصح إطلاق" التدوير" إذن، على كل ماحدث؟ صورة كتابة القصيدة بالخط وتحليتها بالرسوم، قد لا يكون دائماً لغرض التمويه على القارئ بهذه الدعوى أوتلك، و لن يوهمنا ذلك، أن الإيقاع مجرد مكون شعري وهمي، إذ يمكن التماس الإيقاع عبر المستوي المكاني أيضاً. وإلى هنا يبقى الإيفاع ظاهرة فنية تفتـقر إلى كثير من الوضوح.وبالتالي: ماهي "القصيدة"؟ أليست سوى عالم منغلق على نفسه يتولد معناها من رنينها، لكن تآزر فنون متعددة فيها قد يولد معجزة ما، لم تكن تخطر على بال أحد؟ فالشاعر هنا عدو الإنشاد والحماسة المزيفة، والوصف الموضوعي، يبدأ رحلته الميتافيزيقة في "أفتتاح" بعنوان" الخوف"، إنها رحلة نحو "مملكة الصمت"، والأسرار...

هوامش:
1)Anthologie de la poésie française du XXe siècle
dePaul Claudel à René Char .Poésie/ Gallimard. p/p167,168
[2] "الفروسية" / أحمد المجاطي: افتتاح: "الخوف"ص/ص:9/10: منشورات المجلس القومي للثقافة العربية



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدوير
- مذكرات كلب غير عابئ ولامخدوع1
- النقود المزيفة
- العام ما قبل الأخير من إشراقات باهتة
- سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-
- أغنية أعلى البروج
- الكلب والقارورة..... ش.بودلير
- عيون الفقراء
- في الواحدة صباحاً...........بودلير
- المغريات أو إيروس، وبليتوس ، والمجد
- هل الإنسان مجرد وهم؟
- اقتراني بالكتابة من زواج سري إلى رباط لاانفصام له
- الفضاء الروائي في المغرب متعدد ويرتبط بالإنسان أصلاً
- النسيم
- الحياة السابقة
- النوافذ لشارل بودلير
- من الدروس التي تعلمناها من نازك الملائكة
- الحس التاريخي
- ثرثرة في حقبة الهزيمة 1
- نعم ...أثر أرسطو في المناطقة العرب


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - التدوير2