أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الإحسايني - سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-














المزيد.....

سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 11:28
المحور: الصحافة والاعلام
    



بناء رأي عام : تحليل ونقد
التلفزيون من أهم وسائل الاتصال الجماهيري بما هو مؤثر مباشر تأثيراً سريعا ًفي نفس وعقل المتلقي؛ ومن ثم، فهو وسيلة إعلامية في تشكيل رأي عام وبنائه، إذاما اتبع فيه طرق إعلامية مدروسة، مستقلة، تعتمد حرية رأي، أو تعدد آراء ومواقف، دونما فبركة موجهة خيوطها من خلف ستارٍ ما.
نتناول هنا، برنامج الاتجاه المعاكس باعتباره أنموذجاً للبرامج السباقة، والمتدرجة في سلم التحسيس الإعلامي وجس النبض في كثير من القضايا التي تشغل بال الرأي العام العربي الراهن، وهو أيضاً نموذج محتذىً من قبل قنوات فضائية عربية أخرى تنسج على منواله. هذا التحليل مشفوع بالنقد قبل الوصول إلى خلاصة عامة تحاول أن تعكس رأي كاتبه . الاتجاه المعاكس برنامج تللفزيوني أسبوعي [ على أنه يعاد بثه] يدير فيه النقاش د/ فيصل القاسم بين محاورين اثنين لهما رأيان مختلفان ومضادان،كلاهما يحاول الدفاع عن رأيه، إما بنقض رأي الخصم، وإما بإحضار حجج ملموسة: بيانات،صور، منشورات صحفية الخ... وإذا كان الرأي العام يتشكل من مواقف، أو ردود فعل لقسم هام من المجتمع الذي يواجه أحداثاً معينة من زاوية نظر المجتمع ذاته؛ فإن المتلقي بدوره يدخل في معمعة النقاش بطريقة غير مباشرة. وذلك عند صياغته في صمت، وجهة نظر عامة كوسيلة نظرية في الحكم حيادية، ومع ذلك فهي تختلف اختلافاً مع الرأي العام المتميز بالحركية، وتشكـــيل الضغوط. وهكذا تتكون الخطوة الأولى في الاستبيانة، قبل أن يفاجئ المذيع أحد الخصمين المعاند، والمشاهدين الذين يعلم أغلبهم مقدماً بالحدس، نتائج التصويت... أما أحد الخصمين،فيلتزم *بالصمت. وهذا يشكل ضغطاً على المخالف للرأي الآخر في حين يتصاعد الرأي الغالب بالرغم من خروج أحد الأطراف عن قانون اللعبة.
لماذا إذن، هذا الحكم في الا ستفتاء يؤرجح الكفة في وجهة نظر عامة مرتبطة بحكم: " نعم" أو"لا"؟ لأن وجهة النطر لاتشكل أي ضغط نطراً لعدم حركيتها، عكس الرأي العام الذي يحمل معه ضغوطاً معينة وملموسة. ولكن البرنامج يحاول تعديل أوتغيير الرأي العــام عن طريق المواجـــهة الثنائية وحدها لصالح وسيلة إعلامية مستقلة إلى حد ما، وتتمتع بسمعة لدى الرأي العام العربي والغربي معاً. فإلى أي حد، نجحت الجزيرة في ذلك؟ فاقت الجزيرة باعتبارها وسيلة إعلامية في نجاحها القنوات الغربية في استقاء الأحداث ميدانياً من بؤرتها. فهذه المؤسسة الإعلامية تتمم أنشطتها الإعلامية من خلال تفسير الحدث والتعبير عنه برأي مستقل إلى حد ما؛ وإن كانت تتقي وتتجنب بعض الإحراج الذي تمليه الإكراهات السائدة في الطقوس والأخلاقيات السائدة في الأنظمة العربية الشائخة. ومع ذلك، يصعب تفسير الرأي العام العربي وتكوّنه بهذه السهولة أو تلك. هناك معطيات تستقى من البنيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تشكل الرأي العام المشار إليه، وتحيط به، لاينبغي تجاهلها لما تشكل من قوة ترتبط به، ويفرض انماطاً من السلوك يجبر أفراد المجتمع على اتباعها للا نسجام مع محيطهم. و يكتنف الأطراف المتصارعة في حمأة النقاش، ادعاء في ثنائية الجدل الذي لا يحمل إلا الأطروحة ونقيضها، كأنما النتيجة معروفة مقدماً. فماذا يستفيد المتلقي إذن في نقاش ساخن يخرج أحياناً عن النقاش المألوف إلى التنابز والمهاترات؟
يبقى بناء رأي عام مهمة صعبة؛ فطائفة كبيرة من الجمهور العربي قد تعتقد أن مايسود في مثل هذه المناقشات الثنائية، وتدخـّل المذيع أحياناً للتخفيف من حد التنازع مؤيد من القسم الأكبر من الجمهورلا تجاه يتبناه "الاتجاه المعاكس". وهنا نتخيل شبح الأغلبية الصامتة الذي يتابع البرامج عن كثب، كما نتخيل مدى التأثير غير المباشر لهذه الأغلبية. غير أن تكرار البرنامج حول الموضوع المناقش يهدف في مضمنه إلى التأثير على المتلقي مستقبلاً مهما كان رفضه . ومن ثم ، نرى ردة فعل مكتوبة ومنشورة عن الدكتور فيصل القاسم الذي يتقبلها هو الآخر، بروح رياضية سمحة. ولكن، ألا يؤدي هذا إلى التقليل من الفرص السانحة لأن يكـّون المتلقي لنفسه رأياً خاصاً ومستقلاً بعيداً عن أفكارواتجاهات إعلامية مؤثرة في الرأي العام؟ وكيف يعرّف المتلقي برأيه الذي يشكل إحدى زوايا هويته؟
لا مخرج من هذا المأزق سوى أن يبدي المتلقي رأيه بهذه الكيفية أوبتلك، عن طريق قنوات الاتصال أو بالحضور الملموس. وهذا أفضل من ركونه إلى الصمت، نحو عدم الانتماء. وما الجدوى من ذلك إذا لم يشعر الفرد المتلقي أنه ينتمي إلى الجماعة، وأنه محمي بقوانين تعطيه ضمانة إبداء رأيه والتعبير عنه كيفما شاء؟
*كاتب وصحافي من المغر



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية أعلى البروج
- الكلب والقارورة..... ش.بودلير
- عيون الفقراء
- في الواحدة صباحاً...........بودلير
- المغريات أو إيروس، وبليتوس ، والمجد
- هل الإنسان مجرد وهم؟
- اقتراني بالكتابة من زواج سري إلى رباط لاانفصام له
- الفضاء الروائي في المغرب متعدد ويرتبط بالإنسان أصلاً
- النسيم
- الحياة السابقة
- النوافذ لشارل بودلير
- من الدروس التي تعلمناها من نازك الملائكة
- الحس التاريخي
- ثرثرة في حقبة الهزيمة 1
- نعم ...أثر أرسطو في المناطقة العرب
- دليل رحلة رامبو
- إطلاق النار والمقبرة
- جواد أصيل شعر. لبودلير
- قنديل الليل وحديث الصم في سفر القطيعة
- سقوط هالة المجد


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الإحسايني - سوسيلوجيا المناقشات في برنامج: -الاتجاه المعاكس-