ارفعوا أيديكم عن الكاتب التقدمي عمر حلمي الغول.......!!!

طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 11:06
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

لم يرض لقلمه إن يقف على رصيف الوطن ، أو في قارعة الطريق .. وهو الكاتب التقدمي والمناضل اليساري ، رفيق جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والشهيدين الرفيقين أبو على مصطفى وجيفارا غزة ... لم يقل " حط الرأس بين الرؤوس وقول يا قطاع الرؤوس " ... وهو ابن فلسطين الثورة في مواقع المنافي والشتات المختلفة حتى هنا في غزة ... لم يرفع شعار القرود " لا أرى ، لا اسمع، لا أتكلم " ... وهو الملتزم بقضايا شعبه في الحرية والاستقلال والعودة... وكان وما زال يؤمن بما قاله المناضل الشهيد غسان كنفاني ، الإنسان موقف ، وقضية.

عمر حلمي الغول لم يصفق لحاكم أو وزير ... انساب قلمه بجرأة ، وبشجاعة نقدا لكل ظلم ، وفساد مارسته الحكومات السابقة ، ومليشياتها المسلحة ، وارتفع صوت قلمه عاليا ليملأ الدنيا الإعلامية ، في فضح الفساد السياسي ، والادارى ، والمالي ، وكل الفاسدين الذين يمتصون خير الوطن ، ويتلاعبون في مصيره ، في الوقت الذي صمتت فيه بعض الأقلام بحثا عن الدفء والسكينة وتجنبا لإثارة المشاكل والمتاعب لها .

واستمر الغول يوجه سهامه النقدية للانقلاب العسكري على الشرعية الفلسطينية ، وحكومة الوحدة الوطنية ، وتقسيم الوطن والشعب والقضية ، ولكل الممارسات التي اشتم منها امتهان لكرامة الفلسطيني ، وحقه في التعبير عن رأيه ، ورافعا شعار لا لكاتم الصوت ، ومناديا بحرية الصحافة ، كما دافع عن حرية ودور المرأة الفلسطينية ، وارتفع قلمه عاليا ليؤكد في " سؤال اليوم " في صحيفة الحياة الجديدة ، أهمية الوحدة الوطنية ، وتمتين الجبهة الداخلية ، ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال ، ولم تنحرف بوصلته في كافة مقالاته عن العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني ، كما لم يسلم قلمه من نقد لرفاقه في قوى اليسار الفلسطيني ، وضعف دوره في هذه المرحلة .

عمر حلمي الغول ، هذا الكاتب التقدمي الذي نادي للخروج من الأزمة بالعودة إلى حضن الشعب ، صاحب السلطة الحقيقية ، وطالب بإجراء انتخابات رئاسيةوتشريعية ، وللمجلس الوطني الفلسطيني ، وبمشاركة كل ألوان الطيف السياسي على قاعدة التمثيل النسبي كمخرج من الأزمة ، وبضرورة الالتزام باتفاقية القاهرة ، وبتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وحاضنة مشروعه الوطني ،والمحافظة على كيانية وهوية الفلسطيني في مواقع الشتات والمنافي ، كما رفض إخراج حركة حماس من النظام السياسي الفلسطيني ، وبضرورة احترامها أسس وقواعد هذا النظام.

عمر الغول الكاتب الذي رصد وحلل بيانات القيادة الوطنية الموحدة في انتفاضة 1987 في كتابه " الانتفاضة ثورة كانون : انجازات.. وآفاق " ، وسلط الضوء على تجربة الشيوعيين الفلسطينيين في كتابه "عصبة التحرر الوطني " ، ولم ينس جريمة محاولة اختطاف الرفيق جورج حبش في كتابه " رجل يهز فرنسا " وبهذا لم يكن متطفلا على الحركة الوطنية الفلسطينية ، ولم يكن مستوطنا من جنوب إفريقيا ، بل من نبع الحركة الوطنية ، مناضلا ، وسياسيا ، ومفكرا ، ومبدعا أيضا.

وإذا كان عمر الغول الكاتب والصحفي يختلف معكم في برنامج التغيير والإصلاح السياسي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والديمقراطي ، ويوجه سهامه لكم نقدا لانقلابكم على الشرعيات الفلسطينية ، ولممارساتكم وتعرضكم المهين لخصومكم السياسيين ، فهذا ليس مبررا لاعتقاله ، وتحويله لمراكز الاعتقال والشبح . وإذا السجن لا يبنى على سجين ، أفلا يحرجكم موقفكم هذا عند الإفراج عنه ، حين يصرخ في وجوهكم ، وأمام عدسات التلفزة والفضائيات ، ويفضح ممارساتكم غير الإنسانية بحقه ، وبحق المناضلين الذين يقبعون في مراكز الاعتقال المختلفة ؟؟ ألستم معي أن اعتقاله هو اهانة لكل مناضلي الشعب الفلسطيني ، ولكم أيضا.

لقد مضى على اعتقاله ثلاثون يوما دون توجيه اى تهمة له ، ويصبح بهذا اعتقاله غير مبرر لأهله ، ولرفاقه ، ولشعبه ، فارفعوا أيديكم عنه ، وعن كل المناضلين والمعتقلين السياسيين ، ولتبادروا في تحمل مسؤولياتكم ، والبدء بإخراج شعبنا من أزمته الكارثية عبر تهيئة الأجواء الداخلية لحوار وطني شامل على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني ، يبدأ بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين في غزة والضفة الغربية ، ووقف الملاحقات ، والحملات الإعلامية ، والتحريض المتبادل ، وتقديم كل ما يسهل لتحقيق المصالحة الوطنية ، التي نحن بحاجة إليها جميعا لمواجهة العدوان المتواصل على شعبنا ، فهل هذا ممكن حدوثه؟؟؟

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل