أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - طلعت الصفدى - لا لنقابات السلطان














المزيد.....

لا لنقابات السلطان


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 02:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


كتل بشرية .. آدمية.. فوضى ومزاحمة . حدود وقيود .. إصرار على العمل . وانتزاع لقمة العيش من أنياب الزمن .. المغموسة بالعرق والدماء . فالعمل هو الذي حول القرد إلى إنسان كما يقول الفيلسوف فريدريك أنجلس ، طوابير عمالية غير منظمة رثة متفرقة .ملبين نداء العمل إن وجد برجفة .مقبوضة وجوههم ، سمراء مغبرة مالحة ، فعضلاتهم لا تزال منهكة .، ولا خيار سوى النهوض قبل الآذان ، يعرضون بضاعتهم لمن يشترى عربيا أو يهوديا لا يهم ، فلا مشترى لعمال المناطق المحتلة ، فالصهيونيين استوردوا الآف العمال من سيرلانكا والفلبين ومن جنسيات لا تتكلم اللغة العربية ، ليزاحموا عمالنا . أين هو المشترى لنتراكض نحوه وحتى لنتقاتل لا يهم .، فناب الجوع وأظافره تغرس بشراهة في اللحم الآدمي . وأفواه بشرية تزحف وتمشى وتنتظر من ينقط في حلقها . لا بد من طعام لكل فم .، وتسمع من بعيد من يردد " لم يمت أحدا من الجوع " فهل من مات من الجوع يملك فضائية ليعلن الخبر العاجل ، عن سبب حتفه بالجوع أو بالسكتة القلبية أو بالفلتان الذي يقبض الروح من كثر الحرقة والزعل على أبناء الوطن الذي يجرى ذبحهم بالمجان!!!

الزمان والمكان يتجاهلهم ، يدير لهم ظهره ، يتركهم ضحايا لكل الذين تكرشت بطونهم ، وتلغلغت رقابهم ، يملكون كل شيء ولا يعطون اى شيء . لا يعملون ولكنهم ينهبون ثمار عمل غيرهم . يملكون الخداع ويتفننون في استغلال العمال البسطاء ، يتحايلون على القانون ، فأين هي القوانين التي تحمى العمال ؟ لا سلطة تحميهم وترعاهم حتى في ظل الإغلاق وفقدان العمل في الداخل أو في الخارج ، ولا حكومة تشد الرحال إليهم ، فهم في نظرهم بضاعة كاسدة ، ولا نقابيون حقيقيون يدافعون عن مصالحهم وقوت يومهم ، لقد حولوهم إلى متسولين .

باسم محاربة الإرهاب يحرم الآلاف من عمالنا من العمل داخل الخط الأحمر ، محرومون من بطاقات العمل الممغنطة والتصاريح الخاصة ، والمشاغبون والرافضون للاحتلال ممنوعون من الدخول والخروج ، حتى أولئك الذين نالهم الحظ وسمحت لهم الظروف بالعمل يقعون تحت سياط قوانين الجلاد ، شروط يحددها رب العمل الرأسمالي الصهيوني ، والشرطي الصهيوني والسمسار الصهيوني ، استغلال أبشع من الاستغلال ، يتحول العامل المحظوظ إلى خرقة ، ممسحة ، ويجرى مسخ وجهه الادمى وجسمه البشرى ، فالسياط ذهابا وإيابا على أجسادهم والأطفال, ومحاولات مبرمجة لإذلالهم ، وتعرضهم للملاحقة والقتل والاعتقالات والمحاكمات لأنهم يتحدون الحصار للبحث عن سوق العمل داخل الخط الأحمر ، ومع محاولاتهم تحطيم متواصل للاقتصاد الفلسطيني عبر الحصار ، والعقاب الجماعي وامتهان كرامة العامل الفلسطيني ، وسرقة حقوقهم والتحايل عليهم .

أمام هذا الواقع الماساوى والمرير الذي تتعرض له الطبقة العاملة الفلسطينية ، أين هي النقابات العمالية؟ ما دورها ؟ هل تحولت إلى نقابات للسلطان ، أو نقابات وهمية ، دكاكين واجتماعات ولقاءات في مناسبات ؟ هل يبادر النقابيون الحقيقيون ذوى التجربة الكفاحية والخبرة النقابية ، والمتسلحون بالوعي السياسي والنقابي بالعمل على توحيد الحركة النقابية المتشرذمة والمهلهلة ، وشد حيلها لتدافع عن مصالحها الاقتصادية والسياسية ؟ إذ لا معنى لوجود ثلاث أطر نقابية كل يدعى انه يمثل الطبقة العاملة : الأمانة العامة ، اتحاد نقابات عمال فلسطين ، ثم اللجان العمالية المستقلة . إن من الضروري المبادرة بتطوير النقابات العمالية وتنشيطها ، وتوسيع قاعدتها العمالية ، وتنظيم العمال في جميع المهن والحرف ، والبعد عن طرائق العمل البيروقراطي القاتل ، والمعيق لروح وفكرة هدف العمل النقابي وإحلال أسلوب العمل الديمقراطي بدلا منه ، والتوجه لانتخابات نقابية محترمة .

إن العمال هم أول ضحايا الاحتلال الصهيوني ، وأول من يدفع ضريبة الفلتان الأمني والفوضى ، وأول الخاسرين لفرص العمل ، وهم يشكلون الغالبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني . لقد كانوا القوة المحركة الأساسية للنضال الوطني والكفاحي البطولي في الانتفاضة الأولى ، أين دورهم الجماعي اليوم في المعركة الوطنية ؟ وفى لجم كافة الزعرنات ، ولماذا دورهم باهتا ؟ هل بسبب تحول بعضا من قياداتهم العمالية إلى موظفين مما أفقدهم الحماس والانتماء الحقيقي للعمل النقابي ؟ أم تحول البعض منهم تحت ضغط الحياة ، ولقمة الخبز الناشفة إلى الانسحاب والانكفاء على الذات ؟أو الانخراط في أعمال أخرى والالتحاق بمليشيات تنهش الوطن والمواطن ، أم بسبب العجز عن خلق قيادات شبابية ودماء جديدة للحركة النقابية الفلسطينية ؟ هل من الممكن أن يعود دورهم المتقدم في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني والنقابي الذي يتهدده الضياع والضباع .



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعا عنهم... بل دفاعا عن حرية العبادة...!!!
- ترجل الفارس.. وبقى شامخا !!! شاهد على محطات ذات معنى ، ومغزى ...
- الى الطغاة الجدد فى فلسطين... ومليشياتهم المسلحة..!!!
- أم يعقوب .. قائدة سرب النساء في غزة
- لا لتسييس دور العبادة... ومنابر المساجد!!!
- لا تحلموا... فدوام الحال من المحال...!!!!
- لكى لا يكون كلاما فى الهواء!!!
- غزة ، والوطن.. بين أنياب الكارثة !!!
- أمريكا هل تعلمنا الديمقراطية.. أم الارهاب ؟؟؟
- الاعلام الانقلابى بين التزوير ... والحقيقة !!!
- يا نساء الوطن ... اين كتائبكن المسلحة ؟؟؟
- واحد زائد اكبر من مئة !!!
- غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى
- غزة تسبح بدمها بين أنياب... الخطوة الاضطرارية !!!
- لن نغفر .. ولن ننسى.. همجيتكم ؟؟؟
- أنا مين... وهم مين
- خطط بوشارون .. ونفذ البعض !!!
- رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى
- معبر رفح وشوق الأهل ... الفتوى وتجارة السجائر
- أيها الفاسدون والانقلابيون... عليكم أولا الاعتذار لشعبكم !!!


المزيد.....




- ميزانية الولايات المتحدة لعام 2026: بين التقشف الداخلي والتو ...
- أنباء عن زيادة رواتب المتقاعدين لشهر مايو 2025 في العراق..هل ...
- عاجل صرف راتب التقاعد في العراق لشهر مايو 2025 بهذا الموعد و ...
- May Day 2025: The Struggle Continues
- ماسك: بعض الموظفين الحكوميين ينظمون حفلات على حساب دافعي الض ...
- مظاهرات ببلدان مختلفة في -يوم العمال العالمي-.. إليك ما احتج ...
- أمام سفارة كييف المغلقة في موسكو.. مسيرة تأبينية لضحايا مجزر ...
- مظاهرات حاشدة احتفالا بعيد العمال في عدد من عواصم العالم
- إجازة عيد الأضحى 2025.. أطول عطلة رسمية مدفوعة الأجر لجميع ا ...
- كيفية الاستعلام عن رواتب المتقاعدين في العراق يونيو 2025.. ر ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - طلعت الصفدى - لا لنقابات السلطان