خطط بوشارون .. ونفذ البعض !!!

طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:19
المحور: القضية الفلسطينية
    

من قال أننا في القرن الواحد والعشرين ؟ نحن في زمن وحيد القرن الامريكى .. القطب الأوحد سيء السمعة والصيت ، صاحب نظرية العولمة الاستبدادية ، والمتوحشة ، وشطب تاريخ الشعوب ، زمن العجائب والغرائب حل وهل .. زمن تمضغ غربان الزرع الماء كالقات ..وفى هذا الزمن يجبرونك بقوة السلاح أن تقفز على راسك وتتحول لبهلوان وخادم .. تدوس على مشاعرك وأحاسيسك الباطنية والعقلية .. تعطل حواسك الآدمية والتقنية .. العين ما عادت ترى بشاعة ما ترى !! والأذن الصماء تخجل أن تستمع لادعاءاتكم وتضليلكم وتحريضاتكم الكاذبة .. لقد فقد الدماغ مركز الوعي والإدراك .. بعد أن تحولت الأجساد الندية في العراق وأفغانستان .. في لبنان وفلسطين لنفط ونقد ودماء وقواعد عسكرية .
السوق المحلى والاقليمى والدولي شاهد مشفش حاجة... فالكبار يجهزون خشبة المسرح والمسرحية والشهود .. المؤلف والمنتج والمخرج والممثل ، وحتى المتفرج يصفق بسادية لكل سكين تغرس في كبد طفل يبحث عن الحقيقة .. ويهلل طربا ويصفق برجليه لكل رصاصة تفجر دماغ مناضل يبحث عن وطن وحرية وتقرير المصير ... فالمسرحية الخالية من الدم والاغتصاب والجنس والمخدرات وتجار السلاح لا تحصل على جائزة الأوسكار الأمريكية . ... انتبهوا ...انتبهوا .. الفوضى الخلاقة .. الفوضى البناءة.. تنهش لحم أبناء غزة بأنيابها المسمومة .. وخطة بوشارون الانسحاب من طرف واحد لم تكن عبثا... إنها إستراتيجية وتكتيك . خطة وهدف ووسائل يتم تنفيذها.. ولكن هل بسواعدنا .. بأقلامنا .. بإعلامنا... بأسلحتنا .. بوعينا ...نحولها من حبر على ورق إلى واقع ومأساة .. وإذا كانت قد حققت أهدافها في بغداد الرشيد . وأفغانستان كابول . هل ينجح البعض في تحقيق أهدافها في بيروت وفى فلسطين . وهل نتطوع بتنفيذ خطط الإدارة الأمريكية – الصهيونية ؟ وإذا كنا غير محصنين ضد الحريم .. فهل نكون محصنين ضد السياسة .. وهل بالضرورة أن تلد الناقة العرجاء قعودا أعرج !!!!
لا تهربوا من الحقيقة .. لا تضعوا رؤوسكم في صحراء الوهم . فمارتن اندك ، وهنري كيسنجر ، ودنس روس لا يلعبون الكوتشينة ، إلا إذا أرادوا إعادة تقسيم العالم لمراكز نفوذ وقواعد عسكرية وتصنيف الشعوب لمتحضر وارهابى .. . إن مراكز أبحاثهم تخطط وتعمل أربع وعشرين ساعة في الساعة ، والمصيدة قد أعدت بدقة تنتظر الفريسة والطريدة .. من هو سيء الحظ ؟ هل هو الشعب الفلسطيني ولماذا ؟ وهل وقعنا في الفخ الامريكى – الصهيوني بحكم العادة .. بقوة المصلحة الفئوية والخاصة .. بالإيديولوجية الصنمية .. أم بلعبة البحث عن المصالح وتجارة الجملة في سوق الفوضى والسلاح والتهريب .. بوش ورايس والمرت ينتظرون المولود المشوه حين يحين الحين ، ويتلاءم الذاتي مع الموضوعي.، فهل إمارة غزة على الطريق ؟ وإلا فلماذا الانقلاب على الشرعية الفلسطينية ، وحكومة الوحدة الوطنية التي ترأستموها ، والتنصل من اتفاق مكة !! وهذا التكالب على الحكم والتمسك بأساليب القهر ضد المواطنين ؟
هل تصدقون أن شارون قد تحول من ذئب إلى حمل !! فهذه من عجائب الدنيا التسع .. كان يسعى وخليفته اولمرت بخطته الانسحاب الاحادى الجانب من غزة دون شريك فلسطيني ، إلى عرقلة مسيرة السلام المزعومة ، ومواجهة أي تحرك دولي ، والالتفاف على قرارات الشرعية الدولية ، وقطع الطريق على مبادرة السلام العربية ، وتحسين صورة إسرائيل عالميا بعد عمليات الإبادة والقتل الجماعي والحصار، ومحكمة لاهاي الدولية ، والاستيلاء على الاراضى في الضفة الفلسطينية وتهويد القدس ، واستمرار بناء جدار الفصل العنصري ، والتخلص من مسؤوليته المباشرة وغير المباشرة عن الشعب الفلسطيني كونه قوة احتلال ، ثم ليس أخيرا دعهم في غزة يتقاتلون ويتصارعون . ويتقاسمون سلطة محكومة بالختم الصهيوني ، واحتفظ بمفاتيح الدخول والخروج من والى غزة ، وانتظر قليلا حتى يقضى أحدهم على الآخر ، ثم لنجهز عليه ، فالفسطينى الميت هو الفلسطيني الطيب . كيف نثبت للعالم أن الفلسطينيين غير جديرين بدولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل الديمقراطية !!! ، أنهم يحتاجون للوصاية ، لم يصلوا بعد لسن الرشد ، إنهم بحاجة لمن يمسك آذانهم ويدلهم على طريق الديمقراطية الأمريكية . ألا تدركون بعد أن الاحتلال الصهيوني لا يمكن أن يعيش في هذه المنطقة الحيوية من العالم إلا على الجثث والخراب والدمار والتآمر والإرهاب .
الفوضى البناءة هي تدمير أولا ثم بناء على الطريقة الأمريكية ، تحبها تحبك .. إنها هدم للجميع ، والفوضى تصب أخيرا في الخزان الامريكى - الاسرائيلى .. هللتم وطبلتم لهذا الانسحاب المزعوم ، ونسيتم أنه إعادة الانتشار وتساوقتم معه تضللون الجماهير ، وتدعون أنكم انتصرتم . انتصرتم على أنفسكم .. وهزمتم أنفسكم .. ونجحتم في تنفيذ الفوضى البناءة وخطة شارون في انقضاضكم على بعضكم .. وأسلتم دماء الوطن ، وفصلتم غزة الصامدة الباسلة عن الضفة الفلسطينية وأهل غزة عن الأهل في الضفة ، لقد ألحقتم العار بغزة ، وبالشعب الفلسطيني ، فأنتم الأداة التي كان بوشارون يبحث عنها للفوضى البناءة ، فهذا هو الوضع الأمثل والأكثر راحة لإسرائيل .
هل يمكن أعادة رأس غزة للوطن .. .وقطار الوطن لسكة الوحدة الوطنية الحقيقية ، ووثيقة الاستقلال ، والوفاق الوطني ، واتفاقية القاهرة ، والتراجع عن فرض الوقائع بقوة السلاح ، لإفشال مشروع الفوضى الخلاقة وإعادة الاعتبار للقضية الوطنية كقضية تحرر وطني ؟ . أعيدوا رأس غزة لأهلها .. غزة ليست رقيقا . ولا سمسارا.. غزة هاشم بن عبد مناف ، والإمام الشافعي تاريخ وحضارة عربية وإسلامية ، وإنسانية ، توقفوا عن بيعها في سوق النخاسة ، غزة ليست للبيع أو المبادلة أو المقايضة ، ليست سلعة لمن يدفع أكثر.. غزة ستبقى لشعبها وأهلها ولوطنها ...ولن يسمح أهل غزة بانتزاعها من الوطن والشعب والقضية ، فتراجعوا عن اجتياحكم لغزة حتى يتم التفاهم بين أهلها لمواجهة خطر بوش - شارون والفوضى الخلاقة .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل