أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى















المزيد.....

رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 1996 - 2007 / 8 / 3 - 03:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


رفح حارسة الحدود الجنوبية .. تنتصبين بين أحضان الصحراء وتراب الوطن . .. شامخة كأرض الجدود ..تراقبين أبناءك القادمين والمغادرين .. تودعين أبناءك بابتسامتك.. ليس للزنازين كما ينشد شاعر الثورة الفلسطينية التقدمي معين بسيسو ، بل إلى ساحات الغربة والهجرة ليبحثوا عن علم أو عمل أو شفاء من مرض ، أو لزواج محكوم بالقسر ، ما أصعب الغربة عن الوطن والأهل ؟ ما أصعبك على القلب يا يوم السفر .. تبقين صاحية متيقظة خوفا من لصوص الليل ومهربي العصر .. وتستقبلينهم بعد غربتهم بالورود المتلفعة بسمائك .. أو ملفوفين بعلم العزة والشرف .... العلم الفلسطيني .. بعد أن فاضت أرواحهم في بلاد غير بلادنا ..لا تفرحي .. ولا تبكي .. صامتة .. تفكرين في مصير الوطن منذ الأزل .. لا تتفاءلي.. لا تتشاءمي .. فأنت متشائلة ككاتبنا التقدمي إميل حبيبي ..... رفح القرية ، المدينة التي اسماها في عصور التاريخ الأشوريون " رفيحو " ، ونادها اليونانيون والرومانيون " رافيا " .. لكنها لم تغير جلدها أو اسمها العربي الأصيل " رفح " … لماذا قسمتم رفح المصرية .. ورفح الفلسطينية ؟ هل قسمها المحتل أم بسبب تقاتل الأخوة والأشقاء السابقين .. كما نتقاتل نحن اليوم ، وتقسم غزة إلى غزة .. وغزة إلى الضفة الغربية ؟؟؟ !!! هل نتصارع على ميراث الجدود ؟ هل نجحنا في تعلم القسمة ولم نتعلم الجمع بعد؟؟؟
آلاف المواطنين عالقون على المعبر في رفح ؟؟؟ هل نحن فعلا سلطة سيدة على نفسها ، والاحتلال الاسرائيلى يسرح ويمرح في كل أرجاء الوطن بطوله وعرضه ، بحرا وجوا وأرضا ؟!!! هل لا نخضع لاى سلطة أخرى داخل الوطن وخارجه ؟؟ إن السلطة ذات السيادة هي التي تمتلك القيادة في داخل الوطن ، ويقوم الأفراد والجماعات على إطاعتها، والسيادة لا تعنى أننا يجب أن لا نأخذ بالاعتبار حقوق المواطنين الطبيعية ، وتطلعات الفئات الاجتماعية والسياسية ، وأن لا نتنكر للالتزامات الدولية ، وأن نهرب من مراعاة المبادئ التي نصت عليها المواثيق الدولية ، إن السلطة هي القدرة الشرعية التي يعترف بشرعيتها الأشخاص الخاضعون لها فهل جميع الشعب الفلسطيني يعترف بشرعية الانقلاب العسكري ؟ لا سلطة خارج المجتمع .. ولا مجتمع بدون سلطة ..!! عن أي سيادة تتحدثون عن السيادة الداخلية التي تعطلت مؤسساتها الشرعية بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية مرورا بالمجلس التشريعي وانتهاء بالحكومتين ، وهذا الانقلاب العسكري القائم ، واحتلال كافة مواقع السلطة الشرعية الهشة ، وممارسة كل إشكال القمع الوحشي الطبقي والاجتماعي والايديولوجى بحق المواطنين ، أم تتحدثون عن سيادة خارجية وانتم كلكم تقبعون في السجن الكبير ، وتقعون تحت مرمى قذائف الاحتلال الاسرائيلى المتواصلة ، وتطالبون معه بهدنة لعشرات السنين … اقتتال على سيادة وهمية في عقولكم وخيالكم ، ألا يحرك إحساسكم عدد الضحايا والمواليد الذين يتزايدون كل صباح ،وبعضهم دون شهادات للوفاة أو شهادات للميلاد ، والآلاف المشردون في شوارع العريش وأزقتها ذات الخمسة نجوم في البؤس والضياع ، ولماذا سابقا سمحتم لحجاج بيت الله أن يعودوا عبر معبر غير رفح ؟!!!وإذا كان البعض يخشى على مناضليه المطلوبين للاحتلال وهذا حق مشروع ، فان السماح لغير المطلوبين بالعبور أمر يخفف المعاناة للآلاف من المواطنين ، ويجرى لاحقا البحث عن حل لهذه المعضلة .
لماذا يا رفح الخلود.. السكوت .. الصمت.. ألا تدركين بعد طول السنين أن الصمت موت ... اصرخي بأعلى صوتك .. ولا تدعى أحدا يزايد على تاريخك .. فأنت قبلهم .. وأنت بعدهم .. وكفى تلاعبا بمصير الآلاف من أبنائنا .. من دمنا.. لحمنا.. عظامنا.. أهلنا.. ربعنا.... شعبنا.... وهل هانت عليهم العشرة .. والعشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام.. ..لا تأخذونا دروعا بشرية لسياساتكم .. وواجبكم أن تدافعوا عن حقنا الانسانى في العودة إلى الوطن .. .. أهلنا في الغربة يتزاحمون .. يتراكضون . من سيارة إلى سيارة .. ومن مكان بعيد إلى مكان أقرب إليك يا رفح .. يستمعون لكل إذاعات العالم وفضائيات الكون .. ويقرءون كل صحف التاريخ بكل اللغات العربية والعبرية والمصرية والأوربية .. وجوالاتهم لا تعرف النوم والراحة .. ترن .. وترن .. ولكن دون جدوى .. علهم يستمعون لخبر . لوصية . لريح تحمل رائحة الوطن .. غزة التي أرهقها الصراع والاقتتال .. وبسط سيطرته عليها .. لا يهم ما سيحدث لنا . لنموت في أرضنا بين أبنائنا الشهداء فأداة القمع متواصلة رغم الهدوء على سطحك يا غزة .. لنشاهد ما ارتكبتموه من تحطيم للنصب التذكاري للجندي المجهول . ولا يهمنا أن تعرضنا لسياط الجلاد.. للمحتل الجديد .. لنذهب لزنازينهم . حتى نكتشف أيهما ارحم زنازينهم أم زنازين الاحتلال .. أعيدونا إلى غزة . اسمحوا لنا بالعبور .. سلمت يداك وقدماك أيها الجندي المصري عابر العبور لقناة السويس عام 1973 .. هل تستطيع أن تحملنا إلى ارض الوطن ... فأنت الشقيق الأكبر ، أعيدونا لغزة قبل أن يمر أربعون الشهداء ، لنترحم عليهم . نحن المرضى.. العجائز.. الأطفال... الحوامل.. المواليد.. نتكدس فو ق بعضنا في العراء .. مع القوارض والزواحف الإنسانية .. لا تتحملنا أمنا الأرض .. تئن من وجعنا.. لديها الرغبة في أخذنا بالأحضان إلى قاعها السحيق .. أنت أيتها الأخت الحامل .. ماذا تنوين أن تسمى مولودك الجديد.. لا مساومة .. وأنت من وضعت مولودك توا .. نعم للمقاومة .. وأنت أيها العجوز الطاعن في السن ولا يأخذهم بك رحمة أو شفقة .. لا للمزايدات .. وأنت أيها المريض .. لا للمتاجرة بمعاناة الناس وشقائهم .. ماذا تبقى لنا وماذا تبقى لكم .. ؟؟ كفى استخداما لحجج السيادة الأكذوبة، والسياسة والمتاجرة يهما … اخرجوا فورا من معبر رفح .. ودعوا الأخوة المصريون ليأخذوا دورهم بعيدا عن المليشيات غير الشرعية ، وأفسحوا المجال للسلطة الشرعية أن تأخذ دورها فهي التي عقدت اتفاقية المعبر ، وليعد المراقبون الدوليون للإشراف عليه ليتسنى للثمانية آلاف بالعودة .. قبل أن يتفجر الوضع وينفجر… فلإنسان الفلسطيني هو أثمن ما يملكه الوطن.




#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معبر رفح وشوق الأهل ... الفتوى وتجارة السجائر
- أيها الفاسدون والانقلابيون... عليكم أولا الاعتذار لشعبكم !!!
- غزة تتعرى بكفن الفوضى ... والاهمال
- من الرحيل القسرى ... إلى الموت في الوطن !!!!!
- ألهاكم التكاثر... فأضعتم بوصلة الوطن .... !!!!


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى