|
ترجل الفارس.. وبقى شامخا !!! شاهد على محطات ذات معنى ، ومغزى في حياة القائد الكبير حيدر عبد الشافي
طلعت الصفدى
الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 09:48
المحور:
القضية الفلسطينية
7 يناير 1980 في مساء ذلك اليوم ، بينما كانت جمعية الهلال الأحمر بغزة ، والتي يترأسها الدكتور حيدر عبد الشافي ، تستعد للاحتفال بأسبوع الطفل الفلسطيني ، بمناسبة احتفال العالم بالسنة العالمية للطفل 1979 ، وبإقامة معرضا للوحات الفنية على شرف المناسبة ، وإثناء انشغال الجمعية بمشاركتها الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ، قامت فئة ، غير مسئولة من الظلاميين والخارجين على القانون ، بالتظاهر في منطقة بحر غزة ، هاجموا الأماكن السياحية ، واحرقوا العديد من الفنادق ، وداهموا مقر جمعية الهلال الأحمر واحرقوها، ودمروا محتوياتها ، بما فيها المكتبة العامة التي تضم الآلاف من الكتب القيمة ، بما فيها المصاحف والمراجع وكتب الفقه والتفسير والتاريخ ،وكذلك تدمير الصيدلية ، والمستوصف الطبي . وكان المؤتمر الشعبي الذي عقد في مبنى نقابة المحامين وجمعية المهندسين ، ضم كل فعاليات وممثلي المجتمع من هيئات وجمعيات ونقابات وطنية ومجالس بلدية وقروية استنكروا، وأدانوا الاعتداء الغاشم على المؤسسات الوطنية التي تعمل من اجل المصلحة العامة ، ويعتبرونه خيانة وطنية بحق الوطن ، ويناشدون كل القوى الوطنية بضرورة التمسك بالوحدة الوطنية .. وبجرأة وبشجاعة اتهم حينها الدكتور حيدر عبد الشافي ، رجال الحكم العسكري، بتشجيع التحريض على جمعية الهلال الأحمر وإدارتها الوطنية والتقدمية ، حيث وقفوا يتفرجون على عملية حرق الهلال الأحمر . وتساءل أين كانت قوات الأمن أثناء الحريق ؟ وكيف أمكن لمظاهرة أن تتحرك بين كيلومترين وثلاث كيلومترات من المعهد الديني بغزة . بعيدا عن عيون رجال وقوات الأمن الاسرائيلى . وعلى الرغم من الخسارة الفادحة التي حلت بجمعية الهلال الأحمر ، فلقد أكد عبد الشافي على استمرار عملها لخدمة المواطنين ، وبضرورة أن يتوحد شعبنا ، وأن يفوتوا الفرصة على أعداء الوطن والدين وكل فرص التضليل والفرقة.!!!
9ديسمبر 1987 الانتفاضة الأولى سرعان ما تشكلت في الأيام الأولى من الانتفاضة ، "القوى الوطنية الموحدة في قطاع غزة "، المكونة من الحزب الشيوعي الفلسطيني والشخصيات الوطنية ومكونات المجتمع المدني ، بالتشاور مع الدكتور حيدر عبد الشافي ، وأصدرت مجموعة من البيانات المناهضة للاحتلال ، قبل أن تنجح القوى بتشكل" القيادة الوطنية الموحدة" لاحقا والتي اعتبرت ذراعا لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وكان أن صادق الدكتور عبد الشافي على تشكيلها ، وأصدرت بيانها الأول في 9فبراير 1988، الذي أكد على أن القيادة الوطنية الموحدة "هي تحالف وطني من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تتكون من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، والحزب الشيوعي الفلسطيني ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، ومن قوى وشخصيات وطنية ودينية " الجدير بالذكر أن البيان الأول للانتفاضة قد طبع في مطبعة الحزب الشيوعي الفلسطيني وكان عدد البيانات الصادرة خمس وأربعين ألف بيانا . وبعد أكثر من شهر تكونت حركة المقاومة الإسلامية حماس ، ببرنامج يختلف عن برنامج القيادة الوطنية الموحدة وبفعاليات تختلف معها ، وفى العديد من الأحيان كانت تتصادم الفعاليات ، فهذا يعتبر اليوم إضرابا ، والأخر يعتبره يوما عاديا ، مما اوجد حالة من الاحتقان والاقتتال في العديد من المواقع والميادين ، وعندما كانت الأمور تشتد وتتسارع للاقتتال كان الجميع يتوجهون إلى الشخصية المركزية التي كانت تشكل الإجماع الوطني والنضالي ، وهو الدكتور حيدر عبد الشافي ، وكان كلا الطرفين يلتزمان بما يقره ويراه بعيدا عن الانحياز لهذا الطرف أو ذاك ، كان دائما بحكمته ورؤيته الصائبة لقادر على حل كافة الإشكالات ، ومطالبا دائما بضرورة رص الصفوف لمواجهة العدو الحقيقي لشعبنا....!!!
مفاوضات مدريد 1991 عندما وقع الاختيار على الدكتور حيدر عبد الشافي لترأس الوفد المفاوض ، ترك انطباعا مريحا لدى العديد من القوى والشخصيات الوطنية ، لقناعتها انه الأكثر إحساسا بالمسؤولية ، والأكثر تمسكا ، ودفاعا عن حقوق شعبنا الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة ، في حين عارضه بعضها ، واذكر أن العديد من القوى المؤيدة لسفره إلى مؤتمر مدريد قد توجهت إلى مقر إقامته في الهلال الأحمر ، لتمنحه الثقة ، بعد أن سمعت بالضغوط لمنعه من السفر ، واستجاب الدكتور وترأس الوفد الفلسطيني المفاوض ، وغادر القطاع وهو مسلحا بقوة شعبه ، وبأهدافه ، وحافظ على وعده وعند عودته من الجولة الأولى لم يحاول أن يضلل الجماهير التي احتشدت للقائه فأجابها أن المشوار طويل ، وعندما أحس أن هناك مفاوضات سرية غير تلك التي تقودها منظمة التحرير الفلسطينية ، وغياب التمسك بالقضايا الجوهرية وفى مقدمتها الاستيطان ، والقدس ، واللاجئين ، قدم استقالته احتجاجا على هذا النهج في التعامل مع القضايا الجوهرية للصراع .
انتخابات المجلس التشريعي الأول 1996 في انتخابات المجلس التشريعي حصل على أعلى الأصوات بدائرة غزة ، وكان يأمل أن يقوم المجلس بدوره الحقيقي والديمقراطي ، وأن يؤسس لنظام سياسي يقوم على التعددية السياسية ، وحرية التعبير والرأي ، وأن يتحول لمؤسسة تقوم بواجبها ومسؤولياتها لخدمة الشعب الفلسطيني ، وليستمر في النضال لتحقيق الأهداف الوطنية والمجتمعية ،بعيدا عن العصبية والفئوية ، وبضرورة وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، لكنه عندما لم يستطع تأدية واجبه في معالجة قضايا الفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية ، واحتجاجا على تدخل الرئيس أبو عمار في إحدى جلساتها ، قدم استقالته بقناعة ، ودون حساب للخاص . ومع رحيل المناضل الكبير ، والإنسان ، تأكدت مواقفه ، وتعززت رؤاه التي كان دائما يؤكدها في ندواته ولقاءاته المختلفة ، فالنظام يعتبره منهجا للحياة ، و بضرورة تطبيق القانون على الجميع ، والابتعاد عن الحزبية المقيتة والفئوية ، والمصالح العائلية ،والذاتية . رحل الفارس ، وبقى شامخا يعتز به كل من عايشه ، وكل من عرفه عن قرب ، وسيبقى خالدا نتعلم منه الدرس والحكمة ، فالإنسان موقف وقضية ، كان المثال والمعلم ، فوداعا يا أبا خالد وستبقى خالدا في تاريخ الشعب الفلسطيني والعربي والعالمي ، فأنت ضمير الشعب ، وسنبقى الأوفياء لتاريخك ، وكفاحك ...!!!!
#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى الطغاة الجدد فى فلسطين... ومليشياتهم المسلحة..!!!
-
أم يعقوب .. قائدة سرب النساء في غزة
-
لا لتسييس دور العبادة... ومنابر المساجد!!!
-
لا تحلموا... فدوام الحال من المحال...!!!!
-
لكى لا يكون كلاما فى الهواء!!!
-
غزة ، والوطن.. بين أنياب الكارثة !!!
-
أمريكا هل تعلمنا الديمقراطية.. أم الارهاب ؟؟؟
-
الاعلام الانقلابى بين التزوير ... والحقيقة !!!
-
يا نساء الوطن ... اين كتائبكن المسلحة ؟؟؟
-
واحد زائد اكبر من مئة !!!
-
غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى
-
غزة تسبح بدمها بين أنياب... الخطوة الاضطرارية !!!
-
لن نغفر .. ولن ننسى.. همجيتكم ؟؟؟
-
أنا مين... وهم مين
-
خطط بوشارون .. ونفذ البعض !!!
-
رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى
-
معبر رفح وشوق الأهل ... الفتوى وتجارة السجائر
-
أيها الفاسدون والانقلابيون... عليكم أولا الاعتذار لشعبكم !!!
-
غزة تتعرى بكفن الفوضى ... والاهمال
-
من الرحيل القسرى ... إلى الموت في الوطن !!!!!
المزيد.....
-
بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين
...
-
ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب
...
-
لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب
...
-
جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
-
مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
-
الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا
...
-
هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ
...
-
هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
-
Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
-
اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال
...
المزيد.....
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|