غزة تسبح بدمها بين أنياب... الخطوة الاضطرارية !!!

طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:00
المحور: القضية الفلسطينية
    

انقلاب على الوطن ... اغتصاب للسلطة والمجتمع الغزى والفلسطيني .. غزة رهينة في زنزانة الوجع والدمار ، والتخوف من المجهول كأسرانا وأسيراتنا في معتقلات وسجون صهيون .. لكن هذه المرة مشعل الحرائق .. والسارق . والخاطف..والسجان .. والجلاد.. والحاكم العادل ... من أبناء جلدتنا !!!! من شعبنا .. من عشيرتنا... وبيننا وبينه عيش وملح ، ونسب وصهر ، إنهم يتكلمون العربية الفصحى وبطلاقة ، يتقنون الضغط على مخارج الحروف ومقاطع اللغة ، يجيدون الضم والفتح والكسر .. لكنهم يجيدون النفي والنصب أكثر، يطلقون رصاصات الرحمة على الوجه والساقين فقط ، ومن لا يطأطئ الرأس تناله صلية من رحمتهم في الدماغ والقلب ليكون عبرة لمن لا يعتبر .
كوكب جديد اكتشفه عالمكم في عالم الفوضى والاستحواذ على الوطن ، " خطوة اضطرارية "....!!!! المواطن الفلسطيني يتفهم الخطوة الاضطرارية تلك ،،،، لو أنكم سارعتم بدفع فواتير المياه والكهرباء والهاتف عن المواطنين الغلابا نتاج الحصار الظالم ، وحظرتم إطلاق النار في الهواء والجنازات ، ووفرتم رصاصكم لحين المعركة مع الاحتلال ، وألقيتم القبض على مختطفي الصحفيين والأجانب ، ومنعتم اعتلاء الأبراج كلما حك الكوز في الجرة ، وأوقفتم كل السيارات التي تتسكع بدون ترخيص ولا أرقام ، ومنعتم اللثام ، وأوقفتم التحريض في المساجد ، ومحاصصتها بين حما ، وجها ، وفتا ، ،وسحبتم الثقة من بعض ممثلي الشعب الذين يصبون الزيت على نار الفتنة ، يخونون ويكفرون من يشاءون، ولو نهيتم عن التعصب في الجامعات ، وامتنعتم عن معاكسة النساء في النهار وفى الليل ، واهتممتم بحل مشاكل العمال والمسحوقين واسر الشهداء والجرحى والمعتقلين . وسيتفهم الناس الخطوة الاضطرارية لو شاهدوا فضائيتكم ، واستمعوا لإذاعتكم المحلية ، وقرأوا صحافتكم المحلية ، وهى تنطق بالصدق والموضوعية دون تهريج وإثارة النعرات الفئوية ، لو شكلتم جبهة مقاومة موحدة بمرجعية سياسية ، لو أنكم سارعتم في تشكيل لجنة المصالحة الوطنية من الكل الوطني ، وأعدتم الاعتبار لكل ضحايا الفلتان والفوضى ، وألقيتم القبض على العملاء وتجار المخدرات ، والقتلة ، وقدمتموهم لمحاكمة عادلة .، لو طبقتم القانون على الجميع ... لماذا غابت الخطوة الاضطرارية الموحدة لمواجهة كل مظاهر العبث والفوضى التي تعطل مسيرتنا النضالية والمجتمعية والديمقراطية ؟ أليست هذه الإجراءات الانقلابية تتناقض مع شعارات الحوار والتفاهم بين أبناء الشعب الواحد ، وبضرورة تحصين الجبهة الداخلية ، ورص الصفوف لمواجهة الاحتلال ومشروع شارون الخطير الأحادي الجانب !!!!؟؟؟؟.
إن الانقضاض على الوطن ، وإفشال حكومة الوحدة الوطنية واتفاق مكة ، وإقامة حاكميه في غزة ، وتقطيع جناحي الوطن ، والانفصال السياسي والجغرافي بين غزة والضفة الفلسطينية ، وانتهاك شرف وأسس العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية التي بنيت على التعددية السياسية واحترام الآخر، ، وإحراق رموز الوطن ، وإنزال علم الوطن –العلم الفلسطيني – واستبداله بالعلم الخاص ، وتحطيم النصب التذكاري للجندي المجهول ، وإحراق مدرسة الوردية المسيحية ونهب محتوياتها ، وسلب وتخريب مقرات الأجهزة الأمنية ، وحفر الأنفاق للاغتيال السياسي ، وتهريب السلاح والمخدرات ، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين ، ورعاية قطاع الطرق وسارقي السيارات ، ومختطفي الصحفي جونستون ، (يرون الدب ويبحثون عن أثره ) ، والذي تم الإفراج عنه عبر العديد من الأسئلة والاستفسارات ، ويقال أنها مسرحية !! وإغلاق الإذاعات المحلية الأخرى ، وإجبار المواطنين بالكشف عن عوراتهم وإظهار عريهم ، ورفع أياديهم لتجلب العار أمام الفضائيات ، وقتل الإنسان دون وجه حق وعلى الشبهة ، وتصفية الجرحى في المستشفيات ، كلها وغيرها ، هي نتاج مشروعكم الأحادي الجانب المسمى الخطوة الاضطرارية .
تتزاحمون على الفضائيات ، وتصرحون بأن كل شيء تمام في غزة ، المعركة قد حسمت ، والحال على ما يرام من الهدوء الأمني ، والمعيشي ، والحياتي للمواطنين ، والسماء صافية من الغيوم ولن تمطر بعد.. هذه السنة كبيسة وحزينة !!! لقد أوصلتم بخطوتكم الاضطرارية ، إلى قسمة الوطن والشعب ، وفتحتم شهية الاحتلال ، وكل أعداء الشعب للانقضاض على مشروعنا الوطني ووجودنا على أرضنا ... والمواطن ما عاد يعير اهتمام سواء أكانت السماء كبيسة أم بسيطة !!! ا . البحر هادئا في نظركم فاسماك القرش تتزاوج في هذا الفصل في عمق البحر، وعلى حدود الوطن .. وأمواج البحر تراجعت إلى الغرب حتى لا ترى ولا تسمع بشاعة الخطوة الاضطرارية وممارساتها على جلود المواطنين !! توقفوا عن البدع والتسويق لهذا الكوكب الخيالي ، لا شمس تضيئه ، وخال من الهواء والماء والبشر، لم تعودوا تقنعوا جماهير شعبكم والشعوب العربية والإسلامية ، كفى استهتارا بعقول الناس . الزلزال قادم ، والشعب لن يركع أو يستسلم لكل من يهدد مشروعه الوطني ، ووجوده على أرضه ،وسيبقى متمسكا بحزم بثوابته الوطنية فى الحرية والاستقلال والعودة ، وطائر الرعد سيأتي ومعه بشائر الخير ، وسيخلص غزة الأبية والضفة الفلسطينية من كل أعداء الحياة ، ويمحو يا قدس آثار الايدى الهمجية .

طلعت الصفدى [email protected]

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل