أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى















المزيد.....

غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:02
المحور: القضية الفلسطينية
    



نحن مواطنون من الدرجة الأولى ، رغم أنف وجبروت الاحتلال الاسرائيلى ، ودعاة الخطوة الاضطرارية ، لن نرض بتصنيفهم .. لسنا رعايا.. ولا رعاع.. لا خليفة بعد الخلفاء ، ولا أمير ... لسنا أتباع الشيطان ، وعبدة النار .. ولدتنا أمهاتنا أحرارا.. لانقبل الظلم ولا الضيم ... ما يجرى على برك وبحرك وجوك يا غزة ، يفهمه على الطاير مواطنونا العمال ، والفقراء ، والمسحوقين ، والبسطاء ، لا يحتاج لتفسير ودعاية وإعلان ... فاقتحام الوطن وسرقته . انعطاف حاد وخطير .. تطاول على القيم والتقاليد المجيدة لشعب أمضى ولا يزال أكثر من قرن وهو يصارع المحتلين ، وكل مزوري التاريخ ، عبريا ، ميلاديا ، هجريا ، ودعاة التجهيل والظلامية ، والطابور الخامس.
ثقافة جديدة ، وتربية ملغومة غريبة عن حضارتنا العربية المتنورة ، وتراثنا ، وعلاقاتنا الوطنية ، والمجتمعية ، والديمقراطية ، لا تمت حتى لقيم العرف ، والعادة القبلية ، والعشائرية .. صناعة غير فلسطينية .. إقليمية ، ودولية إرهابية ، استوردوها من عصابات التخلف ، وتجار الأفيون ، والسلاح في أفغانستان ، والعراق ، والجزائر ، والسودان ، من أمريكا بوش ، إلى جزاري التاريخ ، وقادة الإبادة الجماعية ، ودعاة الترانسفير الصهيوني ، إلى عصر تغييب العقل في التاريخ الاسلامى .. لسنا في عصر الحريم والجواري .. وزواج المتعة .. ثقافة مسمومة ، وتربية عصبوية ، ليست عربية وإسلامية تقدمية ، ولا هي من تقاليد شعبنا الأصيلة . ليست من إنتاج ابن خلدون ، وابن سينا ، والفارابي ، وابن رشد ، وابن المقفع ، والراوندى ، والكندي ، وجابر بن حيان ، وعمر المختار ، ورفاعة الطهطاوي ، وقاسم أمين ، وسلامة موسى ، والشيخ عبد الرازق ، وطه حسين .. تعصب وجهل أعمى .. حقد على المجتمع والجميع .. من ليس معهم فهو ضدهم ..، وما أسهل عليهم بقذف الخصوم وحتى الإسلاميين المتنورين بالكفر .. والزندقة !!!!.
غزة ليست أصولية .. ولا فاقدة العقل والتاريخ ، غزة متحررة من أغلال التعصب الفكري والوعي الاجتماعي .. وبرغم الحصار ، والسجن الكبير الصغير .. وبرغم بيئتها الاجتماعية التي لا زالت أبوية وعشائرية تحكمها .. غزة ليست رهينة ولا غنيمة حرب تستباح حرمتها ... لقد أنكشف المستور .. وبان المحظور، فالهدف السياسي يغلفونه بالدين ... عبادة الحكم والسلطة ، المال والشعارات ، والتحزب المقيت ، لا يعطيهم الحق في التغول على الرغم من الفساد السياسي ، والادارى ، والمالي التي عششت في بعض الأجهزة المدنية والأمنية السابقة ، فالوطن ليس ضيعة أو حاكورة .. يسطو عليه متى شاء ، ومن شاء .... لا وطنية في الإسلام كما يزعمون ، ويروج لها أئمتهم على شاطئ بحر العرب ، وعراب السياسة الامريكية والإسرائيلية ، ليس بعيدا عن مقر وكالة المخابرات المركزية الامريكية .. كل أرض المسلمين وطنهم إنهم باطنيون ، يتحدثون ليل نهار عن الحوار والمنطق ، لكن سلوكهم عكس ذلك ، لا يعترفون بالديمقراطية واستخدموها للانقضاض على الوطن ، يعتبرونها زندقة وخروج عن أصول الدين ، وأدواتهم في الماضي والحاضر والمستقبل ، أدوات جاهلية ، وتكميم الأفواه ، إلى متى تبقى الحقيقة غائبة عن عيون المضللين ، ؟؟ .
هل نسيتم في أواخر سبعينات وثمانيات القرن الماضي .. والاحتلال الاسرائيلى جاثم على صدر الوطن .. كيف صارعوا فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعادوها .. كيف أشاعوا الخوف والرعب في الشارع الفلسطيني ، كيف لاحقوا المناضلين باستخدام الجنازير والسكاكين ..، كيف تتوجت أفعالهم بحرق الهلال الأحمر الفلسطيني سنة 1979 ، كيف سكبوا مية النار على وجوه الفتيات ، وأجبروهم على تنفيذ آرائهم بالعنف الفكري والجسدي ، وملاحقة المتنورين من هذا الشعب الذين كانوا ملاحقين من سلطات الاحتلال الاسرائيلى ، كيف أضعفوا الانتفاضة الأولى ، ورفضوا التنسيق مع القيادة الوطنية الموحدة ، كيف تنكروا لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .. حتى داخل المعتقلات في النقب وغيرها رفضوا التعاون والتنسيق بين المعتقلين والموقوفين لتنظيم الجسم الاعتقالى.
إن الاستيلاء على الوطن ، ولغة التكفير والتخوين ، والتحريض السياسي ، واستخدام الدين الحنيف ، وأماكن العبادة في عمليات التشهير .وفتاوى تصدر حتى من صبية لم ينبت الشعر في ذقونهم بعد ، لا زالت مستمرة ، وتساهم في زيادة غليان المواطنين ، وتجبرهم للبحث عن مساجد يكون أئمتها ، ووعاظها من العقلاء ، يهدون للتي هي أقوم ، ولا يستخدمون عظاتهم ، وخطبهم يوم الجمعة للتحريض السياسي والسب والشتم على الآخرين ، وعلى القادة الشرفاء في هذا الوطن ، وإخضاع الدين للسياسة .
عصور الظلام .. ومحاكم التفتيش في أوربا في العصور الوسطى .. تحرق ، وتقتل باسم الكنيسة والصليب والبابا.. ويبيعون صكوك الغفران للناس البسطاء والغلابا للهروب من المحرقة والقتل ، كم مترا تريد في الجنة الموعودة ؟؟ ادفع بالتي هي أحسن .. وإلا فالنار أنت وقودها والحجارة .. ومن الذي يدفع ثمن هذا الإرهاب الفكري والذي يتبعه إرهابا جسديا ؟؟؟ أنهم المفكرون ، والفقهاء ، والعلماء ، والشعراء .. والعمال والمسحوقين الفقراء الذين ليس لديهم أن يدفعوه سوى قيدهم ... لقد أطفئتم شموع العلم والفكر والمعرفة وحتى الفلسفة أم العلوم جارت بظلمكم لبنى جنسكم .. فمن يختلف معكم فالتهمة جاهزة ، ولا تحتاج لمحامى أو قاضى .. كافر .. خائن.. زنديق !!!
محاكم التفتيش استوطنت غزة الباسلة ، بعد أن رحل عن مركزها المستوطنون أشعلت الخوف في الوطن ، واستباحت كل شرعيات العالم الدينية والحقوقية والإنسانية والأخلاقية والوطنية .. وتعززت شهوات الانتقام .. يشع من الآذان والعيون والايادى ، ونسوا أن الشعب لازال يئن تحت ثقل السلاسل والقيد .. وبدلا من توحيد الوطن يجرى تقسيمه . وبدلا من توحيد الشعب نحوله إلى مجموعات من السكان ، لا تشكل عناصر لدولة حقيقية ، ارض وشعب وسلطة ذات سيادة .
لا أحد يدعى امتلاكه للحقيقة المطلقة .. وأنتم لا تملكوها رغم ادعاءاتكم التي لا تصمد أمام الممارسة والحياة ، ومن يدعى انه يملك الحقيقة .. لا يلجا للتحريض والكذب والتضليل .. ولغة التخوين .. والهروب من الشعب ، ومن يدافع عن الشعب لا يخاف الشعب .. ومن تحرسه الكلاب لا تحرسه الجماهير .. ..لقد أوصلتم شعبنا إلى الهوان ، وألحقتم بتاريخه الحالي الخزي والعار .. نحن بحاجة إلى مجتمع ديمقراطي تحكمه مشيئة الأكثرية .. لا أن تستخدم الأكثرية نفوذها لفرض رؤيتها على المجتمع ، ولا للانقضاض على الوطن ، والشعب ، والسلطة الشرعية . لن ينجر شعبنا إلى المستنقع الذي تودون .. مستنقع تقسيم الوطن ، والشعب والقضية .
نحن نبحث عن شمس الحرية في دهاليز الظلام ، والعدالة الاجتماعية، ينتفي فيها استغلال الإنسان لأخيه الإنسان ، والتقدم لكل الكادحين والمسحوقين بحياة أفضل يتحقق فيها الأمن للوطن والمواطن ، ويتعزز فيه لغة الحوار واحترام العقل الانسانى والنقاش هي الأساس ، منطق يصارعه منطق ، لن نستسلم لبائعي الوطن ، ولا للقمع والإرهاب الذي يمارس ضد كل فئات شعبنا في غزة ، سواء مصدره وصناعته صهيونية ، عربية ، أطلسية ، فلتتوقف كل ممارسات الحقد والكراهية ، والقتل والتعذيب والاعتداء على الأهل والمظاهرات والاستيلاء على الأملاك ، وتغيير معالم القطاع ، وإشاعة لغة التخويف ، والاستدعاءات والمداهمات حتى لصحف الحياة والقدس والأيام ، ولا بد من التراجع عن الحسم العسكري ونتائجه لصالح الوطن والشعب والقضية . الطغاة لن يصمدوا أمام التاريخ ، والطغاة ينكشف غرورهم عندما يحاولون أن يتمنطقوا بالدين ، أو يتمسحوا بالشريعة ، فلا وكيل لله على الأرض ، ولا متحدثا رسميا عنه . فثقافة الشراكة الحقيقية يجب أن تسود ، ؟؟ ومحاولات نفى الآخر لا بد أن تتوقف ، وغزة لن تقهر ، ولن تستسلم .. وستكون الشعلة التي يعقبها اللهيب .


طلعت الصفدى [email protected]







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تسبح بدمها بين أنياب... الخطوة الاضطرارية !!!
- لن نغفر .. ولن ننسى.. همجيتكم ؟؟؟
- أنا مين... وهم مين
- خطط بوشارون .. ونفذ البعض !!!
- رفح بين أكذوبة السيادة .. والحق الانسانى
- معبر رفح وشوق الأهل ... الفتوى وتجارة السجائر
- أيها الفاسدون والانقلابيون... عليكم أولا الاعتذار لشعبكم !!!
- غزة تتعرى بكفن الفوضى ... والاهمال
- من الرحيل القسرى ... إلى الموت في الوطن !!!!!
- ألهاكم التكاثر... فأضعتم بوصلة الوطن .... !!!!


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - غزة ستبقى عصية..برغم الارهاب الفكرى والجسدى