أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلعت الصفدى - عن أي ديمقراطية تتحدثون...؟؟؟














المزيد.....

عن أي ديمقراطية تتحدثون...؟؟؟


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 2146 - 2007 / 12 / 31 - 10:58
المحور: كتابات ساخرة
    


الديمقراطية ليست عبثا أو لهوا.. ليست طوطما أو هدفا ..إنها وسيلة وأسلوب للتوافق والتعايش بين أبناء الشعب الواحد ، وقواه السياسية والمجتمعية المختلفة ، وأداة لتوفير الأمن والاستقرار ، هي طريق للتطور الاقتصادي والاجتماعي ، والإبداع الانسانى ، وتحقيق التوازن في المجتمع.. منهج عمل وسلوك لتنظيم الصراع حتى لا يتحول لصراع تناحري ، وإلا سادت الفوضى وسالت الدماء ، وتعزز الإرهاب والتطرف ، وغاب السلم الاجتماعي ، وتحول المجتمع إلى غابة وحوش ، ومنطق قطاع طرق ولصوص ، إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب...!!!

البرجوازيون والرأسماليون لا يؤمنون بالديمقراطية ، بل ويناصبونها العداء إذا هددت جيوبهم ، وامتيازاتهم ، ومراكز نفوذهم ومصالحهم وشركاتهم الاحتكارية للخطر ، يروجون بماكينتهم الإعلامية لديمقراطيتهم الخاصة بهم ، ويسخرون كل دعايتهم في الدفاع عنها ، ويلهثون لتقاسم العالم اقتصاديا ، وإعادة تقسيمه إقليميا .

الولايات المتحدة زعيمة العالم الرأسمالي ، والعولمة المتوحشة تحاول أن تروج لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية ، وتدعى أنها قيم أمريكية خالصة ، بواسطتها تحاول إعادة صياغة العالم ، وترتيب أوضاعه وفق مصالحها ، وقيمها الذاتية ، مستخدمة ترسانتها العسكرية ، فتثير بها الرعب والتخويف تارة ، وتلوح بخزينتها المالية تارة أخرى ، وفى حال لم تجد مبررا فإنها تحاول أن تفرض ديمقراطيتها على الدول ، تحت حجة تخليص شعوبها من ظلم واستبداد أنظمتها الحاكمة ، وبهذا فقد تحولت إلى شرطي عالمي يستبد بالمستضعفين والفقراء في هذا العالم ، الذي فقد توازنه جراء انهيار الاتحاد السوفياتى ، وفى غياب بدائل حقيقية لإعادة التوازن الدولي.

والمتاسلمون لا يؤمنون بالديمقراطية ، ولا بالتعددية السياسية ، ويظنون أن التاريخ يعيد نفسه ناسين انه مرهون بعنصريه المكان ، والزمان الذي لا يمكن أن يعود إلى الوراء ، ويعتقدون أن وحدهم من يملك الحقيقة ، ويراهنون على سلطة مطلقة ، والحجر على سلطة العقل والعلم والمعرفة ، ووسائل التنوير ، لا يؤمنوا بحرية الرأي والتعبير ، وحرية الصحافة والتعددية السياسية ، وتكوين الأحزاب ، والتنظيم النقابي والمهني ، ولا بحقوق المرأة وبمشاركتها في الحياة السياسية وكأنهم وحدهم في هذا العالم الذي تداخلت فيه مصالح الدول ، وتقاطعت فيه ثقافات الشعوب ، بعد التطور الهائل ، وثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال التي أحدثت طفرة هائلة في تطور الحياة البشرية ، وحولته إلى قرية صغيرة ، ويخلطون بين الدين والسياسة ، ويحاولون تسييس الدين بطرق يمقتها الدين ، ويستخدمون الديمقراطية للانقضاض على الحكم والسيطرة على الشعب ، وفرض رؤاهم الخاصة ، وفتواهم جاهزة وعند الطلب والمصلحة ، ويعززون ثقافة الخوف والإكراه في المجتمع. ويعتبرون الديمقراطية كفرا وزندقة ، ولا يعرفون أن " سلطة زائدة تثمر فسادا زائدا.. أما السلطة المطلقة فتثمر فسادا مطلقا" على حد قول( لورد اكتون ).

الفقراء والمسحوقون ، والمعذبون في الأرض ، وكل المهمشين، وفى مقدمتهم العمال ، والشغيلة الذين يتعرضون للاستغلال البشع ، والقهر القومي والطبقي ،أولئك الذين لا يملكون سوى كسر أصفادهم ، فإنهم يؤمنون بالديمقراطية الإنسانية والاجتماعية ، هم الوحيدون الذين يكدحون ويعملون ولا يحصلون على نتاج تعبهم وكدحهم ، فيسرقه العدو القومي والطبقي ، وكل السحرة والمشعوذين الذين يحاولون تضليله وخداعه ، الذين يستولون على نتاج تعب وشقاء ودماء غيرهم ، وفى نفس الوقت فلا قيمة للديمقراطية في نظرهم إذا لم تجلب لهم العدالة الاجتماعية والحرية والتقدم .

إن جيش المسحوقين والفقراء والعاطلين عن العمل في تزايد ، والفقر والجوع في متوالية هندسية ، والبطالة تحولت لكابوس وسياط على رؤوسهم وأبنائهم ، هؤلاء هم من يدافع عن الديمقراطية الإنسانية والاجتماعية ، ويسعون للانتظام في نقاباتهم العمالية والنقابية ، وتوحيد جيشهم للدفاع عن مصالحهم ، مستخدمين وسائل النضال المشروعة الفكرية والاقتصادية والسياسية ، فليس أمامهم سوى حزبهم السياسي المتسلح بالفكر التقدمي، والديمقراطي ، والانسانى ، وبالوعي وبالمنهج المادي الجدلي ، وبأدوات التنوير ، وبفهم قوانين التطور في الطبيعة والمجتمع والتفكير البشرى ، وبتراث الإنسانية الثوري ، حتى لا يخدعهم أحدا ، ويوفروا بجهلهم وتشرذمهم ، الأرضية الخصبة لمضطهديهم لضمان استمرار سلب حقوقهم ، وتزوير مسببات بؤسهم وشقائهم.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم الشرف... من المسئول؟؟؟
- لم يرتضها لحماره... فارتضاها لشعبه...!!!
- هل تعلمنا الدرس .. من شيخ المناضلين د. حيدر عبد الشافي؟؟؟
- تهنئة من القلب والفكر..!!
- لماذا يا غزة؟؟؟؟
- في غزة... أبو عمار يبعث حيا...!!!
- - أنا بوليس - ....!!!!! I AM POLICE -….!!!! -
- انتبهوا.. انتبهوا..لا تظلموا الشيعة فانهم من عروبتنا !!!!
- مؤتمر الخريف... عوامل النجاح والفشل...!!!
- الزحف على الأقدام .... أرحم منكم !!!
- يا نساء الوطن الفلسطينى ..أين كتائبكن المسلحة ...؟؟؟؟
- حى الشجاعية بغزة... وصناعة القهر الظلامى
- عن أطفال من غزة .... يعشقون الزعتر والحجر
- لا دين للإرهاب .. ولا وطن له...!!!
- بلدية غزة بين إهمال الحكومة... وقهر المجتمع!!!
- يا حكومة فياض... كفى استهتارا بجنود الشعب...!!!
- لا لنقابات السلطان
- ليس دفاعا عنهم... بل دفاعا عن حرية العبادة...!!!
- ترجل الفارس.. وبقى شامخا !!! شاهد على محطات ذات معنى ، ومغزى ...
- الى الطغاة الجدد فى فلسطين... ومليشياتهم المسلحة..!!!


المزيد.....




- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طلعت الصفدى - عن أي ديمقراطية تتحدثون...؟؟؟