أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية















المزيد.....

مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2160 - 2008 / 1 / 14 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(( مابين السطور ))

من الأهمية بمكان أن لا ننساق بالمطلق خلف التقديرات العاطفية, في التعامل مع شعارات استعادة الحقوق الوطنية. فقواميس المعاملات السياسية, تخلو من أي مؤشرات تتعاطى مع العواطف كبراهين على ثبات الحقوق السياسية, ومسوغات انتزاعها, ومن الجدير بنا أن نحافظ على الحد الأدنى من هوامش الحذر من الإفراط بالتفاؤل,كمقومات صالحة لخطوط العودة, وذلك عند إقدامنا على الخوض في أي معترك سياسي, ليكون لنا ذلك الحد الهامشي بمثابة علبة تحكم في ميكانزمات التوازن في حال بروز أي من المفاجئات, إذا ما أتت الرياح السياسية القادمة , بما لا تشتهي سفننا الوطنية,وبالتالي تكون منطلقات سليمة عند رسم المخططات السياسية للمواجهة, وعلى تلك الخارطة من المخططات نكون قد وضعنا مربعات أمان كمسافة تقينا تخبط في مواجهة مالا يكون في الحسبان, وعدم الوقوع في شرك الخيار الواحد, دون توقع الأسوأ, نتيجة الافتقار إلى البدائل السياسية التي من المفترض أن تكون حاضرة وبجاهزية , وبمثابة مضلة حماية وطنية, في حال مواجهة عثرات الإخفاقات المتوقعة, كما علمتنا الخبرات السابقة, منذ أن قررت قيادتنا قبول تحدي غمار المعترك السياسي,والانسجام مع اللغة العالمية للمجتمع الدولي, من اجل معركة تقرير المصير وانتزاع الاستقلال, وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة, على التراب الوطني الفلسطيني.

وقد تخلل كل ثقافات الشعوب نتيجة تراكم الخبرات والتجارب والأحداث التاريخية, أمثال وعبر صاغها مثقفيها, وحفظتها قواميس الأدب والسياسة, لتكون بمثابة شعلة ثقافية تضيء طريق المستقبل على هدي نجاحات وإخفاقات نتائج تجاربها القاسية والطويلة,وذلك لتفادي أخطاء الماضي ودرء أخطار الجهل بالآخر, وتعزيز محطات ومنعطفات النتائج الموفقة.

فالتاريخ العربي والعجمي, حافل بتلك الأمثال والحكم الشعبية, والتي يتم تداولها كمحصلة لخبرات ثقافية, على ارفع المستويات السياسية والاقتصادية, والتي تم تسييسها باستمرار, كومضات تحذير أو تبشير استخلصتها خبرات الأولين وترجمت في شكل أمثال تضيء الطريق للتابعين,فكما يقال في المثل الأمريكي ((( الشيطان يكمن في التفاصيل))) وقد كتبت مقالة مطولة عندما وجهت قلمي للتفكير بعقلية غربية عند التعاطي, مع المبادرات والوجبات السياسية الوافدة, كي نستطيع ترجمة تلك الوجبات على أسس علمية سياسية وبقواعد أمثالهم, لا على أساس معايير عاطفية عربية, وذلك لتفادي شياطينهم في تفاصيلنا, واليوم ا جير مثلا غربيا آخر كمعيار ومقياس لوجبة سياسية وافدة(( رؤية بوش للدولتين)) وإضافة إلى معيار الحذر من شيطان التفاصيل, فإنني أضيف للقياس والتحذير مثلا آخر هام, لكن هذه المرة هو مثل بريطاني هام لمن أراد سبر أغوار ماخلف الشعار, هذا المثل الذي أسوقه اليوم , والذي سيخال للبعض من المدرسة السياسية السطحية, انه يتناقض مع أخلاقنا العربية الأصيلة, وسماحة تعاليمنا الدينية الإسلامية, نقول لأتباع تلك المدرسة قبل ذكر المثل البريطاني, لاتسقطوا تحت مقولة((الدين أفيون الشعوب)) لان اخطر الأخطار هي تجرع السذاجة السياسية وتخدير الوعي عن طيب خاطر على قاعدة(( تقديم حسن النية على سوء النية)) على عكس معاييرهم الغربية, هذا إذا ما أردنا أن ننعتق من التفكير بطريقة بعيدة عن تفكيرهم, وبتالي نخرج من شراك لنقع من جديد في هلاك.

انه المثل البريطاني الشهير القائل ((( عليك بسوء النية لتكتشف العجب العجاب ))

أي عندما نتعامل بمواجهة مع القادم, سواء في المعاملات الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى السياسية, فمن المفيد أن يتم النظر للآخر على انه سيء النية, حتى يثبت بالبرهان العملي حسن نواياه, وهنا يمكن الإفراد بين الاقول والأفعال, مابين تقديم الذات والعروض النظرية, وتوافقها مطلقا أو نسبيا مع الممارسات العملية.

عربيا وإسلاميا لايمكن بالمطلق تعميم الأخذ بمثل هذا المثل البريطاني, دون التفريق بين العدو والصديق, وذلك انطلاقا من أصول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ((( ان بعض الظن إثم ))) وكن ونحن لنا كأمة عربية وإسلامية مايكفي من التجارب التي خطها التاريخ القديم والحديث, ومليئة بالخداع والتربص والتضليل والعدوان الغربي , فمن المفيد جدا أن نأخذ بمثل أمثالهم على الأقل لاعتبارها موردا يترجم لغاتهم وثقافاتهم ونواياهم,فقد تحدث كثير من علمائهم عن أهدافهم الواضحة قبل بدئها وأثناء جني ثمارها, ومرت علينا مرور الكرام دون أن نتعلم من دروسهم غير الارتضاء بمصير الضحية التي لا حول ولا قوة لها إلا تل الجبين للذبح السهل, لدرجة اعتبار تاريخ المجد العربي الإسلامي والانتصارات الأولى, وكأنها سحابة صيف لن تتكرر, فتحدث علمائهم بلغة" صراع الحضارات" وتعظيم حضارتهم لتقزيم حضارتنا, مستخدمين شعارات لتغطي أجساد الثعالب بفرو الشاه, تحدث " صموئيل هانتينجتون أولا عن الموجة الثالثة" الغزو الديمقراطي" وقال أنها كرة ثلج متدحرجة من شانها تجعل الغرب يسيطر ثقافيا على دول العالم الثالث النامي" المتخلف" وكذلك تحدث في صراع الحضارات, ولعل نظرية "فاكوياما ونهاية التاريخ حاضرة في الأذهان" هي تلك ثقافتهم والتي تترجم فعلهم.

وعودة للمثل البريطاني والحرص على عدم الخلط مابين مفاهيم حسن وسوء النية المسبق, فمن المفيد أن نأخذ بمثل ذلك المثل عند التعامل بحذر, مع دول ناصبتنا العداء منذ بزوغ فجر التاريخ القديم والحديث, ومنذ بزوغ فجر النهضة السياسية الدولية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية, وقد أخذنا بحسن النية في التعامل مع ميثاق وديباجة انطلاقة عهد السلم والأمن الدوليين, والذي أتى علينا بكوارث كانت فادحة في الحرب العالمية الأولى" زمن المخطط" وأصبحت أفدح بعد الحرب العالمية الثانية" زمن التنفيذ", لذلك لو أخذنا بثقافتهم" سوء النية" لكان الضرر اخف وتفادينا الوقوع في مثل تلك الشباك المخادعة.

وهنا لاضير في الأخذ مقدما بسوء النية, لدى رموز السوء التاريخيين, خاصة إذا ما أردنا أن نخضع تلون لهجاتهم وشعاراتهم السياسية بما يسيل لعاب المضطهدين, إلى اختبار ولكن هذه المرة بأدواتهم ومعاييرهم وثقافتهم, تجسيدا للمثل القائل(( من عرف لغة قوم سلم شرورهم)) , ونعتبر كل شعاراتهم سلفا (( حق يراد به باطل)) وأنهم لا يعنون ما فهمنا بلغتنا, بل يقصدون من تجميل دعواتهم تخديرنا على اعتبار أن ثقافتنا العربية والإسلامية, تأخذ بعكس المثل البريطاني أي بحسن النية في قول الآخر مقدما, ومن ثم نتلقى الصفعة تلو الأخرى, ونلعن شرورهم وهكذا دواليك.

ففي حال الأخذ بالمثل البريطاني, بتقديم سوء النية, فهذا يدفعنا إلى تنشيط وتحفيز كل خلايا الحذر, حتى نرى الأشياء على حقيقتها, ونتيجة الممارسة لصاحب الرؤيا والوعد أو الشعار الذي نصفه بالجيد وبادرة حسن نية, فإننا وبالمقارنة بين السلوك والممارسة العملية وما بين الشعار النظري, سنكتشف إما زيف شعارهم وادعائهم, وحينها نكون قد توقعنا وأخذنا بالحسبان مسبقا خديعة الآخر وقبل فوات الأوان لننقذ ما يمكن إنقاذه وننتقل لبديل مربعات الأمان, ولا نكون حينها ضحايا لسذاجة العاطفة الثقافية في التعامل مع المشكوك في صدقيتهم وباسم" حسن النية" ومن ثم نبكي على جهلنا ونعزي ذلك ليس لضعفنا وسذاجتنا وفرقتنا, بل لقوتهم وتطوير أدوات خداعهم,حينها نكون قد اكتشفنا العجب العجاب قبل وقوعنا في الشرك بالمطلق, وبالتالي لن تكون في بداية الاكتشاف تداعيات خطيرة علينا, لأننا نرى الخداع من منطلق نظرية" سوء النية المسبق".

وفي نفس سياق القياس على المثل البريطاني, فإذا ماتبين ونحن نأخذ بسوء النية المسبق, أن الآخر على غير العادة التاريخية, يتجه بخطوات وإجراءات حقيقية صوب الخير والسلام, بما يفيد تغير القناعات, وبالتالي لا نتعجل بالحكم وننتظر حتى يقطع مسافة الأمان المفترضة على نفس المقياس, كي لايكون ذلك خداع آخر مثل الذي"" يخسر في بضاعته متعمدا والهدف حينها ليس الرحمة بتخفيض الأسعار للمستهلك بل لمنافسة وتدمير الآخر وإخراجه من لعبة السوق ردحا جديدا من الزمن كي يندب حظه ويقسم على بأنه أدار تجارته بشرف, في زمن سوق اللاشرف السياسي, الذي لا مكان فيه للضعفاء, ولا للغة العواطف"" هذا الخداع الذي يبدأ بالتنازل والخسارة الجزئية المتعمدة, يكون مرده أصلا لاكتشاف الآخر أننا نستخدم مجسات بها أسرار ثقافتهم, وأننا أصبحنا نفكر بعقليتهم لقياس مصداقيتهم بناء على معايير أمثالهم, فيزيدوا من هامش المناورة للغدر بنا من جديد بطعم مؤقت, وإذا ماثبت عكس ذلك وبموجب مقياس" سوء النية" أن جديدا طرأ على جذور قناعاتهم, وإقبالهم على ترجمة صادقة لنوايا السلام , بالأفعال الحقيقية الميدانية الملموسة, لا بالشعارات السياسية الإعلامية المبتذلة للاستهلاك المحلي, عندها يمكن التعاطي بتخفيض نسبة الحذر, مع العلم أن تلك المصداقية لها مقوماتها في حال القياس, وربما تلك المقومات يجسدها سؤال واضح وهو, مادفع هؤلاء ممن لايؤمنون إلا بالقوة لحسم الصراعات والحوارات؟؟؟ فما الذي سيدفعهم إلى مصداقية السلام شعار؟؟؟ وإعادة حقوق الغير وإنهاء الاحتلال؟؟؟ هل حقا تغيرت قناعاتهم؟؟؟ لنجس ذلك بتقديم سوء النية فنكتشف الحقيقة, وهذا ليس مفاده التقوقع والانغلاق هو خير وسيلة لتفادي خداعهم, بل التعاطي مع مبادراتهم ولكن بأمثالهم ومعاييرهم وثقافاتهم.

ومن خلال هذا السياق السياسي الفلسفي الممل, نعود لرؤية الرئيس الأمريكي" بوش الابن" وشعار الدولتين, وإطلاق التصريحات الهادرة, بان دولتين متجاورتين ستريان النور خلال فترة قياسية لا تتجاوز الأشهر وحتى مطلع العام 2009م موعد نهاية ولايته الرئاسية,ولن أخوض هنا في جدلية التلاعب بالمصطلحات السياسية, فتارة يتحدث بوش عن دولة فلسطينية ودولة يهودية, وتارة يتحدث عن دولة فلسطينية ودولة الكيان الإسرائيلي كوطن لليهود, والاهم من التسميات هي تلك التفاصيل الخاصة بالحدود واللاجئين, ففي حال طرح شطب إحداها يتضح الطرح الشامل, الأهم هو ألا يوافق الطرف الفلسطيني على يهوديتها لأنه بذلك يكون قد تنازل عن حق العودة, واضر بالامتداد العربي الواقع في مناطق مايسمى بعرب"ال48", وهذه أولى المعالم التي يجب أن نأخذها إلى محك المجسات للمثل البريطاني, لان الدولة اليهودية ودفع الطرف الفلسطيني للاعتراف بها كدولة يهودية , وليس دولة الكيان الإسرائيلي, تحمل في طياتها شرك وتربص وخداع وسوء نية من شانه تدمير كل مفاهيم التسوية السلمية, وهذا يعلمه جيدا الرئيس بوش ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي"اولمرت" أن القيادة الفلسطينية لا توافق ولا تملك أن توافق على مايسمى بالدولة اليهودية واستحقاقات وتداعيات ذلك الاعتراف, ودعونا نتجاوز مدرسة المشككين وطنيا, ونشككك حسب المجس البريطاني(سوء النية) بمخططات التسوية المأمولة,وللعلم يعلم هؤلاء أن أي إخراج لدولة يهودية, سيفتح ويوسع الصراع ولا ينهيه, وان تم تسوية درجة منه فانه سيفجر الصراع ويعيده لأصله(إسلامي يهودي) ولعلي تطرقت إلى هذا الموضوع الهام في مقالة مطولة بعنوان((( نظرية سباعية مراتب الصراع))), فما فائدة حسم محطة فرعية وفتح جبهة أصلية, ألا يعلم هؤلاء ذلك؟ أم يعلمون ولا يقصدون من التسوية الحالية إلا مخطط خداع جديد؟؟؟

ومن منطلق المجس والمثل البريطاني, دعونا ننظر إلى شعار بوش أولا من منطلق التلاعب بالمصطلحات مابين رؤية الدولة والدولة ذاتها, وثانيا من منطلقات قناعاته الدينية التي أطلقها في بداية ولايته الثانية, وقال انه صاحب رسالة ربانية في حله وترحاله السياسي, وعند القياس يتبين لنا إرهاصات(( مارثين لوثر)) عاد ليتقمص شخصية بوش البروتستانتي وهو يقدم على تنفيذ أوامر الرب بأيدي أتباع لوثر, وعدم الانتظار حتى تتجلى إرادة الله, وبالتالي فان المطلوب احتدام الصراع حتى تصل الدماء إلى رقاب الخيل, وخيلهم اليوم" مركفاة ونمر وقط بري" وبالتالي إقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى المبارك مما ينبئ لديه وأمثاله ببشرى العودة الثانية لسيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.

ولن أكون حبيس هذه الفكرة, لكنني أطلقها من منطلق أمثالهم الغربية المتأصلة في ثقافتهم" سوء النية المسبق", مع استبعاد أمثالنا وما أكثرها سذاجة لديهم" حسن النية", وبتتبع الخبرات التاريخية من خداعهم, ثم إجراء تعديلات على أمثالنا , حتى وصل القول الصحيح بنا إلى المثل القائل((( لاتسكبوا قربكم على هوى السحاب))) , احتفظوا بمياه القرب ولا تفرطوا بها فربما مايلوح في الأفق سحابة عابرة, لا تجلب مطرا, فنندم حين لاينفع الندم, وليس كما يقول البعض المستهتر, لايوجد لدينا شيء نخسره, بل يوجد مايستهدفونه وهاهم ينالون منه بفعل العابثين وقصار النظر, وحدتنا ومقاومتنا, وكم قلنا منذ الحكومة الأولى حتى العاشرة(( التنازل بالمطلق عن المقامة خطر, فاحتوها يابشر)) , فما بالكم بوحدة الصف الوطني التي تداعت بفعل أوهام السلطة, مما جلب مزيدا من الأكلة على قصعتنا, وهذا بحد ذاته خاضع للقياس على المجسات الثقافية البريطانية في تتبع واختبار النوايا الصهيو_ أمريكية.

ولعله من المفيد لنا استنطاق بدايات التاريخ السياسي الحديث, ليثبت لنا أهمية وجدوى الأخذ بأمثالهم وثقافتهم كمجسات واقعية, مع عدم الانغلاق, فلو اخذ بها الأولين من القيادة العربية ما وصل حالنا إلى هذا الهوان العربي والإسلامي, فقد اكتفينا بتصديق وعوداتهم وشعاراتهم أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية, بأكذوبة وعد الدولة العربية الكبرى, وأكذوبة الانتداب لتأهيل شعبنا, فماذا قدموا للشريف حسين بن على رغم عظمة ما قدمه لهم؟؟ ماذا حصدنا جراء " حسن النية المسبق" لا دولة عربية كبرى ولا صغرى, بل خدعوه شر خداع, وأذلوه وأهانوه شر اهانة وإذلال, ولانه لم يأخذ بمثلهم" سوء النية" وبالأدلة عليها التي قدمتها تركيا للشريف حسين, بالوثائق التي حصلت عليها تركيا من خزينة القصور القيصرية التي سقطت, حيث وثائق سايكس _بيكو والتقسيم, بما يدحض وعد الدولة العربية الكبرى الوهم, فكذبوا تلك الوثائق, واستمرؤوا الشهامة العربية" بحسن النية" وحاربوا بقوة تركيا, ونتيجة الأخلاق وحسن النية والتي لامكان لها من الإعراب في الأجندات السياسية الدولية, والوفاء بالوعود والعهود, نفوا الشريف إلى جزيرة قبرص وهناك كان ثمن حسن النية, اهانة فقد قدموه للمحاكمة بتهمة ادعاء الرشوة وأمعنوا في إهدار كرامته باستدعاء حرمه للمحاكمة كذلك بنفس التهمة الزائفة , فقد دسنا التاريخ بأقدامنا , ولكن ننصح أن كان لدينا وطني عاقل أن لانسكب قربنا على وقع موسيقى سحابهم.

لكل هذا نقول : جيد أن نستمع إلى بشرى بوش ورؤيته , حتى لا نتهم بإضاعة الفرص, على اعتبار أن القناعات قد تغيرت بعد صراع مرير دام أجيال,. دون أن يحسموا المعركة بالتهم الحربية وثقافة المجزرة لصالحهم, ولكن لنبدأ ونستمر انطلاقا من الأخذ بثقافتهم وتفعيل مجساتهم, ونقدم سوء النية على حسنها ولننطلق إلى نهاية العالم من اجل استعادة حقوقنا الوطنية, والتخلص من الاحتلال البغيض, لنتعاط مع رؤية بوش المغادر للحلبة السياسية, تلك الرؤية المدعومة عالميا على المستوى السياسي والاقتصادي والمعنوي, ولكن انصح صناع القرار بتقديم سوء النية الغير معلنة, حتى لايتسبب الإحباط إذا ماتبين جراء إفرازات مجساتهم, أن خلف الشعار شراك, فيدب الإرباك والارتباك لدى قوم " حسن النية", وهنا يلزمنا مثلهم البريطاني الذي نحترمه عند تطبيقه على سلوكهم ونواياهم عدم الذهاب بعيدا في التخلص من المقاومة, وان كان تخفيف وتيرتها مطلوب مؤقتا, وإعطاء فسحة اكبر للمستوى السياسي لمراقبة ترجمة الشعار الأمريكي العالمي, لإطلاق بشرى السلام, المهم ألا نتخلى بالمطلق عن عوامل القوة, حتى إذا ماتبين أننا استفدنا من قبل مجس" سوء النية" لكشف نواياهم السيئة فلا نكون قد دمرنا بأيدينا عوامل قوتنا, وهنا أوجه الحديث لمن أسدى لهؤلاء الأعداء اكبر خدمة تاريخية, لشق الصف الوطني, وإسقاط ركيزة الوحدة الوطنية, وعزل شقي الوطن أن يعودوا عن فعلتهم, والتي تدعم خططهم الالتفافية لتصفية قضيتنا, وسهولة النيل من ثوابتنا, فعوامل القوة الإستراتيجية لدينا هي الوحدة والمقاومة المنظمة, وعليهما تقاس أحوالنا من الضعف والقوة في مواجهة سوء نية الآخرين.

ودون سوء النية نقول, نعم لسلام مشرف يعيد حقوقنا الوطنية كاملة وغير منقوصة, ولا سلام وتهدئة مؤقتة في حال ضعف وتخبط العدو, ليعود ويحصن نفسه لعدوان جديد نكون قد منحناه أهم عوامل قوتنا الإستراتيجية مجانا.

لكل ذلك نحن ومن منطلق سوء النية ننظر إلى رؤية بوش للدولتين بمرقب المجس البريطاني, ولعلي هنا لم اختار الثقافة البريطانية كمجس جزافا أو اعتباطا, بل لأنها قديما وحديثا تجمع مابين التوجه الأوروبي خاصة والغربي عامة, لذا فان هذا المقياس مضمون النتائج أو سيكون أدقها.

واختم بالقول:
• لبشير السلام " بوش": نشك في مصداقيتكم, أليست ثقافتكم الأمريكية القائلة" الشيطان يكمن في التفاصيل", إلى أن يثبت من خلال المجس البريطاني عكس ذلك.

• لبشير الازدهار الاقتصادي "بلير " : لا نصدقكم أليست ثقافتكم القائلة "" عليك بسوء النية لتكتشف العجب العجاب؟؟"" حتى يثبت عكس ذلك.

• ونؤكد على الأخذ بأصالة سماحة وحكمة تعاليمنا الاسلامية"" ان بعض الظن إثم"" نقول : إذا أقدمنا على الظن بان الثعلب حمل فهذا إثم , وإذا أقدمنا على الظن بان العدو صديقا فهذا إثم, حتى يتنازلوا بالفعل لا بالقول, عن ثقافة الاستعباد, وغريزة المجزرة الدموية, عندها وبمجساتهم التي ستنطق بنواياهم, نقول, هاهم قد جنحوا للسلم, فنجنح لها,,, عندها نقول لهم السلام على من اتبع الهدى.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين على بوش وعيون على هيلاري
- السلطة مقبرة الرموز التنظيمية
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية
- أفتوني يا كل علماء النفس والسياسة ؟؟!!
- قراءة أولية لقوات الفصل الدولية ؟؟!!
- الخطر الصهيوني مابين ديختر وريختر
- تداعيات الأمننة والأقصدة على القضية الفلسطينية
- مهرجانات الاستفتاء والمقارعة بالجماهير
- قيادات حماس وخيارات الحوار
- هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!
- اندحار فحوار بديل الانتحار
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية