أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - عين على بوش وعيون على هيلاري















المزيد.....

عين على بوش وعيون على هيلاري


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

بينما يتم ضبط حدود الرؤيا لبؤرة الكمرا الإعلامية العربية على زيارة الرئيس بوش التاريخية لمنطقتنا العربية, ووصفها لتبرير إعطاء الظهر لما سواها من أولويات عالمية ووطنية, بأنها تاريخية ومفصلية وإستراتيجية, فيما يتعلق بتسوية صراع عمره الزمني ستون عاما "الصراع العربي مع الكيان الإسرائيلي" وصراع قفز عن المائة عام مع الصهيونية, فتم توظيف كل خلايا الاهتمام الصحفي والإعلامي والسياسي لهذه الزيارة التاريخية , وكأنها الفرصة الأخيرة لتفادي حربا ضروس موشكة الوقوع, لكن خصوصية تلك الزيارة ومفصليتها تتركز في الوعي والاهتمام العربي, بتسليط الضوء على وعد بوش الابن بإخراج رؤيته للدولتين إلى حيز الوجود, ووضح حد لذلك الصراع الدامي على مدار أكثر من نصف قرن, تخللها خمسة حروب بهزائمها واحباطاتها .

ورغم أن الهامش الزمني المتاح أمام الرئيس بوش لترجمة رؤيته قصير جدا, وبالكاد يكفي لإحداث اختراق حقيقي لوع عجلات قاطرة التسوية السلمية في مجاريها المفترضة, فإننا نلمس من خلال متابعته الشخصية لتنفيذ رؤيته, وجعل اهتمامات الولايات المتحدة العالمية تتركز في منطقة الشرق الأوسط عامة, والمنطقة العربية خاصة, وبؤرة الصراع الفلسطيني _الصهيوني تحديدا, ليتابع مؤتمر "انا بوليس" ومؤتمر"باريس الاقتصادي" بزيارته الهادفة لإظهار الجدية والتصميم على جعل المستحيل ممكنا, أو قريبا من التحقيق, ويحظى في توجهه بأكبر دعم ومساندة دولية كمجازفة أو ربما مغامرة تتطلب كل أدوات التدخل والضغط في الربع ساعة الأخير من اقتراب نهاية ولايته.

في هذا الوقت وفي هذه الظروف وفي ظل التشنج التي تبديه بالممارسة قيادة الكيان الإسرائيلي, نرى الاهتمام العربي يتساوق مع مصداقية وجدية رؤية بوش, رغم الشكوك التي تنتاب إمكانية تحقيق تلك الرؤيا في وقت قصير, فيتم توظيف كل الإمكانيات السياسية والإعلامية لمتابعة هذا الحدث التاريخي, خاصة انه الأول في إطلاق وعد إقامة الدولة الفلسطينية, وان دل كل ذلك الاهتمام في حال فقدان البدائل على شيء إنما يدل على أن نظرة العرب تتقوقع في المشهد الحاضر , وان نظرتهم لاتبارح أطراف أقدامهم.

في حين أن الكيان الإسرائيلي يعطي هامشا محدودا لتلك الزيارة ولا يسميها تاريخية, ولا يتوقع منها أكثر من تحريك المياه الراكدة, وأثناء متابعتنا لكل وسائل الإعلام العربية المقروءة والمسموعة والمرئية, الورقية والأرضية والأثيرية منها والفضائية, فإنها تولي أهمية بنسبة كاملة مئوية لجولة بوش, والتي من المقرر لها أن تدوم قرابة التسعة أيام, يجول خلالها ستة دول عربية لمناقشة القضية الفلسطينية والأساسية, وطرح الرؤيا الأمريكية للزحف الإيراني على المنطقة العربية, في نفس الوقت نرى ونسمع ونقرأ في وسائل إعلام الكيان الصهيوني, أن اهتمامهم تجاوز الحاضر, وتجاوز الفترة الزمنية القصيرة من ولاية بوش والمراهنة عليها, ليصب كل اهتماماته على المستقبل, وقد استمعت إلى العديد من المحطات الإذاعية حتى أثناء تواجد بوش داخل الكيان الإسرائيلي, ويتخلل تلك المحطات الإعلامية حالة من الطوارئ الإعلامية وحشد العديد من المراقبين والمحللين, لتسليط الضوء على المستقبل من خلال, مفاجئة تقدم السناتورة الديمقراطية " هيلاري كلينتون" والمدعومة صهيونيا, وتقدمها بشكل غير متوقع على منافسها" السيناتور الديمقراطي باراك اوباما" في سباق الاستطلاعات المحموم للتنافس على مرشح الحزب الديمقراطي, للانتخابات الرئاسية الأمريكية العام القادم, وتأتي عملية إدارة عين كمرا الإعلام على ذلك التحول, انطلاقا من التحول من المهم للأهم, والتحول من التركيز على الحاضر بزمنه المحدود, إلى التركيز على المستقبل وزمنه الذي تحدده فترتين رئاسيتين"8سنوات".

وحقيقة للمراقب لعين الإعلام والاهتمام للمكنة الإعلامية والسياسية الصهيونية, حتى أثناء عاصفة الزيارة التاريخية, ويقارن بين نظرتنا العربية في حدود الحاضر والمراهنة عليه, والنظرة للكيان الإسرائيلي كعين على الحاضر وعيون على المستقبل, يلاحظ الفرق في الأفق السياسي , والتعويل على المستقبل الذي قد يكون الأفضل في صالحهم, أضعاف أضعاف تعويلهم على حاضر محدود قد لايكون حسب الخارطة الصهيونية في مصلحتهم, فقد لامسنا حقيقة الفرق, ليس من منطلق أن المعجزة ستتحقق سواء بتركيز الاهتمام على المستقبل السياسي الأمريكي أو على حاضره, وإنما من منطلق وضعنا لبيضنا السياسي في سلة واحدة, ومن منطلق الغريزة السياسية التبعية والحاجة الدائمة لنا, ليد غربية تمتد كي ترسم لنا مخططات الخلاص من مشاكلنا, بل من منطلق أهمية واحدة وهي انه إذا كانت تلك الانتخابات الأمريكية هامة لدرجة الإستراتيجية للكيان الإسرائيلي, فألاهم لنا أن نوحد أهدافنا واستراتيجياتنا, فان كان لهم لدى ذلك العالم الغربي من مصالح إستراتيجية, فلذلك العالم الغربي مصالح إستراتيجية كذلك عندنا, ووحدة صفنا وأهدافنا العربية وامتلاك الخيارات والبدائل الإستراتيجية, هي التي تحدد كل محددات تلك العلاقة سواء بقي في الإدارة الأمريكية الحزب الجمهوري, أو صعد الحزب الديمقراطي لتلك الإدارة, الأهم أن نمتلك إمكانياتنا وإرادتنا وقرارنا, نوحد خطابنا السياسي على الأقل صوب الصراع الفلسطيني _ الصهيوني, ونحاول الإفلات من الصراعات العربية_ العربية التي هي صنيعة ذلك الغرب, كموطئ قدم لضمان تبعيتنا العربية والدوران في ذلك الفلك الغربي وعدم التمكن من الإفلات من جاذبيتهم السياسية والاقتصادية.

فان كان تقدير الكيان الإسرائيلي بنظرته المستقبلية, أن يكون له عين على الإدارة الجمهورية الحالية وعيون على الإدارة الديمقراطية المستقبلية, وان انطلقنا من أهمية العلاقات مع ذلك العالم الغربي لأننا لانسكن هذا العالم بمفردنا, فمن الأهم بمكان أن نقيم تلك العلاقة على أسس مستقبلية سليمة تنطلق أولا من مصلحتنا لدى ذلك العالم الغربي, والتي تحدد نسبة فشلها أو نجاحاتها, نسبة مصالح ذلك العالم الغربي لدينا, وان كان لهم عين على المستقبل فلنا عيون, وان كان لديهم دماغ لإدارة معادلة الحاضر والمستقبل, فلنا من الأدمغة الألف والمليون, وان كان لهم مصلحة لدى ذلك العالم الغربي, فلدى ذلك العالم الغربي مصالحة الإستراتيجية طرفنا, وكل هذه محددات في حال إدارتها سياسيا واقتصاديا من قبل قياداتنا العربية, فإنها سترسم خارطة الحاضر والمستقبل, سواء فاز الديمقراطيين أو بقي الجمهوريين.

وفي النهاية إذا كان مستقبل الكيان الإسرائيلي تحدده أي من تلك الإدارات, فمن يحدد مستقبلنا؟؟ وان كان لديهم نظرة برجماتية ورؤيا ومخططات سليمة تتجاوز قصر النظر العربي, فأي المخططات والرؤى التي يجب على عالمنا العربي انتهاجها, وترك البالي منها, وإتباع ما يؤسس لمستقبل مشرق ومشرف لأجيالنا العربية القادمة, فهل لنا بإستراتيجية تتجاوز الانصهار في بوتقة الحاضر, إلى رؤيا مستقبلية نوظف بها إمكاناتنا الضخمة وإعلامنا المتناثر ليتجاوز خدمة الصراعات والمناكفات الداخلية, ونجدد دبلوماسيتنا لنرسم بأنفسنا موقعنا العربي على خارطة النظام العالمي الجديد, كما يفعل الكيان الإسرائيلي, الأقل إمكانيات, الأقل قوة, الأقل خبرة سياسية تاريخية, لنصبح الأكثر مقدرة لتوظيف إعلامنا وإمكانياتنا ونراهن على أنفسنا أولا, وعلى علاقتنا مع العالم الخارجي ثانيا وأخيرا.

وخلاصة القول, إن تحول الاهتمام من قبل وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي بحدث التقدم لهيلاري كلينتون على منافسها اوباما, على حساب الاهتمام بزيارة بوش الهامة للمنطقة, إنما يخلق لدينا انطباعا بالفارق في تحديد المهم والاهم مابين الحاضر الجمهوري والمستقبل الديمقراطي لديهم, في حين أن كل اهتمامنا بلحظات الحاضر وكأننا ننتظر معجزة دون الأخذ بالحسبان عوامل النجاح والفشل وإمكانية إخفاق رؤية بوش, ومن ثم ننتبه من جديد للتحيز الديمقراطي لمصالح الكيان الإسرائيلي المرشح كي يتولى سدة الإدارة الأمريكية, بعدما كسب الحزب الديمقراطي جولة انتزاع البرلمان الأمريكي من يد الجمهوريين الذين سيطروا عليه على مدار 12 عام, والفرق بيننا وبين الكيان الإسرائيلي, ليس فقط تجاه الولايات المتحدة وصناعة سياستها الخارجية, وإنما بشكل عام في العلاقات الدولية, إنهم يجيدون اللعب على التناقضات السياسية الدولية لصالحهم, نتيجة حسابات ومراهنات محسوبة بشكل دقيق, في حين إننا نعول على العلاقات بشكل عربي ثنائي مع ذلك العالم, الذي يتجاوز طموحاتنا وحقوقنا, انطلاقا من اختلاف أولوياتنا وضعف خياراتنا, وهشاشة تأثيرنا بهشاشة توظيف إمكانياتنا العربية, وبإتباع سياسة الاستعماء, في زمن يتطلب أن يكون لنا عين على همومنا وعيون على تحديد بوصلة اهتمام دول عالمنا بقضايانا بشكل يضمن عدم الاستخفاف بعدتنا وتعدادنا.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة مقبرة الرموز التنظيمية
- صوت الشعب للرئيس أبو مازن (( استقالتك مرفوضة ))
- راية العاصفة في مَهَب الرياح
- ((إلى رأس هرم التعبئة والتنظيم ** أنقذوا فتح ))
- سرايا القدس في زمن الأغلال السياسية
- أفتوني يا كل علماء النفس والسياسة ؟؟!!
- قراءة أولية لقوات الفصل الدولية ؟؟!!
- الخطر الصهيوني مابين ديختر وريختر
- تداعيات الأمننة والأقصدة على القضية الفلسطينية
- مهرجانات الاستفتاء والمقارعة بالجماهير
- قيادات حماس وخيارات الحوار
- هل غرسة انا بوليس في ارض بور؟؟!!
- اندحار فحوار بديل الانتحار
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - عين على بوش وعيون على هيلاري