أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - اندحار فحوار بديل الانتحار















المزيد.....

اندحار فحوار بديل الانتحار


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2121 - 2007 / 12 / 6 - 10:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

منذ الرابع من حزيران 2007 والأوضاع الفلسطينية عامة وفي قطاع غزة خاصة آخذة بالتدهور, سواء على مستوى الوضع الأمني أو السياسي , بل زادت الأمور سوءا حيث انعكست آثار الانقلاب على الشرعية على كافة أوجه القطاعات, وتحديدا الخدمات الصحية, حيث لايطل علينا يوما إلا ونسمع بحالات وفاة جراء الحصار الظالم, ونقص الإمكانيات الطبية, فقد بلغ السيل الزبى وأصيب الوضع العام بحالة شبه شلل تام, وصل إلى حد اختراق قاعدة مكانك سر, إلى وضع مايصبح به المواطن لايمسي به بل يزداد سوءا,لدرجة أن حالة من الإحباط العام بلغت ذروتها ومازالت إمكانية الخروج من مستنقع الشتات الوطني ,دون أفق يبشر باحتمالات الخروج من عنق الزجاجة.

يعلم الجميع أن بقاء الوضع على ماهو عليه, هو أمر مستحيل حيث يتوقع البعض انطلاقا من التصريحات الصهيونية الهادرة,على المستويين السياسي والعسكري أن اجتياحا وشيكا, أو كما يسمونها عملية برية واسعة, بحكم أن عمليات القصف والإجرام الصهيوني الجوي لم تتوقف, ولم تفرق بين أقصى وسرايا وقسام وألوية وأبو علي, وان تلك العملية المرتقبة باتت على عتبات قطاع غزة, لتستهدف كل فصائل المقاومة الناشط منها والمتقاعس على حد سواء, وللأسف كل القراءات حصرت ذاتها في شقين لاثالث لهما, إما تأكيد بان عملية اجتياح وشيكة على اعتبار أن القيادة الصهيونية غير راضية عن استمرار الانقلاب, وفي المقابل قراءة تستبعد أي عملية اجتياح في المنظور القريب على اعتبار أن ذلك الانقلاب هو مصلحة صهيونية صرفة, لكن بقيت قراءة واقعية مابين هذا وذاك, تأخذ جزء من الجزئية الأولى لأسباب غير وطنية, وتأخذ جزء من الجزئية الثانية لأسباب غير وطنية كذلك, فيصبح الاجتياح أو العملية البرية التي أشبعها القراء السياسيين والخبراء العسكريين ,تصريحات ومقالات وتوقعات وصلت في حدود بعضها, لحصر موعد العملية في نطاق زماني معين, كأن يقال بعد انا بوليس, كما قيل سابقا قبل انا بوليس, وربما يفكر البعض بعقلية حزبية أو عقلية فلسطينية عامة, لكن أحدا لم يفكر بعقلية صهيونية, ليصل إلى قناعات أن استمرار هذا الوضع مصلحة صهيونية وإنهاؤه مصلحة صهيونية كذلك, وتتركز المصلحة الصهيونية في استثمار الأوضاع على ساحة غزة خاصة وعلى الساحة الفلسطينية عامة إلى أقصى درجة من الاستثمار واللعب الصهيوني على التناقضات, بل ومحاولة الحفاظ على الحد الأدنى من تلك التناقضات في حال هبوط مؤشر وتيرة الصدام فيها, وعدم التعجل في إطلاق تلك العملية البرية المتوقعة, على خلاف من يتمنى حدوثها أو يتمنى عدم حدوثها, ويتوقع الصهاينة من خلال هذه المعادلة المتناقضة, عروضا من خلف الكواليس لتأجيل أو تعجيل تلك العملية العسكرية المرتقبة, هكذا يفكر الصهاينة.

لذا لابد من تناول فرضية الاجتياح من عدمه ,من منطلق الرؤيا والمصالح الصهيونية, وحساب الربح والخسارة العسكرية والسياسية على حد سواء, وهنا تنحصر الخيارات الوطنية الفلسطينية مابين حوار أو انتحار, لأننا يجب أن نكون على قناعة تامة وأكيدة أن خيار الحوار لايحمل ولو بنسبة واحد بالمائة مصلحة صهيونية, لأنه إذا ما استشعرت المجسات الأمنية الإسرائيلية أن نوايا جادة ومساعي حقيقية تلوح في الأفق للخروج من المستنقع الوطني, وان حركة حماس التي انقلبت على الشرعية, وصلت إلى قناعة بان عليها الاندحار عن غزة بمفهوم إعادة ماسيطرت عليه ضمن الانقلاب بالقوة إلى الشرعية, وتدشين قاعدة لمنعطف وطني جديد يجعل من العملية العسكرية المرتقبة أمرا ليس بالسهل أمام توحد الجميع في مواجهة احتمالات الاجتياح.

فللمراقب الفذ أن يقف موقف الوسط بين فرقي القراء السياسيين والمراقبين والمحللين, لايؤيد رؤية فريق المؤكد للاجتياح بالمطلق, ولا يؤيد رؤية الفريق المستبعد الاجتياح بالمطلق كذلك, فبالتالي سوف يتكشف له حقيقة التفكير الصهيوني الاستثماري, ولعل متابعة التصريحات الإسرائيلية تجعلنا نلمس جوهر موقفهم, فأحيانا بتصريح ناري يحملوا بعض المراقبين على الاعتقاد بما يؤيد رؤيتهم, وان العملية العسكرية ستنطلق بين عشية وضحاها, وثاني يوم يصدر عن قيادة الكيان الإسرائيلي تصريح آخر يحمل بعض المراقبين في المعسكر التحليلي الآخر على الاعتقاد أن العملية عسكرية غير العمليات التقليدية الحدودية والجوية وذلك بتصريح يفيد أن القيادة الصهيونية غير متعجلة لتنلك العملية الإسرائيلية, أي أن تلك القيادة تنتهج سياسة التسخين والتبريد في نفس الوقت, يتناغمون فيها مع الشيء ونقيضه ليس جزافا, بل لتحقيق اكبر قدر من الانجاز جراء دفع كل الأطراف المتنازعة وما يتبعها من مراقبين ومحللين, كي يخرجوا في نهاية المطاف بنتائج على غير حساباتهم, والنتيجة هي الحسابات الصهيونية المعقدة والمجهولة ,بما يجعلها عصية على الحسابات المتعارف عليها لدى المراقبين والمحللين, ولعل في التصريح الأخير لوزير حرب الكيان الإسرائيلي((أيهود براك)) ما يفسر هذه الرؤيا, حيث انتقل من طرح تكرر كثيرا, بان عملية عسكرية باتت وشيكة على غزة, وان كل يوم يجعلنا نقترب من تلك العملية, ويضيف هذه المرة براك لكننا لا نتمنى الوصول إلى تلك اللحظة؟؟؟!!!!

وفي المحصلة فإنني على ثقة, بان الكيان الإسرائيلي سيحاول تعطيل أي مبادرة جادة للحوار , لان خيار الحوار الجاد سوف يفوت عليهم فرصة رسم نهاية الاستثمار, فلن يقبل الكيان الإسرائيلي حوار بين حماس وفتح بحيث تحتفظ حماس بكل أدوات القوة العسكرية لديها, خشية استخدام تلك القوة العسكرية التي لايستهان بها يوما من الأيام ضد أهداف صهيونية, فإذا ما لامسوا جدية التوجه إلى حوار قريب, فاعتقد أنهم سيعجلون بتسديد ضربة قاسمة للمقاومة قبل الحوار, فلن يقبلوا أن يتم التوافق وتبقى فصائل المقاومة محافظة على إمكانياتها العسكرية, والتي سعت قيادة الكيان الإسرائيلي إلى توظيف تلك الإمكانيات لقتال فلسطيني فلسطيني ضروس, والخلاصة حسب رؤيتي التي يجب التمعن بها, انه كلما اقترب الحوار فمن المتوقع حدوث الانفجار على مستوى تلك العملية العسكرية المرتقبة.

لذلك إذا ما أراد الكيان الإسرائيلي مزيدا من الوقت لمزيد من الاستثمار للوضع المتفاقم في غزة خاصة, وبين رام الله وغزة كذلك, فإنهم سيؤجلون أي عملية واسعة من شانها أن توصف باجتياح كامل, قد يفسد المخطط الاستراتيجي الصهيوني.

لكن إذا ما توجهت حركة حماس, إلى عقد العزم بنية صادقة على حوار حقيقي,مع السلطة بقيادة الرئيس- أبو مازن , والذي ماتوقف عن الترحيب بالحوار واصفا حركة حماس رغم الجرح والمأساة بأنها جزء من الشعب الفلسطيني, مطالبا إياها باستيفاء شروط بدء الحوار وأولها الاندحار عن كل ما سيطرت عليه بفعل انقلابها على الشرعية, من مقار أمنية وأسلحة ومقدرات السلطة الوطنية الفلسطينية, فهذه اقصر الطرق للحوار لتجنب أو تقليل فرص الانتحار السياسي القائم على العناد, والإصرار على إبقاء الوضع على ماهو عليه, وإتاحة الفرصة أمام الكيان الصهيوني, ليكون المستفيد الأكبر من تلك الحالة الفلسطينية المتردية, وفي المحصلة فان ذلك الاندحار كمقدمة لحوار جاد يقلص خيارات الانتحار في مواجهة قد تكون ضارية مع الاحتلال, لكن آثارها كارثية في ضل عدم التكافوء في الإمكانات العسكرية, وفي ضل التفرد بجزء من الجسد الفلسطيني , عزل نفسه بواسطة ذلك الانقلاب الكارثي, فحتى لو كان قرار الاجتياح لامفر منه في نهاية المطاف ,وهذا ليس بجديد على المنهجية العدوانية الصهيونية, لكن الجديد هو سقوط وحدة الخندق بالمفهوم العسكري والجماهيري الشامل, في مواجهة أي عملية عسكرية, بسبب ذلك الانقلاب والإصرار على الانتحار كبديل للاندحار والحوار, فتبقى الكرة في ملعب حركة حماس للتعرف على المخططات الصهيونية إذا ما استمر الوضع الفلسطيني على حالته المتردية, فمهما حصلوا أو استشفوا من مؤشرات على مصلحتهم في بقاء الوضع عليه, ويبنى على هذه المؤشرات, فنقول أنها اكبر عملية تغرير صهيونية, فعملية الاستثمار الصهيونية للشتات الفلسطيني عندما تصبح لا تأتي أوكلها, فسوف تبدأ عملية الاستثمار الكبرى لتلك العملية العسكرية الواسعة والقاسية,في ظل وضع فلسطيني مهلهل ومنقسم على نفسه.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفعت الأقلام وتوقفت عقارب الزمن؟؟!!
- رسالة القدس للوفد الفلسطيني
- منطقية النجاح والفشل لمؤتمر انا بوليس
- كلمات,,تخرق جدار الصمت
- زحف الوفاء الأصفر,,, فمن يوقف حقدا اسود
- صمت مصري وغطرسة إسرائيلية..إلى متى ؟؟؟
- الاحتباس السياسي صناعة أمريكية
- في الليلة الظلماء,,,أَقْبِِلْ أبا عمار
- تصور افتراضي لمخطط اجتياح إسرائيلي وخيارات المواجهة؟؟
- الرهان السياسي ومصير المقاومة؟؟
- رسالتنا للقيادة السورية
- ((لماذا الانقلاب في غزة وليس في الضفة))؟؟!!
- وكالة الغوث وخطة التعلم الذاتي تطوير أم تدمير ؟؟!!
- الدراما السورية تجتاح الكيان الفلسطيني
- كلمة في أُذن الدكتور سعدي الكرنز
- فلسطين بيتنا وإسرائيل بيتهم
- أنا بوليس الشرق الأوسط؟!
- ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A
- المجد للمقاومة والعار للمساومة
- حديث الناس للرئيس محمود عباس


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - اندحار فحوار بديل الانتحار