أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A















المزيد.....



ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 04:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



((مابين السطور))

سلاح ناعم خطير,وفيروس خبيث المذاق يدس في العسل, ليقدم لدول العالم الثالث كوجبة شهية, تقيهم شبح المجاعات, بلسم شافي من الصلاح والإصلاح, يوهمهم بالتنمية والاستقرار, سلاح ناعم يحمل ذروة الشرور, في لباس الحريات الفكرية والسياسية والاقتصادية, ليبشرهم بمستقبل شروق الحريات المستوردة, كزاد وزواد لمواجهة عقد العقائد الأخلاقية والسياسية على حد سواء,تلك الاشراقات والبشارات المستوردة, والتي نتلقفها بلهفة الضاميء وسط السراب,تحرق البنية التحتية, الفكرية والأخلاقية, فتكون التداعيات الأولى من اجل رحلة الشفاء, العري السياسي والأخلاقي, وإفساح المجال على مصراعيه للحريات الشيطانية المباركة,والأفكار الشاذة خفيفة الهضم,والتطاول على كل قيم الثبات الإنساني الأخلاقي وحتى الديني,فتتحول كائنات العالم الثالث بفعل هذا السلاح الناعم,إلى بهائم سائبة, تتحرر حتى من العقل والحياء السياسي والإنساني, فتصبح المبادئ معلما للتخلف, والشرف الوطني رمزا للجهل, والأخلاق وصمة عار,انه البلسم الشافي من خزعبلات الشرف, وخرافات التحرر, وشعوذات الدين,الذي يحرم الإنسان من متعة العبودية, ونشوة التبعية,ومن نعيم حياة الغاب,وعدالة دستور صراع البقاء, والتسليم بان البقاء للأقوى,ليبتلع الأقوياء الضعفاء عن طيب خاطر, وبالتالي الإيمان المطلق بعظمة وقدسية ملك الغاب, وتجريم الخروج على طاعة الوالي والأوصياء,وتكفير من دار في غير فلك أصحاب براءة الاختراع,انه بلسم الايدز الديمقراطي الأمريكي,كمصل يعطى طواعية وقسرا, لجمع العالم الثالث الضال تحت راية توحيد الهيمنة الغربية, وبذل الولاء لسيد وملك غابتها الأمريكي, انه صنف من أجود أنواع البلسم الشافي, ديمقراطية الايدز الناعمة,والتي تتطلب أحيانا حقنها بجرعات متفاوتة بالقوة, رحمة بمن عصى ولا يعرف مصلحة وقيمة ذاته,ومن يفلت من هيمنة المسيخ الدجال الأمريكي إلا من رحم ربي, وبالتالي يصبح الفلك الأمريكي الرحب,متسعا ومصحة لذلك العالم الثالث,بعد وصفه ونعته أو حتى جعله,متخلفا اقتصاديا وعلميا,واهم الشروط كي يأتي ذلك البلسم بمفعوله الكامل. هو ضرب وتدمير جهاز المناعة المتخصص بإنتاج كرات الإرادة بل استئصال جينات المقاومة, وتعطيل منظومة هرمونات التي تفرز طفيليات القومية والاستقلال, وما دون هذه الوصفة من خلاصة البلسم الديمقراطي. محاولات من متمردين معتوهين بائسين, لتقديم وصفات شعبية من صنع محلي متخلف, لاتغني ولاتسمن من جوع, في قاموس الاستقواء الغربي, انه يا ساده يا كرام بلسم الايدز الديمقراطي, تحقن به الدول والمجتمعات الخانعة , وتعطى شهادة براء وولاء من كل فيروسات وجراثيم,الثورة, والمقاومة, والإرادة, والاستقلال, ويستعاض عن تلك النقم , بالتمتع بنعيم التبعية الخالصة العمياء, وبالتالي تستقل أحوال البلاد التي تم حقنها, وتخدر شعوبها, وتستقر عروش أنظمتها.

وقبل أن يتم تقبل ذلك الايدز الديمقراطي المنعش, خاصة عندما يكون منشأ الايدز الحميد, دول ينتابنا الشك في مصداقيتها, فان مصلا من ذلك الايدز, يحقن للشعوب بواسطة وكلاء وطنيون, يطلقون على أنفسهم الأنظمة الديمقراطية العربية الإسلامية, بعد أن تم تأهيلهم ليصبحوا سدنة معبد الايدز الديمقراطي الأوفياء, وبذلك فمن يرفض التعاطي مع ذلك البلسم الشافي, يكون في القاموس الوطني الحديث على خارطة القرية الكونية الصغيرة, خائنا وخارجا على الصف الوطني, ولا يعرف مصلحة نفسه, فيوضع على قوائم شواذ الحداثة, ويقدم به لائحة اتهام بجريمة الحفاظ على الأصالة والخصوصية, في زمن العولمة والانفتاح, وبالتي يجب ترويضه أو التخلص منه وتدميره تماما.
المشهد الديمقراطي وصناعة الأنظمة

وانطلاقا من أرضية الهيمنة السياسية الغربية, وثقافة ارث الاستعمار القديم الحديث, في شتى صوره بدء من التحكم غير المباشر برسم الوكلاء, اقتصاديا ودينيا وسياسيا وفكريا, باسم غزوة العولمة ,تحت مسميات الحريات, وصولا للتدخل المباشر,للجراحة أو الحصاد, حتى بلوغ درجة بشاعة الاحتلال التقليدي, وبعناوين فرعية عديدة , هي من إنتاج ديمقراطية الايدز, كحقوق الإنسان, الأقليات الدينية, والإرهاب حق يقصد به باطلا لخدمة استراتيجيات الاستعمار الحديث, بسلاح الايدز الديمقراطي, ومن هذا المنطلق فان معدلات التنمية على الخط البياني للديمقراطيات المنتجة, بدء بأصول وعدالة الديمقراطية, ومرورا بتلويثها بفيروس فقدان مناعة(الإرادة) وصولا إلى كمال ديمقراطية الايدز(الدكتاتورية) لان على الدول المتلقية أن تأخذ الجرعات الديمقراطية المؤدزة على علاتها, وتطبقها بمفاهيمها السطحية حسب روشيتة الطبيب الصهيوني العالمي, دون الولوج إلى المحرمات ومناقشة مدى ملائمتها لخصوصية تلك الدول المتلقية دينيا وسياسيا وفكريا, فدرجات القهر والتعسف والهيمنة والاستعمار, هبوطا وصعود تُظهر الخارطة والمسميات الحقيقية للديمقراطية.

• فعندما يتم إنتاج الديمقراطية تحت سقف الاحتواء, والجراحات الخاصة فان الثمرة المصابة جراء نسبة الحقن, تكون في الظاهر أنظمة ليبرالية معتدلة فيما يخص المصالح الغربية, وها الوجه الآخر أنظمة شمولية قمعية في التعامل مع شعوبها.

• وإذا ماتم تخفيف جرعة الاحتواء, من اجل وضع الطُعم, لإظهار أعداء ديمقراطية الايدز, والرغبة في ترويضهم وحشرهم في قفص البرلمانات التي ترفع شعار ديمقراطية الايدز,فان الأنظمة شكليا تصبح مزيجا من القوى المعتدلة التي تسيطر على زمام الحكم, وصعود القوى الراديكالية, من ثغرة قناة الحرية(الشرك) لجس نبض الشعوب ومدى نسبة تجاوبها مع ديمقراطية الايدز, وماهي النسبة التي تعطيها لرواد الراديكاليين المناهضين لغزو الايدز الديمقراطي, ويصبح وجودهم في البرلمانات علني في خانة المعارضة, وهذا ربما نلمسه جليا في الأردن ومصر والكويت وفلسطين, عندما زحفت حركة الإخوان المسلمين إلى تلك الشراك البرلمانية.


• وعندما يتم إنتاج ديمقراطية حقيقية نزيهة وحرة, ف حال تجفيف التدخل الغربي, سواء للاختبار أو للتعامل مع المشهد على حقيقته,ودون تلويث تلك الأدوات الديمقراطية بفيروس فقدان الإرادة, والنتائج في هذه الحالة تتأثر بالمطلق بالمشاعر الشعبية المتأججة والرافضة, للقهر والهيمنة والاستعمار, والتسلط والفساد والقمع الوطني, فيكون الاختيار لكل من رفع شعار الراديكالية(أي تغيير الواقع المزري والمنحط بالقوة) والنتيجة ظهور أنظمة راديكالية متطرفة, ليس بالضرورة أن تكون إسلامية, لكنها حتما ثورية تنتهج أداة وحيدة للتعامل مع الهيمنة الغربية وأذيالها الوطنيين(القوة لتتغيير), وعدم الاعتراف بامتداد المصالح الغربية, والتنكر لأي مطالب واستحقاقات, فيتم وضع هذا الإفراز على أجندة الإبادة السياسية, وما يسببه ذلك من كوارث تنعكس على تلك الأوطان عقابا لها على خيارها المتطرف, ولعل في تجربة الجزائر وفلسطين جراء الانتخابات التشريعية , نموذجا لهذا المنتج.

وبذلك فان الديمقراطيات الطبيعية, التي لاتخضع للجراحة بالحقن والتلويث بمادة الايدز الديمقراطي الغربي, هي ألد أعداء الغرب, صاحب الشعارات الزائفة, المساواة, حقوق الإنسان, حرية المعتقد, حرية المشاركة السياسية, حرية الفكر, وكل هذه الشعارات ينكشف زيفها وانحطاطها عندما تتجاوز النظرية إلى الممارسة, حتى في دول المنشأ هي زائفة بنسبة ما, خاصة عندما تتعرض لمواطنيها بتمييزهم حسب دياناتهم أو أصولهم العرقية من الدرجة العاشرة, وعندما تتجلى مزاجية الغرب لوصف بلسمهم بأنه فاسد ويجب تدميره إذا لم ينتج المطلوب, فإنهم يتذرعون بحجج واهية مخجلة مثل, الإرهاب, معاداة السامية, أنها لعبة غربية حقيرة, وملاعبها تتركز في وطننا العربي والإسلامي, ولها من العرابين الرخاص مايجلب العار لتاريخنا العربي والإسلامي.

إن خطر الفيروسات الحديثة, من تصنيف الايدز الديمقراطي , والتي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها, كأسلحة ناعمة وفتاكة وذلك لبناء قواعد ومرتكزات قوية لها في أوطاننا , تسهل عليها عمليات الجراحة والتدخل كلما تطلب الأمر قمع العصاة, فتصبح ديمقراطية الايدز الغربية, بعد تأهيل القادة أشباه الوطنيين في معاملهم الغربية, وتخريجهم كي ينشروا المذهب السياسي الغربي في أوطانهم, من اجل خلق قاعدة من إتباع المذهب الجديد, ومن النخبة السياسية, ورجال الأعمال وأصحاب المصالح التجارية الضخمة التي تتبع الشركات العملاقة عابرة القارات, ومن ليس لهم إلا الجنسية الشرق أوسطية, ومنحهم الجنسيات الغربية كخط رجعة لهم, لحمايتهم كمواطنين غربيين فيم لو تعرضوا لانقلاب أو إيذاء,فتلك القاعدة نلمسها ولمسناها, في العراق, وأفغانستان, وحاليا في لبنان, والزحف قادم لجميع البلدان, ليصبح العالم بفضل هؤلاء خونة الأوطان وعبدة الشيطان, ومروجي نعمة الايدز الديمقراطي, يصبح قرية كونية صغيرة تخضع إرادة شعوبها ومقدراتها وثرواتها , عن رضا تعسفي في قبضة الهيمنة الغربية.

لعبة الإرهاب والديمقراطية, وعلاج الإرهاب بالإرهاب

فبعد اعتماد اختراع سلاح الإرهاب, في معامل (الحادي عشر من سبتمبر) وأصبح ككرة من لهب متدحرجة, يتم توجيهها بشكل مبرمج وليس عشوائي, في الدول الهدف كفيروس خطير, يدعي عرابي الديمقراطية الإرهابية انه يهدد تلك الدولة, ومن ثم يهدد الأمن والسلم الدوليين, ومن ثم يأتي دور العلاج والجراحة لذلك الإرهاب المصطنع غربيا بوصاية أمريكية كجسر للامتداد إلى الدولة الهدف, تحت شعار علاج كرة الإرهاب الملتهبة ووقف زحفها بواسطة كرة الثلج الديمقراطي الحميم( صموئيل هانتنجتون), فيصبح العلاج معتمدا بواسطة ديمقراطية الايدز الناعمة ذات الشعارات الأممية السامية, فبعد إلقاء كرة الإرهاب في الدولة العاصية الهدف, تتحفز شركات السموم السياسي, لتبدأ بإعداد مصل البلسم من خلاصة مصل الايدز الديمقراطي,لتصديره عبر البوارج والأساطيل الطبية لتلك الدول الهدف, ويكون ثمن ذلك البلسم باهظا, لكن الوكلاء أشباه الوطنيون جاهزون للتعاطي معه, والتضحية بكل مقومات الاستقرار المجتمعي, ولو أدى تعاطيه إلى استئصال خلايا السلم الأهلي والنسيج الوطني, هذا الايدز الديمقراطي الذي تحدث عنه المفكر والفيلسوف الغربي((صموئيل هانتينجتون)) في حديثه عن الموجة الثالثة, وكرة الثلج الديمقراطية المتدحرجة, صوب ذلك العالم الثالث المتخلف, لتحيل ظلام ذلك العالم الدامس , بفعل بلسم الايدز الديمقراطي, إلى محميات ومستعمرات غربية, وحاضنات لتكاثر ذلك البلسم الفيروس, والكفيل بخلق طوفان من الانهيار الشامل, والذي يستهدف أول ما يستهدف, النسيج الوطني, والثوابت الأخلاقية, والتنمية الاقتصادية, وجعل تلك الدول كصحراء رمال متحركة, يحرم عليها الاستقرار السياسي والاقتصادي, إلا بما تسمح به دول منشأ ديمقراطية الايدز من جرعات , بنسب تتناسب مع حركة تلك المجتمعات صعودا وهبوطا على خارطة الولاء والانقياد والتبعية الشاملة العمياء, وصلت في أدنى حدودها إلى نعمة حرية المثليين(زواج الرجل من الرجل والمرأة من المرأة) في بلادنا العربية والإسلامية , وبرعاية وحماية أمريكية غربية مستميتة, وصلت إلى حد الحرية في تدنيس المقدسات وسب رسولنا الكريم سيد الخلق أجمعين, باسم حرية التعبير , أَنْعِمْ وأَكْرِمْ بديمقراطية الايدز, مخلصة الشعوب من عبودية الأخلاق والوطنية والدين!!!!

ويُجَرم باسمها كل من لا يتلوا بسملة الديمقراطية الشاذة المباركة, لذلك فان الإرهاب والديمقراطية أصبحتا بوضوح وجهان لعملة واحدة, وقد زحفت شبهة الإرهاب بفعل العرابين الوطنيين,إلى المقاومة ذروة سنامة التحرير,فجعلت المقاومة بفضل وبركة ديمقراطية الايدز إرهابا, وبالتالي فالأمر بحاجة لبلسم الايدز الديمقراطي, لقضاء على نسيج المقاومة ومن جذورها الفكرية, وتعاطي الوكلاء والأوصياء مع هذه الوصفة الطبية الخبيثة , فماذا حدث؟

أفغانستان

ألقيت كرة الإرهاب بعد سحبها على طالبان والجهاد ضد كل ماهو غربي, يرفع لواء الهيمنة والكفر ليسلب الثروات, ويستعمر الأوطان, ويجرد البشر من إرادتها, وقد اخذ وكلاء تحالف الشمال جرعة مسبقة من الايدز الديمقراطي, فصبحوا موطئ قدم لأرباب هذه النعمة الثقافية, في مواجهة نقمة التخلف الطالباني الجهادي وخزعبلات التحرر والاستقلال, وعندما أريد لكرة الإرهاب بالدحرجة إلى أفغانستان, استقبلهم تحالف الشمال المؤهل ديمقراطيا بتقديم كل وائل الدعم وتسهيل الدخول الدموي, للفريق الطبي الجراحي الغربي, والذين جاءوا على متن الآليات والأساطيل الطبية الدموية من كل حدب وصوب, كي يحقنوا تلك البلاد العاصية بلسم الايدز الديمقراطي, وتطهيرها من أوبئة التخلف الطالباني, وتم العمل على إبادة كل من يحمل فيروس المقاومة المشبوه والذي يهدد مشروع القرية الكونية الصغيرة التي تقتات على غذاء الايدز الديمقراطي, وتنام ليلها طويلا آمنة حرة طليقة , محررة من كل شيء حتى من دينها, وها هي أفغانستان جراء تلك النعمة الديمقراطية المؤدزة, تنعم بالاستقرار والرخاء والازدهار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

العراق

فرغم أن صدام حسين حكم العراق بقبضته الحديدية,وكان حليفا للغرب في حرب دامت ثماني سنوات ضد الثورة الخمينية الإيرانية, إلا أن الغرب في نهاية المطاف وحسب أيدلوجية ديمقراطية الايدز, أرادوا التخلص من شعاراته وطموحاته القومية, وتطهيره من دنس معاداة الصهيونية, فورطوه في غزو الكويت, باسم ديمقراطية الايدز, عندما أبلغته السفيرة(ابريل) بشعار أمريكيا الديمقراطي, عدم التدخل في الصراع الكويتي العراقي, فصدق ديمقراطية الايدز, فغزا, وأصبح مجرما دكتاتورا, وجه إلى مملكته البعثية سلاح الايدز الديمقراطي الناعم, بعد أن ألقيت كرة الإرهاب الأمريكية,وكرة تصنيع الأسلحة الكيميائية والنووية, وفق ثقافة التلفيق والخداع والأكاذيب, فأسقطوه ولم يشفع له انه يوما ما كان حليفا لهم, وصفق الشعب العراقي بسذاجة للبشائر قدوم بلسم الايدز الديمقراطي الغربي, ليخلصهم من دكتاتورهم الوطني, والحمد لله نبارك للمصفقين, أن تدافعت عليهم كل قوى الخير!!! الغربية, على متن جحافل الجراحين, بعشرات آلاف شاحنات وطائرات الإسعاف الحربية الدموية لتسقط النظام الإرهابي بحق الصهيونية, وقد شمر هؤلاء المصفقين عن اذرعاها طواعية وترحابا للحقن بذلك الايدز الديمقراطي, ليكون لهم عراق فاخر ومزدهر ومحرر جديد, وتم تبرير الحقن على انه منقذ للشعب العراقي, من ظلام التسلط والقمع ألبعثي, ومع مطلع وبوادر حملة الايدز الديمقراطي الأمريكية البريطانية, استقبلت القوى والأطياف السياسية والدينية العراقية, ذلك الجراح الرحيم القادم, تارة بالترحاب, وتارة بالصمت, والنتيجة المباركة للحقن بديمقراطية الايدز في بلاد الرافدين الحبيبة, أنهم نثروا الاستقرار الأحمر القاني في كل شبر من العراق, وفتحوا المجال للتطهير المذهبي المتطرف ليزيد من حمرة الرافدين توهجا, ودشنوا قلعة الديمقراطية الحديثة, من لبنات أشلاء ملايين الشباب والشيبة والأطفال والنساء العراقيين, شرعوا قانون المليشيات الدموي,أطلقت صافرات بشرى الحرب الطائفية,سادت ثقافة التعذيب والاغتصاب والسلب والنهب, والمجازر الجماعية, فأصبح العراق بفضل نعمة ديمقراطية الايدز, عراقا آمنا بفعل الحقن المبارك, عراقا حرا, لاحدود للحرية فيه, كل شيء مباح, وتم تنصيب الوكلاء من أنظمة ساقطة, كل انتمائها للجراح القاتل تحت شارة الصليب الأحمر الدموي الأمريكي, فكان فعل ثقافة الايدز الديمقراطي, أن اختلط الحابل بالنابل, فنرى العصاة والمصابين بجريمة الشرف ممن تهربوا من نعمة الحقن, يحاربون المغتصب الغربي بشراسة بعدما تبين لهم جحيم ثقافة الايدز وخبث أهدافها, ونرى الذين ابتلعوا طُعم الوليمة الديمقراطية, ووجدوا فيها مطية لينة لغرس أنيابهم ومخالبهم الملوثة, في جسد النسيج الطائفي المستقر, ليغالوا ويتطرفوا بشكل حيواني في قتل المدنيين في المنازل والأسواق, والغريب رغم أن هؤلاء السفلة أصبحوا أداة رخيصة طيعة لخدمة ثقافة الايدز الديمقراطي, إلا أن أرباب الديمقراطية يسموهم بالارهابيون, ويسلطوا عليهم المرتزقة المحترفون لقتالهم, وقد وصلت الساحة العراقية بفعل سلاحي الإرهاب والديمقراطية الأمريكية, إلى مستنقع دموي يطرب له عالم الايدز الديمقراطي الصهيوني والعربي والإسلامي, لكن مازال القابضون على جمر الشرف والعروبة , والهاربون من خدمة الطاعة لسيد الايدز الديمقراطي, لديهم الإصرار على دفن ثقافة الايدز الديمقراطي في ارض الرافدين, الذي أصبح وحلا ومستنقعا اسودا للغزاة, وللأسف للمواطن العراقي الذي وثق في جراحة الايدز الديمقراطي.

فلسطين

وفي فلسطين, وبعد منزلق أوسلو , كجريمة سياسية استهدفت ثقافة التحرير بالقوة العسكرية, وهي إفراز لسقوط الثوابت العربية والإسلامية, دفعت الفلسطينيون لقبول العرض الرخيص رغما عن أنوفهم, بعد ارتكاب أبشع المجازر بحقهم في لبنان, وطردهم من خنادق مايسمى بدول الطوق, والتخلص منهم إرضاء لسيد الايدز الديمقراطي, ونثرهم إلى المنافي السوداء, ومن ثم استدراج القيادة لفلسطينية, إلى فلسطين المحتلة, ومنذ لحظات العودة المبرمجة, بدأ التجهيز للحقن بفيروس الايدز الديمقراطي,ورغم رفض الزعيم الخالد شهيد الثوابت( ياسر عرفات) التعاطي مع تلك الديمقراطية الخبيثة, تحت شعار الديمقراطية مع الاحتلال, ومحاولة الإبقاء على نهم الثورة, إلا انه انحنى بحنكة القائد قليلا أمام العاصفة, وقبل تشكيل الوزارات, وإجراء انتخابات, وتشكيل حكومة, ومنحها بعض الصلاحيات, وتشكيل البرلمان التشريعي, وقد حرص على عدم الانزلاق إلى وهم ديمقراطية الايدز ابعد من الحدود السطحية الشكلية, فخالف بذلك تعليمات الوصفة وكادوا له كيدا, وما ساعده في البداية قبل الطوفان على امتلاك أدوات التمويه والتحكم, هو الحزب الواحد ذو اللون السياسي الواحد((فتح)) فكانت إفرازات الانتخابات التشريعية والرئاسية, والتشكيلات الوزارية,هي اقرب إلى التزكية والتعيين, لكن المتربص الأمريكي والصهيوني الذي يعلم من هو ياسر عرفات, علموا بان الحكومات والوزارات الذي يجب أن تكون بمثابة نواة لمؤسسة الايدز الديمقراطي, هي كخاتم في أصبع الزعيم الذي يجيد لعبة الأبواب الدوارة وسط عاصفة الضغوطات الأمريكية,التي ما كَلَتْ ولا مَلَتْ من المطالبة بإنشاء تلك المؤسسة تحت نير الاحتلال,بل وطالبوا بضغط شديد توسيع بعض الصلاحيات للحكومة وكل يغني على ليلاه, وذلك ((الختيار)) يعرف ليلاهم جيدا, ذلك الزعيم الذي استطاع على مدار نصف قرن من الزمان,أن يجمع مقاليد السيطرة على الأمور في يده, فبدأ اللعب على المكشوف, واخذ رواد ثقافة الايدز الديمقراطي بالتدخل في دعم البعض في مواجهة الزعيم, والتعاطي مع بعض القيادات على أنهم الورثة المرضي عنهم, وقد ساعدوا بإغراق تلك المؤسسات والقيادات في أتون الثراء والفساد, ليضربوا جذور الديمقراطية التي يتبناها أبو عمار بمحاذير وحذر, لأنها ديمقراطية ثورية خالية من عنصر الايدز الأمريكي تحت شعار((الديمقراطية غربية تحت نير الاحتلال)) , وفي نهاية لمطاف قضوا بدم بارد على القائد الذي وقف سدا منيعا في وجه ديمقراطيتهم العفنة المدمرة.

حتى تم التعاطي حديثا بجرعة زائدة من الديمقراطية المؤدزة, بواسطة الانتخابات التشريعية, والتي هي محقونة بالايدز الديمقراطي, القصد منها خبيث, لأنها ببساطة شديدة انتخابات تشريعية بموجب اتفاقية أوسلو, وتستهدف النيل من الوحدة الوطنية وتسييس المقاومة والتمهيد لتصفيتها, تلك الوحدة الوطنية التي استعصت عقودا عديدة على لمخططات الصهيونية العالمية,فكانت الديمقراطية العفنة, وها نحن علمانيون ومتدينون كما يحلوا للبعض تمزيقنا وتصنيفنا, هانحن متدينون قبل العمانيون نتغنى بالديمقراطية الغربية, والتي جلبت علينا كارثة دموية وطنية, عنوانها الإبادة الحزبية السياسية, من اجل الوصول لسلطة أوسلو فنكيل لها بمكيالين, وهاهي غزة تنعم بتداعيات الايدز الديمقراطي الشرك, التي تحولت تجلياتها وإفرازاتها في الفكر الأمريكي الصهيوني إلى إرهاب, يتطلب جرعوا ضافية من الايدز لديمقراطي الاستراتيجي, لتصفية المقاومة والتمهيد بالتالي, لتصفية القضية الفلسطينية وثوابتها, والغريب أن المغمورين والمفتونين وسط الرياح العاتية, والمحيطات الهادرة, يغرقون بكل الحسابات الوطنية والعربية والافليمية والدولية, ومازالوا يتغنون بالديمقراطية المؤدزة, وما زلنا على يقين أن هناك بين ظهرانينا وفي جبال الصمت الوعرة, وفي كهوف العمل الوطني الثوري, ممن تهربوا من خدمة علم الايدز الديمقراطي الغربي, وهم ضمانة للإطاحة بكل رموز ديمقراطية الايدز, التي جلبت علينا الفتنة الدموية, والفلتان, والفساد, والضياع.

سوريا

وفي سوريا كذلك تلقى كرة الإرهاب بدء باحتضان فصائل المعارضة الفلسطينية, ومحاولة التأثير على قرارات فعلهم النضالي والجهادي, من اجل خدمة الأجندة السياسية السورية, كذلك التعنت السوري في الامتناع عن الانخراط بعملية التسوية الإستراتيجية, والتي لن تكتمل بعد مصر والأردن إلا بسوريا, وتتمسك سوريا باستعادة الجولان وفق أجندة سورية, وليس وفق نموذج وتجربة كامب ديفيد ووادي عربه وأوسلو, فأصبح حقن الايدز الديمقراطي لتلك الجبهة العنيدة ضرورة إستراتيجية ملحة,وذلك لاكتمال إعلان مبادئ للمشروع الشرق ا وسطي الصهيوني الأمريكي, وقد تم تفعيل كرة الديمقراطية المؤدزة في وجه كرة الإرهاب, وذلك باحتضان المعارضة السورية وعلى رأسها(خدام) كحكومة ظل تكون مرتكزا معلنا في حال الجراحة العسكرية تمهيدا للحقن الديمقراطي المؤدز, ناهيك عن مرتكزات سرية في العمق السوري لحين نقطة الصفر, فأدرجت سوريا على قائمة الداعمين للإرهاب, وعلى قائمة انتهاك حقوق الإنسان, ووصفت بدكتاتورية الحريات, وأصبحت في هذا الوقت بالذات الهدف الأول, الذي يتطلب جراحة عسكرية سريعة قبل الحقن بالايدز الديمقراطي,, والأوصياء والوكلاء جاهزون, على غرار نموذج كرزاي _المالكي, بل أن النظام السوري البديل جاهز في لندن, فالهجمة الديمقراطية الغربية شرسة على النظام السوري, في مواجهة الحلف العلوي الشيعي السني, بدء من المحكمة الدولية التي أعدت خصيصا بقرار من مجلس الأمن لخدمة إستراتيجية وأهداف الايدز الديمقراطي ومخصصة للنيل من الثوابت والسيادة السورية, لا من اجل أكذوبة التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري, ومرورا بالاختراقات المستمرة للأجواء السورية والرسائل المهينة التي توجه إلى العمق السوري أولها وليس آخرها التحليق فوق قصر الرئاسة السوري والرئيس بشار الأسد بداخله, وكذلك العملية الأخيرة وضرب أهداف إستراتيجية في العمق السوري,وصولا للإعدادات الموشكة على الاكتمال لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا, ولعل أول إرهاصاتها هي التصريحات السياسية الخبيثة , والتي تصدر يوميا عن تل أبيب, تحذر فيها بهزلية المعتدي سوريا من ضرب الكيان الصهيوني, وتطمأن سوريا أن هذا الصيف لن يكون ساخنا,, ونجده فعلا فاترا ببعض الأعمال العدائية, لكن قد يكون أن لم يكن حتما خريفا أو شتاء ملتهبا, وبالتالي علينا النظر إلى المشهد بشكله المفترض, (فإما) ديمقراطية الايدز كبوابة لمعاول العبث والهدم الأمريكي, والإشراف على حروب أهلية داخلية باسم الديمقراطية, والإشراف على انتخابات حق يراد بها باطل, من اجل مناكفات وصدامات سياسية حزبية على قاعدة فرق تَسُد, لتجعل من البلد المستهدف صحراء رمال متحركة, تكون أرضية خصبة للعبث والهمجية الأمريكية , وإعادة ترتيب أوراق اللعبة الداخلية وفق أولويات نظام الهيمنة الشرق أوسطي, (وإما )حربا حتمية لتغيير النظام, وأخيرا يترك الباب مواربا لإعلان التوبة السورية والإعراب عن حسن النوايا والامتثال للتعاطي مع ديمقراطية الايدز, والاختبار القريب يكون في حضور غير منطقي لسوريا المعتدى عليها لمؤتمر الخريف القادم.

لبنان

ولبنان حاليا في وسط عاصفة الايدز الديمقراطي, وقد ألقيت بداخلها كرة الإرهاب, سواء بوصف مقاومة حزب الله بالإرهاب, أو زرع قاعدة إرهابية أمريكية صهيونية تحت العديد من المسميات المكشوفة,وذلك لتبرير التدخل من اجل نشر ثقافة الايدز الديمقراطي, في بلد أصلا هو مدرسة ديمقراطية, وبالفعل أصبح المجتمع اللبناني من أعلى قمته حتى أدنى قاعدته منقسما على نفسه, وأصبح جزء كبير منه وكيلا للمصل الديمقراطي الامريكي_الفرنسي الملوث في صراعاتهم مع الخصوم السياسيين في المعارضة, فينبري عرابي ديمقراطية الايدز من جنبلاط إلى سنيورة إلى جعجع ومن لف لفيفهم إلى التغني بتدخل الغزو الديمقراطي الحميد, في مواجهة تحالف المعارضة بكل أطيافه والدعم السوري له, وقد رست البوارج الحربية الأمريكية على السواحل الأمريكية, في موازاة قوات احتلال اليونفيل في الجنوب لحماية الصهاينة بالقرار المؤدز 1701, كل هذا من اجل فرض ديمقراطية الايدز المدمرة وليس حماية الديمقراطية اللبنانية كما يتوهم عن عمد هؤلاء العرابين, وفي نهاية المطاف سوف تسعى إمبراطورية الايدز الديمقراطي, إلى تغيير معالم استقرار النظام اللبناني, وخلق وقائع مدمرة وفق أجندة الايدز الديمقراطي الامريكي_الفرنسي_ الصهيوني, سيذهب ضحيتها عشرات آلاف اللبنانيين المؤيدين والمناوئين لعدالة وشر ديمقراطية الايدز, ويسعى شبح الهيمنة الأمريكي بشراكة الهيمنة الفرنسية, وباسم كرة الإرهاب, والديمقراطية إلى توجيه مسار الخط السياسي وحشد الدعم والتأييد لتيار مذهب الايدز الديمقراطي الغربي, وإلحاق لبنان بمنظومة السقوط الديمقراطي, ويعظ حينها اللبنانيون كما العراقيون من قبلهم أصابع الندم على ابتلاع طعم شبهة النعمة الديمقراطية المشوهة, لكن المُخطط والمُشرع الأمريكي ينسى أو يتناسى بغرور الغطرسة مسار التاريخ, وان أيدلوجية الديمقراطية المؤدزة الساقطة, حتى في بلد المنشأ الديمقراطي ظهر زيفها وخبثها عند وضعها في تلك العواصم على المحك العملي والخروج من النظرية للممارسة العملية, فكانت تداعياتها, التفرقة العنصرية والقمع وتقييد الحريات لمواطنيها, وتصنيفهم حسب اللون والعرق والديانة إلى مواطنين من الدرجة الأولى السادة, ومواطنين من الدرجة العاشرة العبيد, ولكن البعض يعطي ظهره لتلك الاعتبارات من اجل تدمير موطنه, ومنهم من انطلت عليه بسذاجة المستغيث تلك الأكاذيب فيكتوي بنارها,إلا أن جيشا من الأصحاء,ممن نأو بأنفسهم عن دوائر التلوث الديمقراطي الأسود, هم ضمانة لهدم صرح الديمقراطية التي سحرت الخونة التاريخيين ببريقها, وقد ابتلعتهم وألقتهم بمزابلها, تلك الديمقراطية المستوردة من قادة الخيانة أو المفروضة بفعل الجراحة المتغطرسة, تستهدف النسيج الاجتماعي والسياسي والمذهبي والأخلاقي , لتخرجه من طور التوافق والوفاق إلى التمزق والصدام, وهذا هو المطلوب لتبدأ حملة الحقن الجماعية ويسود السكون المُذل والمهين
.
السودان

وعلنا هنا على سبيل الذكر لا الحصر, نعرج قليلا على ثقافة الايدز الديمقراطي, في السودان واتهامها بتربة يترعرع فيها الإرهاب, وبالدكتاتورية الإسلامية, واضطهاد الأقليات الدينية, والحقيقة استهداف أراضيه وتقسيمه, وإقامة حكم ذاتي مسيحي في الجنوب, دويلة داخل دولة, الدولة السودانية التي اتخذت من المشروع الإسلامي أساسا لنظامها, فحلت عليها لعنة إمبراطورية الايدز الديمقراطي, فحركوا قواعدهم باسم الإرهاب واضطهاد الأقليات الدينية, ودعموا الحركات الانفصالية بالمال والعتاد ودعمتها كذلك بعض الدول المجاورة , والتي تدور في فلك مذهب إمبراطورية الايدز الديمقراطي, ناهيك عن مستنقع دار فور, والذي ذهب ضحيته حتى الآن قرابة الربع مليون قتيل قربانا وتقربا للمذهب الديمقراطي المؤدز, وكل ذلك سواء مشروع انفصال الجنوب, أو مستنقع ضرب الاستقرار بدار فور, وبدعم كامل من الغرب الديمقراطي, والعبث الصهيوني الممتد إلى محيط الدول المجاورة للسودان, هذه الدولة السودانية الذي يعني استقرارها, خطرا ليس إسلاميا فحسب على المشروع الصهيوني العالمي, بل خطرا اقتصاديا استراتيجيا, إذا ما ساد فيها الاستقرار, لتصبح كاكبر مساحات الدول العربية اتساعا, وخصوبة أرضها, ووفرة المياه, والأيدي العاملة( سلة الغذاء العربي, واخطر ما في ذلك هو زراعة المحصول الاستراتيجي المُسيس(القمح) والتي تحتكر الولايات المتحدة نصيب الأسد في زراعته, واستخداماته السياسية لإذلال الأنظمة والشعوب, وأي حديث عن اكتفاء ذاتي من ذلك المحصول الاستراتيجي السياسي يعني الإفلات من الهيمنة الغربية لصالح ألسيادة الوطنية, وهذا من المحرمات الإستراتيجية العظمى, فباسم ديمقراطية الايدز وكرة الإرهاب تدار الحروب الداخلية في السودان لضمان عدم الاستقرار لمزيد من السنين, واستهداف النسيج الوطني بإثارة النعرة الطائفية ودعمها, وإظهار السودان كبلد دكتاتوري يضطهد الأقليات الدينية وينتهك حقوق الإنسان, فتهرع كل مؤسسات الايدز الديمقراطي الدولية للتدخل في السودان لتفرض عليه أجندات, هي في حقيقتها تجسيد وتكريس للتقسيم وانتهاك السيادة وتدمير الاستقرار, وبالتالي حشد الطاقات من اجل إخضاع السودان قسرا للجراحة الديمقراطية, ونشر الايدز الديمقراطي, ومن ثم على السودان السلام.

الخلاصة
وهنا نستطيع القول أن إمبراطورية الشر الأمريكي, لها براءة الاختراع بامتياز, في صناعة ديمقراطية الايدز السياسي, والذي يأتي مفعوله بجدارة في تدمير كل الدفاعات والمناعات الوطنية, امتياز للقضاء على جهاز المناعة(الإرادة) والإطاحة بنسيج اللحمة الوطنية, وتدمير كل ماتبقى من خلايا القومية العربية والإسلامية,ولا مانع من إسلام سياسي وفق هذه الوصفة المؤدزة الخبيثة,ليس حبا في الإسلام, بل لاستخدامه كعصا مُشَرعة في وجه الأنظمة العربية والإسلامية القمعية الشمولية, كلما اهترئت وخبا جذوة قمعها لكل من على صوته ضد المشاريع الغربية الصهيونية, وضمانا لتجديد العهد والولاء لحماية تلك المشاريع, ولعل الرضا الأمريكي الخبيث عن تواجد الإخوان المسلمين في حدوده الدنيا, في البرلمانات العربية, ونتيجة جرعة زائدة من ديمقراطية الإيدز, لهو مؤشر يستحق التوقف من الإخوان قبل غيرهم, لأنه استدراج بموجب تلك الديمقراطية وإخراجهم من الظل الجهادي, للنور السياسي, وبالتالي يسهل التعامل معهم, وتكبيلهم باستحقاقات المستوى السياسي,ولا يعني ذلك الرضا التام بل عصى سياسية خاصة وان هدف الإخوان المسلمين بات واضحا للوصول إلى السلطة, في حين أن بعض التقديرات الخاطئة, تعتقد بالشبهة أن الوقت قد أزف لذلك الظهور, وهذه خطيئة متسرعة لها ثمنا باهظا, فرغم العداء المتأصل في الفكر البروتستانتي الصهيوني للإسلام, وغض الطرف عن خط الصعود للإسلام السياسي في حدود الاحتواء, وسيطرة الإبقاء والإنهاء, إلا أنهم وفق أهداف ديمقراطية الايدز الديمقراطي, سيدمرون أي نظام إسلامي يتجه بنموه إلى الاطلاقية الأيدلوجية الإسلامية, بعيدا عن حدود الإسلام السياسي, لذا يفترض أن يفترض أن يفكر الإخوان المسلمون ألف مرة,قبل أن يتقدموا خطوة واحدة تجاه شراك السلطة السياسية, في زمن سقف ديمقراطية الايدز,والذي يخال لهم أن الطريق بات ممهدا للظهور, في حين أن الهدف من ترحاب الاحتواء الخجول, هو لضرب جهاز مناعة المقاومة لديهم وتسييسها, كخطوة أولى تأتي بعدها خطوات سياسية بعد شل فعالية أذرعتها العسكرية كتحصيل حاصل لذلك الظهور, ومن ثم إسقاط الثوابت الأيدلوجية حين الوقوع في قعر وحل المستنقع, الشرك السياسي, والبديل خنق وإبادة وتطهير وتدمير, وتكون براقش جنت على نفسها, نتيجة السذاجة والانجرار خلف بريق الطُعم السام.

ولعل نموذج غزة بعيدا عن هزلية وشبهة النصر المبين, لمن نظر للمشهد من زاوية برجماتية, لان النصر أكذوبة مطلوب إشاعتها لتغطية الانزلاق, فلم تحارب حركة فتح سلطة حماس كي يحدث نصر وهزيمة, ولم يكن لدى حركة فتح أي مشروع واستعداد لمواجهة ذلك الانقلاب على الشرعية, إلا أن الحقيقة تكمن في خيبة أمل أمريكية صهيونية,من قيادات أوسلو وانسداد الأفق لتصفية الثوابت الفلسطينية.

نموذج غزة هو وفق أجندة الإخوان المسلمين, شرك وخروج على المألوف, وقد اضر بالحركة أكثر مما أفادها, على اعتبار أن الانقلاب هو نموذج يعتقد انه نقلة تبنته حركة الإخوان للوصول إلى سدة الحكم بقوة السلاح,في حين أن أيدلوجية الإخوان لاتنكر الرغبة بالوصول للسلطة, ولكن بشكل ديمقراطي تدريجي, وكان نتيجة انقلاب غزة, أن استنفرت الدول العربية المجاورة والبعيدة, كل أدواتها وأجهزتها , وفعلتها في قمع وتضييق الخناق على الإخوان, خشية تدحرج كرة الانقلاب التي هي إفراز ديمقراطية الايدز(الشرك) , ولم يشفع لقيادات الإخوان المسلمين حصاناتهم الدبلوماسية والبرلمانية, ولا مراتبهم الحزبية, من تعرض للاعتقالات السياسية, والملاحقة والمطاردة, جراء نموذج غزة المحاصرة برا وبحرا وجوا, وللمتتبع فانه سيرى السيناريو الحقيقي لديمقراطية الإيدز وحبائلها الخبيثة في إعادة صياغة ثقافة المقاومة, ومحاولة النيل من أيدلوجيات الثوابت, لتشويهها, وإذابتها وإيصالها إلى حضيض أعماق التفريط.

فاحذروا ياعرب ويا مسلمين وياكل الأحرار ديمقراطية الايدز الأمريكية, لاتصدقوهم , ولا تتعاطوا مع فيروساتهم المؤدزة والمؤطرة للديمقراطية الشََرَك.

(( American democracy AIDS))A.D .A



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد للمقاومة والعار للمساومة
- حديث الناس للرئيس محمود عباس
- مصداقية التهديد السوري على المحك
- ساعة الصفر وخريف السلام
- اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية
- الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي
- حماس تحرق كل سفنها
- تهدئة حركة حماس وتسوية الرئيس عباس
- تهدئه حركة حماس وتسويه الرئيس عباس
- 194 حق العودة إلى أين ؟؟؟!!!
- جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - ديمقراطية الايدز الأمريكي A . D . A