أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين















المزيد.....

كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1979 - 2007 / 7 / 17 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



((مابين السطور))

لقد قذفت بهم أقدارهم إلى بلدان غير بلادهم,انه الاغتراب اليومي,فمنهم من غادر غزة مضطرا في رحلة الصراع مع المرض, ومنهم من يحفر بالمخالب في الصخر ويقطع حدود آسيا ليعبر حدود إفريقيا,لهثا خلف لقمة العيش المغموسة بالمرارة والألم والمعاناة, كمن يخاطر باختطاف الرزق من أفواه السباع, ومنهم من حالت ظروف الاحتلال القهرية على مدار عقود دون مصافحة واحتضان ابن وشقيق وعزيز, ومنهم جيش من الطلاب ممن يحتضنون الحلم والأمل بين ثنايا أفئدتهم وعقولهم من اجل مسئولية مستقبل الأجيال, ومنهم الأم التي أجهضت من هول ظروف صحراوية لاترحم, وأم تضع وليدها بلا هوية بين ثنايا حدود سايكس_بيكو ,ومنهم المريض والكهل,منهم من ترك فلذات كبده في غزة المنكوبة بلا معيل, من اجل الحصول على مايعينه بتجارة على سداد رسوم أبناءه في المدارس والجامعات, ومنهم المعلم والإمام والطبيب, فجميعهم منا, ونحن منهم,آلامنا آلامهم , ومعاناتهم معاناتنا, انه الجهاد, هو الجهاد, ياحملة راية الجهاد!!!!

هناك وعلى خط الجحيم الحدودي شاءت الأقدار التعيسة,أن يتوقف الزمن وتغلق بوابات الرحمة البشرية المفقودة, في وجه قرابة ستة آلاف من أهلنا العالقين,على الحدود المصرية الفلسطينية, وقد تعثر حالهم وبلغت معاناتهم حد الفقدان, وقد انقطعت بهم السبل إلا من رحمة الله, وتفرد بهم شبح الموت لينهش من بين أفئدتهم يوميا, طفل رضيع لتذوق أمه الحسرة, أو أم رءوم ليذوق طفلها حسرة اشد ألما,يخطف من بينهم شيخا ضعيف, ومحتضر عجزت الأدوية البشرية عن إسعافه,فعاد كطي يقضي أخر أيامه بين أحباءه ويستقر في جوف الأرض التي أحب, إنها أكناف بيت المقدس.

نرى عبر شاشات التلفاز وفي بث حي ومباشر, موتهم وعقابهم الجماعي, وذنبهم الوحيد أنهم غادروا البلاد ولم يشهدوا المعترك المخزي اللعين, وعادوا وقد تغيرت القوى والأنظمة والقوانين, والتي اعتبرت انقلاب على الشرعية وأغلقت الحدود, بل ذنبهم أنهم فلسطينيون مرابطون.

فإذا لم تأخذنا بهم رحمة وهم أهلنا, فهل نتوسل لهم الرحمة من غيرنا,أليس جرما أن نوظف آلامهم وشتاتهم وعذاباتهم كورقة رهينة لمعتركنا السياسي القذر, معترك(فيلادلفيا_ كيرم شالوم) ولكي لا اتهم بالكفر والإلحاد السياسي هو معترك(معبر رفح_معبر كرم أبو سالم), وكلها مسميات بحقارتها لاتساوي أنين طفل يلتحف صدر أمه على مدار شهر ونيف ليقيه ضربة الشمس,إن معتركنا خاسر عندما نستثمر عذابات الآلاف الذين يسقط من بينهم يوميا الشهيد تلو الشهيد ونحن القتلة, من اجل فرض الإرادة ونحن بلا إرادة, فهل انتهى المعترك الدموي الداخلي,لنتجه بسعارنا الصراعي الآثم صوب الأبرياء المعذبون العالقون بين الأسلاك الشائكة, كي نقتلهم يوميا وبدم بارد.

من في قلبه رحمة وقد شاهد المرأة التي تهيل وتعفر التراب على رأسها, وقد فقدت فلذة كبدها؟؟؟!!! من بقلبه رحمة وقد شاهد دموع شيوخنا وآبائنا لتفضح كبريائهم وهم يشكون الحاجة ويتوسلون الرحمة؟؟؟!!! رحم الله المروءة وقد استمرئنا الذل والعار والهوان, عناد كافر من اجل إثبات الذات, وانتزاع الشرعية, وإذ بنا ننتزع الأرواح بكل برود, بسبب الإصرار على دخولهم من معبر رفح السيادة!!!! وليموتوا جميعا ولا يعنينا معاناتهم وعذاباتهم, ونتسابق عبر الإعلام الأسود والأصفر,لنلقي بتبعية الجريمة كل على الأخر, ونسوق أشباه الرحمة والحرص على حياتهم, فأصبح من المحرمات وسط هذا التعقيد السياسي والإجرام الوطني حيث أغلق المعبر, أن يمروا عبر بوابة الاحتلال, وكان معبر رفح أصبح رمز سيادة واستقلال وبالأمس كان رمز ذل وخيانة وعار,مع ثبات المعطيات الخارجية, رغم أن قطاع غزة بالكامل يقع تحت قبضة الاحتلال, ورغم أن معبر رفح يعمل وفق((اتفاقية المعبر الدولية)) الذي سبق وان كانت منارة الخيانة , ونطالب الآن بتفعيلها,فمن الصعب أن لم يكن من المستحيل عودة معبر رفح ليعمل بنفس الآلية والحرية,التي سبقت الانقلاب وسيطرة حركة حماس عسكريا على كل مؤسسات القطاع بمافيها المعبر, فبكل بساطة يبرر الطرف العربي قبل الأوروبي غياب السلطة السياسية,فكيف سيعود الأوروبيون كحلقة وصل في الاتفاقية بين الجانب الفلسطيني, والكيان الإسرائيلي, ونحن لانعترف حتى بتلك الاتفاقيات, إنها المأساة بعينها, والعناد القاتل بعينه.

من قال أن احد منا يقبل أن يُمس مناضل أو مجاهد أي سوء, ولكن من الجرم أن نعاقب بإصرارنا آلاف العالقين الذين يعتبروا شبة معتقلين بل أسوء حالا, الذين يتوجب أن يكونوا مظلة آمنة ودرع بشري سياسي لعبور مجموعة من المطلوبين للكيان الصهيوني, فهذا ليس عدلا, وليس كفرا أن يسمح لتلك الآلاف العالقة بان يمروا ,من أي من معابر الجحيم, ومن ثم تسوى لاحقا مصائر المطلوبين, فهل سيكون هؤلاء المناضلين اخطر على الكيان الصهيوني من السيد- سعيد صيام والوفد المرافق له, والذين تم التنسيق لعبورهم بموافقة صهيونية مع الطرف المصري, ومروا من وسط جحافل الموت العالقة بسلام؟؟؟!!!

فكفى عبثا بأرواح العباد ليكونوا بمعاناتهم الصعبة, وقودا لمعتركنا السياسي العقيم, من اجل شرعيات زائفة والاحتلال على مرمى حجر منا, وليعبروا فرارا من شبح المرض والتسول والذل وظلم الغربة , والتشرد بين الحدود وفي شوارع مدينة العريش, لم يذوقوا طعم الأمان, ومهددون بالمرض والأوبئة والمجاعة والموت يحف بهم كفرائس شبه حية من كل حدب وصوب, فما أبشع ظلم الشقيق للشقيق, فلا تطلبوا الرحمة من الجار ولا الصديق, فهل يحق لمسلم أن ينام آمن وابن همه ووطنه ينام في الشوارع كنوم الثعالب بنصف المرعوبة بنصف عين,هل يجوز لمسلم أن ينام متخما شبع صغاره, وابن همه ووطنه يفترسه الجوع والضياع, النساء تنوح والشيوخ تبكي, فو الله الذي لايحلف به باطلا , والذي يمهل ولايهمل, إن دمعة ذلك العجوز الأب, وصرخة تلك العجوز الأم, وانين ذلك الرضيع المحتضر , لهي اشرف واطهر من كل أحلام ممالككم وسلطاتكم الزائفة, إن دمعة أجنتنا وتضورهم في أرحام أمهاتهم, بل واحتضارهم وموتهم كبدا وألما وجوعا في تلك الأرحام, لهي اطهر وأقدس من دولة أفلاطون التي بها تؤمنون,,, كفاكم,, كفاكم ,,,فلتنتظروا سخطا من الله قريب قريب.

أين المروءة , أين الكرامة,أين الرحمة,هل تحجرت الضمائر, وذلك الجزء الحبيب منا خلف الحدود الظالمة, يشتكي ظلم ذوي القربى, الم تحرك في غابات مشاعرنا المتبلدة استشهاد ثلاثة وثلاثون مريض وطفل وشيخ , والله إننا لهالكون,, إننا حتما هالكون, فهل تداعينا لشكواهم بالحمى والسهر,هل نحن مسلمون؟؟؟؟!!! أم نتلذذ بحجة الشرعية التافهة لنقرر مصيرهم, ونتركهم يتضورون جوعا ورعبا ومصيرهم مجهول!!!

فهذا والله ظلم, وقد حرم الله الظلم على نفسه؟؟؟!!! هل نعتبر؟؟؟ ودعانا لعدم التظالم فيما بيننا, فهل ننزل من علياء الإصرار والتطرف الحزبي السياسي,كي نخفض لهؤلاء الأحبة المحتضرون المستغيثون,جناح الذل من الرحمة, ونبادر بالرحمة البشرية كي تشملنا الرحمة الإلهية؟؟؟

فهل كمس الله على قلوبنا وأبصارنا وأفئدتنا وبصيرتنا, كي لانرى الأشياء والمخلوقات ,إلا بما يتوافق مع مصالحنا الحزبية الضيقة وما دونها الطوفان؟؟؟!!!

الرحمة,,, الرحمة,,, فمن لايرحم الخلق, يسقط من رحمة الخالق,,, اتركوا أهلنا يعبروا من بوابات الجحيم, وما تبقى ممن يخشون على حريتهم وحياتهم من الاحتلال الجاثم على صدر وطننا, سيجعل الله لهم مخرجا أمنا.

التضحية,,, التضحية,,, فليس معقولا ولا منطقا أن يبقى الآلاف عالقون بين سماء المعاناة وطارق الظلم, من اجل مجموعة من أبنائهم يعدون على أصابع الأيدي من المناضلين المعرضين لعسف المحتل الغاشم, بل من العدل أن يبادر هؤلاء البواسل وهم شهود من وسط المأساة,أن لايقبلوا بقاء تلك الألوف المؤلفة من البشر,كرهينة وضمانة لمرورهم سالمين, فالتضحية تتطلب إنكار الذات من اجل الآخرين, فهؤلاء بذنبهم مطلوبين والأغلبية لاذنب لهم ليبقوا رهينة عالقين.

فمن الجريمة أن نسيس معاناة تلك الجموع المؤلفة, كي نستخدم معاناتهم وأرواحهم, كأداة رخيصة لإجبار الطرف الآخر بان يفتح المعبر, فلن يكونوا ارحم منا على أهلنا, اللهم إلا إذا راهنا على أن يكونوا ارحم منا وأكثر مروءة وإنسانية, فمن إذن نكون؟ ومن يكونون؟ فهل نطلب من الجلاد أن يكون رحيما؟؟؟ فكيف وقد تحول الرحيم لجلاد؟؟؟

نتضرع إلى الله أن لايطيلها من شدة على أهلنا المرابطون العالقون, ونسال لهم الرحمة والرعاية, ونسأله أن يهدينا سواء السبيل, وان يزيل غشاوة الحقد من قلوبنا وأبصارنا, ونعود برحمتنا وتراحمنا إلى الطريق القويم.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير
- قمة شرم الشيخ بين التقليدية والاختراق
- ** سؤال حماس لدعوى اغتيال عباس **
- متى ياغزة الإجابة ؟؟؟
- المقاومة,, ماضي,,, حاضر ,,, مستقبل ؟؟؟
- الدوامة والمخرج
- الرهان الخاسر والفاتورة الباهظة
- بيوت الرحمن حِصن أمان لا وكر إجرام
- زمام المبادرة الإستراتيجية
- غزة في المزاد العلني قريبا
- د.عزمي بشارة الى أين ؟؟؟
- الشيطان يكمن في التفاصيل
- تهديد (( يهود أولمرت )) على مَحمَل الجَد
- دولة الرؤساء ((لا لمجزرة نهر البارد ))ا


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين