أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - د.عزمي بشارة الى أين ؟؟؟















المزيد.....


د.عزمي بشارة الى أين ؟؟؟


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

وبعد أن هدأت العاصفة ,التي اجتاحت وسائل الإعلام المحلية والعربية والإقليمية والدولية والصهيونية,مابين تضارب تكهنات, تأكيد وتوقع وتشكيك في عودة عزمي بشارة من عدمها, وخرج من ذروة العاصفة,خيار ربما كان من المفروض أن يشكل زوبعة أخرى,ألا وهو قرار السيد عزمي بشارة ,بعدم العودة قرار لارجعة عنه, ففجع له البعض, وطاب صداه للبعض الأخر, وفريق ثالث استنفر ليدعوا بالتضامن مع د.عزمي بشارة في مواجهة الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضده, ومن ثم تلاشت معالم القضية وكأنها زوبعة في فنجان أو حتى لم تكن.

لذا ومن منطلق أهمية هذه القضية, بمفهومها الوطني الشامل, بعيدا عن اختزالها في حرية بشارة الخاصة, فأنني ربما بهذه المقالة البسيطة,اخترق حاجز الصمت, وتقليب المياه التي أُريد لها أن تكون راكدة بعد غليان,هذا من منطلق النظر لعزمي بشارة, كشخصية قيادية, ورمز له رسالته المكلف بها جماهيريا ولم تنتهي بعد, بل له بصماته على مجمل قضية الوسط العربي داخل عمق الكيان السياسي والاجتماعي الإسرائيلي,وما لها من اثر خاص على امتداد الجذور الفلسطينية,حتى لو كانت بخطوط وامتدادات معنوية بشكل عام.

لقد واكب سفر د.عزمي بشارة لخارج الوطن,تهديدات إسرائيلية, وعلى كافة الصعد السياسية والأمنية والقضائية بانسجام تام,علما بان التهم الموجهة إليه,أو المتوقع أن توجه إليه, بالاتصال مع طرف معادي لدولته(بمفهوم المواطنة),كانت تدور رحى المهاترات الضعيفة فيها قبل سفره, وهذا يعني كان بإمكان السلطات القضائية التشريعية,والسياسية الأمنية التنفيذية منعه من السفر,على أساس أن تقدم له لائحة اتهام, وان قال البعض أنهم سمحوا له السفر للعلاج, فكان بإمكانهم علاجه داخل مستشفيات شهد لها بالكفاءة العالية من حيث الإمكانيات والكادر المتخصص , والتقنية التي تناظر مثيلاتها الغربية,داخل الخط الأخضر, وهذا بحد ذاته يطرح العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام, للوقوف عند بواطن الأهداف الإسرائيلية من افتعال زوبعة اكبر من حجم التهديد.

بمعنى: لماذا إثارة الزوبعة وارتفاع وتيرة التهديد والتخويف والتخوين بعد سفر بشارة مباشره؟؟؟؟

وماذ يعني تهديد بشارة من قبل أوساط سياسية وحزبية صهيونية, بأنه إذا عاد فانه سيتعرض للمحاكمة؟؟

وان اعتقد أن الأدلة ضعيفة, فان جهاز الشين بيت سيلفق له التهم ويحيك له مؤامرة تفضي إلى إيداعه السجن؟؟!!!

ونلاحظ أن التهديد ليس بدعوته للعودة وإذا لم يعود ستتخذ سلطات الكيان الإسرائيلي إجراءات تجبره على العودة؟؟؟!!!!

وهذا يعني أن القضية سياسية محضة, وليست قانونية على الإطلاق,ومفادها أن ينفذ عزمي بشارة الأوامر السياسية والأمنية الإسرائيلية بعدم العودة وهذا المطلوب!!!!

ولو افترضنا جدلا , أن القضية قانونية, وبألف علامة تعجب في دولة ديمقراطية تقوم على أركان العدالة والمساواة لكل مواطني الدولة عربا ويهود لأنهم في النهاية يحملون هوية إسرائيلية واحدة ,مع فارق جدلية الانتماء سرا وعلنا, فلو كانت القضية قانونية,لكان من مصلحة الدولة العليا,أن يعطى بشارة تطمينات لاتتجاوز الاستجواب, وليس إثارة زوبعة بنتائج حكم مجهول مؤقتا, وذلك من اجل تسهيل عودته وتقديمه للقضاء في حال اكتمال لائحة اتهام, بعد تجريده من الحصانة الدبلوماسية, في حال وجود ثبوتيات تتداولها المستويات السياسية والأمنية؟؟!!

وبذلك تكون دولة المواطن المتهم, من خلال التحقيق معه كمواطن عادي, وليس استجواب مقيد, فيتكون لديها معلومات مؤكدة تؤدي بالأمن الإسرائيلي,إلى مزيد من المعرفة لتمتين شبكة المناعة الأمنية التي هي عماد الكيان الإسرائيلي!!!!!!

فهذه النقطة المحورية التي تتمركز حول تناقض واضح, تستوجب التوقف, والسؤال الأهم: لو تم الإقرار فعلا كما حدث بان د. عزمي بشارة كان خياره الإبعاد الاختياري وليس الإجباري؟؟!!

فهذا بحد ذاته سابقة خطيرة على مستوى الوسط العربي داخل الكيان والذي يتمتع بحق المواطنة وان كانت اسمية ومنقوصة, وربما هذا هو الهدف النهائي من العملية,لسبب بسيط أن بشارة أصبح يشكل خطرا وصوتا داخليا محركا وصل بفعله إلى خطوط الحرب المعنوية الحمراء من داخل البيت المعمد بالأسرار المحمية بشبكة أمنية وسياسية وإعلامية, ولذلك فان قوانين وقواعد اللعبة الديمقراطية, وحق المواطنة,تحول دون إبعاد مواطن إسرائيلي, وعضو كنيست هو بمسمى العضوية مثل أي وزير إسرائيلي,وكذلك هو رئيس حزب إسرائيلي مرخص ومجاز لخوض الانتخابات التشريعية, بغض النظر عن انتماءه وولاءه الفكري والوطني والقومي,لكننا هنا نتحدث عن قوانين إسرائيلية محضة, فالمواطن إسرائيلي, والحزب إسرائيلي!!!

ولو افترضنا أن قرار عزمي بشارة بعدم العودة, يعني التمرد على القانون والقضاء الإسرائيلي, الذي يحتكم إليه بموجب المواطنة؟؟ فهل هذه هي حقيقة الأمر؟؟ وهل وجوده في أي بلد إقامة مؤقتة أو دائمة يعني لجوء سياسي؟؟؟!!!

وبالتالي هل قبلت دولة المواطنة بطي هذا الملف لمجرد الرضا عن قرار بشارة بالإبعاد الاختياري وعدم العودة؟؟؟!!

ولو فرضنا جدلا عكس ذلك , فهذا يعني أن القضاء الإسرائيلي, سوف يصدر مذكرة إحضار بحق بشارة كمواطن إسرائيلي هارب من القضاء, سواء بواسطة الانتربول الدولي , أو حتى بموجب العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية العربية الناتجة عن اتفاقيات واستحقاقات ملزمة في هذا الشأن, أو حتى بموجب علاقات حميمية أكثر من الناتجة عن اتفاقيات سياسية معلنة؟؟؟!!!

أوليس كذلك من الممكن حسب تاريخ الجريمة الإرهابية لهذه الدولة العبرية إذا ما كانت القضية حقيقية وذات أبعاد إستراتيجية, يمكن أن تحدث عملية قرصنة واختطاف لبشارة أو استدراجه إلى ساحات أوروبية واختطافه وإعادته للدولة العبرية؟؟؟؟!!!!

فهل سترفض حينها تلك الدول تسليمه؟؟ وهل تجيز لهم الاتفاقيات الثنائية أو المعاهدات الدولية, استضافة هارب من عدالة دولة تقيم معهم علاقات دبلوماسية كاملة, إذا ما كان هذا هدفا إسرائيليا حقيقيا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!

وهل ستطلب دولة المواطنة العبرية رسميا من الانتربول التي لاتقيم له وزنا إلا عندما يتعرض أمنها للخطر, لإحضار بشارة حتى لاتكون سابقة لفرار أي مواطن إسرائيلي أخر بغض النظر إن كان يهوديا أو عربيا, ويكون الطلب بناء على لائحة اتهام بحق المواطن عنوانها الخيانة العظمى كما يدعون؟؟ أم تكتفي الدولة العبرية بقراره عدم العودة؟؟؟!!

واضح من خلال غياب أو تغييب هذه القضية عن الأضواء بعد قرار بشارة, والتي سلطت عليها الأضواء الصاخبة قبل عودته كي تحول دونها, فلمصلحة من عدم العودة إن كان الناصح إسرائيليا وعرابي السياسة الصهيونية؟؟

لذا فمن المعقول والأهمية أن نخترق جدار الصمت, ونثير بعض الحركة في المياه الراكدة بل الآسنة, من منطلق معرفتنا بعدو نقارعه منذ أكثر من نصف قرن, وذلك للوصول إلى حقيقة هذا الملف والذي لاننظر إليه من زاوية تداعياته على شخص رغم انه مناضل ومفكر ورمز قيادي, بل من منطلق التداعيات الخطيرة التي تحاك خلف الكواليس الأمنية والسياسية الإسرائيلية, على مستقبل قضية الوسط العربي الاستراتيجي,بل تكمن الأهمية:

كون عزمي بشارة أكثر من مجرد مفكر وكاتب, فوجوده بين مليون ومائتي ألف عربي, لديهم المواطنة الإسرائيلية داخل كيان الدولة العبرية,لم يمنعه من التأليف والكتابة بكامل حريته لإنتاجه الفكري, ليس بسبب النزاهة والقيم العبرية السامية,وإنما على مضض بسبب قواعد اللعبة الديمقراطية,كما تحدث د. عزمي بشارة أن حريته كانت نتاج انتزاعها بأدوات اللعبة الديمقراطية, والتي يعرف جميعنا أنها ليست أكثر من شعار عندما تخرج عن نطاق اليهودية وهي اكبر دولة قمعية تنتهج الإرهاب المنظم!!!

والاهم هنا أن هذا الكيان العربي الأصيل, داخل الكيان الإسرائيلي العنصري, يعتبر شوكة في حلق مشروع التهويد الصهيوني العنصري, بل لا أبالغ إذا ماقلت أن وجود أهلنا داخل مايسمى بالخط الأخضر, يحول دون إصدار دستور لدولة الكيان, والتي تعتبر كدولة مارقة هي الثانية في العالم بعد بريطانيا بلا دستور,مع فارق(ميراث التجربة التاريخية للأولى والأحكام السابقة) وهنا ببساطة سيتطرق الدستور إلى طابع يهودية الدولة, مما يتعارض مع القانون والدستور نفسه بحق المواطنة,لذا لابد لتصفية أو تسوية هذا الوجود العربي المتزايد والمستهدف, وأشياء أخرى حائل لذلك الدستور العنصري لسنا في اهتمام توضيحها هنا, وبالمجمل تتعلق في ترسيم الحدود السياسية والديموغرافية.

لذلك فان د. عزمي بشارة وجوده كرمز سياسي وطني عربي وامتداد فلسطيني, بمفهومنا الوطني العروبي, أو عربي إسرائيلي بمفهوم واقعية المواطنة, له من التداعيات السلبية في حال عدم عودته وهذا القول إنصاف لبشارة, وليس وجوده في الداخل من عدمه سيان!!!

ولأننا تجاوزنا بآلاف السنين, زمن الحروف دون تنقيط, وما لتلك النقاط على الحروف من أهمية في سبر أغوار أي قضية يشوبها الضباب والمجهول, فآثرت أن اجتهد وإياكم لسبر أغوار هذه القضية الهامة, في ظل التسويق الإعلامي الحالي لمبررات عدم العودة بالتهافت الفضائي على استضافة د. عزمي بشارة, من اجل أن يسوق كل بضاعته من خلال نقاط يتركز عليها الحديث مع هذا المناضل والرمز والمفكر الذي يعز علينا إقصاءه اختياريا من قلب المعركة والمقارعة الداخلية, وليس الاهتمام إطلاقا بقضية بشارة عبر الفضائيات لشخصه الوطني الكريم وهذه وجهة نظر ليس إلا؟؟!!!!

بل ما يدفعني إلى الولوج إلى لب القضية, لمحاولة تفسير المُبهم فيها بسيل أسئلة تحتاج لإجابات مقنعة تحترم العقل والوعي السياسي,فان التهمة حسب التسريبات والإشاعات الإعلامية الموجهة لبشارة, هي لقاء قادة من حزب الله في لبنان, والادعاء بأنه مدهم بمعلومات,فلو وجد أدنى ثبوتيات للادعاء , لاعتقل بشارة دون تردد في أجواء الهزيمة الساحقة التي لحقت بالكيان الإسرائيلي في حرب تموز المباركة, ولا اعتقد أن عزمي بشارة سيدعي أو يدعي الطرف المدعي, انه كان في غرفة العمليات المركزية لإدارة تلك المعركة, أو يحمل بندقية على جبهة المواجهة مع العدوان الإسرائيلي؟؟!!! بل ربما كان تأثير بشارة وفق اللعبة الديمقراطية أكثر من حامل البندقية لتأثيره على خلخلة الجبهة الداخلية بالتحريض ضد عدوان, يعتبروه حرب ضد الإرهاب, وسحب لبساط الأهداف المشوهة للحكومة داخل البرلمان السياسي التشريعي الإسرائيلي, بموجب العضوية والحزبية السياسية؟؟!!

التضامن دواعيه وتداعياته:

ومجرد الاتهام بتقديم معلومات, يمكن دحضها بعدم أو حتى استحالة اكتمال الأدلة والثبوتيات التي تتجاوز حد الادعاء, من اجل أهداف مواراة,وإلا لاعتقل بشارة مهما كان لدية من حصانة, تسقطها لائحة الثبوتيات!!!!

إذن أين تكمن الحقيقة؟ علما أنني أول المتضامنين مع المفكر والرمز الوطني والقومي الكبير عزمي بشارة,كما نتضامن مع الطيبي ودراوشة ورائد صلاح, وجميعهم مناضلين, ومناهضين للمشروع الصهيوني ألتهويدي, وربما تعرض يعظهم إلى الضرب والتحقيق والاستجواب وحتى الاعتقال, فجميع العرب والفلسطينيون يتضامنون قلبا وقالبا مع استهداف عزمي بشارة, أو أي نائب عربي وأي رئيس حزب بل وأي عربي من أهلنا المرابطين في مسقط رأسهم منذ تاريخ النكبة, وهم أساسا ورمزية ضمانة استحقاق العودة للجميع.

ولكن السؤال الأهم- ماذا يعني التضامن؟ وماهي أهداف التضامن؟ وما هو جوهر الفعاليات التضامنية؟وهل مفعول التضامن مع عزمي بشارة وهو خارج الوطن, كأهميته وهو داخل الوطن؟

وهل منعته دولته بمفهوم المواطنة من العودة؟؟ وهل أصر على العودة واعتصم على نقاط التماس الحدودية أو التجأ لأطر الفعاليات الديمقراطية الخارجية مطالبا بالعودة الممنوعة عليه؟؟؟؟؟

إذن ماهو عنوان التضامن المطلوب؟؟؟ إن الدولة العبرية تهدده بشكل غير رسمي في حال عودته بالمحاكمة ؟؟!!فهذا يعني أن المطلوب عدم عودته وانتهت المحاكمة؟؟؟ وهذا يعني أن لاوجود لا للوائح اتهام ولا لثبوتيات وأدلة؟؟؟
وان المقصود هو التنغيص عليه كي يتخذ قرار عدم العودة؟؟ ولا تصبح هناك قضية وسابقة كذلك بالتعرض لإبعاد أو اعتقال مواطن دون أدلة؟؟؟ وما تلميحات الشين بيت إلا إفلاس لايفترض أن تهتز له إرادة أصحاب الرسائل المقدسة؟؟!!!

الحقيقة المنطقية التي لايوجد بديل منطقي يدحضها,إن سابقة خيار وقرار د.عزمي بشارة بعدم العودة, هو سقوط لبنة هامة بل ركن أساسي من الكيان العربي المستهدف داخل الكيان العبري, ولأهمية هذا الرمز الفكري والنضالي, يتوقع أن يكون قدوة لغيره وينفرط عقد ذلك التجمع الاستراتيجي مستقبلا, ويخلق انطباع أن هؤلاء العرب يخونون دولة مواطنتهم, لذا تصبح هذه القضية محل مساومة , لإدراجها ضمن التسويات السياسية المستقبلية, سواء مع م.ت.ف , أو وفق صياغة محددة تؤدي الغرض الصهيوني.

والذي يزيد الارتياب من الأهداف الإسرائيلية, وتوافقها مع ماقيل من إغراءات عربية لبشارة وحثه على عدم العودة, بدل التنسيق وضمان عودته, فهذا أمر لايحتاج إلى كثير من التوضيح, فلن تخاطر وتغامر تلك الدول بإحداث أزمات مع الكيان الإسرائيلي, في حال استضافتها لمواطن إسرائيلي(بمفهوم المواطنة) ويكون مطلوب للقضاء, وحتى لم يطلب لا حق لجوء سياسي, ولا تسوية خلافاته مع النظام السياسي الإسرائيلي؟؟؟؟!!!

بل مطالبة إسرائيلية بعدم عودته وليس عودته, فكان وما يزال مرحبا به وغير منبوذ لدى تلك الدول العربية ,بل التضامن يكون له أهداف معلنة وواضحة, مثل التضامن مع القائد مروان البرغوثي والنخبة السياسية الفلسطينية المعتقلة دون مبررات قانونية, مع فارق المواطنة, وكذلك التضامن مع المناضل رائد صلاح الذي يخوض غمار معركة الدفاع عن الحقوق والمقدسات, ويكشف مخططاتهم فيتعرض للاهانات والاعتقالات المتتالية ولا يبنى عليه سجن نتيجة الحملات التضامنية والإعلامية, وهو كذلك رمز وله وضعه السياسي , وغيره من الرموز السياسية الوطنية المرابطة, رغم التهديدات والمؤامرات الصهيونية.

ونقول في البداية والنهاية نعم للتضامن مع المفكر والرمز والقائد الكبير عزمي بشارة, ولكن ماعنوان التضامن؟ وما هو المطلوب؟ إجبار الدولة العبرية على السماح له بالعودة مثلا؟؟ نعم إذا كانت قد أصدرت قرارا بمنعه!!!, للحيلولة دون حياكة مؤامرة ضده من اجل تلفيق وتزوير الحقائق للنيل منه؟؟؟ نعم للتضامن ولكن هنا يكون التضامن ذو جدوى في حال وجوده في الداخل!!!

لقد سبق وان كتبت في بداية الأزمة والتكهنات المتضاربة والمفتعلة من قبل الإعلام الإسرائيلي,مقالة بعنوان((د. عزمي بشار _ من عرب ال67 إلى عرب ال48 )) وضحت فيها خيوط المؤامرة, وان سقوط عزمي بشارة بمعنى الإقصاء الاختياري من الحسابات الديموغرافية والجيو سياسية الإسرائيلية, يعني في فهمهم الصهيوني, سقوط قلاع النخبة وبالتالي يسهل صياغة ما للتخلص من مجموع القاعدة العريضة للمواطنين, الذين لايدينون باليهودية داخل الكيان الصهيوني , وهذه رؤيا لسقف المؤامرة,أضف إلى ذلك أن عزمي بشارة والذي يعرف من أين تُأكَل الكتف, تحت سقف اللعبة الديمقراطية, له من التأثير ماليس لغيره نسبيا, وهو من الفئة الفكرية الأكثر استهدافا إذا ماكان لها صفات قيادية,هذا حسب العرف والإستراتيجية الأيدلوجية الصهيونية الموغلة في العنصرية منذ أزل الصهيونية, لان الفكر عندهم اخطر من السلاح, فلو حمل بشارة سلاحا في مواجهة الدولة العبرية لتم تشريع قتله والسلام,ولكن أن يحمل سلاحا فكريا برفقة الشخصية القيادية والوجود داخل بيت الكيان الغاصب, فهذا الخطر بعينه عندما يقدم على مناهضة مشروعهم بسلاح الديمقراطية, وما لذلك الوجود والفكر والصفة من تأثير مدمر على معنويات الجمهور الإسرائيلي, في حال حرب ساخنة أو باردة مع أعدائهم العرب, لما للحرب النفسية والمعنوية من أهمية في حسم تلك المعارك بتمتين الجبهة الداخلية.

ولو قلنا أن الهدف هو عدم عودة بشارة, سواء بسلاح التهديد والتخويف والتضخيم, أو بواسطة سلاح مساند على الجبهة الأخرى, بحث وتشجيع وإغراءات العرافين بحياة كريمة خارج الوطن,من خلف الكواليس, وفي حال التسليم برضا إسرائيلي عن تحقق هدف الإبعاد, بعيدا عن التضامن العربي والدولي, حيث لم تمنعه الدولة العبرية من العودة, ولم يحكم عليه غيابيا؟؟ بل أثارت بعض الأوساط المعنية والمكلفة امنيا وسياسيا , زوبعتها لتحقيق هدف لاتستطيع أي دولة أن تلوم وتعترض وتحتج على سلوك الدولة العبرية, حتى في حال النية المبيتة لاستجوابه أو التحقيق معه, أو حتى اعتقاله في حال عودته فهو عضو في الكنيست الإسرائيلي, ومواطن بالمفهوم القانوني, بعيدا عن النقاش العاطفي الانفعالي, وهذا يعني انه هو من قرر الإبعاد أو الابتعاد, خشية من تعرض القضاء له بمفهومهم أمام العالم.

وطالما لم يلوح في الأفق غير هذه الجدلية المنطقية, نقول بمحبة وخلفها مليون علامة استفهام-- إلى أين يادكتور عزمي بشارة؟؟؟

فإذا خسرناه كرمز وطني فاعل داخل ارض المعركة السياسية,لما لهذا الجانب من رسالة اجتماعية وسياسية واقتصادية مصيرية وهامة للوسط العربي داخل الكيان, وللامتداد الفلسطيني,, الممتد على طول وعرض الوطن.

فهل سيستطيع كمفكر وعبقري من نشر أفكاره التي عهدناها ونحترمها, داخل كيانات المنظومة العربية الرسمية دون تلوثها بسموم محددات العلاقات السلمية البغيضة؟؟؟؟!!!

وحقيقة الأمر أن الوهم الديمقراطي الفكري, واجتياز الخطوط الحمراء المسموح بها داخل تلك المنظومة ذات الخيار الاستراتيجي الأوحد للسلام, هو بعينه ذروة العبث الاعتقادي, فان لم يصبح بشارة بفكره منظر لسياسة هذه الدولة أو تلك, أو على الأقل مغازلا ومتناغما مع حدودها ومحدداتها, فلن يطول الترحاب به تحت مليون ذريعة واهية!!!!

ولا اخفي بأنني ومن منطلق وطني شامل أنني من أصحاب مدرسة العودة مهما كانت الادعاءات والتداعيات, لرمز قبل أن نطالبه بالعودة كشخص عزيز على وطننا, فإنني أتشوف من خلال المعطيات السياسية المستقبل الذي ينتظر, مفكرنا الكبير بشارة, انه مستقبل أي مفكر حر سيبحث عن وطن لحرية فكره,مع فارق المواطنة العربية, فالمفكر العربي الحر الذي لايتماشى مع سياسات دولته, يتعرض للضغط والاضطهاد والابتزاز والقمع والاعتقال, فما بالنا بضيف مطلوب منه احترام حدود الضيافة, والتحليق وفق ترخيص الإقلاع العربي في سماء يحدد مسبقا خط الطيران فيها ذهابا وإيابا,ضيف يكون مطلوب منه التغريد داخل السرب وإلا انتهت الضيافة والزيارة.

ومن المهم ذكره أنني هنا لا اقصد الدول فقط التي تربطها علاقات سياسية أو اقتصادية مع الكيان الإسرائيلي من فوق الطاولة أو من تحتها,وإنما كذلك الدول التي مازالت تتبنى أيدلوجية العداء للعدو الصهيوني, لان تلك الدول كذلك تفتح العديد من جبهات الصراع السياسية مع الآخرين غير الكيان الإسرائيلي , والتي يتناولها مثل مفكرنا المثقف العربي الكبير عزمي بشارة, فلكل أيدلوجية سواء مسالمة أو معادية ولها جبهات صراع أخرى, لها استحقاقاتها.

ويبقى المفكر الوطني الحر رهبن الموائمة والتوازن الصراعي, لإرضاء ضميره والأمانة الوطنية والتاريخية, وإغضاب مضيفه, أو بالمقابل إسقاط مبادئه وثوابته وإرضاء المضيف , خياران كلاهما مر,وهذا ما أراه أن د.عزمي بشارة إما سيضطر للتغريد داخل السرب عندها أهلا به بعيدا عن أهله وقضيته الداخلية, أو سيقرر خياره بحرية وفق المعطيات القمعية الموجودة ويختار التغريد خارج السرب في أفق أكثر رحابة وحرية, عندها ستسقط كل أقنعة المجاملة وتزول غشاوة المؤامرة, ويصبح الباب أمامه مواربا للإبعاد الاختياري من جديد, ليتجه صوب بوابة كتب عليها((تمنياتنا رحلة موفقة والسلامة للمغادرين)), وبالتالي فان الحضن البريطاني والفرنسي , الأوروبي والغربي فهذا فضاء شبه لنا انه أكثر رحابة , أولى به حيث الحرية المطلقة, حرية حديث وفكر حتى الثمالة, ولكن بعيدا عن كونه رمزا وقائدا سياسيا فعليا, لان الحضن السياسي هناك لقوى المعارضة تكون ضد أنظمة عربية بموجب الحرية, أما معارضة وحكومات منفى فعلي ضد الكيان الأيدلوجي والسياسي الصهيوني فهذا مشكوك به, ويبقى المسموح ضمن الخطوط الوهمية الغربية التي لاترى بالعين المجردة السياسية, إن للمفكرين حرية في الطرح والارتزاق بعيدا عن لعنة دحرجة كرة معاداة السامية, والإرهاب, فالقوى الصهيونية الأمريكية واليهودية بالمرصاد, لذا فمن المشكوك به أن يحظى بضمانة الحرية المطلقة خاصة إذا ماكانت تلك الحرية موجهة للكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.

لكل ذلك نتضامن عقلا وفكرا وروحا مع الأخ الرمز المفكر الوطني العزيز عزمي بشارة , ونقول بحرية ماكان يجب التسرع في اتخاذ قرار الإبعاد الاختياري, ونعم للعودة في هذا الوقت والتي لن تتوفر بغير شروط مهينة في المستقبل, كزائر غريب,متمنيين له ولأسرته الكريمة التوفيق والسلامة من كل سوء, عدو ظاهر خطير وعدو باطن اخطر,

والعرين الذي أنجب بشارة كفيل بإنجاب البشارة تلو البشارة... فوداعا أخينا المناضل د.عزمي بشارة.




#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان يكمن في التفاصيل
- تهديد (( يهود أولمرت )) على مَحمَل الجَد
- دولة الرؤساء ((لا لمجزرة نهر البارد ))ا
- العين الساهرة ((عظيمة يامصر))ا
- احذروا دعوة نتنياهو_ قطع الكهرباء ((1))ي
- إسرائيل وسباعية اختزال الصراع
- مبادرة قبل الطوفان - جبهة إنقاذ شعبية
- الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة
- ((حرب تموز))نهج وفكر يفضي لزوال إسرائيل
- منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - د.عزمي بشارة الى أين ؟؟؟