أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعيد موسى - منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!















المزيد.....


منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


((مابين السطور))

مثلت قناة الجزيرة الفضائية طفرة في فضاء الإعلام, وتجاوزت حدود القضايا العربية,مرورا بالقضايا الإقليمية,وصولا بتغطية منقطعة النظير لأهم الأفراح والأتراح الدولية,بل شكلت انطلاقة للتحرر من دهاليز الظلام التي تنتهجها الأنظمة السياسية العربية والدولية ((الدكتوقراطية)),فأصبحت بلا منافس العين الساهرة لتسلط الأشعة (التحت حمراء) على الديمقراطيات المبطنة بالقمع والقهر وتكميم الأفواه, وأطلقت صرخة مدوية في فضاء الإعلام المقزم,فسلبت جزءا رئيسيا من سيادة الدول,تلك السيادة التي استخدمت الإعلام للتغطية على تفردها بتزوير الأوضاع الداخلية , والأحداث الخارجية في اكبر عملية تضليل للتغذية الوطنية العكسية,فحررت العقول والوعي من قبضة أباطرة الكذب والتضليل,فجعلت منبرها الحر منطلقا(امميا) وما احمل سيمفونية شعارها(منبر من لامنبر له) وكأنها قوة إعلامية عظمى,يفترض أن تقف خلفها قوة عسكرية وسياسية عظمى,حين ترفع شعار التحدي لمن انغلقوا على أنفسهم عمدا لإخفاء تسلطهم واضطهادهم لشعوبهم, ولمن اضطهد وقمع بعنصرية من لايدينون بأيدلوجياتهم السياسية والطائفية, اخترقت قناة الجزيرة الحدود السياسية والاقتصادية والأمنية القارية,فاستحقت منا وصفها (بالفضائية الباليستية) العابرة للحدود والقارات متفادية ببساطة ساحرة كل أنظمتها الرادارية, وبالتالي أنظمتها الدفاعية,لتفجر كل مناجم الفساد والإجرام والظلام الباطنية,بل تبنت حرية من نوع تحار له الألباب البشرية للجمع بين التناقضات كإحدى مراسيم العبقرية والإعجاز والخوارق الإعلامية,لدرجة فضح كل من يرتمي بحضن الهيمنة الأمريكية,والغطرسة الصهيونية, ,الذي يخال للبعض أنها جامعة أممية لكل الثورات الاجتماعية والسياسية والعلمية,على طريق التحرر من عصور الظلام والعهود الحجرية والطباشيرية , فانعم وأكرم بمنبر الأحرار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فتبنت بجدارة أجندة عملية لتوظف إمكانياتها المهولة, وخبرائها العظام,كي تصبح منبر من لامنبر له, وعين على حقيقة المستور من الأوضاع الداخلية للدولة الهدف تحت المجهر السياسي,فتفسح المجال للمعارضة الداخلية لتقول كلمتها, وتكشف عورة أنظمتها, وبالتالي أصبحت الدول التي حلت عليها لعنة عملاق الجزيرة بتوجيهات سادتها وجنودها المالكين والمجهولين, فتحسب للجزيرة الفضائية ألف حساب بفعل أشعتها(التحت بنفسجية) بل وتستنفر لحركة مراسليها ومندوبيها الأجهزة الاستخبارية للدولة الهدف, على اعتبار أنها دولة عظمى أثيرية وليست مجرد كاميرا فضائية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

بل للجزيرة الفضائية أجندة أكثر نفاذا وسطوة,حين تفسح المجال للشعوب العربية والإسلامية من شتى بقاع المعمورة,كي يعبروا عن آرائهم بحرية عند تناول قضية معينة,في دولة معينة, وتزيد أو تنقص الرقابة ووتيرة الممنوع والمسموح من القول حسب ارتضاء أو تمرد الدولة الهدف على سياسة وحرية الجزيرة في النفاذ لحدود الممنوع,فلا ممنوع ولا محرمات أمام هذا الطوفان الإعلامي الحر, وعليه تفتح أبواب الجحيم على حكومة الدولة الهدف, وربما تتدفق موجات النعيم على دولة أخرى بعيدا عن شرعية سلوكها وسياساتها ,حسب تقديم قضية تلك الدولة وفق هالة معينة وحسب ؟؟؟!!!!

بل أدارت الجزيرة الفضائية اكبر استعراضات حلبات المصارعة السياسية من الوزن الثقيل, وذلك بأجندتها المسماة(الاتجاه المعاكس) وما لهذه الحلبة من جماهير تنتظر بفارغ الصبر إدارة تلك المعارك الدموية الإعلامية تحت شعار الحريات المطلقة,لتنفس تلك الجماهير بأسلوب الفرجة والتشجيع عن همومها,وحتى المتربصون ممن يسكنون الظلمات ويسترقون السمع كي يتعرفوا على الأحشاء السياسية للمتصارعين والممثلين لسياسة دولهم ,فهذه كذلك فرصة ذهبية لهم, حيث يختار كل نظام مدعو للمنازلة ابرع وامهر مصارعيه السياسيين وتسليحهم بالزاد والزواد لرحلة الذهاب أملا بالنصر في جولة تحدي إعلامي مفتوح ولا أقول مفضوح,لاحدود أخلاقية له في مواجهة خصوم المعارضة الداخلية والخارجية, وتقوم الجزيرة باختيار خيرة خبرائها المحنكين والمؤهلين لإدارة تلك المصارعة السياسية الشيقة,فتكون مهمته الحفاظ على لهيب المعركة بالتأليب والتحريض والاستفزاز تارة,وبترجيح كفة احد المختصمين عن عمد تارة أخرى,فحين يتلقى طرف ضربة قوية يهب مدير البورصة الإعلامية ليهون عليه خسارته ويستخدم كل احجياته وطلاسم رادارا ته ليرفع رصيده ,بعد أن اقترب الخصم من التفكير في تسديد اللكمة القاضية فيحدث التوازن المطلوب, وتعود كرة الصراع التي قد تصل في درجات وتيرتها صعودا وهبوطا مابين كظم الغيظ والانفلات بهستيريا التهديد والوعيد, وجلبة برطم الأكف بالطاولة نصف المستديرة الفولاذية,أو حتى بالسباب والصياح وفي أبشع صورها بالانسحاب والطلاق ثم الارتداد, وفي المحصلة الجزيرة وآخرين غالب والمتخاصمين هم الخاسرين,بنشر غسيلهم القذر وانفلات ألسنتهم بالمحظور الخطر,فانعم وأكرم بمنبر الأحرار!!!!!

فاستطاعت فضائية الجزيرة غزو سيادة الدول المارقة حسب تصنيفها للمتمرد على الخضوع للهيمنة والتطفل الإعلامي حسب وصف وتصنيف المتنكر والمكابر والمتصدي لطوفان الهجمة الإعلامية,فاخترقت منظومات الدفاع السياسي, واجتازت حقول ألغام العراقيل, ولهذا النفوذ بالتأكيد سر اكبر من فهمنا, أو ربما كرامات سياسية هي لعنة على الأنظمة الشيطانية!!!!

فمهما تحدثت وفق المنهج الوصفي, فالوصف اكبر من اختزال فعاليات الجزيرة في سطور متواضعة,لكن الأهم من كل ذلك هو مابين السطور, وحقيقة المنبر والمجهر الإعلامي, الذي اقل مايقال فيه , ثورة إعلامية على ممالك الظلام, ونهضة في عالم الوعي الذي تعرض إلى التجهيل والتضليل والتدجيل والتدليس والغسيل!!!

وعليه فليس من الغرابة أن تتعرض الجزيرة الفضائية أحيانا لهجمة شرسة, تتراوح مابين اعتقال مراسليها, وإقفال مكاتبها, ومصادرة موادها الإعلامية المحرجة للدول العربية الهدف, بل المثير للإعجاب عندما تتمرد فضائية الجزيرة على المحرمات الدولية عامة, وحدود المسموح به أمريكيا خاصة, لدرجة أن (البنتاجون) يوصي بقصف موقع الجزيرة, الذي لايعلم أحدا حقيقة موقعه الجغرافي بشكل واضح باستثناء بعض المكاتب الإدارية في الدوحة, وربما قصور المجهر عن ترسيم نفسه جعل من القيل والقال كثيرا ووصل أحيانا لدرجة التهويل والتشكيك بان الخلية الفعلية للفضائية تدار من على ظهر بارجة حربية في محيط مثلث برمودة أو من داخل كهوف جبال المسيخ الدجال, وما المكاتب التي تدار فيها بعض الحوارات سوى استوديوهات صغيرة لاتمثل الصورة الحقيقية للفضائية العملاقة بتجهيزاتها التكنولوجية الضخمة وأرشيفها العريض, وجيش خبرائها المكدسين,ليهمس احدهم بأذن الأخر ذهب للدوحة ضمن وفد رياضي,ويزور مكاتب الجزيرة ويقول من السخافة أن اصدق بان المكاتب التي دخلتها هي مايسمى بفضائية الجزيرة, وبالطبع هذا هراء من السخف أن نعيره أدنى اهتمام ونضيع أوقاتنا في سماع هرطقات المجهول لشيء معلوم, وربما يحتاج الأمر حقيقة لتسليط الأشعة(التحت حمراء) بشفافية على جسد وتفاصيل الإعجاز الإعلامي لقناة الجزيرة,لقطع الطريق على من أرادوا الاستخفاف بعقولنا,وتشويه هذا المنبر الحر والمجهر المؤثر!!!!!

هل نحن في حلم أم في علم, فلقد أصبح ملايين العرب والمسلمين مفتونين بهذا المهدي الإعلامي المحمي, بفعل القوى الخفية لآلهة شمس الحقيقة!!!!

الدوحة تحت المجهر :

لذا ومن منطلق المصداقية كشعار منبر من لامنبر له,فالجزيرة مدعوة لتسليط أشعتها التحت حمراء على الدولة الأم(قطر) أو الأم بالتبني, لتناول حقيقة ودواعي وتداعيات العلاقات الصهيونية القطرية وسر التطبيع المبهر مع الكيان الإسرائيلي المسخ!!!

فلم يعد بخافي على احد العلاقات الحميمة الإسرائيلية_القطرية, والمتطورة من السرية للعلنية, ومن التجارية إلى السياسية, ومن العلاقات العامة إلى العلاقات الدبلوماسية, وما يثير دهشة الكثيرون غياب هذا المنبر الحر عن تسليط الضوء على الساحة القطرية,من حيث القواعد العسكرية الأمريكية الجاثمة على مياهها وأراضيها, بل وطبيعة شركات الاستثمار التجارية الصهيونية, لان جهاز(الموساد) الإسرائيلي يتستر دائما بالشركات التجارية والمؤسسة الاقتصادية والشركات السياحية بالخارج.

فمطلوب أن تكون فضائية الجزيرة أن تكون قدوة لترجمة شعاراتها, لمزيد من المصداقية, ألا يوجد بالدوحة معارضة سياسية؟؟؟ ألا توجد أحزاب وجماعات لها أيدلوجيات معارضة ومخافة للنهج السياسي القطري؟؟؟ أم أن قطر التي تبحث لها عن دور في معادلة الصراع ومعادلة السلام هي النموذج للجمهورية الأفلاطونية والرشيدة؟؟؟؟

فدعوة لانطلاق الديمقراطية والحرية , من بلد المنشأ الإعلامي, وبنفس الزخم والقوة التي تتناول بها القضايا العربية عامة, والهموم المصرية السعودية الأردنية اللبنانية خاصة, لتفتح أبواب النعيم الإعلامي وحتى لو تحول إلى جحيم النقد والتحليل خير من القفز والتجهيل والتضليل,فلتكن الجزيرة منبرا حرا للقطريين أولا ولدول الخليج العربي ثانيا وللأمتين العربية والإسلامية كذلك لتقول كلمتها بأمانة وحرية حول تلك العلاقة المميزة بين الشقيقة قطر والكيان الإسرائيلي بكل التفاصيل!!!!

ويحق لي كمواطن يعتبر الجزيرة منبره الفسيح, أن يشارك بهذه الكلمات, على اعتبار استجابة فضائية الجزيرة لهذا النداء الوطني, فربما لايسعفني الحظ لالتقاط الخط الهاتفي لأتحدث من فلسطين, كمن سيتحدث من لندن ومصر والأردن والسعودية بهذه المداخلة متحررا من النفاق النظامي الرسمي والدبلوماسية الخاضعة للجم بفعل المعونات الاقتصادية المغمسة بالهرولة المحمومة, والاندفاع اللامبرر في صياغة العلاقات السياسية بين الدوحة وتل أبيب, وأخشى أن يصبح بين الدوحة والقدس, طالما أصبحت محرمات الأمس وموبقاته في عداد خبر كان لتصبح مفاخر وشرف أنظمة هجمة وساطة السلام الرخيص!!!!

انهيار الثكنات الخلفية قبل سقوط القلاع الأمامية:

قد نتفهم دون أن نبارك إقدام جمهورية مصر العربية على عقد اتفاقية صلح منفرد مع الكيان الإسرائيلي, وهذا لايعني أن اتفاقية(كامب ديفيد) جلبت على مصر الفخر والاستقرار ,بل على العكس حيث تراجع الدور المصري الريادي إلى أدنى مستوياته, وجلبت على الكل العربي الفرقة والشتات, لكن التفهم بعيدا عن جدلية الموافقة والتنكر,يعني أن مصر خاضت برجالها وعتادها المعركة تلو الأخرى وقدمت من رجالها عشرات الآلاف من الشهداء, ومن اقتصادها الهش ماطال قوت البسطاء والفقراء, وفي المحصلة استعادوا أرضهم المحتلة من أيدي الغاصبين الأعداء,رغم الاستعادة المنقوصة السيادة, فمازالت مصر بالنسبة للكيان الإسرائيلي دولة جوار وجبهة ملبدة بالمجهول في ظل رفض الشعب المصري الحبيب لكل أوجه التطبيع المهين والسلام المشروط, ورغم وصف الكثيرين بان جبهة بالأمس كانت حبل خناق أصبحت اليوم طوق نجاة, إلا أن الحقيقة ورغم مرور عشرات السنين على اتفاقياتها مع الكيان الإسرائيلي, مازالت في الفقه الاستراتيجي الصهيوني العلني دولة معادية, وفي الادعاء التكتيكي جبهة سلام ودولة حياد, ومازالت تتعرض مصر إلى أشرس نشاطات التجسس الاستخباري الإسرائيلي,على كل نشاط مصري تنموي بشري أو صناعي أو امني, ومازال الرئيس المصري يرفض قطعيا زيارة الكيان الإسرائيلي, ولا تتوانى المنابر السياسية الرسمية والمعارضة من توجيه الانتقاد الساخن إلى السلوك الصهيوني الدموي حتى وان ادعى البعض أن ذلك من منطلق رفع العتب أو الإحراج الذي يسببه السلوك الصهيوني لمصر على اعتبار أنها دولة تربطها اتفاقيات مكبلة لسلوكها السياسي!!!!

وقد نتفهم, نرفض أو نقبل إقدام المملكة الأردنية على عقد صلح منفرد مع الكيان الإسرائيلي, وهذا لايعني أن اتفاقية(وادي عربه) جلب على الوضع الأردني الاستقرار والازدهار والرخاء, بل هي في التاريخ الأردني بالمفهوم القومي البائد طعنة ووصمة عار, بل جعلت من الأردن رغم الاستعادة المنقوصة السيادة للأرض المحتلة, بلدا عربيا محايدا ووسيطا في معادلة الصراع, لكن الأردن كانت أطول جبهة للقتال مع العدو الصهيوني خلال حروب الهزيمة السابقة, واعتبرها الفدائيون جبهة إستراتيجية لانطلاق عملياتهم التي نجح بعض منها ,بغض النظر عن سلوك النظام تجاه المقاومة,إلا أنها كانت إحدى دول حبل الخناق على الكيان الغاصب وسقط لها الشهداء,حتى أصبحت فيما بعد جبهة طوق نجاة, وحتى رغم اتفاقية وادي عربة فمازالت الأردن في الفقه الصهيوني ورقة(الوطن البديل) حيث يوجد بها الأغلبية الساحقة للاجئين الفلسطينيون,ومازالت بها حركة معارضة معلنة من قبل الإخوان المسلمون والقوميون,كما مصر بها حركات المعارضة من أحزاب وجماعات تعلن عن نفسها بقوة كمعارضة للتطبيع ولعل قناة الجزيرة الفضائية سلطت الضوء على كل سنتمتر من سياسات تلك الأحزاب والجماعات وأي صوت معارض لدرجة الاصطدام مع السلطة المصرية والأردنية كذلك,أليس لأنها منبر حرية, أم استهداف عدواني موجه لتلك الدول بتوصية آلهة شمس الحقيقة الخفية؟؟؟!!!!

قد نتفهم, سواء وافق البعض أو رفض الطرح, إقدام منظمة التحرير الفلسطينية, على توقيع اتفاقيات أوسلو,ومعلوم أن الفلسطينيون يمثلون نواة الجبهات القتالية, وجزء رئيس وفاعل لترفد جبهات الخناق بعوامل القوة عند ملامسة المقتل الصهيوني(الجبهة الداخلية) بل يعتبر الفلسطينيون ولا مجال للمجادلة في ذلك العصا الغليظة في دواليب الزحف الامبريالي الصهيوني صوب احتلال الأرض العربية, وأكثر من ذلك هم الجبهة الفولاذية المانعة لاندثار وانقراض الكرامة العربية, لان الفعل الفلسطيني ببساطة شديدة يستمد قوته وزخمه من القاعدة الشعبية العريضة عربيا وإسلاميا على غير رغبة الأنظمة الرسمية,فعندما غاصت تلك القلاع العربية الأمامية في رمال الاتفاقيات المتحركة ووحل الاتفاقيات المنفردة متجاوزين بغباء سياسي وتبعية مخزية,لعدم الانتظار لحل القضية الفلسطينية كصراع أساسي مع العدو الصهيوني, وأعلنوا عن إنهاء حالة الصراع العربي الإسرائيلي واهمين بان اتفاقياتهم مع الكيان الإسرائيلي هي البداية الأفضل من اجل حلحلة مسار التحرير للفلسطينيين,فلم يعد للمقاومة على أراضيها موطئ قدم شرعي وفقا لدستور الاتفاقيات, بل تم ملاحقة المقاومة الفلسطينية القوية في أقوى معاقلها الموجعة للكيان الصهيوني, وتآمروا عليها وأخرجت من محيطها الحيوي الاستراتيجي المتاخم للوطن الأم فلسطين, وتسابق المتآمرون ليدفعوا المقاومة الفلسطينية على مضض إلى بلاد المنفى البعيدة , والمخطط كان اكبر من اتقاء شر المقاومة على أنظمة الردة وإحراجها, بل كانت مرحلة تجهيز ساخنة لتجهيز المناخ لخيار بات وحيدا, ألا وهو عقد اتفاقيات وهمية واسمية مع الفلسطينيون ليخلصوا من هم اسمه فلسطين, واعتقد انه لا داعي لان اذكر انه رغم تلك الاتفاقيات الهزيلة(اوسلوا) وما تبعها من ذيول الاتفاق أنها لم توقف العطاء والتضحية والمقاومة الفلسطينية للحظة واحدة, لان التذكير يعني استنطاق التاريخ لحقبة من الشرف عفا عليها الزمن, ومازال زخم المقاومة في تصاعد مما يتعس أنظمة الردة العربية, بل فان الهجوم يتطور ليحدث إرباكا مؤثرا على الساحة السياسية الإسرائيلية, فلم تتوقف البندقية الفلسطينية عن العطاء, ولا حتى الجبهات الدبلوماسية والسياسية عن مقارعة المحتل إلى وقتنا هذا, رغم المؤامرة الوافد على ثقافتنا والتي استهدفت النيل من صمام أمان وحدتنا, وقد أبلت الجزيرة الفضائية بلاء حسنا في نقل لأحداث السياسية والفتنة العارضة على الساحة الفلسطينية, بل كانت الجزيرة على حق منبر من لامنبر له, وحتى أنها كانت منبر لصاحب المنبر القطري ليشكك ويسب ويشتم بحرية, فلم يزل ذاك الصوت المشبوه يتردد صداه عندما هرع الفلسطينيون للمملكة العربية السعودية من اجل تضميد الجرح الفلسطيني,فكان نعيق رجل كنت للأسف شديد الإعجاب بأفكاره لكنني صدمت عندما صرح في وسط رحلة الذهاب للصفاء بتصريح شاذ ونكرة,هو المثقف الذي خرج عن طوره/ محمد المسفر وقال((حتى ينجح اتفاق مكة يجب طرد الشيطان / محمد دحلان من ذلك التجمع وقد استحى الأخوة الفرقاء من قولها!!!)) ففجعنا بصوت الفرقة في وسط عاصفة الاتفاق, لكنها الحرية, فانعم وأكرم بمنبر من هو صاحب المنبر!!!

ولعل شيخنا الجليل / القرضاوي الذي نحترمه ونجله اعترض على مصافحة القادة الفلسطينيين للصهاينة بعد اجتماع الأخ الرئيس/ محمود عباس مع خصمه في الصراع المختزل (فلسطيني إسرائيلي) ليقول أعجب لمن يضعوا يدهم في يد الصهاينة ويختلفون مع أنفسهم, ولا عجب في إعطاء الحرية تنفيذا لشعار تجاوز من ليس له منبر إلى من هو صاحب المنبر, والكثير الكثير, وهذا شيء يسعدنا طالما انطلق من حرص وغيرة وطنية!!!!
وهنا سؤال كبير يطرح نفسه, عندما تكون قطر كإحدى الثكنات الخلفية الرافدة للقلاع الأمامية المتهاوية وللجبهة الفلسطينية الصلبة, في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي الذي يحلوا للبعض تسويق انتهاء هذا الصراع وهما, لان هذه المعادلة انتهت مؤقتا بشكل الاختزال على مستوى الأنظمة الرسمية الساقطة,أما على مستوى إرادة الشعوب المصادرة والمقموعة فان هذا الصراع باق مابقي العدوان:

*هل تتفضل الفضائية القطرية لإشراك الجماهير الممتدة من المحيط إلى الخليج لإبداء آرائهم بحرية في العلاقات القطرية الصهيونية؟

*وماهو الداعي لهذا التوقيت للإعلان عن حقيقة وحميمية تلك العلاقات؟

ورغم أن الدوحة لاحبل خناق ولم توقع بموجب هدنة على اتفاق,ولم تتحرك آلياتها العسكرية, ولم يسقط لها الشهداء, فإننا جاحدين إن أنكرنا تعاطفها ودعمها للقضية الفلسطينية بنزاهة ورضا المحتل الصهيوني إلى وقتنا هذا, بل وربما أن العلنية في العلاقات والتي أصبح البعض يتغنى بها وكأنها شرف, والعار في السرية!!! هو مادفع إعلام العدو الصهيوني لفضح المستور عندما دارت حرب تموز المباركة وبدأ القصف المركز لعمالقة الوعد الصادق وأبطال تبديد الوهم, أثناء وجود وزير قطري وأسرته الكريمة للاستجمام في تل أبيب , فترك ارض ((اللبن والعسل)) كما هجرة المستوطنين, أعربت وسائل الإعلام الصهيونية عن دهشتها لإنكار ذلك الوزير بوجوده في أحضان الحبيبة ((تل أبيب)) ودفن الخبر رغم الضجة الصهيونية, ومعهم حق من قدم إليهم بعلاقة فاقت علاقات المتحاربين الأساسيين,الذين يقيمون علاقات على استحياء إعلاني, وينكر المندفع المتطوع حميميته فحقهم يسخطوا ويستهجنوا الإنكار؟؟؟!!!

وحيث أنني مواطن يؤمن بحرية منبر الجزيرة ولا منبر له بحجمها,فحريتي في التساؤل حول تلك العلاقات العلنية المبهمة!!! ولم اسمع شيخنا الجليل القرضاوي, ولا أستاذنا الكريم/ المسفر يحتج ويتهجم بشكل ديمقراطي حر على مصافحة واحتضان القادة الصهاينة لأعلى قيادة في قط؟ سواء في الدوحة أو تل أبيب؟؟ وهذا ليس نقد بقدر ماهو مطلب لتسليط الضوء على ذلك الجزء الصغير من وطننا العربي الكبير في موقعه على خارطة الحرب والسلام مع الكيان الصهيوني؟؟!!
نعم وأكثر من ذلك النابع من جهلنا الغير مبرر عن طبيعة الحياة السياسية الديمقراطية في قطر, من حيث الموالي والمعارض,فقطر أصبحت منبرا إعلاميا واقتصاديا عملاقا, من حقنا تسليط الضوء على كل نشاك اجتماعي وسياسي وامني فيها,رغم أنها حرمت من اخذ الدور الذي يليق بمكانتها سواء على مستوى الوساطة لحل الأزمات العربية الداخلية, أو حتى على مستوى الوساطة وتقريب وجهات النظر في إحلال السلام الإسرائيلي الفلسطيني؟؟ فماهي الأسباب الكامنة وراء هذا الإخفاق؟؟؟
ولمصلحة من عدم قبول بدور فاعل لها على الساحة السياسية؟؟

وفي نهاية مقالتي المتواضعة والتي أتت على مايرد في أذهان الملايين من أسئلة تحتاج إلى إجابات, فليس عدلا لمصلحة الشعب القطري أولا, ولمصلحة الشعب العربي كذلك أن تحرم قطر من بركة مصداقية وشفافية وقوة أشعة اكس الإعلامية لفضائية الجزيرة التي نعتز بها.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**
- **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!
- الدولة والاستقلال في فضاء المؤامرة, التبعية, الاحتلال؟؟
- دستور هر تسل الدموي ينفذ بيد اولمرت؟؟
- مصير صدام((نفي أم إعدام )) ؟؟
- المواجهة القادمة والاحتلال الحدودي
- نصيحة من القلب إلى رفاق الدرب
- عوامل النجاح والفشل: للدور السياسي القطري البديل ؟؟


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعيد موسى - منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!