سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 10:41
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
لست من دعاة إطلاق سراح الأسير الصهيوني(جلعاد شاليط) دون ثمن, وثمن يتناسب وحجم العملية الفدائية البطلة(الوهم المتبدد), فلنا أسرى هم أغلى واعز من كل بني صهيون, لنا أسرى يكابدون الألم وقهر الجلاد, لنا أسرى يقارعون الغاصب ومخابراته وجها لوجه, يتصدون لمخططات الشين بيت بمحاولة إذلال العمالقة, وتفريغهم من معتقداتهم النضالية كلما أشرقت الشمس وغربت, والنتيجة حصيلة عقود متراكمة من محاولاتهم البائسة الإجرامية, والتفنن في محاولة إذلال وتدمير معنويات قاهري باستيلاتهم, ان الكف الفلسطيني ناطح المخرز الصهيوني بعناد الأبطال, ودشنت محاولاتهم في مستنقع وحل الفشل الذر يع.
لنا أسرى كرام وأسيرات ماجدات وأطفال قفزوا فوق العمر الزمني ليلتحقوا بميدان العطاء والانتماء, هؤلاء قابعون في عرين الشرف, لكن الأحرار المرابطين والقابضين على جمر حرية الوطن وهانت عليهم حرياتهم, لم يقبعوا هناك ليلقوا حتفهم الأبدي, بل من حقهم أن ننثر إليهم الأمل وينتظرون فرسان التحرير, كي يحرروهم رغم كيد المعتدي.
لنا أسرى وكنت منهم في اسري الضيق, وأرابط الان مع المرابطون في الأسر الكبير, اشعر بأنفاسهم وكبريائهم, عندما يتوارد إلى عرينهم الصامد بشرى التحرير, فالأسر رغم البطولة والفداء قهر, تنبعث دماء الأمل في أوردتهم عندما تصلهم أخبار البطولة وتعم بينهم أمال التحرير, وتصلهم رسالة هي بمثابة غذاء الروح لأرواح الفداء والوفاء, إننا لم ولن ننساهم, وسحقا لمن نسيهم أو ينساهم.
المجد للقابضين على الجمر في معترك التفاوض, من اجل تحرير اكبر عدد ممكن من أسرانا البواسل, وفي مقدمتهم المرضى والأسيرات والأطفال, بوركت الأيادي صانعة فجر النصر والحرية من الأحرار للأحرار.
لكنني ومنذ بداية العملية البطلة ما كَل قلمي في تجاوز تمجيد البطولة لتقديم النصح والإشارة لمحاولات العدو وطرقه الخبيثة في تتبع صناديد المقاومة بموازاة عملية المطر الأسود الفاشلة من اجل إرهاب الأبطال وترويع الأهالي, وتفعيل واستنفارأجهزة مخابراتهم وأعوانهم, لتحديد مربعات تواجد أسيرهم الصهيوني, وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذر يع, وتكسرت أمالاهم ومخططاتهم على صخرة الند الفلسطيني الذي يعمل في مربع المستحيل الصغير(غزة), وأدار حربا نفسية وبالونات التمويه بطرق تستحق أن نفخر بهم جميعا, وعليه ارتدت جحافل الإرهاب الصهيوني على أعقابها, ارتدت أمام الإصرار الفلسطيني البطولي بعدم الاستسلام, والجاهزية العالية المعمدة بمعنويات أسطورية لمواجهة ذلك الغزو الأسود, وقد كسبت المقاومة الجولة الأولى وتم إسقاط الخيار العسكري والقوة الدموية للإفراج عنوة عن شاليط عنوانه هزيمتهم النكراء!!!!
وقد بدأت الجولة الثانية وزمام المبادرة بيد المقاومة التي لم تتزحزح قيد أنملة عن مطالبها العادلة, بدأت الجولة باعتبار المجرم جلعاد أسير حرب باعتراف القيادة الصهيونية, كمصطلح استثنائي على ثقافة الكيان الإسرائيلي, كوسيلة ماكرة وحيلة لها من الأهداف الكثير, أولها السماح للصليب الأحمر الدولي إدراج الأسير جلعاد على القوائم, والاطمئنان على سلامته لحين.... وكذلك تحميل السلطة الوطنية الفلسطينية مسئولية سلامة الأسير دوليا, وثانيها إفساح المجال أمام أطراف ثالثة بالتدخل من اجل إبرام صفقة عنوانها عدم الندية الفلسطينية الصهيونية, والتلويح بضخامة الخسائر في صفوف الفلسطينيون إن لم يطلق سراح الأسير جلعاد دون شروط مسبقة, مقابل وعود بإطلاق سراح أسرى فلسطينيون لاحقا!!!!
ولا غرابة في هذه الغطرسة الصهيونية رغم الهزيمة, ولا غرابة فيمن يؤمنون بقدرة الكيان الإسرائيلي على فرض شروطه انطلاقا من عجزهم التاريخي وخشيتهم على عروشهم المهترءة كأنظمة طغيان يستعينون بالرضا الصهيوني لتثبيت شرعيتهم, حتى لو كان ضالة الصهاينة دابة انزلقت لحدود البركان الفلسطيني, فلا يئولوا جهدا حتى يطلق سراحها.
وبين هذا وذاك نؤمن جميعا إن أجهزة المخابرات الصهيونية تعمل على مدار الساعة بأربع عيون, لاتكل ولا تمل حتى أنها توظف كل التكنلوجيا المتطورة, وأباليس الأرض البدائيين, وليست نكتة أن بعظهم ذهب إلى إمكانية استخدام الجن من اجل تحديد موقع الشيطان, لكنهم للأسف يستخدمون الجن البشري والتكنولوجي لتتبع وسائل الأعلام النافذة, من اجل تحديد مكان الأسير ومحاولة تحريره دون ثمن, وبالتالي ترتفع أرصدة يهود اولمرت ووزير حربه بيرتس بعدما انهارت الأرصدة على حدود غزة الشمالية والجنوبية والشرقية, وكذلك في الجنوب اللبناني.
وعليه نكمل النصح بان الوقت كلما طال وتسريب المعلومات ان أسيرهم بخير ويحتفل بعيد ميلاده, فهذا ليس في مصلحة المقاومة التي من المؤكد أنها تعاني جراء الخطط المستمرة, وعدم الثبات في المواقع خشية تسريبات المخلصين الذين تسمح لهم المقاومة بالاطمئنان على صحة الأسير, الوقت كلما طال ليس في مصلحة الأسرى الذين تتلاعب المخابرات الصهيونية وجهات أخرى بمشاعرهم ومشاعر عائلاتهم, التي جهزت نفسها لاستقبالهم في شهر رمضان المبارك أو مع حلول عيد الفطر الحزين, وقد فشلت أو أُفشلت الصفقة نتاج عدم جدية الجانب الإسرائيلي وإتباع اكبر قدر من أسلوب المناورة والمماطلة من جهة, ونتاج عدم ثقة المقاومة بالعدو ووعوده الكاذبة بهدف الخداع وكسب المعركة واستثمارها سياسيا داخل الساحة الحزبية والجماهيرية الصهيونية.
جميعنا يثق بان عدم تنازل المقاومة عن سقف مطالبها العادلة, وعن وضع آليات وسقف زمني لإطلاق سراح شاليط بموازاة إطلاق سراح أسرى الحرية الفلسطينيون, هي بطولة لإكمال المهمة, لكن الصهاينة يعملون بمخططات سوداء دقيقة من اجل إقحام أطراف عربية ودولية في مأزق التفاوض ومحاولة الإيقاع بالطرف الفلسطيني, على انه سبب فشل إتمام الصفقة وبالتالي استغلال تلك الجبهة من اجل تأييد الغزو القادم والاجتياح واسع النطاق المخطط مسبقا, وتسميته بغير مسمياته وتعليقة على شماعة الأسير شاليط.
فماذا يعني لنا مقتل شاليط سواء بسلاح المقاومة ردا على بوادر اجتياح قد يحدث, أو حتى قتله نتيجة قصف عشوائي صهيوني جنوني؟؟؟
ماذا يعني لنا أن يأخذوا شاليط جيفة وجثة هامدة أو حتى حيا ولا يطلق سراح أسرانا البواسل؟؟؟؟
كيف لنا أن ندير معركة الوقت لصالحنا ونعمل بفنون لغات التكتيك السياسي مثلهم وأكثر؟؟؟
فالكيان الإسرائيلي معني بالعلاقات المصرية الإسرائيلية واستمرار الهدوء على الجبهة المصرية, ونحن معنيين بكسب ود وتعاطف وتضامن مصر حكومة وشعبا, ونثق بالأشقاء المصريين إذا قطعوا وعدا ثابتا, فقضية الأسرى خط احمر ولن ينزلق المصريون للفخ الإسرائيلي بتسليم الأسير ومن ثم التنكر للضمانات المصرية.
فلماذا لا نلقي الكرة في الملعب المصري ونرتضي بضماناتهم ونحملهم مسئولية الخداع الصهيوني؟؟؟
فالوقت يا رفاق الدرب والسلاح كالسيف وهناك من يخطط في الخفاء لغير ما تخططون, هناك يا أخوة الدم والمصير أسرى متعطشين للحرية وأطفال ونساء هم مسئولية كل شريف مثلكم, فلو نجح العدو في الانقضاض على عرينكم بفعل كل أدوات المتابعة والتجسس البشري والالكتروني وتحرير الأسير حيا أو جيفتا فهذه طامة كبرى ليس من المستحيل حدوثها بفعل المساحة الغزية الضيقة وإطالة مدة الاحتفاظ بالأسير الصهيوني.
فالحكومة الإسرائيلية المتخبطة جاهزة لخوض مقامرة دموية فيما لو توفر لها أدنى رزمة معلومات, حتى لو ارتكبوا بحماقة أبشع أنواع المجازر في المنطقة الهدف, وهذا لا يرهبنا, وجل ما يخيفنا ان لا يتحرر أسرانا بعدما يكون الثمن بأيدينا...كاد الله في عونكم على هذا الحمل الثقيل في هذا المربع الصغير, ولا نشك لحظة واحدة بإيمانكم المطلق على الإصرار والتحرير لأسرانا البواسل.
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟