حرب المنازل جَبانة!!

سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1694 - 2006 / 10 / 5 - 06:26
المحور: القضية الفلسطينية
    

((ما بين السطور))

لم تكد تجف بعد دماء الأبرياء, ولم تمر سويعات, ولم تصبح الفاجعة ذكريات, حتى تطلعنا الأخبار بنوعية جديدة من همجية الإحداثيات.

فمنذ أن ساد الهدوء الحذر ميدان المواجهة والعمليات, بين جماهير غاضبة وعناصر مسلحة, وبين القوة التنفيذية الذراع الضارب لوزير الداخلية الفلسطيني, وقد انتقلنا إلى موجة أخرى من أنواع الجريمة والغزو الهمجي, فلا تكاد تمر ساعة حتى نسمع بخبر إلقاء عبوة ناسفة على بيت الناشط (الفلاني) وإطلاق النار على بيت القائد(العلاني), وبذلك تكون المواجهة في مرحلة جزر لتعود إلى جذورها, وتنكشف الصورة على أصلها, بعللها وعلاتها, مابين فئات في الباطل الدموي لا تمثل إلا مصالحها وذاتها بهذا السلوك الأرعن.

فان المنازل المستهدفة بالرصاص الموجه, والقنابل, والقذائف المحشوة, ببارود الحقد والفئوية, والتطرف البغيض, والسلوك اللامسئول.فتلك المنازل الآمنة لا يقطنها الخصم بمفرده, بل بها أطفال وشيوخ ونساء, فكيف نلقي بإنسانيتنا إلى مز ابل التاريخ؟؟؟ , وكيف ندوس على ضمائرنا بأحذية التطرف والعنصرية, لنزرع الرعب والحقد في قلوب المساكين من الأطفال والشيوخ والنساء, الذين لا ناقة لهم ولا بعير في ذلك الكرسي الأسود اللعين!!!!!

فهل فكر احد العابثين الذين يلقون بقنابلهم الحاقدة وبزخات رصاصهم الأسود على بيت زيد أو منزل عمر, انه ربما يقتل طفل رضيع يلتحف صدر أمه يبحث عن حنان مفقود في زمن الوحوش الضارية؟؟, هل فكر احد العابثين بشظية رخيصة أو طلقة كفر تقتل كهل مًسن يجلس متضرعا خاشعا في حضرة الكريم شاخصا بقلبه وعيونه في حب خالقه, مناجيا أن يزيل الكرب عن الأمة؟؟.

فمن أي المجرات هؤلاء العابثين؟ وأي حقد وأي تطرف هذا يا رعاة البقر, والله إن ثقافة حرب المنازل, ماهي بثقافتنا مهما اختلفنا, بل هي حلقة مقيتة من مسلسل الدموية الصهيونية, ذات الوجه الإجرامي البشع, منهجها القتل الجماعي, والقتل العشوائي, لم يفرقون ولن يفرقون فيها بين ابن فتح أو ابن حماس, لا يفرقون بين قتل قائد أو مناضل أو أطفال رضع وأجنة لم ترى النور, تلك الأجنة التي رحمها الله بان لا ترى الضباب الأسود الذي غلف القلوب الفلسطينية لنصل إلى هذا الحال من مهاوي الردى, إنها ثقافة اليهود يا مسلمين, استهدفوا الزرع والضرع, استهدفوا الشباب قبل الشيبة, استهدفوا الأطفال والنساء قبل القادة, استهدفوا الأرحام التي تحمل المستقبل, توقفوا عن حربكم السوداء لتتوقف في مكان وتطل علينا من مكان أخر بفنون وأهداف جديدة ما انزل الله بها من سلطان, إنما هي رجس من عمل ووسوسة الشيطان, أذكركم هنا كما افعل دائما بما قالته المجرمة النازية الصهيونية جولدامئير((الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت!!!)) أما والله قد انتزع الإيمان من قلوبكم وضاع الأمان؟؟؟!!!

فالمنازلة عبر فقرصنة الاغتيالات وقطع الطرقات وفنون حرب المنازل, جريمة جبانة, والاشرف لكم حياة الجَبانة, فعندما يمن الله علينا ببعض الهدوء أسوة بتضحيات شهدائنا وجرحانا وأسرانا, يهب العابثون الذين يعتبرون الهدوء وتضميد الجراح كارثة!!! كي يحافظوا على استمرار ضخ الحقد والتوتر في أوردة الوطن بشوارعه وشرايين الحياة بمنازلها, فأي أنواع البشر انتم؟ وأي أهداف تافهة بخسة تريدون تحقيقها, على حساب لحظة هدوء ليغفوا بها شيخ مريض وطفل رضيع؟؟ أي أنواع المناضلين والمجاهدين انتم؟؟!!!

استثنوا منازل أبو سفيان من حقدكم ومصالحكم الفئوية الرخيصة المتطرفة, فكل شيء زائل قصوركم وزعامتكم وأرصدتكم, لتورثون لأجيالنا الحقد والدموية المحرمة, لن تنفعكم الكراسي ولا الجوخات القيادية التي خلفا تلهثون وتدوسون الدم الفلسطيني المقدس, إذا كانت المؤسسة قد ضاقت ضرعا بثنائياتكم وثلاثياتكم!!!فاتقوا الله في أطفالكم, اتقوا الله في حرمة بيوتكم, فوالذي نفسي وأنفسكم بيده إنكم جميعا خاسرون, ولا تصلحون لإدارة زريبة أغنام, وليس إدارة ارض كنعان, طالما استؤصلت الرحمة من قلوبكم, فابشروا بغضب من عند الرحمن الرحيم, ابشروا بغضب شعب لا يستسلم للظلم والقهر ولا يلين.

سأذكركم بمجرم نازي وليس مغفل بل كان صاحب نظرية دموية لكل البشرية بغض النظر عن المبالغة في الأسطورة الصهيونية, انه المجرم هتلر سا ستنطق التاريخ المدون كي نعرف ماكان يفكر باستيراده من الفلسطينيين, أراد أن يعلم شعبه الرجولة وقوة الإرادة ولا أسوق ذلك للفخر به, وإنما ليعرف كل المجرمين من فصيلته, من صهاينة وأعوان صهاينة وعابثين أن الشعب الفلسطيني ثابت لا يقهر, وسينتصر على كل الغزاة والطغاة والعابثين قال النازي هتلر برسالة للألمان السوديت_1936:

((اتخذوا يا ألمان السوديت من عرب فلسطين قدوة لكم, إنهم يكافحون انجلترا (اكبر إمبراطورية في العالم) واليهودية العالمية معا, ببسالة خارقة, وليس لهم في الدنيا نصير أو مساعد, أما انتم فان ألمانيا كلها من ورائكم))

فمن اعتقد بثقافة نازية أو صهيونية انه سيدمر هذا الشعب ولحمته وبطولته لهثا خلف مصالح صغيرة عفنة, فليعلم انه سيداس أجلا أم عاجلا ولن تنفع احد أي من قلاع اللجوء الإقليمية أو الدولية بما فيها الصهيونية!!
فأي بشر انتم, لا رحمة في قلوبكم على بشر ولا حجر.

فليس هكذا تورد الإبل يا دعاة الشرف وحماة العرين

#سعيد_موسى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات