أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة















المزيد.....

الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1914 - 2007 / 5 / 13 - 06:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((مابين السطور))

شهدت خمسينات القرن المنصرم,ميلاد ثقافة الفتوة أفرزتها الأوضاع السياسية المهلهلة,والقانون المسلوب, ونفوذ جماعات المخدرات والمال,حتى ضاع حلم الأجيال,ففي ذلك الزمن المعلوم والمجهول, اخذ حفنة من بلطجية العصر البائد زمام القانون بأيديهم, فلا سائل ولا مسئول,وقسمت الأوطان إلى مجموعة مناطق نفوذ تخضع لقوانين فتوات الأزقة والحواري العربية,فكان الفتوة حاكما بأمره,مالكا لمصير ومقدرات عبيد منطقة نفوذه, وما على الجميع حينها ,إلا الدفع بالحسنى, والسمع والطاعة والولاء الأعمى,ومن تمرد بلسانه أو بصره فقد ظل طريق الحكمة والبصيرة التي تبقي على حواسه المتمردة, وقد حلت عليه لعنة(النبوت والدبوس) المزركشين بالفولاذ القاتل,وهما شعار قانون المرحلة, والحاضر يعلم الغائب, أما القانون التقليدي الميت الحي والحاضر الغائب,فموجود ليس أكثر من مسمى وجثة هامدة تستظل بظلال عرش الفتوة وترعى في ملكوت غابته وتعيش على فتات نعيمه,القانون التقليدي الهش لم يكن أكثر من هياكل عظمية متحجرة,وحتى القائمين على تلك الهياكل هياكل, بدء من الضابط حتى المأمور, فتحولوا بفضل طاعة النبوت والدبوس إلى مرتشي ومأجور, لاحول لهم ولاقوه إلا تسجيل حالات الموت الرخيص والجرائم النكراء ضد مجهول, رغم المحسوب والمعلوم.

هكذا تناقلت الروايات والشهود إحداثيات عصور الظلام, وعقدها الاجتماعي من طرف واحد وبعنوان واحد وهو الزعرنة, والفرض, والسلب والنهب, وارتضاء المذلة, وكظم الغيط عن ضعف ووهن في مواجهة فحول الفتوات, ومغتصبي الاتوات,فالمال في يد العباد ملك فتوة المربع,لكنه يكتفي بالريع, ويا ويل من تباطأ عن الدفع السريع!!!

وفي واقعنا الفلسطيني,كانت سلطة الاحتلال تمثل ارث الفتوات الدموي, فسلبت المال والأرض,ودمرت الزرع والضرع,وبلغ القهر والإذلال درجات الغليان,مما دفع العباد إلى التمرد والثورة رغم سوط الجلاد,وقيد السجان,ودفع الخلق ثمنا باهظا مقابل تجاوزهم حدود المسموح والمعقول,وسقط عشرات ألاف من الشهداء الأبرار كعربون تحرر من قانون مرحلة الدبوس والنبوت الصهيوني الدموي, حتى لاح في الأفق نور اعتقد البعض انه مؤشر على نهاية نفق عبودية الفتوات,هؤلاء البعض المتطير,مابين متفائل ومتشائم, متشكك ومتيقن,بان الفجر أوشك على الطلوع,فتحول العقد أحادي الطرف إلى طرفين متعاقدين,حاكم ومحكوم,ورفع شعار المجتمع المدني, ونثرت ألاف اليافطات لتبشر بدولة العدالة والقانون,واستبشر الخلق بالأمن والأمان, وتململت الأجيال التائهة الضائعة من تحجرها أملا باللحاق بركب التطور والحضارة, وتحويل عصر ظلام الفتونة الذي خلفه الاحتلال إلى قلاع تواكب القلاع الأممية السباقة في مجال التصنيع والتجارة والزراعة والبحث العلمي!!!

عود على بدء:ِ

فقد آبى ماتبقى من حملة مشعل الفتوات إلا أن يستعيدوا أمجادهم,فأعادوا تجمعهم وأدو قسمهم الشيطاني في دهاليز معابد فتوات العصور الحجرية,ليجددوا القسم والعهد في الألفية الثالثة على إعادة شبح الفلتان إلى ذروة مستنقع عصور الجهل في زمن التحضر,والذي يمكنهم من إحلال قانون النبوت والدبوس بدل لوائح القانون من الممنوع إلى المسموح,فلا مسموح ولا ممنوع الامايسمح ويمنع به قانونهم.

فتوات الساحة الفلسطينية:
ِ
سقطت كل قلاع الحلم,الشرطية والأمنية, المدنية والعسكرية في قبضة فتوات الألفية الثالثة, ولكن هذه المرة على ساحتنا الفلسطينية الحالمة, واستعاد الفتوات أمجادهم باسم العائلة,والتنظيم,وبأسماء ما انزل الله بها من سلطان, فَشَرعوا القتل دون حدود حتى الأطفال استبيح دمائهم وكله يسجل ضد مجهول, فشيدوا قلاع الهمجية بعدما حلمنا بقلاع الحرية, فأصبح لهم دواوين ومحاكم وزنازين, وأسلحة فاقت في وصفها أسلحة سلطة الظل الحاضرة الغائبة, بل وزادت نوعا!!!

نُثر الموت على قارعة الطرقات, وعلى الشواطئ وعتبات المنازل والمدارس والمنتزهات, شُرعت قوانين الابتزاز وجمع الاتوات, وعلى مسمع ومرأى رجال هياكل القانون الأحياء الأموات((وعلى عينك ياتاجر!!)).
ومن يتمرد على قانون النبوت والدبوس تجده ذبيحا وملقى على المزابل أو حتى على قارعة الطرقات,ماهذا الهذيان والهستيريا والجنون وقد تحولت ساحات رواها الشهداء بالدماء والتضحيات إلى مقاصل إجرام ومرتع لأقزام ثقافة الدبوس والنبوت, أهانت عليكم فلسطين الجريحة لتشهدوا كصمت القبور على محافل ذبحها؟؟!! ماذا نقول لام الشهيد وابن الأسير وابنة الجريح؟؟!!

والطامة الكبرى أن رؤوس الفتوات لهم جذور أمنية وعائلية وتنظيمية, فشعار خافت هناك يئن قائلا(لاصوت يعلوا فوق صوت سلطة القانون) وصوت الفتوة المتجبر يصرخ بأزيز الرصاص (ماعاش ولاكان صوت غير قانون الفتوات والنبوت والاتوات), والطامة الحقيقية عندما تتوسط أعلى مراتب القانون لدى إمبراطوريات الفتوة,وبصوت ذليل وهزيل تستجديهم وتتوسل لهم برفع أيديهم عن مواليهم من الفرائس!!!

ومازالت الهياكل الأمنية رابضة كالجرذان المخدرة في مواجهة إخطبوط الفتوات, لاتحرك ساكنا في ليل وظلام الرعب والرعب المتصاعد, ولا تتحمل مسئولياتها في وقف سيل الدماء البريئة, أما الشعار فحدث لاحرج, خطط ومخططات واخاطيط ومخطوطات وصريخ وهرطقات لاتسمن ولا تغني من جوع, فيخال للبعض أنهم مُقدمون على مداهمة كهوف وقلاع الفتوات العابثة بتاريخنا المعمد بدماء الشهداء وتضحيات الأسرى, والحقيقة المرة والمخجلة المخزية أنهم يعدون العدة لتنظيم المرور وبسطات البلديات, ويغفلون عن عمد الجرائم التي تتوارد إلى أسماعنا وأبصارنا يوميا بفعل غطرسة الفتوات وذلك بسبب التداخل والامتداد الجذري لتلك الممالك السوداء داخل هياكلهم, فكيف يكون الإصلاح دون قطع دابر الشر من جذوره, بدء بتطهير زبانية الفتوات من داخل الهياكل القانونية والذين يمدوا فتواتهم بكل شاردة وواردة في المخطط والتوجه الأمني, ودون ذلك فان معاول البناء والإصلاح ستكون ملوثة بفيروس الفتوات وستنتشر من جديد مع نفس المعول إلى الأرض البور التي ينوى استصلاحها!!!

والعجب العجاب أن المواطن سَلم بموت سلطة القانون فيتوجه بمظالمه وهمومه إلى الفتوات لاستعادة حقه حتى لو دفع نسبة منها وعندما يلام ويسال يقول(( استعين بالظالم العام على الظالم الخاص)) ولا عجب!! وتقوم حاليا بعض المؤسسات الكبيرة العامة والخاصة على الاستعانة بالفتوات لانتزاع حقوقها من جوف المواطن الجاف البائس اليائس, فاستعينوا بالله وادعوا معنا أن لايطيلها من شدة وان تكون مرحلة الفتوات التي تحصد يوميا الأرواح والاتوات مرحلة عارضة عابرة بفعل المناضلون الأشراف الذين ندعوهم لاستعادة أمجادهم وتلبية نداء استغاثة شعبهم الذي سطر أروع صفحات البطولة بلون احمر قاني.

فإلى الجحيم أيها الفتوات والمرتزقة ومن والاهم من متآمرين ومتمصلحين وجبناء, فالتاريخ لن يرحم, ولن يستطيع صامت اليوم أن يسوق نفسه بطل للغد, وغدا لناظره قريب.

وادعوا كل الأقلام الحرة الشريفة إلى عدم الاكتفاء بالصمت والوصف فهذه فلسطين ودماء الشهداء أمانة في أعناقكم فطوروا هجومكم على قراصنة الألفية الثالثة وأسيادهم ولا تخافوا في الله لومة لائم حتى وان غضب السلطان,فغضب الله أقوى ورضا الله أطيب والله المستعان.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((حرب تموز))نهج وفكر يفضي لزوال إسرائيل
- منبر الجزيرة والدوحة تحت المجهر؟!
- **المشروع الأمريكي جذور وانهيار؟!**
- **آسرانا في الزمن الصعب**
- الانتداب العربي على فلسطين !!!
- حركة فتح والخداع المرفوض
- الأزمة الفلسطينية المستعصية( هجرة أم انتحار؟
- السيد وزير الداخلية / أني لكم ناصح أمين
- د.عزمي بشارة : من عرب ال67 إلى عرب أل 48
- قوات احتلال اليونيفيل والوجود البديل ؟؟؟
- عندما تسقط المعارضة ؟؟؟!!!
- **آلن جونسون ليس أنتوني كوبر !!!**
- **إستراتيجية السلام والهبوط إلى القمة**
- **اتفاق المليار مابين التبجيل والتدليس**
- المناورات الاسرائلية والمتغير الاستراتيجي للصراع*
- ثورة السيادة_حكومة ورئاسة ؟!!!
- الدولة والاستقلال في فضاء المؤامرة, التبعية, الاحتلال؟؟
- دستور هر تسل الدموي ينفذ بيد اولمرت؟؟
- مصير صدام((نفي أم إعدام )) ؟؟
- المواجهة القادمة والاحتلال الحدودي


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد موسى - الأمن المفقود و فتوات الألفية الثالثة